مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح": أسباب عديدة وراء تحول مئات الأطفال إلى مجرمين
تونس- الصباح
تحول المئات من الأطفال إلى مجرمين يرتكبون العديد من الجرائم، سرقات، براكاجات، ترويج المخدرات، اغتصاب وقتل...
فقد أحيل في الأيام الماضية على أنظار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير، 3 قصّر تتراوح أعمارهم بين 15 و16 و17 سنة متورطين في ارتكاب سرقات، وفق ما سبق وأن أفاد به الناطق الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية، فريد بن جحا.
صباح الشابي
وتعود أطوار هذه القضية إلى الليلة الفاصلة بين 12 و13 فيفري الجاري إذ بعد ورود تشكّيات من سرقة السيارات والإضرار بمحتوياتها في جهة المنستير وبالرجوع إلى كاميرا المراقبة تبين أنّ مرتكبي السرقات مجموعة من القصر. وقد وقع الإذن بالاحتفاظ بثلاثة قصر بمعية شخص رابع تورط معهم في جريمة سرقة باستعمال العنف .
وكانت الوحدات الأمنية المختصة حجزت كمية من المسروق في منازل هذه المجموعة عند تفتيشها بعد استصدار الأذون القضائية اللازمة.
كما ألقت الوحدات الأمنية بمنطقة الأمن الوطني بالمنستير القبض على مجموعة ثانية مكوّنة من ثلاثة قصر من مواليد 2007 وشخص رابع من مواليد 2009 الذين دخلوا في مواجهة مع أعوان الأمن باستعمال أسلحة بيضاء وغاز مشلّ للحركة وصواعق كهربائية.
وكانت هذه المجموعة الثانية من القصر اعترضوا سبيل طالب يدرس بالسنة الأولى هندسة خلال نفس الليلة واعتدوا عليه بسلاح أبيض بوجهه فسببوا له في تشويه كما تعمّدوا إلى سرقة هاتفه الجوال.
تورّط القصر في ارتكاب جرائم ليس بالأمر الجديد فالوحدات الأمنية تسجل يوميا تقريبا جريمة يكون هؤلاء فيها إما فاعلين أصليين أو مشاركين.
فقد تمكّن خلال شهر ديسمبر المنقضي أعوان وإطارات فرقة الشرطة العدلية بباب بحر من إيقاف عصابة قصّر اقترفوا عدة سرقات من منازل ومحلات تجارية وتم اكتشافهم اثر توفر معلومات لدى إطارات وأعوان مصلحة المتابعة الميدانية بإدارة شرطة النجدة مفادها ارتكاب قصر لسلسلة من السرقات من داخل محلات سكنية و محلات تجارية وسط العاصمة.
وتمكّن الأعوان في وقت قصيرمن التعرف على هوياتهم والقبض عليهم وبتقديمهم إلى مقر فرقة الشرطة العدلية بباب بحر اعترفوا بارتكابهم لـ 14 عملية سرقة والتفريط في المسروق بالبيع، وبتعميق التحريات و تكوين فريق مشترك من إطارات وأعوان مصلحة المتابعة الميدانية وفرقة الشرطة العدلية بباب بحر ومركز الآمن الوطني باب سويقة أمكن إيقاف بقية العصابة من بينهم فتاة وحجز كمية من المسروق متمثلة في 03 أجهزة تلفاز، جهاز كومبيوتر محمول، قوارير غاز، دراجة هوائية و23 هاتف جوال إضافة إلى 30 غ من مادة الزطلة وميزان الكتروني وأقراص مخدرة وباستشارة النيابة العمومية أذنت بإحالتهم بحالة احتفاظ من أجل "تكوين وفاق إجرامي قصد الاعتداء على الأملاك والسرقة والمشاركة في ذلك".
فضلا عما تسجله الوحدات الأمنية من قضايا متورط فيها أطفال ارتكبوا جرائم مختلفة فإن قضاة الدوائر المختصة في قضايا الأطفال تنظر أسبوعيّا في العديد من القضايا وتصدر أحكاما بالسجن ضد أطفال ارتكبوا جرائم متنوعة مثل الاعتداء بالعنف أو الاغتصاب أو غيرهما من الجرائم الأخرى.
فالدوائر المختصة في قضايا الأطفال تعج بالملفات التي يكون فيها القصر إمّا فاعلين أصليين أو مشاركين. والجرائم التي يركبونها مثلما أشرنا مختلفة...
لئن تعددت الأسباب واختلفت لدفع طفل في عمر الزهور إلى الانحراف وارتكاب الجرائم، ولكن النتيجة واحدة، أطفال في مهب الريح تحوّلوا إلى مجرمين وعوض أن يكون مكانهم المدرسة بين أقرانهم يكون مكانهم السجن.
