بمناسبة مرور(08 سنة) على تأسيس الإذاعة التونسية والتي تتزامن ذكراها اليوم 13 فيفري، صدرت في بداية سنة 2024 الطبعة الثانية من كتاب "ثمانون ...من أعلام ومشاهير الإذاعة التونسية" مع طبعة مزيدة تضمنت قمر بالقاضي ولطيفة غراد ومحمد الحبيب حريز وجميلة الماجري ويوسف المؤذن والد الزميل المنصف المؤذن والطاهرالمليجي واحمد العموري ومليكة بن خامسة ونبيل بن زكري ...
الطبعة الأولى كان المقصود منها إبراز دور الآباء المؤسسين والمشاهير الذين اخلصوا واثروا خزينة الإذاعة التونسية بانتاجاتهم المتنوعة والذين لم تحفظ ذاكرتهم بالرغم من أنهم ساهموا بغزارة وتفان قي تأصيل الذات التونسية المتفردة التي لا تشبه لاي ذات أخرى .
مؤلف الكتاب الزميل عبد الستار النقاطي يقول عن كتابه: "إن الشيء الذي حمسني لإصدار هذا الكتاب على نفقتي الخاصة ، هو ما قرأته من وثائق تاريخية مهمة حول تأسيس هذه المحطة الإذاعية الرسمية يوم 14 أكتوبر 1938، في البداية من قبل السلطات الاستعمارية التي كانت غايتها وقتها هو التقليل من تأثير الإذاعات المنافسة لها على الرأي العام التونسي وخاصة من قبل "إذاعة باري الفاشية " الموجهة، لكن ما لم تقرأ له السلطات الاستعمارية أي حساب وقتها، هو أن تأسيس تلك المحطة "إذاعة تونس البريدية" كان في قلب شعلة النضال الوطني التونسي ضد الاستعمار. والذي انطلق في الحقيقة منذ بداية الثلاثينات وخاصة ظهور جماعة " تحت السور" ونضالهم بالكلمة والريشة في الصحف لمزيد استنهاض الوعي لدى المجتمع التونسي، ثم ظهورالحزب الحر الدستوري التونسي بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة سنة 1934 ، ثم انبعاث الرشيدية سنة 1934 على يد مجموعة من المثقفين . وهي في ظاهرها ثقافية للمحافظة على الشخصية التونسية والنهوض بالأغنية التونسية ولكن في باطنها كانت سياسية. وبعد أربع سنوات تأسست "محطة تونس البريدية " وكانت بالتالي خيردافع للحركة التحريرية الوطنية وخيرمؤازرة لها ...وقد عرفت هذه الإذاعة ثلاث محطات هامة في وجودها فكانت المحطة الأولى مع : الأستاذ عثمان الكعاك وهوأول كاتب عام للإذاعة الذي كان وراء دعوة أبرز الوجوه الفنية والفكرية والأدبية في الساحة الثقافية التونسية لإنتاج البرامج الإذاعية وتأصيل الأغنية التونسية فظهر "الآباء المؤسسون "على غرار عبد العزيزالعروي ونورالدين بن محمود والهادي العبيدي ومحمد الفاضل بن عاشوروالصادق مازيغ وجلال الدين النقاش واحمد خير الدين وغيرهم ...