تستعد تونس للمشاركة في "مناورات الأسد الإفريقي" في دورتها العشرين والمقرر تنظيمها خلال الفترة بين 20 أفريل و31 ماي 2024. علما أن تونس ستكون للمرة الرابعة إحدى الدول الثلاث المستضيفة لهذه المناورات إلى جانب المغرب والسنغال وغانا.
وكانت نسخة 2023 شهدت زيادة في القوة مقارنة بالنسخ السابقة، علما أن مناورات السنة الماضية انطلقت مرحلتها الأولى من تونس. وتتميز دورة 2024 بإعلان القوات الأمريكية استعمال راجمة الصواريخ الأمريكية هيمارس HIMARs-HIRAIN في المناورات.
وكانت تونس قد احتضنت جزءا من التمرين العسكري "الأسد الإفريقي" في نسخة 2023، وذلك من 8 إلى غاية 31 ماي 2023.
ووفق بلاغ صادر عن وزارة الدفاع الوطني، فقد شارك أفراد من القوات المسلحة التونسية في المناورة بالتعاون مع القيادة الأمريكية في إفريقيا.
وحسب ذات البلاغ،"تم تنفيذ التمرين بميدان الرمي ببن غيلوف وقبالة سواحل مدينة قابس وذلك بمشاركة وحدات عسكرية من الجيوش الثلاثة والصحّة العسكرية وعدّة هياكل أخرى من المؤسسة العسكرية موزّعين بين مختلف مراحل التمرين".
ويتضمّن التمرين "دروسا نظرية وتمارين ميدانية وتدريبات مشتركة وعمليات عسكرية بحرية وجوّية، وذلك لتعزيز ودعم القدرات العملياتية والقتالية والرفع من الجاهزية للتصدّي للجريمة العابرة للحدود وتبادل الخبرات في التخطيط العملياتي المشترك بين مختلف القوّات، إضافة إلى التدخّلات الطبّية والأمن السيبرني".
انتهاء أشغال التخطيط لدورة 2024
وكانت قيادات القوات المسلحة من 13 بلدا شريكة، منها تونس والولايات المتحدة الأمريكية والمغربية، أنهت قبل ثلاثة أسابيع، أشغال التخطيط للدورة العشرين من تمرين "الأسد الإفريقي2024″ الذي احتضنته القيادة العليا للمنطقة الجنوبية المغربية في29 جانفي الماضي.
ووفق ما أورده موقع القيادة العليا للمنطقة الجنوبية المغربية، وقوة العمل المشتركة الموحدة في القرن الإفريقي "أفريكوم" في بلاغات منفصلة أصدرتها بالمناسبة، ستشارك في المناورات السنة الحالية قوات عسكرية من أكثر من 20 دولة من بينها دول عربية وافريقية ودول أعضاء في منظمة حلف الناتو.
ومن المقرر أن تجرى المناورات بعدد من المناطق والمدن المغربية بينها المحبس على الحدود مع الجزائر.
وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أنه إضافة إلى ممثلي القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية، شاركت نحو عشرة بلدان في أشغال التخطيط للدورة العشرين لمناورات “الأسد الإفريقي" التي تهدف إلى "تطوير قابلية العمل المشترك التقني والإجرائي بين القوات المسلحة الملكية وقوات البلدان المشاركة، والتدريب على التخطيط وقيادة العمليات"..
وأوضح نفس المصدر أن الاجتماع التحضيري مكن القائمين على التخطيط من تحديد طرق تنفيذ الأنشطة المختلفة لتمرين “الأسد الإفريقي 2024″، مبرزا أن هذه الأنشطة تضم تدريبات في العديد من المجالات العملياتية، وتمرينا للتخطيط موجه لأطر القيادة العليا، ومناورات مسلحة متعددة ومشتركة، وأنشطة مدنية-عسكرية، إلى جانب تمارين إزالة التلوث (النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي).
7100 مشارك من 20 دولة
وكانت قيادة "الأفريكوم"، قد كشفت في بلاغها أن المناورات ستجري خلال سنة 2024 في الفترة من 19 أفريل إلى 31 ماي، وستتم استضافتها في المغرب وغانا والسنغال وتونس بمشاركة أكثر من 7100 مشارك من أكثر من عشرين دولة، بما في ذلك وحدات من حلف شمال الأطلسي.
