إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اليوم.. تزامنا مع احتفالات اليوم العالمي للمرأة.. دليلة المفتاحي تعيد قراءة ورقات من تاريخ تونس وتلقي الضوء على قصص نسائية ملهمة ..

 

تونس - الصباح

تعرض مؤسسة المسرح الوطني اليوم 8 مارس الموافق لليوم العالمي للمرأة أحدث تجارب الممثلة دليلة المفتاحي على مستوى الإخراج "البوابة 52" وذلك انطلاقا من السابعة مساء بقاعة الفن الرابع.

"نحب نهجّ من ها البلاد" هي العبارة المشتركة بين بطلات "البوابة 52"، إنتاج مسرح الناس عن نص دنيا مناصرية، تجتمعن في مطار تونس قرطاج وتحديدا بـ"البوابة 52" يجلسن منذ عشرات السنوات دون أن يغادرن تونس، ليس غريبا أن تختار دليلة المفتاحي في رؤيتها الجمالية وطرحها الفكري للعمل بقاء بطلاتها على أرض تونس يعاتبن وطنا لا يعترف بنضالاتهن فشخصيات "بوابة 52" لسن نساء عاديات هن "حسنية رمضان عميد"  (توشح صورتها أفيش العمل)، "فاطمة بنت علي النيفر"، "زكية بنت محمد لمين باشا باي" و"مبروكة القاسمي"، مناضلات زمن الاستعمار الفرنسي لبلادنا.

بطلات مسرحية "بوابة 52" المدعومة من وزارة الشؤون الثقافية عالقات في الزمن يرون أحداثا من ورقات تاريخنا الوطني زمن الاستعمار في سنة 2022 حتى أن موظف الجمارك شك في هوياتهن وكانت التهمة الأنسب في راهننا "خلية متطرفة تخطط لعملية إرهابية" .. تربكنا الفكرة في البداية لكن بوح شخصيات العمل عن معاني الوطن، التضحية، جحود الأهل والساسة.

واختارت الكاتبة دنيا مناصرية والممثلة والمخرجة دليلة المفتاحي في تجربتهما الفنية "البوابة 52" نماذج لمناضلات تونسيات زمن الاستعمار يجمعهن حب تونس وانتماءاتهن الثقافية والاجتماعية المختلفة فالمناضلة زكية بنت محمد الأمين باشا باي والملقبة بالنمرة السوداء من تونس العاصمة هي ابنة محمد الأمين باشا باي آخر بايات العائلة الحسينية كانت تعمل على دعم المقاومة المسلحة وإخفاء زعماء وقادة المجموعات المناضلة، كما شاركت في مظاهرات 1952 وتنظيم الأنشطة الخيرية ورغم ذلك تم حبس أشقائها وزوجها الحكيم محمد بن سالم وافتكت أملاك عائلتها وفرضت الإقامة الجبرية على والدها محمد الأمين باي أمّا حسنية رمضان عميد فهي أصيلة ولاية قفصة ( حزمة أولاد الشريط) وشاركت "الفلاقة" في الجبال نضالهم وكانت تهتم بجرحى  وأخفت عددا من القادة منهم الزعيم الحبيب بورقيبة حين تنكر في زي امرأة وهرب إلى ليبيا كما فجرت جسر واد المالح بين قفصة وزانوش مدمرة مدرعات جيش الاحتلال الفرنسي غير أن انتماء حسنية رمضان عميد لجماعة لزهر الشرايطي ضد بورقيبة كان وراء اعتقالها واعتبارها خائنة للوطن.

البطلة الثالثة في مسرحية "بوابة 52" هي مبروكة القاسمي أصيلة ولاية باجة (نفزة) وهي كذلك من المشاركات في مظاهرات 1952، دعمت بورقيبة عند زيارتها لباجة حين خاف الجميع من الاستعمار كما أخفت "فلاقة جبل برقو" في منزلها وزودت المناضلين وهي في أشد حاجتها بالطعام واللباس وخسرت أبناءها لأجل تونس (عذب الأول وحكم على الثاني بالإعدام) ومع ذلك لم تتلق مبروكة القاسمي سوى الجحود والتهميش ومحي أثرها من ورقات التاريخ أمّا فاطمة بنت علي النيفر والتي ولدت بمنطقة الطلح جبل بوهدمة (شرق قفصة) فهي زوجة المناضل محمد النيفر وتقاسمت معه أحلام التحرر من الاستعمار والاضطهاد والظلم وشاركت "الفلاقة" نضالهم وامتنعت عن الادلاء بمعلومات عن زوجها ورفاقه رغم التعذيب والسجن واعتقال أطفالها الصغار  ولئن تم توسيم فاطمة النيفر بعد الاستقلال إلا أن دعمها وعائلتها لصالح بن يوسف كان وراء سجن زوجها من قبل الحبيب بورقيبة بعد الاستقلال.

