يرويها: أبو بكر الصغير
يقال عادة :"أن الإنسان يشبه ما يحب"، وهنالك أشياء كثيرة لا نراها، إلاّ بعد أن تحصل الكارثة !.
فمع اقتراب موعد شهر رمضان، مع تخمة الأكل المرفوقة بتخمة المسلسلات و"السيتكومات" وبرامج السقوط والميوعة، يعود الحديث بقوة حول الدور التوعوي والتربوي والأخلاقي للتلفزيون .
يستجدّ هذا النقاش بالتزامن مع استفحال مظاهر العنف والجريمة صلب مؤسساتنا التربوية .
يتمّ توجيه الاهتمام للإنتاج التلفزيوني بكونه يساهم في تمرير مظاهر التطرف ونشر الرذيلة، وتشجيع الشباب على الانحراف خاصة.
من باب الأمانة، لا توجد إلى حدّ اليوم دراسات علمية اجتماعية حول اثر المضامين التلفزيونية على الناشئة.
لكن رغم ذلك لا يختلف اثنان أنّ لوسائل الإعلام وخاصة التلفزيون تأثير عميق على النمو النفسي والاجتماعي للأطفال وللشباب.
نحن بحاجة إلى استكشاف الآثار المفيدة والضارة لهذه الوسائل على الصحة العقلية والجسدية على هذه الشرائح من المجتمع .
نحن بحاجة كذلك لفحص الخيالات الاجتماعية التي يتم حشدها في هذه المنتجات السمعية والبصرية.
ما هو وزن السياقات الاجتماعية والتاريخية على هذه التخيلات؟ ما هي مناطق انحراف الأحداث التي تم رسمها على الشاشة؟ كيف تقوم برامج التلفزيون بتكوين مجموعة من الصور النمطية الاجتماعية لتوصيف الشباب الجانحين من خلال أساليب عرضهم في صور البطل والمبهر والنجم في محيطهم، وأطرهم الأسرية والمؤسساتية، ومواقفهم وممارساتهم غير القانونية أو المخالفة لقيم ونواميس المجتمع، كذلك دوافع أفعالهم وأهدافهم، و علاقاتهم بالسلطة، تحديدا برجال الأمن.
تم تشويه الواقع، في بعض المضامين التلفزيونية من خلال المبالغة في الكثير من الأمور التي يتم عرضها، كما تم ترسيخ صورة الشباب الجانحين المجرمين، على مدى سنوات، من خلال مضامين هذه الشاشة الصغيرة عبر مسلسلاتها ورواياتها وحتى تحقيقاتها وتقاريرها الخاصة، لتشكل بذلك ذخيرة هائلة من التمثلات السمعية والبصرية لشباب خطير، إن لم يكن في بعض الأحيان في خطر .
إذا كان جنوح القاصرين والشباب يشكل موضوعا قانونيا، فلا يمكن تلخيصه أو حصره هناك بقدر ما يرتقي إلى آفة تهدّد تماسك واستقرار وسلامة المجتمع.
إنّ رسالة التلفزيون، تحديدا البرامج التي ينقلها ليس من هدف لها إلاّ ترسيخ وعي المرء بالعالم من حوله، كما تزيد من معرفته وثقافته.
التلفزيون عامل أساسي في التواصل التعددي، يتيح لنا التركيز على القضايا الرئيسية التي تشغل حياتنا. ينيرنا على ما يواجهنا من تحديات وقضايا .
مشكلتنا، غياب مواثيق ومدوّنات تحدّد الخطّ التحريري لما يبثّ من برامج .
هنالك مسؤولية واضحة في ضمان الامتثال الصارم للمعايير الصحفية المهنية، وإتباع نهج متوازن ومحايد في الشؤون الجارية، وتعدد وجهات النظر السياسية والثقافية، فضلاً عن تقديم البرامج المخصصة لجماهير متنوعة وتناول احتياجات الأطفال والنساء وكذلك احتياجات الأقليات المختلفة التي قد يتم تجاهلها من قبل وسائل الإعلام التجارية .
تمّ طرح في فرنسا ميثاق حسن السلوك، يلزم الشركات المصنعة للألعاب وبرامج تلفزيون الواقع بشروط معينة.
ليس لهذا الميثاق في حد ذاته قيمة قانونية، لكنه في حالة المحاكمة، من شأنه أن يقلل إلى حد كبير من نطاق الحجج التي يقدمها المحامون.
بالتوازي مع ذلك بادرت عدّة هيئات بثّ بإنشاء ما يعرف بـ"لجنة أخلاقيات" تضع معايير مضامين البرامج.
"في القرية تلفاز"، عبارة كم سمعناها ونحن في طفولتنا، لتؤكد أهمية وعظمة الحدث، وتأثيراته الاجتماعية وسلوكيات المواطنين بما شكّل نقطة تحولّ من حال إلى أخرى .
صغر العالم ، وتشتّت الآسر، وسكنت القلوب أحلام جديدة.
