الشعوذة والسحر والمسّ تجعل بين المعتقد بها وبين الجنون جرعة إيمان. السحر هو مكان كل الأسرار. ملك الغيب والمجهول، يلعب بالواقع، بالحواس، بالحقيقة، بالوهم.
ظهور شخصية "الساحر" أو "الساحرة" في سياق اجتماعي مضطرب حيث تمت إعادة توزيع السلطة على نطاق محلي. وهكذا يكون الأعيان الجدد، الذين أحدثت ثرواتهم خللاً في توازن المجتمع، قد استولوا على سلاح أيديولوجي طورته طقوسية متخلفة. وجود مجموعة من المعتقدات، داخل الثقافات البعيدة جدًا عن بعضها البعض، تنسب المسؤولية عن المصائب غير المبررة إلى النوايا الشريرة لأفراد مزودين بقوى خارقة للطبيعة.
من المناسب أن نتساءل عما إذا كانت هذه الطروحات والمفاهيم متوافقة مع قناعاتنا العقائدية أو إن شئتم معارفنا العلمية .
أعلنت النائبة فاطمة المسدي عن مبادرة تشريعية جديدة بإصدار قانون يجرّم السحر والشعوذة والمسّ (هذه إضافة مني).
حسب إحصاءات نشرت قبل فترة، يوجد في تونس اليوم 145 ألف مشعوذ وساحر، تؤكدها دراسة قام بها الباحث التونسي في علم الاجتماع، زهير العزوزي، بما يتّجه القول إلى أن نسبة المشعوذين والسحرة في تونس تقريبا تتضاعف مقارنة بعدد الأطباء والذين لا يتجاوز عددهم 80 ألفا بحسب نفس الدراسة.
لا يوجد في ترساتنا القانونية فصل صريح يجرّم الشعوذة والسحر، لكن اغلب السادة القضاة يعتمدون الفصل291 من المجلة الجزائية، هذا الفصل الذي يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام وبخطية قدرها ألفان وأربعمائة دينار كل من استعمل اسما مدلسا أو صفات غير صحيحة أو التجأ للحيل والخزعبلات التي من شأنها إقناع الغير بوجود مشاريع لا أصل لها في الحقيقة أو نفوذ أو اعتماد وهمي أو التي من شأنها بعث الأمل في نجاح غرض من الأغراض أو الخوف من الإخفاق فيه أو وقوع إصابة أو غيرها... بما يعني فصل عام يتعلق بجريمة التحيل ويتضمن عبارات فضفاضة .
إذ القانون لم يحسم بصفة آلية في عقوبة الشعوذة والسحر، فما يجب هو الإشارة بشكل صريح إلى هذه الجريمة وتكريس العقوبة اللازمة عليها وتشديدها، نظرا لتفاقمها واستشرائها وإسهامها في خلق مجتمع قائم على الجهل والتضليل.
سبق مجلس النواب الليبي، نظيره التونسي واصدر قبل فترة قانون يجرّم السحر والشعوذة، الذي تقدمت بمشروعه هيئتا الأوقاف والشؤون الإسلامية في طرابلس وبنغازي.
وبحسب القانون الليبي الجديد، يعاقب الساحر بالقتل إذا ثبت أن سحره تضمن كفرا، أو ترتب على سحره قتل نفس معصومة، كما يمكن للقاضي أن يحكم وفق ما توفر لديه من حيثيات قانونية على الساحر بإحدى العقوبات الآتية: القتل، أو السجن المؤبد، أو السجن لمدة لا تقل عن خمس عشرة سنة، مع غرامة قدرها مائة ألف دينار.