نجلاء قموع

 

 

اليوم.. تزامنا مع احتفالات اليوم العالمي للمرأة..   دليلة المفتاحي تعيد قراءة ورقات من تاريخ تونس وتلقي الضوء على قصص نسائية ملهمة ..

 

تونس - الصباح

تعرض مؤسسة المسرح الوطني اليوم 8 مارس الموافق لليوم العالمي للمرأة أحدث تجارب الممثلة دليلة المفتاحي على مستوى الإخراج "البوابة 52" وذلك انطلاقا من السابعة مساء بقاعة الفن الرابع.

"نحب نهجّ من ها البلاد" هي العبارة المشتركة بين بطلات "البوابة 52"، إنتاج مسرح الناس عن نص دنيا مناصرية، تجتمعن في مطار تونس قرطاج وتحديدا بـ"البوابة 52" يجلسن منذ عشرات السنوات دون أن يغادرن تونس، ليس غريبا أن تختار دليلة المفتاحي في رؤيتها الجمالية وطرحها الفكري للعمل بقاء بطلاتها على أرض تونس يعاتبن وطنا لا يعترف بنضالاتهن فشخصيات "بوابة 52" لسن نساء عاديات هن "حسنية رمضان عميد"  (توشح صورتها أفيش العمل)، "فاطمة بنت علي النيفر"، "زكية بنت محمد لمين باشا باي" و"مبروكة القاسمي"، مناضلات زمن الاستعمار الفرنسي لبلادنا.

بطلات مسرحية "بوابة 52" المدعومة من وزارة الشؤون الثقافية عالقات في الزمن يرون أحداثا من ورقات تاريخنا الوطني زمن الاستعمار في سنة 2022 حتى أن موظف الجمارك شك في هوياتهن وكانت التهمة الأنسب في راهننا "خلية متطرفة تخطط لعملية إرهابية" .. تربكنا الفكرة في البداية لكن بوح شخصيات العمل عن معاني الوطن، التضحية، جحود الأهل والساسة.

واختارت الكاتبة دنيا مناصرية والممثلة والمخرجة دليلة المفتاحي في تجربتهما الفنية "البوابة 52" نماذج لمناضلات تونسيات زمن الاستعمار يجمعهن حب تونس وانتماءاتهن الثقافية والاجتماعية المختلفة فالمناضلة زكية بنت محمد الأمين باشا باي والملقبة بالنمرة السوداء من تونس العاصمة هي ابنة محمد الأمين باشا باي آخر بايات العائلة الحسينية كانت تعمل على دعم المقاومة المسلحة وإخفاء زعماء وقادة المجموعات المناضلة، كما شاركت في مظاهرات 1952 وتنظيم الأنشطة الخيرية ورغم ذلك تم حبس أشقائها وزوجها الحكيم محمد بن سالم وافتكت أملاك عائلتها وفرضت الإقامة الجبرية على والدها محمد الأمين باي أمّا حسنية رمضان عميد فهي أصيلة ولاية قفصة ( حزمة أولاد الشريط) وشاركت "الفلاقة" في الجبال نضالهم وكانت تهتم بجرحى  وأخفت عددا من القادة منهم الزعيم الحبيب بورقيبة حين تنكر في زي امرأة وهرب إلى ليبيا كما فجرت جسر واد المالح بين قفصة وزانوش مدمرة مدرعات جيش الاحتلال الفرنسي غير أن انتماء حسنية رمضان عميد لجماعة لزهر الشرايطي ضد بورقيبة كان وراء اعتقالها واعتبارها خائنة للوطن.

البطلة الثالثة في مسرحية "بوابة 52" هي مبروكة القاسمي أصيلة ولاية باجة (نفزة) وهي كذلك من المشاركات في مظاهرات 1952، دعمت بورقيبة عند زيارتها لباجة حين خاف الجميع من الاستعمار كما أخفت "فلاقة جبل برقو" في منزلها وزودت المناضلين وهي في أشد حاجتها بالطعام واللباس وخسرت أبناءها لأجل تونس (عذب الأول وحكم على الثاني بالإعدام) ومع ذلك لم تتلق مبروكة القاسمي سوى الجحود والتهميش ومحي أثرها من ورقات التاريخ أمّا فاطمة بنت علي النيفر والتي ولدت بمنطقة الطلح جبل بوهدمة (شرق قفصة) فهي زوجة المناضل محمد النيفر وتقاسمت معه أحلام التحرر من الاستعمار والاضطهاد والظلم وشاركت "الفلاقة" نضالهم وامتنعت عن الادلاء بمعلومات عن زوجها ورفاقه رغم التعذيب والسجن واعتقال أطفالها الصغار  ولئن تم توسيم فاطمة النيفر بعد الاستقلال إلا أن دعمها وعائلتها لصالح بن يوسف كان وراء سجن زوجها من قبل الحبيب بورقيبة بعد الاستقلال.

نجلاء قموع