يرويها: أبو بكر الصغير
يقال عادة :"أن الإنسان يشبه ما يحب"، وهنالك أشياء كثيرة لا نراها، إلاّ بعد أن تحصل الكارثة !.
فمع اقتراب موعد شهر رمضان، مع تخمة الأكل المرفوقة بتخمة المسلسلات و"السيتكومات" وبرامج السقوط والميوعة، يعود الحديث بقوة حول الدور التوعوي والتربوي والأخلاقي للتلفزيون .
يستجدّ هذا النقاش بالتزامن مع استفحال مظاهر العنف والجريمة صلب مؤسساتنا التربوية .
يتمّ توجيه الاهتمام للإنتاج التلفزيوني بكونه يساهم في تمرير مظاهر التطرف ونشر الرذيلة، وتشجيع الشباب على الانحراف خاصة.
من باب الأمانة، لا توجد إلى حدّ اليوم دراسات علمية اجتماعية حول اثر المضامين التلفزيونية على الناشئة.
لكن رغم ذلك لا يختلف اثنان أنّ لوسائل الإعلام وخاصة التلفزيون تأثير عميق على النمو النفسي والاجتماعي للأطفال وللشباب.
نحن بحاجة إلى استكشاف الآثار المفيدة والضارة لهذه الوسائل على الصحة العقلية والجسدية على هذه الشرائح من المجتمع .
نحن بحاجة كذلك لفحص الخيالات الاجتماعية التي يتم حشدها في هذه المنتجات السمعية والبصرية.
ما هو وزن السياقات الاجتماعية والتاريخية على هذه التخيلات؟ ما هي مناطق انحراف الأحداث التي تم رسمها على الشاشة؟ كيف تقوم برامج التلفزيون بتكوين مجموعة من الصور النمطية الاجتماعية لتوصيف الشباب الجانحين من خلال أساليب عرضهم في صور البطل والمبهر والنجم في محيطهم، وأطرهم الأسرية والمؤسساتية، ومواقفهم وممارساتهم غير القانونية أو المخالفة لقيم ونواميس المجتمع، كذلك دوافع أفعالهم وأهدافهم، و علاقاتهم بالسلطة، تحديدا برجال الأمن.
تم تشويه الواقع، في بعض المضامين التلفزيونية من خلال المبالغة في الكثير من الأمور التي يتم عرضها، كما تم ترسيخ صورة الشباب الجانحين المجرمين، على مدى سنوات، من خلال مضامين هذه الشاشة الصغيرة عبر مسلسلاتها ورواياتها وحتى تحقيقاتها وتقاريرها الخاصة، لتشكل بذلك ذخيرة هائلة من التمثلات السمعية والبصرية لشباب خطير، إن لم يكن في بعض الأحيان في خطر .
إذا كان جنوح القاصرين والشباب يشكل موضوعا قانونيا، فلا يمكن تلخيصه أو حصره هناك بقدر ما يرتقي إلى آفة تهدّد تماسك واستقرار وسلامة المجتمع.
إنّ رسالة التلفزيون، تحديدا البرامج التي ينقلها ليس من هدف لها إلاّ ترسيخ وعي المرء بالعالم من حوله، كما تزيد من معرفته وثقافته.
التلفزيون عامل أساسي في التواصل التعددي، يتيح لنا التركيز على القضايا الرئيسية التي تشغل حياتنا. ينيرنا على ما يواجهنا من تحديات وقضايا .
مشكلتنا، غياب مواثيق ومدوّنات تحدّد الخطّ التحريري لما يبثّ من برامج .
هنالك مسؤولية واضحة في ضمان الامتثال الصارم للمعايير الصحفية المهنية، وإتباع نهج متوازن ومحايد في الشؤون الجارية، وتعدد وجهات النظر السياسية والثقافية، فضلاً عن تقديم البرامج المخصصة لجماهير متنوعة وتناول احتياجات الأطفال والنساء وكذلك احتياجات الأقليات المختلفة التي قد يتم تجاهلها من قبل وسائل الإعلام التجارية .
تمّ طرح في فرنسا ميثاق حسن السلوك، يلزم الشركات المصنعة للألعاب وبرامج تلفزيون الواقع بشروط معينة.
ليس لهذا الميثاق في حد ذاته قيمة قانونية، لكنه في حالة المحاكمة، من شأنه أن يقلل إلى حد كبير من نطاق الحجج التي يقدمها المحامون.
بالتوازي مع ذلك بادرت عدّة هيئات بثّ بإنشاء ما يعرف بـ"لجنة أخلاقيات" تضع معايير مضامين البرامج.
"في القرية تلفاز"، عبارة كم سمعناها ونحن في طفولتنا، لتؤكد أهمية وعظمة الحدث، وتأثيراته الاجتماعية وسلوكيات المواطنين بما شكّل نقطة تحولّ من حال إلى أخرى .
صغر العالم ، وتشتّت الآسر، وسكنت القلوب أحلام جديدة.