إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تحذيرات من انتشاره.. مرض "الصدأ" يهدد الزراعات الكبرى وحياة القطيع !

 

تونس-الصباح

حذرت وزارة الفلاحة في بلاغ صدر عنها نهاية الأسبوع الماضي من خطورة مرض الصدأ التاجي بمزارع القصيبة للموسم الفلاحي 2023-2024.

 والتحذير يعود لسرعة انتشار هذا المرض الوبائي والأضرار التي يمكن أن يسببها بعد أن تم تسجيل تواجد الإصابات الأولى بمرض الصدأ التاجي بحقول القصيبة ببعض مناطق الإنتاج بالشمال، وذلك بصفة محدودة وغير حادة في إطار أعمال اللّجنة الفنية المكلّفة بمتابعة سير موسم الزراعات الكبرى 2023/2024، وعلى إثر الزيارات الميدانية الدورية التي تقوم بها المصالح المركزية والجهوية المختصة بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري لمستغلات الزراعات الكبرى.

وللتوقي من هذا المرض أوصت  الوزارة المنتجين باليقظة وحثتهم على المراقبة المستمرة لمزارعهم والتدخل الفوري بالمداواة، عند ملاحظة أعراض مرض الصدأ التاجي، للقضاء على البؤر الأولى والحد من انتشاره، وذلك باستعمال أحد المبيدات الفطرية المرخص بها في الغرض، مع التأكيد على ضرورة تعديل آلة الرش وأهمية التأكد من استعمال معدات خاصة بالمداواة الفطرية.

مرض الصدأ..وأنواعه

ومرض الصدأ التاجي او "الحمرا" من أخطر الأمراض الفطرية التي تُصيب زراعة القصيبة حيث يُمكن لهذا المرض الوبائي سريع الانتشار التسبب في خسائر فادحة على مستوى الإنتاج، وهو مرض فطري يظهر عامة بعد نزول الأمطار التي تتسبب في رطوبة عالية تتزامن مع ارتفاع تدريجي لدرجات الحرارة.

وكانت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري قد حذرت خلال السنوات الماضية أيضا منتجي القصيبة والحبوب من ظهور أعراض مرض الصدأ التاجي وأيضا مرض الصدأ الأصفر  والصدأ البني حيث تم تسجيل إصابات بمزارع القمح  ببعض ولايات الإنتاج  بالشمال، بالإضافة إلى تواصل ظهور مرض الصدأ التاجي بمزارع القصيبة.

كما حذرت من خطورة أمراض الأصداء ووبائيتها خاصة مع تواصل هبوب الرياح التي تمثل العامل الرئيسي في سرعة انتشار أمراض الصدأ الوبائية بمزارع الحبوب.

تدعيم خلايا الإرشاد لمكافحة المرض

وفي هذا الخصوص افاد الضاوي الميداني رئيس النقابة التونسية للفلاحين لـ"الصباح " أن أمراض الصدأ الوبائية تظهر نتيجة ارتفاع معدلات الرطوبة بعد هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مبينا ان ارتفاع نسبة الرطوبة من ابرز الأسباب التي ينجر عنها ظهور الفطريات اذ تتسبب في ظهور التعفن الجذري بعد ان تفقد النبتة توازنها نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بما يتجاوز المعدلات العادية. واعتبر أن هبوب الرياح  يساهم في انتشار هذا المرض الا انه ايضا يساهم في التقليص من نسبة الرطوبة.

وأكد الضاوي الميداني على أهمية تدعيم دور خلايا الإرشاد الفلاحي في القيام بعمليات المتابعة الميدانية لمكافحة مثل هذه الأمراض الفطرية من خلال التفطن لها مع الإصابات الأولى.

وأكد رئيس النقابة التونسية للفلاحين أنه من الضروري تدعيم خلايا الإرشاد الفلاحي ، التي تضم مهندسين في المجال، بالموارد البشرية واللوجستية ما يمكنها من التواجد على الميدان والقيام بدورها المتمثل في الإرشاد ونصح الفلاحين ، ولما لا القيام بحملات تحسيسية وتنظيم أيام إعلامية للتوعية بخطورة هذه الأمراض والانطلاق فورا في مكافحتها وذلك بالتعاون مع المخابر الخاصة المختصة وكل هذا سيساهم في حماية الزراعات الكبرى على اعتبار أن أمراض الصدأ تصيب القصيبة والقمح على حد السواء.

خطر البذور الموردة 

وفي ذات السياق أفاد محمد الأسعد بن صالح مختص في الزراعات الكبرى "الصباح " أن مرض الصدأ التاجي يتسبب في نقص إنتاجية القصيبة أو "القرط"  وله مخاطر على الحيوانات عند تناوله اذ يمكنه، وفق محدثنا، أن يتسبب في نفوقها.