إنّ هذا الارتباط بالآلهة الشيطانية، من ناحية، وطوفان النقمة على "السحرة"، من ناحية أخرى، يمكن أن يوحي بخصوصية غريبة يصعب ربطها بالحالات المرضية. ومع ذلك، فقد أصبح من المسلم به بشكل متزايد من قبل علماء الاجتماع أن تنامي السحر والسحرة نتاج في الواقع عن ظروف اقتصادية وسياسية ودينية محددة للغاية.. إذ ينبغي النظر إلى ظهور شخصية "الساحر" أو «المشعوذ" في سياق اجتماعي مضطرب حيث تتمّ إعادة توزيع السلطات والنفوذ والمصالح على نطاق مختلف عما كان سائدا، إضافة إلى فشل الأجسام الوسيطة في الضبط والتوجيه. لهذا تزدهر أشكال أخرى من الروحانية، وهو ما تؤكده الإحصائيات، فالناس يعتبرون أنفسهم "روحانيين ولكن ليسوا متدينين". الشباب أكثر ميلا إلى الإيمان بالحياة بعد الموت من الأجيال الأكبر سنا على الرغم من أنهم أقل تدينا بشكل عام .
وفقا لمسح القيم العالمية الذي صدر هذا العام.
السحر هو أحد أشكال الروحانية الأخرى التي آخذة في الانتشار والارتفاع بشكل مهول.
إذا نظرنا وبحثنا عن أول شيء يبحث عنه المواطن لدى الساخر أو المشعوذ هو ما نسمّيه "القبول"، في سياق سعى وجودي لا يكلَ في كلّ محطات حياته من اجل تلبية طلباته، من نجاح وزواج وانتداب وغيرها، لهذا يعد “حجابا” يحمله معه دائماً أو يعلقه على غصن شجرة. ويتكون هذا "الحجاب" من "كتابة" وقطع محددة من بعض الأعشاب بالإضافة إلى منتجات غريبة. لكن الأخطر والأفظع هو عندما يلتجئ الساحر إلى أساليب أخرى كان ينبش قبراً وينزع قطعة من جسد المتوفي لتحضير عمل ما. والمؤسف يتم تطعيم هذه الممارسات في المجتمع بصبغة دينية، الإسلام منها براء.
يرويها: أبو بكر الصغير
الشعوذة والسحر والمسّ تجعل بين المعتقد بها وبين الجنون جرعة إيمان. السحر هو مكان كل الأسرار. ملك الغيب والمجهول، يلعب بالواقع، بالحواس، بالحقيقة، بالوهم.
ظهور شخصية "الساحر" أو "الساحرة" في سياق اجتماعي مضطرب حيث تمت إعادة توزيع السلطة على نطاق محلي. وهكذا يكون الأعيان الجدد، الذين أحدثت ثرواتهم خللاً في توازن المجتمع، قد استولوا على سلاح أيديولوجي طورته طقوسية متخلفة. وجود مجموعة من المعتقدات، داخل الثقافات البعيدة جدًا عن بعضها البعض، تنسب المسؤولية عن المصائب غير المبررة إلى النوايا الشريرة لأفراد مزودين بقوى خارقة للطبيعة.
من المناسب أن نتساءل عما إذا كانت هذه الطروحات والمفاهيم متوافقة مع قناعاتنا العقائدية أو إن شئتم معارفنا العلمية .
أعلنت النائبة فاطمة المسدي عن مبادرة تشريعية جديدة بإصدار قانون يجرّم السحر والشعوذة والمسّ (هذه إضافة مني).
حسب إحصاءات نشرت قبل فترة، يوجد في تونس اليوم 145 ألف مشعوذ وساحر، تؤكدها دراسة قام بها الباحث التونسي في علم الاجتماع، زهير العزوزي، بما يتّجه القول إلى أن نسبة المشعوذين والسحرة في تونس تقريبا تتضاعف مقارنة بعدد الأطباء والذين لا يتجاوز عددهم 80 ألفا بحسب نفس الدراسة.
