إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. فجور "الفيتو" وفجور العدوان ..

 

كم كان  الراحل كلوفيس  مقصود محقا عندما وصف "الفيتو" الأمريكي بالفجور الذي يغطي على العدوان.. والحقيقة أننا نقف اليوم شهودا عاجزين أمام ما بلغه فجور "الفيتو" الأمريكي من انصياع  إلى حد المشاركة العلنية في جريمة القرن التي تقترف تحت أنظار عالم  لم يعد شيء يحركه حتى دفاعا عن بقية من ماء الوجه أو بقية من قيم  إنسانية كان ولا يزال يدعي انه  حارسها والأمين عليها قبل أن ينحصر دوره في استعراض حصيلة الضحايا الفلسطينيين بعد كل هجوم للاحتلال على أهالي القطاع الذين لم يعد أمامهم مكان امن يلجأون إليه.

المخاوف اليوم مع استمرار العدوان لليوم 152 على التوالي من الصدمة القادمة وما سيكتشفه العالم من فظاعات عندما يزاح الركام ويتم إخراج أشلاء الجثث والضحايا الذين فقدوا الحياة بعد طول انتظار فماتوا عطشا أو جوعا لان أيدي المسعفين لم تتوصل إليهم أو منعت من الوصول إليهم.

أكثر من معركة يخوضها الفلسطينيون اليوم على أرض غزة في مواجهة أبشع أنواع الاحتلال وأخطرها معركة الوجود في مواجهة عملية الإبادة الجماعية بكل أنواع السلاح من قصف أو تجويع أو حرمان من العلاج.. ولاشك أيضا أن المعركة ضد «الأنروا» هي المحطة قبل الأخيرة قبل قبر القضية الفلسطينية.. فليس سرا أن «الأونروا» كانت ولا تزال منذ أكثر من سبعة عقود ملاذا للفلسطينيين في فلسطين المحتلة كما في الشتات وهي تبقى من المنظمات الدولية التي لا يمكن التفريط فيها طالما بقي الصراع قائما وهي بالتالي عنوان لحق العودة وللقرار 194 الذي أقرته الأمم المتحدة والذي تريد إسرائيل استغلال الحرب الراهنة للتخلص من تبعاته القانونية وبالتالي إعلان نهاية دور «الأونروا» بكل الطرق المتاحة حتى وإن كان ذلك بافتعال الاتهامات التي فشلت في تقديم أي قرائن بشأنها وإقحام «الأنروا» في عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي  وتأليب الدول المانحة ودفعها إلى إيقاف مساعداتها للوكالة... وقناعتنا انه لا وجود لأي أدلة يمكن أن تدين «الأونروا» ولكن الثابت أن كيان الاحتلال يعتبر أن في وجود المنظمة عائقا وتحديا لمشروعه الاستيطاني ومساعي الحكومات المتعاقبة في تسفير الفلسطينيين ومصادرة ما بقي من الأرض لإقامة حلم الآباء المؤسسين لإسرائيل الكبرى ..

