إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اليوم العالمي للحب.. أغنيات حكايات تترجم المعاني الوجدانية والإنسانية السامية

إعداد: محسن بن احمد

14 فيفري من كل سنة هو اليوم العالمي للحب...وحاجتنا اليوم للحب أكثر من أي وقت مضى اعتبارا لما نعيشه من الام واحزان وأتراح في زمن غلبت عليه المحسوبية والمصلحة الضيقة و "الانا".

اننا اليوم في حاجة للحظات نقطع فيها مع الضغوط بكل معانيها ونحلق مع ذواتنا في الأفق الرحب حيث الطمأنينة النفسية وجمال الوجود.

اليوم العالمي للحب دعوة إلى التحابب الصادق والقطع مع الضغينة والحقد لغد أكثر إشراقا وصفاء وبهاء ونقاء

وقد حفلت المدونة الشعرية التونسية والعربية بالكثير من الابداعات الغنائية الخالدة التي صاغها أصحابها ووثقوا من خلالها قصص حب خالصة برزت بشكل جلي في إبداعات مازالت تنضح حياة وعشقا لكل جميل في الوجود

أغنيات حب وعشق للوطن والأم والأرض والحبيبة... أغنيات صنعت مجد فنانين وشعراء وملحنين هم الآن خالدون في وجدان كل عاشق للطرب الأصيل النابع من الوجدان والناطق صدقا وقوة وعمقا..

" هجرتك" احمد رامي العاشق المجروح 

ارتبطت مسيرة المطربة الخالدة أم كلثوم بالشاعر الكبير احمد رامي الذي كتب لها ما يفوق  الـ 160 أغنية.. لم يكن يدور بخلد شاعرنا الذي التقاها أول مرة سنة1923 انه سيعيش معها عذاب الحب من طرف واحد طيلة أكثر من أربعين سنة.     

أرهقت ام كلثوم  شاعرها المفضّل أحمد رامي الذي أحبها وتعذب بغرامها، ولكنه عاش بحبه بعيدًا عن النجمة العالية في السماء حتى لا تنطفئ إذا تزوجها أو اقترنت بقصة حب معه. ومن أروع ما كتب رامي لأم كلثوم.

وكانت أغنية «هجرتك» حالة من الوجد والغرام والحب العذري من طرف واحد، تنتهي بقرار الهجران بسياق وجداني رائع معتمدًا على تذكيرنا بعنصر النسيان ليرتاح من حبه الذي أرهقه، فيقول في «هجرتك» شاكيًا حاله لنا وعلى لسان حبيبته:

"هجرتك يمكن أنسى هواك

وودّع قلبك القاسي

وقلت أقدر في يوم أسلاك

 وأفضّى من الهوى كاسي

لقيت روحي في عزّ جفاك

 بفكّر فيك ونا ناسي".

توقف احمد عن كتابة الشعر بعد وفاتها مباشرة في فيفري  1975، وظل على موقفه إلى أن فارق الحياة في جوان 1981.

**سعاد حسني: أنا "قارئة فنجان" العندليب

جمع الحب الجارف قلبي  نجمي الطرب والتمثيل في أوج شهرتهما المطرب عبد الحليم حافظ والنجمة السينمائية سعاد حسني ، ورغم اتفاق الجميع على هذا الحب فقد اختلفوا على قصة زواج حليم وسعاد، وجاء في شهادة الكاتب الصحفي مصطفي أمين بأن النجمين لم يتزوجا وهذا هو سر الحب الكبير، فالزواج في حياة الفنانين يطفئ حالة الحب المتوهجة التي تجمع بين كل نجمين لحين الزواج الذي يخلق غيرة الزوج على زوجته والعكس. وكانت قصيدة "قارئة الفنجان" قصيدة «قارئة الفنجان» للمبدع نزار قباني الذي كتبها بناء على توصية من سعاد حسني – كما كشفت عن ذلك "في حوار موثق لها-بعد اطلاعه على سر حبها لحليم، لتؤكد أنها" قارئة فنجان" عبد الحليم حافظ :

"بحياتك يا ولدي امرأةٌ

عيناها سبحان المعبود

فمها مرسومٌ كالعنقود

 ضحكتها موسيقى وورود

 لكن سماءك ممطرةٌ

وطريقك مسدودٌ.