لا يوجد في ترساتنا القانونية فصل صريح يجرّم الشعوذة والسحر، لكن اغلب السادة القضاة يعتمدون الفصل291 من المجلة الجزائية، هذا الفصل الذي يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام وبخطية قدرها ألفان وأربعمائة دينار كل من استعمل اسما مدلسا أو صفات غير صحيحة أو التجأ للحيل والخزعبلات التي من شأنها إقناع الغير بوجود مشاريع لا أصل لها في الحقيقة أو نفوذ أو اعتماد وهمي أو التي من شأنها بعث الأمل في نجاح غرض من الأغراض أو الخوف من الإخفاق فيه أو وقوع إصابة أو غيرها... بما يعني فصل عام يتعلق بجريمة التحيل ويتضمن عبارات فضفاضة .
إذ القانون لم يحسم بصفة آلية في عقوبة الشعوذة والسحر، فما يجب هو الإشارة بشكل صريح إلى هذه الجريمة وتكريس العقوبة اللازمة عليها وتشديدها، نظرا لتفاقمها واستشرائها وإسهامها في خلق مجتمع قائم على الجهل والتضليل.
سبق مجلس النواب الليبي، نظيره التونسي واصدر قبل فترة قانون يجرّم السحر والشعوذة، الذي تقدمت بمشروعه هيئتا الأوقاف والشؤون الإسلامية في طرابلس وبنغازي.
وبحسب القانون الليبي الجديد، يعاقب الساحر بالقتل إذا ثبت أن سحره تضمن كفرا، أو ترتب على سحره قتل نفس معصومة، كما يمكن للقاضي أن يحكم وفق ما توفر لديه من حيثيات قانونية على الساحر بإحدى العقوبات الآتية: القتل، أو السجن المؤبد، أو السجن لمدة لا تقل عن خمس عشرة سنة، مع غرامة قدرها مائة ألف دينار.
إنّ هذا الارتباط بالآلهة الشيطانية، من ناحية، وطوفان النقمة على "السحرة"، من ناحية أخرى، يمكن أن يوحي بخصوصية غريبة يصعب ربطها بالحالات المرضية. ومع ذلك، فقد أصبح من المسلم به بشكل متزايد من قبل علماء الاجتماع أن تنامي السحر والسحرة نتاج في الواقع عن ظروف اقتصادية وسياسية ودينية محددة للغاية.. إذ ينبغي النظر إلى ظهور شخصية "الساحر" أو «المشعوذ" في سياق اجتماعي مضطرب حيث تتمّ إعادة توزيع السلطات والنفوذ والمصالح على نطاق مختلف عما كان سائدا، إضافة إلى فشل الأجسام الوسيطة في الضبط والتوجيه. لهذا تزدهر أشكال أخرى من الروحانية، وهو ما تؤكده الإحصائيات، فالناس يعتبرون أنفسهم "روحانيين ولكن ليسوا متدينين". الشباب أكثر ميلا إلى الإيمان بالحياة بعد الموت من الأجيال الأكبر سنا على الرغم من أنهم أقل تدينا بشكل عام .
وفقا لمسح القيم العالمية الذي صدر هذا العام.
السحر هو أحد أشكال الروحانية الأخرى التي آخذة في الانتشار والارتفاع بشكل مهول.
إذا نظرنا وبحثنا عن أول شيء يبحث عنه المواطن لدى الساخر أو المشعوذ هو ما نسمّيه "القبول"، في سياق سعى وجودي لا يكلَ في كلّ محطات حياته من اجل تلبية طلباته، من نجاح وزواج وانتداب وغيرها، لهذا يعد “حجابا” يحمله معه دائماً أو يعلقه على غصن شجرة. ويتكون هذا "الحجاب" من "كتابة" وقطع محددة من بعض الأعشاب بالإضافة إلى منتجات غريبة. لكن الأخطر والأفظع هو عندما يلتجئ الساحر إلى أساليب أخرى كان ينبش قبراً وينزع قطعة من جسد المتوفي لتحضير عمل ما. والمؤسف يتم تطعيم هذه الممارسات في المجتمع بصبغة دينية، الإسلام منها براء.