توهّم المرض او "الوسواس" يتفاقم في صفوف الفئة العمرية 40 سنة فما فوق...فما هي العوامل التي ساهمت في ذلك : هل تعتبر ازمة كوفيد 19 وخاصة تجربة الحجر الصحي -التي اثبتت الدراسات تداعياتها على الصحة النفسية للمواطن- المتهم الأول في انتشار هذا المرض ام ان ضغوطات الحياة بشكل عام وصعوبة تامين مستلزماتها ساهمت بشكل او باخر في حدوث اضطرابات نفسية..
هذا الطرح يجد صداه بعد ان افادت الطبيبة النفسية، زهرة عيسى اول امس على هامش مقهى علمي نظمته مدينة العلوم بتونس حول "الوسواس" من المرض، بأن الحالات المرتبطة بتوهم المرض او الوسواس من المرض تتزايد لدى الاشخاص ممن يفوق سنهم 40 سنة وهي حالة نفسية ترتبط بتوهم أعراض أمراض عضوية وهمية
وأضافت، خلال تدخلها بمقر مدينة العلوم بتونس، أن الاعراض الجسدية أو الافكار المرتبطة بتوهم المرض تظهر في شكل صداع او صعوبة في التنفس وتتواتر لدى المرضى اعراض اوجاع في البطن والغثيان والاسهال وخاصة آلام الظهر وذكرت ان الاعراض العضوية الوهمية تصاحبها مشاعر الخوف والاكتئاب وعدم الاطمئنان.
وبيّنت، في سياق متصل، أن النساء أكثر عرضة لتوهم المرض مقابل الرجال، مضيفة أن الاطفال نادرا جدا ما يتعرضون لهذا الاضطراب النفسي باعتبار ان الاطفال عادة ما يعرفون بالتفاؤل والاقبال على الحياة باستثناء بعض الحالات للأطفال بمراكز الرعاية او الاطفال دون سند الذين يعيشون حالة عزلة عن العائلة مما ينعكس سلبا على المشاعر العاطفية فيتوهمون المرض لإثارة الاهتمام.
وأكدت ان هذ الاضطراب يستوجب بالأساس علاجا نفسيا من خلال الانصات والاعتراف بمعاناة المريض وتصنيف حالته النفسية ووصف الدواء ان استوجب ذلك والمرافقة النفسية بحصص منتظمة. ودعت الى اتباع اجراءات وقائية لتفادي الاصابة بهذا الاضطراب من خلال الحصول على قسط كاف من النوم والتغذية السليمة وتنظيم الحياة الاجتماعية والمهنية والدراسية والاجتماعية وملء اوقات الفراغ.
تفاعلا مع الطرح السالف الذكر ،لا سيما الأسباب التي دفعت الى بروز هذا المرض أوردت الاخصائية النفسية دعاء بن رمضان في تصريح لـ"الصباح" ان مرض الوسواس لا يقتصر فقط على الشريحة العمرية 40 سنة فما فوق على اعتبار انه يطال أيضا المراهقين والشباب. وفسرت الاخصائية ان هذا المرض وجد أرضية خصبة للانتشار لدى البعض بعد ازمة كوفيد 19 كما انها تتدعم أكثر لدى الأشخاص الذين يعانون من عوارض الوسواس فضلا عن الأشخاص الذين يٌعانون أيضا من امراض ذهنية .
ودعت الأخصائية في هذا الاطار الهياكل المعنية من سلطة اشراف وهياكل صحية رسمية الى تفعيل الجانب التحسيسي في ما يتعلق بهذا المرض على اعتبار ان المواطن لا يقبل على عيادات القطاع الخاص نظرا للغلاء الفاحش للأسعار في المسائل المعيشية داعية في الإطار نفسه وسائل الاعلام الى القيام بدورها في إيصال المعلومة والتعريف بهذا المرض وخاصة التشجيع على التدواي والتشخيص في المؤسسات العمومية على غرار مستشفى الرازي الذي يبقى من الأقطاب الاستشفائية الهامة لكن للأسف يرفض كثيرون التداوي فيه وبالتالي فانه من الضروري العمل جديا على تغيير طريقة تفكير البعض،على حد تعبيرها .
من جهة أخرى وفي نفس السياق يتفق الاخصائي النفسي الدكتور وحيد قوبعة مع الطرح الذي اشارت اليه سلفا الإخصائية دعاء بن رمضان ليوضّح أيضا في تصريح لـ "الصباح" أن مرض الوسواس او توهم المرض يطال أيضا الشريحة العمرية اقل من 40 سنة كاشفا في هذا الاطار ان الفئة العمرية بين 7 و8 سنوات يعاني البعض منها من الوسواس القهري . كما شدد قوبعة على ان هذا المرض ما كان لتمظهر لولا وجود أرضية ملائمة لدى الشخص مشيرا الى ان الحل يكمن في التشخيص المبكر والعلاج.
تجدر الإشارة الى ان وسواس المرض أو توهم المرض أو المراق بالإنجليزية Hypochondria) هو مرض نفسي يندرج تحت اضطرابات القلق، وفيه يستحوذ على الشخص اعتقاد تام بأنه مصاب بمرض خطير سيودي بحياته بالرغم من عدم معاناته من أي أعراض أو بمجرد ظهور عرض طفيف، أو يعيش في حالة من الوهم بأنه حتمًا سيصاب بمرض خطير، ومع أن كل فحوصاته الطبية تكون سليمة يظل الشخص غارقًا في هذه الوساوس والأوهام وفقا لما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية العالمية.