*"احبك يا بلادي".. اللحن القادم من السربون

أحبّك يا بلادي.. من القصائد الغنائية المفعمة بالأحاسيس الإنسانية النبيلة تجاه الوطن... قصيد الألق والمشاعر الوجدانية الصادقة. صاغه الشاعر الكبير الراحل جعفر ماجد أوائل تسعينات القرن الماضي وأعدّ كسوته اللحنية الطربية الملحن الشاب في تلك السنوات محمد الماجري...

يقول الأستاذ محمد رؤوف يعيش مدير الإذاعة الوطنية أوائل تسعينات القرن الماضي في لقاء معه " ولد  قصيد أحبّك يا بلادي سنة 1993 وقد كانت لي علاقة متينة بالراحل الشاعر الدكتور جعفر ماجد... ي أحد اللقاءات معه طلبت منه إعداد قصيد وطني يتغنى بتونس، قصيد يكون استثنائيا خارجا عن الإطار التقليدي المتعارف عليه في الأغاني الوطنية.. وذكرت له أنني سأسند هذا القصيد الى ملحّن طموح عاشق للطرب الأصيل.. هو محمد الماجري الذي كسب رهان التلحين كواحد من أبرز الموسيقيين الملحنين في تونس من خلال أغنية «طير الحمام مجروح».. وأما الأداء فسيكون بصوت أمينة فاخت.. رحّب الشاعر الراحل جعفر ماجد بالمقترح.. بادرت بمهاتفة الملحن محمد الماجري الذي كان متواجدا في باريس لمواصلة دراسته الجامعية العليا بالسربون.. كان سعيدا بالقصيد الذي أرسلته إليه من مكتبي بواسطة «الفاكس».. حتى كان اليوم الذي فاجأني هذا الملحن الخلوق، الملتزم بالترقيم الموسيقي للقصيد الذي استجابت له أمينة فاخت وسجلته بصوتها تحت إشراف وتنفيذ الفرقة الموسيقية للإذاعة الوطنية بقيادة الراحل عبد الحميد بنعلجية وبحضور صاحب القصيد

احبك لست اعرف ما أقول

وهل يكفي الكلام ولو يطول

فهذا الحب اكبر من حروفي

وهذا الحب ليس له مثيل 

" عايش من غير أمل "

وسر الوردة الحمراء في جيب السترة

هو مطرب الخضراء... عشق الموسيقى والغناء منذ نعومة أظافره وكان كلما جلس بين رفاقه يردّد أنه يتمنى الموت على خشبة المسرح وتحقق ذلك حيث فارق الحياة وهو يشدو على ركح المسرح البلدي بالعاصمة ذات مساء من ربيع 1970. هو علي الرياحي الذي نحت نجاحه الفني بأظافره... عصامي التكوين الموسيقي عاش الأغنية بأحاسيسه الصادقة وحسّه الإبداعي المرهف... أحاسيس جعلت منه ملحنا بالفطرة، حيث كان اللحن يخرج من أعماقه ويدندن به ثم يقوم بتلحينه على آلة (الطار) لضبط إيقاعه بأصدقاء موسيقيين له المؤمنين بموهبته فيتولون عملية التدوين والترقيم الموسيقي كان الراحل علي الرياحي أواخر أربعينات القرن الماضي يتنقل بين صالتي "الفتح" و"مدريد بالعاصمة" لإحياء سهرات غنائية يقدم خلالها احدث انتاجاته.

وحدث في إحدى السهرات بصالة "الفتح" ان تقدمت اليه فتاة وأهدته وردة قبل الانسحاب في الغسق... هدية تلقفها بلهفة... أراد أن يشكرها، أن يقول لها كلاما، لكنها كانت مسرعة الخطى في الشارع الطويل.وقع الفنان في حب هذه السيدة الجميلة التي لا يعرف عنها شيئا سوى أنها معجبة متيّمة بأغانيه وأناقته وحضوره الركحي المبهر... كان يسرع الخطى كل ليلة نحو صالة الفتح عله يلقاها، لكن غابت عن أنظاره دون رجعة..هو الحب... القدر شاء ذلك، لم يجد بدا من صياغة رسالة غنائية لها هي «عايش من غير أمل في حبّك».. أغنية صاغها من رحم وجدانه المتألم، وعند تقديمها أول مرة للجمهور التونسي ظهر علي الرياحي في كامل أناقته وقد وضع وردة حمراء في جيب سترته، ومنذ ذلك اليوم لم يتخلّ عن هذا التقليد حتى آخر رمق في حياته

عايش من غير أمل في حبك

تعذيبي وتنهيدي من أجلك

 واللي جرحلي عيني

انك ما تسالشي عليا

واللي زاد على ما بيا

يا ناري مازلت نحبك .