ووفق نفس البلاغ، ستركز عملية "الأسد الأفريقي 24" على تعزيز الاستعداد بين القوات الأمريكية وقوات الدول الشريكة، و"سيعرض التمرين متعدد المكونات والمتعدد الجنسيات مجموعة كاملة من القدرات في المجالات البرية والجوية والبرية والفضاء الإلكتروني بما في ذلك توظيف (راجمة الصواريخ) HIMARs-HIRAIN والعمليات المحمولة جواً ومهام العلاج الطبي، بهدف تعزيز قابلية التشغيل البيني بين المشاركين وعرض القدرة على تحديد الاستعداد التشغيلي".
وقال الكولونيل بالجيش الأمريكي رانجيني داناراج، مدير العمليات في القوات المسلحة لقوات شرق آسيا والمحيط الهادئ (SETAF-AF):"هناك مستوى واسع من التعاون والتفاهم المشترك بين الولايات المتحدة وشركائنا الأفارقة مما يجعل هذه التدريبات ناجحة كل عام".
ومع اقتراب موعد المناورات، يبدو أن إسبانيا “غير عازمة” على المشاركة فيها؛ بالنظر إلى “حساسية اللحظة السياسية”، حسب ما أفادت به وسائل إعلام اسبانية.
وأوردت صحيفة “فوزبوبولي” الإسبانية، نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع، أن “إسبانيا لا تخطط لإرسال أي من وحداتها وتشكيلاتها العسكرية للمشاركة في هذا التمرين متعدد الجنسيات والذي يجرى في نقاط حدودية مع الجزائر” دون أن تقدم أي تبريرات لهذا الغياب؛ فيما ربطت الصحيفة ذلك بـ”محاولة مدريد تجنب المزيد من الاحتكاك الدبلوماسي مع الجزائر والمرحلة الحساسة تمر بها العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والجزائر..
يذكر أن النسخة التاسعة عشرة لمناورات الأسد الإفريقي لسنة 2023، عرفت مشاركة حوالي ستة آلاف جندي من أكثر من عشرين دولة تثمل مختلف القارات، إضافة إلى 27 بلدا ملاحظا.. وشهدت الدورة الماضية ولأول مرة مشاركة 12 جنديا من قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي، واقتصر وجودهم على الأراضي المغربية.
اتفاقية تعاون عسكري تونسي أمريكي
تجدر الإشارة إلى أن تونس والولايات المتحدة الأمريكية تربطهما علاقات تعاون وثيقة في المجال العسكري، ومن أبرز اتفاقيات التعاون تلك الموقعة بين البلدين في 30 سبتمبر 2020 بمناسبة زيارة وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك إسبر إلى تونس، الذي وقع مع وزير الدفاع الأسبق إبراهيم البرتاجي اتفاقاً للتعاون العسكري لمدة عشر سنوات.
وبتاريخ 12 فيفري الجاري، أوردت السفارة الأمريكية بتونس أن مسؤولين أمريكيين وتونسيين التقوا في تونس العاصمة بتاريخ 9 من نفس الشهر، "لاستعراض مختلف الشراكات الدفاعية والأمنية المهمة والطويلة الأمد بين البلدين، بما في ذلك مكافحة التهديدات ومناقشة الأنشطة المشتركة القادمة ومجالات التعاون المستقبلي، بما في ذلك المزيد من الدعم الأمريكي لدور تونس كمزود إقليمي للخبرات الأمنية".
ووفق بيان صحفي نشرته السفارة الأمريكية على موقعها الرسمي، " التقى السفير الأمريكي لدى تونس جوي هود، والقائمة بأعمال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون الأفريقية جنيفر زاكريسكي، ومدير القيادة الأمريكية الإفريقية للإستراتيجية والمشاركة والبرامج اللواء كينيث إيكمان، بوزير الدفاع الوطني التونسي عماد مميش لمناقشة التعاون الثنائي الطويل الأمد بين الولايات المتحدة وتونس في المجال الأمني، لاسيما من خلال اللجنة العسكرية المشتركة السنوية المقرر عقدها في وقت لاحق من هذا العام في تونس".
وعلق السفير الأمريكي هود على الشراكة التاريخية بين بلدينا قائلاً: “منذ بداية وجودها كدولة مستقلة، تمتعت الولايات المتحدة بصداقة وثيقة وعلاقات دبلوماسية قوية مع تونس. حيث تبرز فوائد التعاون على مدى ما يزيد عن قرنين من التعاون بين الولايات المتحدة وتونس بصورة جلية عند النظر إلى شراكاتنا الأمنية العسكرية، والتي نمت بشكل هائل في العقد الماضي مع تحول تونس لتصبح مزودًا إقليميًا للخبرة الأمنية، بما في ذلك من خلال دعمها لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.”