فهل إن الطفل الجانح ضحية أسرة لم تحسن تربيته ولم تؤطره... أم ضحية لعدة أسباب أخرى ؟ومن يتحمل المسؤولية إذا؟
المختص في علم الاجتماع سامي نصر يرى أن جرائم القصّر أصبحت ظاهرة تلفت الانتباه لارتفاع عددها في الفترة الأخيرة خاصة، ولنوعية الجرائم وفظاعتها وبالرغم أنه نفس الفعل الإجرامي الذي يركبه الراشدون والقصر، لكن هناك اختلاف من حيث الإدانة والمسؤولية والدوافع والأسباب مشيرا إلى أن هناك أسبابا رئيسية تدفع الأطفال إلى ارتكاب جرائم أولها إعادة الإنتاج وهم عبارة على إعادة إنتاج الإطار المحيطي الأكثر تأثيرا عليهم وهي إطارات متعددة أولها العائلة ثانيا الحي الذي يقيم فيه، أيضا الأصدقاء الذين يخالطهم... وأحيانا تكون تلك الأطر متناغمة مع العقلية الإجرامية فتكون النتيجة طفل منحرف.
وهناك أسباب أخرى تخلق السلوك الإجرامي لدى الطفل وهي غياب القدوة كذلك التقليد لمشهد من فيلم أو لعبة على الاننترنيت وهناك بعض الجرائم التي ترتكب بغاية جلب الانتباه (البوز والإثارة) وهناك جرائم يرتكبها الأطفال وتكون سببها الإدمان على المخدرات فعندما يعجز الطفل المدمن على اقتناء مواد مخدرة أقراص كانت أم قنب هندي يلجأ حينها إلى السرقة حتى يوفر تلك المادة.
الهجرة غير النظامية
وأضاف بن نصر بأن الهجرة غير النظامية سبب كذلك تدفع بعض القصر الحالمين بالعبور إلى الضفة الأخرى إلى الإجرام وارتكاب سرقات، براكاجات لتوفير مبلغ "الحرقة" والعديد العديد من الأسباب الأخرى على غرار غياب مؤسسات القربى التي تلعب دورا كبيرا والمتمثلة في العائلة الموسعة، الكشافة، المدرسة، المصائف، النوادي ودورالثقافة والمجتمع المدني فطريقة اشتغالها لم تعد قريبة من الطفل حسب رأيه مشددا على ضرورة أن تعمل مؤسسات القربى تلك على كيفية جعل الطفل قريبا منها أكثر حتى تعلم ما هي احتياجاته... حتى لا يقع أطفالنا فريسة لـ"الحيطيون" وهم ( أصناف متعددة من المجتمع تجدهم طوال الوقت متكئين على حيطان الأزقة أوالأنهج أوالحي أو المدارس يتصيدون فريسة لاستغلالها في ارتكاب سرقات اأو ترويج مخدرات. ..) لذلك فان لم تعد مؤسسات القربى تستقطب أطفالنا سيصبح الحيطيون هم الذين يستقطبونهم على خد تعبير سامي نصر.
وخلص المتحدث قائلا بان الأسباب عديدة ومتعددة مثلما أشار تدفع أطفال قصر إلى عالم الجريمة مشددا على ضرورة أن تلعب الأسرة. دورها كما يجب عن طريق الحوار وزرع ثقافة المحبة داخلها لأنها هي القدوة والنموذج والنواة الأولى للطفل خاصة وان المخاطر متعددة تهدد أطفالناَ كذلك. وعلى بقية المؤسسات ان تلعب دورها.
المشرع التونسي والطفل الجانح
وأحاط المشرّع التونسي الطفل في خلاف مع القانون بحقّ متميّز عملا بمجلة حمایة الطفل الصادرة بمقتضى القانون عدد 92 لسنة 1995 المؤرّخ في 9 نوفمبر 1995. وعرّفت المجلة الطفل بأنه “كل إنسان عمره أقل من 18 عاما ما لم یبلغ سن الرشد بأحكام خاصة"
وقد نص الفصل 68 من القانون عدد 92 المؤرخ في 9 نوفمبر 1995 المتعلّق بإصدارمجلة حماية الطفل أن الطفل الذي لم يبلغ سنه ثلاثة عشر عاما يتمتع بقرينة غير قابلة للدحض على عدم قدرته على خرق القوانين الجزائية وتصبح هذه القرينة بسيطة إذا ما تجاوز الثلاثة عشر عاما ولم يبلغ بعد الخامسة عشر.