اليوم العالمي للحب..    أغنيات حكايات تترجم المعاني الوجدانية والإنسانية السامية

إعداد: محسن بن احمد

14 فيفري من كل سنة هو اليوم العالمي للحب...وحاجتنا اليوم للحب أكثر من أي وقت مضى اعتبارا لما نعيشه من الام واحزان وأتراح في زمن غلبت عليه المحسوبية والمصلحة الضيقة و "الانا".

اننا اليوم في حاجة للحظات نقطع فيها مع الضغوط بكل معانيها ونحلق مع ذواتنا في الأفق الرحب حيث الطمأنينة النفسية وجمال الوجود.

اليوم العالمي للحب دعوة إلى التحابب الصادق والقطع مع الضغينة والحقد لغد أكثر إشراقا وصفاء وبهاء ونقاء

وقد حفلت المدونة الشعرية التونسية والعربية بالكثير من الابداعات الغنائية الخالدة التي صاغها أصحابها ووثقوا من خلالها قصص حب خالصة برزت بشكل جلي في إبداعات مازالت تنضح حياة وعشقا لكل جميل في الوجود

أغنيات حب وعشق للوطن والأم والأرض والحبيبة... أغنيات صنعت مجد فنانين وشعراء وملحنين هم الآن خالدون في وجدان كل عاشق للطرب الأصيل النابع من الوجدان والناطق صدقا وقوة وعمقا..

" هجرتك" احمد رامي العاشق المجروح 

ارتبطت مسيرة المطربة الخالدة أم كلثوم بالشاعر الكبير احمد رامي الذي كتب لها ما يفوق  الـ 160 أغنية.. لم يكن يدور بخلد شاعرنا الذي التقاها أول مرة سنة1923 انه سيعيش معها عذاب الحب من طرف واحد طيلة أكثر من أربعين سنة.     

أرهقت ام كلثوم  شاعرها المفضّل أحمد رامي الذي أحبها وتعذب بغرامها، ولكنه عاش بحبه بعيدًا عن النجمة العالية في السماء حتى لا تنطفئ إذا تزوجها أو اقترنت بقصة حب معه. ومن أروع ما كتب رامي لأم كلثوم.

وكانت أغنية «هجرتك» حالة من الوجد والغرام والحب العذري من طرف واحد، تنتهي بقرار الهجران بسياق وجداني رائع معتمدًا على تذكيرنا بعنصر النسيان ليرتاح من حبه الذي أرهقه، فيقول في «هجرتك» شاكيًا حاله لنا وعلى لسان حبيبته:

"هجرتك يمكن أنسى هواك

وودّع قلبك القاسي

وقلت أقدر في يوم أسلاك

 وأفضّى من الهوى كاسي

لقيت روحي في عزّ جفاك

 بفكّر فيك ونا ناسي".

توقف احمد عن كتابة الشعر بعد وفاتها مباشرة في فيفري  1975، وظل على موقفه إلى أن فارق الحياة في جوان 1981.

**سعاد حسني: أنا "قارئة فنجان" العندليب

جمع الحب الجارف قلبي  نجمي الطرب والتمثيل في أوج شهرتهما المطرب عبد الحليم حافظ والنجمة السينمائية سعاد حسني ، ورغم اتفاق الجميع على هذا الحب فقد اختلفوا على قصة زواج حليم وسعاد، وجاء في شهادة الكاتب الصحفي مصطفي أمين بأن النجمين لم يتزوجا وهذا هو سر الحب الكبير، فالزواج في حياة الفنانين يطفئ حالة الحب المتوهجة التي تجمع بين كل نجمين لحين الزواج الذي يخلق غيرة الزوج على زوجته والعكس. وكانت قصيدة "قارئة الفنجان" قصيدة «قارئة الفنجان» للمبدع نزار قباني الذي كتبها بناء على توصية من سعاد حسني – كما كشفت عن ذلك "في حوار موثق لها-بعد اطلاعه على سر حبها لحليم، لتؤكد أنها" قارئة فنجان" عبد الحليم حافظ :

"بحياتك يا ولدي امرأةٌ

عيناها سبحان المعبود

فمها مرسومٌ كالعنقود

 ضحكتها موسيقى وورود

 لكن سماءك ممطرةٌ

وطريقك مسدودٌ.