لا خلاف أن في استهداف وجود «الأنروا» استهداف للوجود الفلسطيني، ومن هنا إصرار الاحتلال على استهداف وتدمير كل ما له صلة بـ«الأونروا» وتحديدا المدارس والجامعات واغتيال العلماء والأكاديميين ورؤساء الجامعات.. احدث الإحصائيات وهي ليست نهائية تؤكد اغتيال خمسمائة طالب من مختلف الاختصاصات في جامعات غزة ومائة من العلماء والأكاديميين والباحثين وثلاثة رؤساء جامعات فضلا عن حرمان أكثر من ثمانين ألف طالب جامعي من التعليم كل ذلك طبعا دون أن ننسى جيش الإعلاميين الذين استهدفوا في الحرب لمنع فضح هذه الجرائم أمام الرأي العام الدولي.. العدوان المستمر في غزة أعلن منذ اليوم الأول استهداف العقل الفلسطيني واستهداف كل ما يتعلق بالعملية التربوية من أول إلى آخر محطة فيها وفي ذلك أيضا إصرار على نسف وإلغاء الذاكرة والهوية الفلسطينية التي تمكنت من الصمود بعد النكبة والنكسة بفضل المعرفة وبفضل ما يتمتع به الطفل الفلسطيني من قدرة رهيبة رغم قساوة وبشاعة الاحتلال على الحفظ  والتعلم والتفوق كما تشير إلى ذلك مختلف تقارير التنمية البشرية الأممية التي تكشف عن إرادة فلسطينية استثنائية في الإقبال على التعليم وفي كسر كل القيود من اجل معانقة الأفضل وهذا طبعا ما لا يريده الاحتلال الذي يعتبر أن تعليم الفلسطيني خطر... وقد جاءت عملية «طوفان الأقصى" لتؤكد للاحتلال انه رغم الحصار الجائر ورغم كل القيود التي فرضت على غزة وأهلها طوال ستة عشرة عاما فقد أمكن للمقاومة أن تبني لها عتادا وتطور سلاحا وتقيم لها أنفاقا عجز عن تدميرها جيش الاحتلال والوصول إلى قياداتها رغم كل ما يتوفر له من عتاد عسكري وأسلحة ذكية وقد فشلت الاستخبارات الإسرائيلية ومعها كل الاستخبارات العالمية في توقع ما حدث أو استباق صدمة «طوفان الاقصى" التي استهدفت الاحتلال برا وبحرا وجوا على حين غرة وجعلت قوى العالم من حلفاء الاحتلال تجتمع لإعلان الحرب على فصيل مسلح انتصر عليها في السابع من أكتوبر الماضي ووجه لكل الأجهزة الاستخباراتية والأمنية العابرة للحدود صفعة لا يمكن أن تنساها ومن هنا هذا الإصرار على مواصلة العملية الانتقامية المتوحشة  ضد كل أهالي القطاع وضد كل ما يؤسس للحياة في غزة ومن ذلك أيضا الإصرار على رفض السماح لعبور المساعدات الإنسانية واستهداف الجوعى بعد عمليات إسقاط المساعدات المهينة في رحلة البحث عن الحنطة أو ما توفر من طعام بعد أن بات الأهالي يقتاتون من الأعشاب إن توفرت أو أعلاف الحيوانات التي صنعوا منها الخبز لإطعام الأفواه الجائعة.. وفي ذلك وجب الاعتراف محاولة لكسر إنسانية الإنسان الفلسطيني وتحطيم معنوياته وإذلاله والدوس على كرامته حتى يبلغ به الأمر إلى  الموت جوعا أو إعلان غضبه وتمرده على المقاومة ودفعه ربما إلى كشف مواقعها وهذا ما كان الاحتلال يتطلع إليه ولكن حتى هذه المرحلة فان هذا لم يحدث ولعله لن يحدث بل يمكن القول أن المقاومة في رعاية أهالي غزة الذين يمنحونها الأمان والحماية التي تحتاجها رغم كل جرائم الاحتلال .

اسيا العتروس

ممنوع من الحياد..   فجور "الفيتو" وفجور العدوان ..

 

كم كان  الراحل كلوفيس  مقصود محقا عندما وصف "الفيتو" الأمريكي بالفجور الذي يغطي على العدوان.. والحقيقة أننا نقف اليوم شهودا عاجزين أمام ما بلغه فجور "الفيتو" الأمريكي من انصياع  إلى حد المشاركة العلنية في جريمة القرن التي تقترف تحت أنظار عالم  لم يعد شيء يحركه حتى دفاعا عن بقية من ماء الوجه أو بقية من قيم  إنسانية كان ولا يزال يدعي انه  حارسها والأمين عليها قبل أن ينحصر دوره في استعراض حصيلة الضحايا الفلسطينيين بعد كل هجوم للاحتلال على أهالي القطاع الذين لم يعد أمامهم مكان امن يلجأون إليه.

المخاوف اليوم مع استمرار العدوان لليوم 152 على التوالي من الصدمة القادمة وما سيكتشفه العالم من فظاعات عندما يزاح الركام ويتم إخراج أشلاء الجثث والضحايا الذين فقدوا الحياة بعد طول انتظار فماتوا عطشا أو جوعا لان أيدي المسعفين لم تتوصل إليهم أو منعت من الوصول إليهم.

أكثر من معركة يخوضها الفلسطينيون اليوم على أرض غزة في مواجهة أبشع أنواع الاحتلال وأخطرها معركة الوجود في مواجهة عملية الإبادة الجماعية بكل أنواع السلاح من قصف أو تجويع أو حرمان من العلاج.. ولاشك أيضا أن المعركة ضد «الأنروا» هي المحطة قبل الأخيرة قبل قبر القضية الفلسطينية.. فليس سرا أن «الأونروا» كانت ولا تزال منذ أكثر من سبعة عقود ملاذا للفلسطينيين في فلسطين المحتلة كما في الشتات وهي تبقى من المنظمات الدولية التي لا يمكن التفريط فيها طالما بقي الصراع قائما وهي بالتالي عنوان لحق العودة وللقرار 194 الذي أقرته الأمم المتحدة والذي تريد إسرائيل استغلال الحرب الراهنة للتخلص من تبعاته القانونية وبالتالي إعلان نهاية دور «الأونروا» بكل الطرق المتاحة حتى وإن كان ذلك بافتعال الاتهامات التي فشلت في تقديم أي قرائن بشأنها وإقحام «الأنروا» في عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي  وتأليب الدول المانحة ودفعها إلى إيقاف مساعداتها للوكالة... وقناعتنا انه لا وجود لأي أدلة يمكن أن تدين «الأونروا» ولكن الثابت أن كيان الاحتلال يعتبر أن في وجود المنظمة عائقا وتحديا لمشروعه الاستيطاني ومساعي الحكومات المتعاقبة في تسفير الفلسطينيين ومصادرة ما بقي من الأرض لإقامة حلم الآباء المؤسسين لإسرائيل الكبرى ..