أما الفصل 69 فينصّ على أنه "يمكن تجنيح كل الجنايات ما عدا جرائم القتل، ويراعى في ذلك نوع الجريمة وخطورتها والمصلحة الواقع المسّ منها وشخصية الطفل وظروف الواقعة".
ويشير الفصل 70 من مجلة حقوق الطفل إنه "لا يجوز القيام بالدعوى المدنية أمام محاكم الأطفال ولا يمنع ذلك من العمل بالوساطة حسب الإجراءات المنصوص عليها بهذه المجلة.
وأوضح الفصل 71 من نفس المجلة بأنه "لا يحال الأطفال الذين سنهم بين الثلاثة عشر والثمانية عشر عاما المنسوبة إليهم مخالفة أو جنحة أو جناية على المحاكم الجزائية العادية وإنما يرجعون بالنظر لقاضي الأطفال أو محكمة الأطفال"
ويضبط سن الطفل بالرجوع إلى تاريخ اقتراف الجريمة حسبما نص على ذلك الفصل 72 من نفس المجلة.
بينما تحدث الفصل 73 عن المخالفات التي يرتكبها الطفل الذي بلغ سنه ثلاثة عشر عاما وبيّن أنّه يحال على قاضي الأطفال الذي ينظر في تلك المخالفات دون حضور الطفل إلا إذا رغب الطفل أو وليه في ذلك.
وإذا ثبتت المخالفة يجوز لقاضي الأطفال أن يوجه للطفل مجرد توبيخ أو أن يحكم عليه بالخطية إن كان لديه مال، أو أن يضعه تحت نظام الحريـــة المحروسة عند الاقتضاء .
وعند التوارد المادي للجرائم يقع ضم العقوبات بالسجن لبعضها البعض إلا إذا حكم القاضي بخلاف ذلك ، وفي هذه الصورة يجب أن يكون ذلك بقرار معلل هذا وفق ما نص عليه الفصل 80 من المجلة.
________________
متفرقات قضائية
انتحار ستيني
تونس- الصباح
أقدم أمس الأول الجمعة شيخ يبلغ من العمر 60 سنة، على الانتحار شنقا، بقرية بوجمعة السايح من عمادة الكامور التابعة لمعتمدية حاسي الفريد من ولاية القصرين
ويبدو حسب المعطيات الأولية أن مشاكل عائلية هي السبب الذي دفعه إلى وضع حد لحياته بتلك الطريقة المأساوية
_________________
منظمة العفو الدولية تطالب بالإفراج عن 6 موقوفين في قضية التامر
تونس- الصباح
دعت منظمة العفو الدولية السلطات التونسية إلى "الإفراج فورًا ودون قيد أو شرط عن 6 معارضين سياسيين".
وأضافت في بيان لها أنهم "محتجزون تعسفًا منذ عام بينما يتم التحقيق معهم بتهم لا أساس لها من الصحة بـ"التآمر على أمن الدولة" بسبب معارضتهم السياسية، وممارسة حقهم في حرية التجمع".
وقالت المنظمة: "إنه لأمر فظيع أن يتم رفض الاستئنافات الأخيرة في الوقت الذي لم تقدّم فيه السلطات القضائية أي دليل لمدة 12 شهرًا ضد المحتجزين على أي فعل من شأنه أن يرقى إلى جريمة معترف بها بموجب القانون الدولي".
________________
حجز 100 سماعة ذكية كانت ستستغل في الغش في الامتحانات
تونس - الصباح
تمكّنت وحدات الأبحاث العدلية بمنطقة الحرس الوطني بقابس، من الإطاحة بشخص عمد إلى تكوين وفاق بقصد بيع أجهزة الكترونية بغاية استغلالها في عمليات الغش.
وتمكّنت الوحدات المذكورة من حجز 100 سماعة ذكية، بقيمة 75 ألف دينار، بالإضافة إلى العثور على وثائق مدلسة، وفق بلاغ صادرعن الإدارة العامة للحرس الوطني، أمس الأول الجمعة.
وباستشارة النيابة العمومية أذنت بمباشرة محضر عدلي من أجل "تكوين وفاق قصد الإعتداء على الأشخاص والأملاك، ومسك وسائل اتصال بغاية استعمالها للغش في الامتحانات والتدليس ومسك واستعمال مدلس" والاحتفاظ بالمظنون فيه وإدراج شخص آخر بالتفتيش .
______________
محاكمة ديوانيين في قضية فساد مالي
تونس- الصباح
باشرت أمس الأول الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي بالمحكمة الابتدائية بتونس النظر في قضية فساد مالي وأداري بالديوانة التونسية شملت الأبحاث فيه كل من مدير عام سابق للديوانة وإطارين ديوانيين.