وقالت القائمة بأعمال نائب مساعد وزير الدفاع للشؤون الإفريقية، السيدة جينيفر زاكريسكي:“إن عقد مجموعات عمل رفيعة المستوى مهد الطريق للجنة العسكرية المشتركة، وأكد من جديد أهمية الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وتونس، وشددت على دعم وزارة الدفاع لمساعي توسيع الدور القيادي للقوات المسلحة التونسية في المجال الأمني على الصعيد الإقليمي.
وقال اللواء بإيكمان:“تلعب تونس دورًا محوريًا قياديا في مجال الأمن في إفريقيا. تثمن القيادة الأمريكية في إفريقيا العلاقة القوية بين جيوش دولنا وتظل ملتزمة بالعمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا التونسيين لتحقيق الأهداف الأمنية المشتركة وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء إفريقيا. أنا ممتن لاجتماعنا مع الوزير السيد عماد مميش وللمناقشات المثمرة التي دارت بيننا".
ووفق نفس المصدر، أتاحت الاجتماعات المشتركة التي عقدت على مدار الأسبوع "فرصة لإعادة تأكيد التزام البلدين بتعزيز أهداف الدفاع والأمن المشتركة".
كما تم التطرق الجانبان إلى مسألة التدريبات العسكرية المشتركة وتواصل الدعم العسكري الأمريكي لتونس، وجاء في البيان:"من بين المواضيع التي تم تناولها التعاون الأمني وبناء القدرات المؤسسية وأمن الحدود ومراجعة برامج بناء القدرات الدفاعية لتونس التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات والتي تمولها الولايات المتحدة. كما سلطت المناقشات الضوء على نجاح التدريبات العسكرية المشتركة الأخيرة، والتزام الولايات المتحدة بتعزيز أمن الحدود التونسية ومكافحة التهديدات الإرهابية، فضلا عن التحديات الدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك عدم الاستقرار في منطقة الساحل وخارجها".
كما اتفق البلدان، حسب بيان السفارة، "على مواصلة العمل معًا بشكل وثيق لتعزيز شراكتهما الإستراتيجية الثنائية وتحقيق المصالح الإستراتيجية المتبادلة وفقًا لأهداف خارطة الطريق الأمريكية التونسية للتعاون الدفاعي والتي تشمل بناء القدرات وقابلية التشغيل العسكري المشترك ودرجة استعداد القوات والمساهمات الأمنية الإقليمية".
رفيق بن عبد الله
تونس – الصباح
تستعد تونس للمشاركة في "مناورات الأسد الإفريقي" في دورتها العشرين والمقرر تنظيمها خلال الفترة بين 20 أفريل و31 ماي 2024. علما أن تونس ستكون للمرة الرابعة إحدى الدول الثلاث المستضيفة لهذه المناورات إلى جانب المغرب والسنغال وغانا.
وكانت نسخة 2023 شهدت زيادة في القوة مقارنة بالنسخ السابقة، علما أن مناورات السنة الماضية انطلقت مرحلتها الأولى من تونس. وتتميز دورة 2024 بإعلان القوات الأمريكية استعمال راجمة الصواريخ الأمريكية هيمارس HIMARs-HIRAIN في المناورات.
وكانت تونس قد احتضنت جزءا من التمرين العسكري "الأسد الإفريقي" في نسخة 2023، وذلك من 8 إلى غاية 31 ماي 2023.
ووفق بلاغ صادر عن وزارة الدفاع الوطني، فقد شارك أفراد من القوات المسلحة التونسية في المناورة بالتعاون مع القيادة الأمريكية في إفريقيا.
وحسب ذات البلاغ،"تم تنفيذ التمرين بميدان الرمي ببن غيلوف وقبالة سواحل مدينة قابس وذلك بمشاركة وحدات عسكرية من الجيوش الثلاثة والصحّة العسكرية وعدّة هياكل أخرى من المؤسسة العسكرية موزّعين بين مختلف مراحل التمرين".
ويتضمّن التمرين "دروسا نظرية وتمارين ميدانية وتدريبات مشتركة وعمليات عسكرية بحرية وجوّية، وذلك لتعزيز ودعم القدرات العملياتية والقتالية والرفع من الجاهزية للتصدّي للجريمة العابرة للحدود وتبادل الخبرات في التخطيط العملياتي المشترك بين مختلف القوّات، إضافة إلى التدخّلات الطبّية والأمن السيبرني".
انتهاء أشغال التخطيط لدورة 2024
وكانت قيادات القوات المسلحة من 13 بلدا شريكة، منها تونس والولايات المتحدة الأمريكية والمغربية، أنهت قبل ثلاثة أسابيع، أشغال التخطيط للدورة العشرين من تمرين "الأسد الإفريقي2024″ الذي احتضنته القيادة العليا للمنطقة الجنوبية المغربية في29 جانفي الماضي.