وأعتبر المختص أن بعض أصناف  الأعلاف التي يتم توريدها من الخارج وزراعتها دون اخذ الاحتياطات اللازمة من بين أسباب ظهور مثل هذه الأمراض،  وأعتبر أن توريد بعض انواع القصيبة التي لا تتماشى مع مناخنا ونوعية التربية تتسبب في ظهور الأمراض.

كما شدد على أن كثافة البذر في الهكتار في ظل نقص الموارد المائية وقلة التساقطات، من اجل الحصول على صابة اكبر، ينجم عنها تكاثر الأمراض اذ تصبح الزراعات معرضة للعطش وظهور الفطريات وحتى ذبول وخسارة جزء من المحصول.

وأكد على وجوب إتلاف البذور التي تتسبب في مثل هذه الأمراض والمداواة الوقائية حتى لا ينتشر الوباء الذي قد يؤدي إلى خسائر فادحة.

وشدد محدثنا على أهمية زراعة البذور الممتازة التونسية الأصيلة التي تتماشى مع التربة ومناخ البلاد والتي تتأقلم مع المتغيرات المناخية.

  توصيات للحد من انتشار مرض الصدأ

ومن ابرز التوصيات الواجب اتباعها للوقاية من أنواع الصدأ المراقبة المستمرة لمزارع الحبوب، و التدخل الفوري والآلي بالمداواة فور ملاحظة الأعراض الأولى لمرض الصدأ وذلك باستعمال أحد المبيدات الفطرية المصادق عليها في الغرض.

و في حالة التدخل بمزارع القمح الصلب والتريتيكال لمداواة الصدأ الأصفر أو البني، ينصح باختيار مبيد فطري ذي فاعلية مزدوجة ضد أمراض الأصداء  والتبقع السبتوري  لحماية كاملة لمزارع الحبوب علما وأنه يتوقع وصول  أمطار  خلال الأيام القليلة المقبلة. 

ويعد الاتصال بمراكز الإرشادات بالمصالح المركزية والجهوية لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري من الخطوات الأساسية والعاجلة التي يجب على الفلاح القيام بها في حال اكتشافه لأي نوع من هذه الأمراض أو غيرها.

 

حنان قيراط

تحذيرات من انتشاره..   مرض "الصدأ" يهدد الزراعات الكبرى وحياة القطيع !

 

تونس-الصباح

حذرت وزارة الفلاحة في بلاغ صدر عنها نهاية الأسبوع الماضي من خطورة مرض الصدأ التاجي بمزارع القصيبة للموسم الفلاحي 2023-2024.

 والتحذير يعود لسرعة انتشار هذا المرض الوبائي والأضرار التي يمكن أن يسببها بعد أن تم تسجيل تواجد الإصابات الأولى بمرض الصدأ التاجي بحقول القصيبة ببعض مناطق الإنتاج بالشمال، وذلك بصفة محدودة وغير حادة في إطار أعمال اللّجنة الفنية المكلّفة بمتابعة سير موسم الزراعات الكبرى 2023/2024، وعلى إثر الزيارات الميدانية الدورية التي تقوم بها المصالح المركزية والجهوية المختصة بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري لمستغلات الزراعات الكبرى.

وللتوقي من هذا المرض أوصت  الوزارة المنتجين باليقظة وحثتهم على المراقبة المستمرة لمزارعهم والتدخل الفوري بالمداواة، عند ملاحظة أعراض مرض الصدأ التاجي، للقضاء على البؤر الأولى والحد من انتشاره، وذلك باستعمال أحد المبيدات الفطرية المرخص بها في الغرض، مع التأكيد على ضرورة تعديل آلة الرش وأهمية التأكد من استعمال معدات خاصة بالمداواة الفطرية.

مرض الصدأ..وأنواعه

ومرض الصدأ التاجي او "الحمرا" من أخطر الأمراض الفطرية التي تُصيب زراعة القصيبة حيث يُمكن لهذا المرض الوبائي سريع الانتشار التسبب في خسائر فادحة على مستوى الإنتاج، وهو مرض فطري يظهر عامة بعد نزول الأمطار التي تتسبب في رطوبة عالية تتزامن مع ارتفاع تدريجي لدرجات الحرارة.

وكانت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري قد حذرت خلال السنوات الماضية أيضا منتجي القصيبة والحبوب من ظهور أعراض مرض الصدأ التاجي وأيضا مرض الصدأ الأصفر  والصدأ البني حيث تم تسجيل إصابات بمزارع القمح  ببعض ولايات الإنتاج  بالشمال، بالإضافة إلى تواصل ظهور مرض الصدأ التاجي بمزارع القصيبة.