ولكن هذه المحطة الإذاعية التي نجحت في مهمتها ،عرفت نكسة كبرى بعد أن حطم الجيش الألماني النازي بقيادة هتلرأجهزة بثها وتم إسكات صوتها ، لتعرف الانطلاقة الثانية بعد الحرب العالمية الثانية على يد الأستاذ نورالدين بن محمود ، الذي أطلق العنان لأسماء جديدة لمزيد الإبداع والإضافة ، مع التركيز بالخصوص على المسرح الإذاعي فقد استقطبت الإذاعة أبرزعناصرالفرق التمثيلية الناشطة آنذاك من مخرجين ومؤلفين وممثلين إلى أن أصبح للإذاعة التونسية فرقتها التمثيلية الخاصة سنة 1954.أما المنعرج الحاسم للإذاعة فكانت بعد أن نالت تونس استقلالها يوم 20 مارس 1956 حيث تمت تونسة الإذاعة سنة 1958على يد الأستاذ البشير المهذبي ، ثم بدأ التأسيس للمرحلة الجديدة مع الأستاذ الشاذلي القليبي وبعده الأستاذ الحبيب بولعراس ، ثم الأستاذ محمد مزالي وما تلاهم لتعرف الإذاعة التونسية نقلة نوعية من خلال الشبكات البرامجية المختلفة والمنوعة والثرية لتكون الإذاعة بحق مرآة عاكسة لمجتمعها وجهازا إعلاميا فاعلا في عصرها . ومن مرحلة إلى أخرى ومن جيل إلى آخر تواصلت الرحلة إلى أن عرفت الإذاعة التونسية رهانا آخر وهو تجربة البث المباشر، فظهر فرسان المباشر المجددين، وتبعث إذاعات جهوية في كل من صفاقس والمنستيرفي البداية، ثم تنضاف إذاعات جهوية أخرى في بداية التسعينات في كل من الكاف وقفصة تطاوين، ثم الإذاعات المتخصصة " الشباب" سنة1995 و"إذاعة تونس الثقافية " سنة 2006 وإذاعة " بانوراما " سنة 2016، لتصبح "الشبكة الأولى للإذاعات" في تونس بعد الثمانين ...
إن هذا الكتاب هو محاولة متواضعة حرص صاحبه من خلاله على التوثيق لحقبة تاريخية هامة وهو حفظ للذاكرة من جهة واعتراف بالجميل لمن أبدعوا وأضافوا وتركوا بصماتهم جلية من جهة أخرى .وكانوا بحق كشافي طريق وحلقات مترابطة لأجيال متواصلة، ليكون مرجعا يستأنس به حيث أن الأسماء التي وردت في الكتاب ونظرا لقيمتها الثقافية والأدبية بإمكان كل منها أن يكون مشروع كتاب لوحده ...
تونس-الضباح
بمناسبة مرور(08 سنة) على تأسيس الإذاعة التونسية والتي تتزامن ذكراها اليوم 13 فيفري، صدرت في بداية سنة 2024 الطبعة الثانية من كتاب "ثمانون ...من أعلام ومشاهير الإذاعة التونسية" مع طبعة مزيدة تضمنت قمر بالقاضي ولطيفة غراد ومحمد الحبيب حريز وجميلة الماجري ويوسف المؤذن والد الزميل المنصف المؤذن والطاهرالمليجي واحمد العموري ومليكة بن خامسة ونبيل بن زكري ...
الطبعة الأولى كان المقصود منها إبراز دور الآباء المؤسسين والمشاهير الذين اخلصوا واثروا خزينة الإذاعة التونسية بانتاجاتهم المتنوعة والذين لم تحفظ ذاكرتهم بالرغم من أنهم ساهموا بغزارة وتفان قي تأصيل الذات التونسية المتفردة التي لا تشبه لاي ذات أخرى .