ووفق ما أورده موقع القيادة العليا للمنطقة الجنوبية المغربية، وقوة العمل المشتركة الموحدة في القرن الإفريقي "أفريكوم" في بلاغات منفصلة أصدرتها بالمناسبة، ستشارك في المناورات السنة الحالية قوات عسكرية من أكثر من 20 دولة من بينها دول عربية وافريقية ودول أعضاء في منظمة حلف الناتو.
ومن المقرر أن تجرى المناورات بعدد من المناطق والمدن المغربية بينها المحبس على الحدود مع الجزائر.
وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أنه إضافة إلى ممثلي القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية، شاركت نحو عشرة بلدان في أشغال التخطيط للدورة العشرين لمناورات “الأسد الإفريقي" التي تهدف إلى "تطوير قابلية العمل المشترك التقني والإجرائي بين القوات المسلحة الملكية وقوات البلدان المشاركة، والتدريب على التخطيط وقيادة العمليات"..
وأوضح نفس المصدر أن الاجتماع التحضيري مكن القائمين على التخطيط من تحديد طرق تنفيذ الأنشطة المختلفة لتمرين “الأسد الإفريقي 2024″، مبرزا أن هذه الأنشطة تضم تدريبات في العديد من المجالات العملياتية، وتمرينا للتخطيط موجه لأطر القيادة العليا، ومناورات مسلحة متعددة ومشتركة، وأنشطة مدنية-عسكرية، إلى جانب تمارين إزالة التلوث (النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي).
7100 مشارك من 20 دولة
وكانت قيادة "الأفريكوم"، قد كشفت في بلاغها أن المناورات ستجري خلال سنة 2024 في الفترة من 19 أفريل إلى 31 ماي، وستتم استضافتها في المغرب وغانا والسنغال وتونس بمشاركة أكثر من 7100 مشارك من أكثر من عشرين دولة، بما في ذلك وحدات من حلف شمال الأطلسي.
ووفق نفس البلاغ، ستركز عملية "الأسد الأفريقي 24" على تعزيز الاستعداد بين القوات الأمريكية وقوات الدول الشريكة، و"سيعرض التمرين متعدد المكونات والمتعدد الجنسيات مجموعة كاملة من القدرات في المجالات البرية والجوية والبرية والفضاء الإلكتروني بما في ذلك توظيف (راجمة الصواريخ) HIMARs-HIRAIN والعمليات المحمولة جواً ومهام العلاج الطبي، بهدف تعزيز قابلية التشغيل البيني بين المشاركين وعرض القدرة على تحديد الاستعداد التشغيلي".
وقال الكولونيل بالجيش الأمريكي رانجيني داناراج، مدير العمليات في القوات المسلحة لقوات شرق آسيا والمحيط الهادئ (SETAF-AF):"هناك مستوى واسع من التعاون والتفاهم المشترك بين الولايات المتحدة وشركائنا الأفارقة مما يجعل هذه التدريبات ناجحة كل عام".
ومع اقتراب موعد المناورات، يبدو أن إسبانيا “غير عازمة” على المشاركة فيها؛ بالنظر إلى “حساسية اللحظة السياسية”، حسب ما أفادت به وسائل إعلام اسبانية.
وأوردت صحيفة “فوزبوبولي” الإسبانية، نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع، أن “إسبانيا لا تخطط لإرسال أي من وحداتها وتشكيلاتها العسكرية للمشاركة في هذا التمرين متعدد الجنسيات والذي يجرى في نقاط حدودية مع الجزائر” دون أن تقدم أي تبريرات لهذا الغياب؛ فيما ربطت الصحيفة ذلك بـ”محاولة مدريد تجنب المزيد من الاحتكاك الدبلوماسي مع الجزائر والمرحلة الحساسة تمر بها العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والجزائر..
يذكر أن النسخة التاسعة عشرة لمناورات الأسد الإفريقي لسنة 2023، عرفت مشاركة حوالي ستة آلاف جندي من أكثر من عشرين دولة تثمل مختلف القارات، إضافة إلى 27 بلدا ملاحظا.. وشهدت الدورة الماضية ولأول مرة مشاركة 12 جنديا من قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي، واقتصر وجودهم على الأراضي المغربية.
اتفاقية تعاون عسكري تونسي أمريكي
تجدر الإشارة إلى أن تونس والولايات المتحدة الأمريكية تربطهما علاقات تعاون وثيقة في المجال العسكري، ومن أبرز اتفاقيات التعاون تلك الموقعة بين البلدين في 30 سبتمبر 2020 بمناسبة زيارة وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك إسبر إلى تونس، الذي وقع مع وزير الدفاع الأسبق إبراهيم البرتاجي اتفاقاً للتعاون العسكري لمدة عشر سنوات.