*"احبك يا بلادي".. اللحن القادم من السربون

أحبّك يا بلادي.. من القصائد الغنائية المفعمة بالأحاسيس الإنسانية النبيلة تجاه الوطن... قصيد الألق والمشاعر الوجدانية الصادقة. صاغه الشاعر الكبير الراحل جعفر ماجد أوائل تسعينات القرن الماضي وأعدّ كسوته اللحنية الطربية الملحن الشاب في تلك السنوات محمد الماجري...

يقول الأستاذ محمد رؤوف يعيش مدير الإذاعة الوطنية أوائل تسعينات القرن الماضي في لقاء معه " ولد  قصيد أحبّك يا بلادي سنة 1993 وقد كانت لي علاقة متينة بالراحل الشاعر الدكتور جعفر ماجد... ي أحد اللقاءات معه طلبت منه إعداد قصيد وطني يتغنى بتونس، قصيد يكون استثنائيا خارجا عن الإطار التقليدي المتعارف عليه في الأغاني الوطنية.. وذكرت له أنني سأسند هذا القصيد الى ملحّن طموح عاشق للطرب الأصيل.. هو محمد الماجري الذي كسب رهان التلحين كواحد من أبرز الموسيقيين الملحنين في تونس من خلال أغنية «طير الحمام مجروح».. وأما الأداء فسيكون بصوت أمينة فاخت.. رحّب الشاعر الراحل جعفر ماجد بالمقترح.. بادرت بمهاتفة الملحن محمد الماجري الذي كان متواجدا في باريس لمواصلة دراسته الجامعية العليا بالسربون.. كان سعيدا بالقصيد الذي أرسلته إليه من مكتبي بواسطة «الفاكس».. حتى كان اليوم الذي فاجأني هذا الملحن الخلوق، الملتزم بالترقيم الموسيقي للقصيد الذي استجابت له أمينة فاخت وسجلته بصوتها تحت إشراف وتنفيذ الفرقة الموسيقية للإذاعة الوطنية بقيادة الراحل عبد الحميد بنعلجية وبحضور صاحب القصيد

احبك لست اعرف ما أقول

وهل يكفي الكلام ولو يطول

فهذا الحب اكبر من حروفي

وهذا الحب ليس له مثيل 

" عايش من غير أمل "

وسر الوردة الحمراء في جيب السترة

هو مطرب الخضراء... عشق الموسيقى والغناء منذ نعومة أظافره وكان كلما جلس بين رفاقه يردّد أنه يتمنى الموت على خشبة المسرح وتحقق ذلك حيث فارق الحياة وهو يشدو على ركح المسرح البلدي بالعاصمة ذات مساء من ربيع 1970. هو علي الرياحي الذي نحت نجاحه الفني بأظافره... عصامي التكوين الموسيقي عاش الأغنية بأحاسيسه الصادقة وحسّه الإبداعي المرهف... أحاسيس جعلت منه ملحنا بالفطرة، حيث كان اللحن يخرج من أعماقه ويدندن به ثم يقوم بتلحينه على آلة (الطار) لضبط إيقاعه بأصدقاء موسيقيين له المؤمنين بموهبته فيتولون عملية التدوين والترقيم الموسيقي كان الراحل علي الرياحي أواخر أربعينات القرن الماضي يتنقل بين صالتي "الفتح" و"مدريد بالعاصمة" لإحياء سهرات غنائية يقدم خلالها احدث انتاجاته.

وحدث في إحدى السهرات بصالة "الفتح" ان تقدمت اليه فتاة وأهدته وردة قبل الانسحاب في الغسق... هدية تلقفها بلهفة... أراد أن يشكرها، أن يقول لها كلاما، لكنها كانت مسرعة الخطى في الشارع الطويل.وقع الفنان في حب هذه السيدة الجميلة التي لا يعرف عنها شيئا سوى أنها معجبة متيّمة بأغانيه وأناقته وحضوره الركحي المبهر... كان يسرع الخطى كل ليلة نحو صالة الفتح عله يلقاها، لكن غابت عن أنظاره دون رجعة..هو الحب... القدر شاء ذلك، لم يجد بدا من صياغة رسالة غنائية لها هي «عايش من غير أمل في حبّك».. أغنية صاغها من رحم وجدانه المتألم، وعند تقديمها أول مرة للجمهور التونسي ظهر علي الرياحي في كامل أناقته وقد وضع وردة حمراء في جيب سترته، ومنذ ذلك اليوم لم يتخلّ عن هذا التقليد حتى آخر رمق في حياته

عايش من غير أمل في حبك

تعذيبي وتنهيدي من أجلك

 واللي جرحلي عيني

انك ما تسالشي عليا

واللي زاد على ما بيا

يا ناري مازلت نحبك .