مؤلف الكتاب الزميل عبد الستار النقاطي يقول عن كتابه: "إن الشيء الذي حمسني لإصدار هذا الكتاب على نفقتي الخاصة ، هو ما قرأته من وثائق تاريخية مهمة حول تأسيس هذه المحطة الإذاعية الرسمية يوم 14 أكتوبر 1938، في البداية من قبل السلطات الاستعمارية التي كانت غايتها وقتها هو التقليل من تأثير الإذاعات المنافسة لها على الرأي العام التونسي وخاصة من قبل "إذاعة باري الفاشية " الموجهة، لكن ما لم تقرأ له السلطات الاستعمارية أي حساب وقتها، هو أن تأسيس تلك المحطة "إذاعة تونس البريدية" كان في قلب شعلة النضال الوطني التونسي ضد الاستعمار. والذي انطلق في الحقيقة منذ بداية الثلاثينات وخاصة ظهور جماعة " تحت السور" ونضالهم بالكلمة والريشة في الصحف لمزيد استنهاض الوعي لدى المجتمع التونسي، ثم ظهورالحزب الحر الدستوري التونسي بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة سنة 1934 ، ثم انبعاث الرشيدية سنة 1934 على يد مجموعة من المثقفين . وهي في ظاهرها ثقافية للمحافظة على الشخصية التونسية والنهوض بالأغنية التونسية ولكن في باطنها كانت سياسية. وبعد أربع سنوات تأسست "محطة تونس البريدية " وكانت بالتالي خيردافع للحركة التحريرية الوطنية وخيرمؤازرة لها ...وقد عرفت هذه الإذاعة ثلاث محطات هامة في وجودها فكانت المحطة الأولى مع : الأستاذ عثمان الكعاك وهوأول كاتب عام للإذاعة الذي كان وراء دعوة أبرز الوجوه الفنية والفكرية والأدبية في الساحة الثقافية التونسية لإنتاج البرامج الإذاعية وتأصيل الأغنية التونسية فظهر "الآباء المؤسسون "على غرار عبد العزيزالعروي ونورالدين بن محمود والهادي العبيدي ومحمد الفاضل بن عاشوروالصادق مازيغ وجلال الدين النقاش واحمد خير الدين وغيرهم ...ولكن هذه المحطة الإذاعية التي نجحت في مهمتها ،عرفت نكسة كبرى بعد أن حطم الجيش الألماني النازي بقيادة هتلرأجهزة بثها وتم إسكات صوتها ، لتعرف الانطلاقة الثانية بعد الحرب العالمية الثانية على يد الأستاذ نورالدين بن محمود ، الذي أطلق العنان لأسماء جديدة لمزيد الإبداع والإضافة ، مع التركيز بالخصوص على المسرح الإذاعي فقد استقطبت الإذاعة أبرزعناصرالفرق التمثيلية الناشطة آنذاك من مخرجين ومؤلفين وممثلين إلى أن أصبح للإذاعة التونسية فرقتها التمثيلية الخاصة سنة 1954.أما المنعرج الحاسم للإذاعة فكانت بعد أن نالت تونس استقلالها يوم 20 مارس 1956 حيث تمت تونسة الإذاعة سنة 1958على يد الأستاذ البشير المهذبي ، ثم بدأ التأسيس للمرحلة الجديدة مع الأستاذ الشاذلي القليبي وبعده الأستاذ الحبيب بولعراس ، ثم الأستاذ محمد مزالي وما تلاهم لتعرف الإذاعة التونسية نقلة نوعية من خلال الشبكات البرامجية المختلفة والمنوعة والثرية لتكون الإذاعة بحق مرآة عاكسة لمجتمعها وجهازا إعلاميا فاعلا في عصرها . ومن مرحلة إلى أخرى ومن جيل إلى آخر تواصلت الرحلة إلى أن عرفت الإذاعة التونسية رهانا آخر وهو تجربة البث المباشر، فظهر فرسان المباشر المجددين، وتبعث إذاعات جهوية في كل من صفاقس والمنستيرفي البداية، ثم تنضاف إذاعات جهوية أخرى في بداية التسعينات في كل من الكاف وقفصة تطاوين، ثم الإذاعات المتخصصة " الشباب" سنة1995 و"إذاعة تونس الثقافية " سنة 2006 وإذاعة " بانوراما " سنة 2016، لتصبح "الشبكة الأولى للإذاعات" في تونس بعد الثمانين ...
إن هذا الكتاب هو محاولة متواضعة حرص صاحبه من خلاله على التوثيق لحقبة تاريخية هامة وهو حفظ للذاكرة من جهة واعتراف بالجميل لمن أبدعوا وأضافوا وتركوا بصماتهم جلية من جهة أخرى .وكانوا بحق كشافي طريق وحلقات مترابطة لأجيال متواصلة، ليكون مرجعا يستأنس به حيث أن الأسماء التي وردت في الكتاب ونظرا لقيمتها الثقافية والأدبية بإمكان كل منها أن يكون مشروع كتاب لوحده ...