وقد وجهت لهم تهمة التدليس ومسك واستعمال مدلس وإدخال بيانات بصفة غير شرعية بنظام معالجة معلوماتية من شانها إفساد البيانات التي تحتوي عليها البرامج أو طريقة تحليلها أو تحويلها من طرف شخص بمناسبة مباشرته لنشاطه المهني طبق الفصول 32 فقرة أولى وثالثة و172 و174 و177 و199 مكرر من المجلة الجزائية والمشاركة في ذلك.
وكان منطلق القضية إثر إجراء قامت به هيئة الرقابة العامة للمالية للتفقد للتصرف بالإدارة العامة للديوانة أفضى الي اكتشاف العديد من الإخلالات والتجاوزات في التصرف والإدارة تعلقت في جزء منها بالمناظرات المنظمة لانتداب أعوان بالديوانة في مختلف الاختصاصات وذلك بتعمد المتهم الأول خرق التشريع الجاري به العمل وإصدار أوامر بقبول مطالب بعض المترشحين وتكليف إطارين بالديوانة بتدليس البيانات المنزلة بالتطبيقة الإعلامية المعتمدة لعدد من المترشحين لقبول مطالب ترشحهم أو لتغيير الأعداد المسندة لبعضهم مما ساهم في نجاحهم دون أن تتوفر فيهم الشروط القانونية المحددة بقرارات فتح المناظرات التي أجروها.
صباح
_______________
جريمة من العالم
محاكمة أمريكي اغتصب سائحة أمريكية وقتلها ثم حاول قتل صديقتها
تونس - الصباح
اعترف رجل أمريكي في اليوم الأول من محاكمته، التي بدأت أول الأسبوع الجاري، باغتصاب أميركية وقتلها في جوان الفائت، قرب قلعة "نويشفانشتاين" الشهيرة في ألمانيا.
وقال وكيل الدفاع عنه "فيليب مولر"، خلال افتتاح الجلسة أمام المحكمة العليا في كمبتن (جنوب)، إن "المتهم ارتكب هذه الأفعال الشنيعة".
وكان الرجل الذي يُدعى تروي فيليب والذي كان يبلغ 30 سنة وقت وقوع الجريمة اتُهم بالاعتداء جنسياً على سائحة أميركية تبلغ من العمر21 عاماً ثم دفعها من منحدر في جوان الفائت.
ويُحاكم أيضاً بتهمة محاولة قتل صديقتها البالغة من العمر 22 عاماً والتي كانت تحاول مساعدتها قبل أن يُقدم تروي على دفعها أيضاً.
ويمثل المتهم في المحاكمة المقررة حتى 13 مارس القادم بتهم القتل والاغتصاب المفضي إلى الوفاة، ومحاولة القتل والإيذاء الجسدي الجسيم.
ويُحاكم أيضاً بتهمة حيازة صور إباحية للأطفال عثر عليها المحققون خلال تفتيش منزله.
وأكد مولر أنّ موكله يشعر بالخزي، مضيفا أنه يريد طلب المغفرة من عائلة الضحية.
وحظيت هذه الواقعة باهتمام كبير لأنها وقعت قرب قلعة "نويشفانشتاين" الشهيرة، وهي من أبرز الأماكن السياحية في ألمانيا.
وشُيّدت القلعة في القرن التاسع عشر خلال عهد الملك "بافاريا لودفيغ الثاني"، وتبدو كأنها من قصص خيالية لدرجة أن شعار والت ديزني مستوحى منها.
وأشار المحققون إلى أنّ تروي قد صادف الأميركيتين وهما تتنزهان قرب المعلم السياحي، فعرض أن يسير معهما حتى جسر مارينبروك الشهير بالمناظر الطبيعية التي يطل عليها.
وبحسب الصحافة الألمانية، سافرت الصديقتان إلى أوروبا بعدما أنهتا دراستهما في علوم الكمبيوتر.
وقد حاولت أجهزة الطوارئ معالجة الشابتين فوراً، لكنّ الأميركية البالغة من العمر 21 عاما لم تنج من السقوط من على ارتفاع نحو 50 مترا.
وأوقفت الشرطة المشتبه فيه الذي كان قد فرّ إلى مكان قريب من موقع وقوع الجريمة.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أنّ تدخّل الشرطة وأجهزة الطوارئ تمّ أمام مئات السوّاح. ويشير المحققون إلى أنّ أفعال تروي كانت متعمدة، لأنه كان يحوز أفلاما إباحية في منزله تظهر نساء من أصول آسيوية تعرضن للاعتداء والاغتصاب.
وذكرت صحيفة "بيلد" أنه صوّر مشاهد من الأفعال التي ارتكبها في نيوشفانشتاين (سكاي نيوز عربية)