كما حذرت من خطورة أمراض الأصداء ووبائيتها خاصة مع تواصل هبوب الرياح التي تمثل العامل الرئيسي في سرعة انتشار أمراض الصدأ الوبائية بمزارع الحبوب.

تدعيم خلايا الإرشاد لمكافحة المرض

وفي هذا الخصوص افاد الضاوي الميداني رئيس النقابة التونسية للفلاحين لـ"الصباح " أن أمراض الصدأ الوبائية تظهر نتيجة ارتفاع معدلات الرطوبة بعد هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مبينا ان ارتفاع نسبة الرطوبة من ابرز الأسباب التي ينجر عنها ظهور الفطريات اذ تتسبب في ظهور التعفن الجذري بعد ان تفقد النبتة توازنها نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بما يتجاوز المعدلات العادية. واعتبر أن هبوب الرياح  يساهم في انتشار هذا المرض الا انه ايضا يساهم في التقليص من نسبة الرطوبة.

وأكد الضاوي الميداني على أهمية تدعيم دور خلايا الإرشاد الفلاحي في القيام بعمليات المتابعة الميدانية لمكافحة مثل هذه الأمراض الفطرية من خلال التفطن لها مع الإصابات الأولى.

وأكد رئيس النقابة التونسية للفلاحين أنه من الضروري تدعيم خلايا الإرشاد الفلاحي ، التي تضم مهندسين في المجال، بالموارد البشرية واللوجستية ما يمكنها من التواجد على الميدان والقيام بدورها المتمثل في الإرشاد ونصح الفلاحين ، ولما لا القيام بحملات تحسيسية وتنظيم أيام إعلامية للتوعية بخطورة هذه الأمراض والانطلاق فورا في مكافحتها وذلك بالتعاون مع المخابر الخاصة المختصة وكل هذا سيساهم في حماية الزراعات الكبرى على اعتبار أن أمراض الصدأ تصيب القصيبة والقمح على حد السواء.

خطر البذور الموردة 

وفي ذات السياق أفاد محمد الأسعد بن صالح مختص في الزراعات الكبرى "الصباح " أن مرض الصدأ التاجي يتسبب في نقص إنتاجية القصيبة أو "القرط"  وله مخاطر على الحيوانات عند تناوله اذ يمكنه، وفق محدثنا، أن يتسبب في نفوقها.

وأعتبر المختص أن بعض أصناف  الأعلاف التي يتم توريدها من الخارج وزراعتها دون اخذ الاحتياطات اللازمة من بين أسباب ظهور مثل هذه الأمراض،  وأعتبر أن توريد بعض انواع القصيبة التي لا تتماشى مع مناخنا ونوعية التربية تتسبب في ظهور الأمراض.

كما شدد على أن كثافة البذر في الهكتار في ظل نقص الموارد المائية وقلة التساقطات، من اجل الحصول على صابة اكبر، ينجم عنها تكاثر الأمراض اذ تصبح الزراعات معرضة للعطش وظهور الفطريات وحتى ذبول وخسارة جزء من المحصول.

وأكد على وجوب إتلاف البذور التي تتسبب في مثل هذه الأمراض والمداواة الوقائية حتى لا ينتشر الوباء الذي قد يؤدي إلى خسائر فادحة.

وشدد محدثنا على أهمية زراعة البذور الممتازة التونسية الأصيلة التي تتماشى مع التربة ومناخ البلاد والتي تتأقلم مع المتغيرات المناخية.

  توصيات للحد من انتشار مرض الصدأ

ومن ابرز التوصيات الواجب اتباعها للوقاية من أنواع الصدأ المراقبة المستمرة لمزارع الحبوب، و التدخل الفوري والآلي بالمداواة فور ملاحظة الأعراض الأولى لمرض الصدأ وذلك باستعمال أحد المبيدات الفطرية المصادق عليها في الغرض.

و في حالة التدخل بمزارع القمح الصلب والتريتيكال لمداواة الصدأ الأصفر أو البني، ينصح باختيار مبيد فطري ذي فاعلية مزدوجة ضد أمراض الأصداء  والتبقع السبتوري  لحماية كاملة لمزارع الحبوب علما وأنه يتوقع وصول  أمطار  خلال الأيام القليلة المقبلة. 

ويعد الاتصال بمراكز الإرشادات بالمصالح المركزية والجهوية لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري من الخطوات الأساسية والعاجلة التي يجب على الفلاح القيام بها في حال اكتشافه لأي نوع من هذه الأمراض أو غيرها.

 

حنان قيراط