لا خلاف أن في استهداف وجود «الأنروا» استهداف للوجود الفلسطيني، ومن هنا إصرار الاحتلال على استهداف وتدمير كل ما له صلة بـ«الأونروا» وتحديدا المدارس والجامعات واغتيال العلماء والأكاديميين ورؤساء الجامعات.. احدث الإحصائيات وهي ليست نهائية تؤكد اغتيال خمسمائة طالب من مختلف الاختصاصات في جامعات غزة ومائة من العلماء والأكاديميين والباحثين وثلاثة رؤساء جامعات فضلا عن حرمان أكثر من ثمانين ألف طالب جامعي من التعليم كل ذلك طبعا دون أن ننسى جيش الإعلاميين الذين استهدفوا في الحرب لمنع فضح هذه الجرائم أمام الرأي العام الدولي.. العدوان المستمر في غزة أعلن منذ اليوم الأول استهداف العقل الفلسطيني واستهداف كل ما يتعلق بالعملية التربوية من أول إلى آخر محطة فيها وفي ذلك أيضا إصرار على نسف وإلغاء الذاكرة والهوية الفلسطينية التي تمكنت من الصمود بعد النكبة والنكسة بفضل المعرفة وبفضل ما يتمتع به الطفل الفلسطيني من قدرة رهيبة رغم قساوة وبشاعة الاحتلال على الحفظ  والتعلم والتفوق كما تشير إلى ذلك مختلف تقارير التنمية البشرية الأممية التي تكشف عن إرادة فلسطينية استثنائية في الإقبال على التعليم وفي كسر كل القيود من اجل معانقة الأفضل وهذا طبعا ما لا يريده الاحتلال الذي يعتبر أن تعليم الفلسطيني خطر... وقد جاءت عملية «طوفان الأقصى" لتؤكد للاحتلال انه رغم الحصار الجائر ورغم كل القيود التي فرضت على غزة وأهلها طوال ستة عشرة عاما فقد أمكن للمقاومة أن تبني لها عتادا وتطور سلاحا وتقيم لها أنفاقا عجز عن تدميرها جيش الاحتلال والوصول إلى قياداتها رغم كل ما يتوفر له من عتاد عسكري وأسلحة ذكية وقد فشلت الاستخبارات الإسرائيلية ومعها كل الاستخبارات العالمية في توقع ما حدث أو استباق صدمة «طوفان الاقصى" التي استهدفت الاحتلال برا وبحرا وجوا على حين غرة وجعلت قوى العالم من حلفاء الاحتلال تجتمع لإعلان الحرب على فصيل مسلح انتصر عليها في السابع من أكتوبر الماضي ووجه لكل الأجهزة الاستخباراتية والأمنية العابرة للحدود صفعة لا يمكن أن تنساها ومن هنا هذا الإصرار على مواصلة العملية الانتقامية المتوحشة  ضد كل أهالي القطاع وضد كل ما يؤسس للحياة في غزة ومن ذلك أيضا الإصرار على رفض السماح لعبور المساعدات الإنسانية واستهداف الجوعى بعد عمليات إسقاط المساعدات المهينة في رحلة البحث عن الحنطة أو ما توفر من طعام بعد أن بات الأهالي يقتاتون من الأعشاب إن توفرت أو أعلاف الحيوانات التي صنعوا منها الخبز لإطعام الأفواه الجائعة.. وفي ذلك وجب الاعتراف محاولة لكسر إنسانية الإنسان الفلسطيني وتحطيم معنوياته وإذلاله والدوس على كرامته حتى يبلغ به الأمر إلى  الموت جوعا أو إعلان غضبه وتمرده على المقاومة ودفعه ربما إلى كشف مواقعها وهذا ما كان الاحتلال يتطلع إليه ولكن حتى هذه المرحلة فان هذا لم يحدث ولعله لن يحدث بل يمكن القول أن المقاومة في رعاية أهالي غزة الذين يمنحونها الأمان والحماية التي تحتاجها رغم كل جرائم الاحتلال .

اسيا العتروس