وبتاريخ 12 فيفري الجاري، أوردت السفارة الأمريكية بتونس أن مسؤولين أمريكيين وتونسيين التقوا في تونس العاصمة بتاريخ 9 من نفس الشهر، "لاستعراض مختلف الشراكات الدفاعية والأمنية المهمة والطويلة الأمد بين البلدين، بما في ذلك مكافحة التهديدات ومناقشة الأنشطة المشتركة القادمة ومجالات التعاون المستقبلي، بما في ذلك المزيد من الدعم الأمريكي لدور تونس كمزود إقليمي للخبرات الأمنية".
ووفق بيان صحفي نشرته السفارة الأمريكية على موقعها الرسمي، " التقى السفير الأمريكي لدى تونس جوي هود، والقائمة بأعمال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون الأفريقية جنيفر زاكريسكي، ومدير القيادة الأمريكية الإفريقية للإستراتيجية والمشاركة والبرامج اللواء كينيث إيكمان، بوزير الدفاع الوطني التونسي عماد مميش لمناقشة التعاون الثنائي الطويل الأمد بين الولايات المتحدة وتونس في المجال الأمني، لاسيما من خلال اللجنة العسكرية المشتركة السنوية المقرر عقدها في وقت لاحق من هذا العام في تونس".
وعلق السفير الأمريكي هود على الشراكة التاريخية بين بلدينا قائلاً: “منذ بداية وجودها كدولة مستقلة، تمتعت الولايات المتحدة بصداقة وثيقة وعلاقات دبلوماسية قوية مع تونس. حيث تبرز فوائد التعاون على مدى ما يزيد عن قرنين من التعاون بين الولايات المتحدة وتونس بصورة جلية عند النظر إلى شراكاتنا الأمنية العسكرية، والتي نمت بشكل هائل في العقد الماضي مع تحول تونس لتصبح مزودًا إقليميًا للخبرة الأمنية، بما في ذلك من خلال دعمها لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.”
وقالت القائمة بأعمال نائب مساعد وزير الدفاع للشؤون الإفريقية، السيدة جينيفر زاكريسكي:“إن عقد مجموعات عمل رفيعة المستوى مهد الطريق للجنة العسكرية المشتركة، وأكد من جديد أهمية الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وتونس، وشددت على دعم وزارة الدفاع لمساعي توسيع الدور القيادي للقوات المسلحة التونسية في المجال الأمني على الصعيد الإقليمي.
وقال اللواء بإيكمان:“تلعب تونس دورًا محوريًا قياديا في مجال الأمن في إفريقيا. تثمن القيادة الأمريكية في إفريقيا العلاقة القوية بين جيوش دولنا وتظل ملتزمة بالعمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا التونسيين لتحقيق الأهداف الأمنية المشتركة وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء إفريقيا. أنا ممتن لاجتماعنا مع الوزير السيد عماد مميش وللمناقشات المثمرة التي دارت بيننا".
ووفق نفس المصدر، أتاحت الاجتماعات المشتركة التي عقدت على مدار الأسبوع "فرصة لإعادة تأكيد التزام البلدين بتعزيز أهداف الدفاع والأمن المشتركة".
كما تم التطرق الجانبان إلى مسألة التدريبات العسكرية المشتركة وتواصل الدعم العسكري الأمريكي لتونس، وجاء في البيان:"من بين المواضيع التي تم تناولها التعاون الأمني وبناء القدرات المؤسسية وأمن الحدود ومراجعة برامج بناء القدرات الدفاعية لتونس التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات والتي تمولها الولايات المتحدة. كما سلطت المناقشات الضوء على نجاح التدريبات العسكرية المشتركة الأخيرة، والتزام الولايات المتحدة بتعزيز أمن الحدود التونسية ومكافحة التهديدات الإرهابية، فضلا عن التحديات الدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك عدم الاستقرار في منطقة الساحل وخارجها".
كما اتفق البلدان، حسب بيان السفارة، "على مواصلة العمل معًا بشكل وثيق لتعزيز شراكتهما الإستراتيجية الثنائية وتحقيق المصالح الإستراتيجية المتبادلة وفقًا لأهداف خارطة الطريق الأمريكية التونسية للتعاون الدفاعي والتي تشمل بناء القدرات وقابلية التشغيل العسكري المشترك ودرجة استعداد القوات والمساهمات الأمنية الإقليمية".