منال حرزي
تونس-الصباح
توهّم المرض او "الوسواس" يتفاقم في صفوف الفئة العمرية 40 سنة فما فوق...فما هي العوامل التي ساهمت في ذلك : هل تعتبر ازمة كوفيد 19 وخاصة تجربة الحجر الصحي -التي اثبتت الدراسات تداعياتها على الصحة النفسية للمواطن- المتهم الأول في انتشار هذا المرض ام ان ضغوطات الحياة بشكل عام وصعوبة تامين مستلزماتها ساهمت بشكل او باخر في حدوث اضطرابات نفسية..
هذا الطرح يجد صداه بعد ان افادت الطبيبة النفسية، زهرة عيسى اول امس على هامش مقهى علمي نظمته مدينة العلوم بتونس حول "الوسواس" من المرض، بأن الحالات المرتبطة بتوهم المرض او الوسواس من المرض تتزايد لدى الاشخاص ممن يفوق سنهم 40 سنة وهي حالة نفسية ترتبط بتوهم أعراض أمراض عضوية وهمية
وأضافت، خلال تدخلها بمقر مدينة العلوم بتونس، أن الاعراض الجسدية أو الافكار المرتبطة بتوهم المرض تظهر في شكل صداع او صعوبة في التنفس وتتواتر لدى المرضى اعراض اوجاع في البطن والغثيان والاسهال وخاصة آلام الظهر وذكرت ان الاعراض العضوية الوهمية تصاحبها مشاعر الخوف والاكتئاب وعدم الاطمئنان.
وبيّنت، في سياق متصل، أن النساء أكثر عرضة لتوهم المرض مقابل الرجال، مضيفة أن الاطفال نادرا جدا ما يتعرضون لهذا الاضطراب النفسي باعتبار ان الاطفال عادة ما يعرفون بالتفاؤل والاقبال على الحياة باستثناء بعض الحالات للأطفال بمراكز الرعاية او الاطفال دون سند الذين يعيشون حالة عزلة عن العائلة مما ينعكس سلبا على المشاعر العاطفية فيتوهمون المرض لإثارة الاهتمام.
وأكدت ان هذ الاضطراب يستوجب بالأساس علاجا نفسيا من خلال الانصات والاعتراف بمعاناة المريض وتصنيف حالته النفسية ووصف الدواء ان استوجب ذلك والمرافقة النفسية بحصص منتظمة. ودعت الى اتباع اجراءات وقائية لتفادي الاصابة بهذا الاضطراب من خلال الحصول على قسط كاف من النوم والتغذية السليمة وتنظيم الحياة الاجتماعية والمهنية والدراسية والاجتماعية وملء اوقات الفراغ.
تفاعلا مع الطرح السالف الذكر ،لا سيما الأسباب التي دفعت الى بروز هذا المرض أوردت الاخصائية النفسية دعاء بن رمضان في تصريح لـ"الصباح" ان مرض الوسواس لا يقتصر فقط على الشريحة العمرية 40 سنة فما فوق على اعتبار انه يطال أيضا المراهقين والشباب. وفسرت الاخصائية ان هذا المرض وجد أرضية خصبة للانتشار لدى البعض بعد ازمة كوفيد 19 كما انها تتدعم أكثر لدى الأشخاص الذين يعانون من عوارض الوسواس فضلا عن الأشخاص الذين يٌعانون أيضا من امراض ذهنية .
ودعت الأخصائية في هذا الاطار الهياكل المعنية من سلطة اشراف وهياكل صحية رسمية الى تفعيل الجانب التحسيسي في ما يتعلق بهذا المرض على اعتبار ان المواطن لا يقبل على عيادات القطاع الخاص نظرا للغلاء الفاحش للأسعار في المسائل المعيشية داعية في الإطار نفسه وسائل الاعلام الى القيام بدورها في إيصال المعلومة والتعريف بهذا المرض وخاصة التشجيع على التدواي والتشخيص في المؤسسات العمومية على غرار مستشفى الرازي الذي يبقى من الأقطاب الاستشفائية الهامة لكن للأسف يرفض كثيرون التداوي فيه وبالتالي فانه من الضروري العمل جديا على تغيير طريقة تفكير البعض،على حد تعبيرها .
من جهة أخرى وفي نفس السياق يتفق الاخصائي النفسي الدكتور وحيد قوبعة مع الطرح الذي اشارت اليه سلفا الإخصائية دعاء بن رمضان ليوضّح أيضا في تصريح لـ "الصباح" أن مرض الوسواس او توهم المرض يطال أيضا الشريحة العمرية اقل من 40 سنة كاشفا في هذا الاطار ان الفئة العمرية بين 7 و8 سنوات يعاني البعض منها من الوسواس القهري . كما شدد قوبعة على ان هذا المرض ما كان لتمظهر لولا وجود أرضية ملائمة لدى الشخص مشيرا الى ان الحل يكمن في التشخيص المبكر والعلاج.
تجدر الإشارة الى ان وسواس المرض أو توهم المرض أو المراق بالإنجليزية Hypochondria) هو مرض نفسي يندرج تحت اضطرابات القلق، وفيه يستحوذ على الشخص اعتقاد تام بأنه مصاب بمرض خطير سيودي بحياته بالرغم من عدم معاناته من أي أعراض أو بمجرد ظهور عرض طفيف، أو يعيش في حالة من الوهم بأنه حتمًا سيصاب بمرض خطير، ومع أن كل فحوصاته الطبية تكون سليمة يظل الشخص غارقًا في هذه الوساوس والأوهام وفقا لما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية العالمية.