إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مخاوف من "رجات" خليج تونس.. غدا.. معاينة ميدانية لوضع حلول عاجلة لانزلاقات هضبة سيدي بوسعيد !

 

- أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش في تصريح لـ"الصباح": "كان من المفترض أن يتم وضع حلول واستراتيجيات لحماية هضبة سيدي بوسعيد من الانزلاقات منذ عشرين سنة مضت"

تونس – الصباح

أكّد خبراء في الجيولوجيا أنّ هضبة سيدي بوسعيد مهددة بخطر الانزلاق الأرضي، وذلك أثناء اجتماع خُصص للنظر في الحلول العملية لوضعية الانزلاقات الأرضية بهضبة سيدي بوسعيد ومحيط قصر النجمة الزهراء.

إيمان عبد اللطيف

أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية في بلاغ لها نشرته يوم الاثنين 29 جانفي 2024، أنّ الوزير عبد المنعم بلعاتي قد أوصى بضرورة التحرك السريع لتحديد أولويات ومتطلبات التدخل والاستباق للحد من المخاطر المحتملة وتشريك متساكني المنطقة للمساهمة في المجهود الوطني الذي يعود عليهم بالنفع.

وجاء ذلك خلال جلسة عمل فنية انعقدت في ذات اليوم بمقر بلدية سيدي بوسعيد، تحت إشراف وزير الفلاحة التونسي عبد المنعم بلعاتي وبحضور كل الأطراف المتدخلة وهي وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي المهداوي ووزير الداخلية كمال الفقي ووزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي.

ووفق ذات البلاغ، فقد انبثقت عن هذه الجلسة جملة من القرارات تمثلت في تكوين لجنة فنية تضم جميع المتدخلين لتجميع وتحيين الدراسات التي أعدت في الغرض سابقًا.

كما تقرر إعادة تشخيص وضعية شبكة المياه المستعملة ومياه الأمطار من قبل الديوان الوطني للتطهير بهدف إعداد برنامج تدخل في الغرض، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف تسربات صرف المياه المستعملة على مستوى الهضبة ووضع حد للبناء الفوضوي بالمنطقة وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء. كم ستواصل اللجان أعمالها لاقتراح ما يتطلبه الوضع من تدخلات لحماية المنطقة ككل من خطر الانزلاقات.

ووفق بلاغ وزارة البيئة الصادر أيضا في ذات اليوم، فقد أجمع الوزراء على ضرورة التّدخل العاجل وعقد جلسة عمل فنية تضم جميع الأطراف المتدخلة، وذلك يوم غد الاثنين بمقر بلدية سيدي بوسعيد لإجراء المعاينة الميدانية للمنطقة ووضع تصور شامل يحدد الحلول التقنية للتدخل العملي والعاجل على مستوى كل من الهضبة المعنيّة وحماية الشاطئ الرملي لضمان حماية فعالة وناجعة للموقع.

في هذا السياق أكّد أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش في تصريح لـ"الصباح" "كان من المفترض أن يتم وضع حلول واستراتيجيات لحماية هضبة سيدي بوسعيد من الانزلاقات منذ عشرين سنة مضت، باعتبار أنه كان متوقعا أن تحصل هذه الانزلاقات لعدة أسباب من أهمها تركيبة الهضبة الجيولوجية أي نوعية الصخور من الحجر الصواني وخاصة الطبقات الطينية التي تساعد على الانزلاق ويكفي أن تكون هناك رجّات أرضية خفيفة حتى تُثار هذه الانزلاقات".

وأضاف يعيش "في سيدي بوسعيد الجهات القريبة من البحر هي التي تُعتبر الأخطر من غيرها وذلك لوجود صدوع وأماكن هشّة التي يكفي أن تحدث رجّة خفيفة أو متوسطة أو أمطار طوفانية أو قوية حتى تبدأ الانزلاقات يضاف إلى هذه الأسباب والعوامل تسربات مياه الديوان الوطني للتطهير أو الاستغلال غير المحكم لقنوات صرف المياه وهي جميعها تساعد على إثارة هذه المسألة".

وقال أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا "إذا حدثت انزلاقات خطيرة، لا قدر الله، فإنها ستشمل سقوط المباني الواقعة على البحر وقد يصل انهيارها إلى حدود الميناء. فلو لم تتم تلك التهيئة وبناء الطرقات والبناءات العشوائية وبقيت منطقة طبيعية لما كانت مهددة بالانزلاقات أو على الأقل أقل تهديدا".

وأكّد شكري يعيش "من الواضح أنّ الثلاث رجات الأخيرة التي حدثت بخليج تونس قد ساهمت في تعقيد الوضعية لهضبة سيدي بوسعيد، فإذا تم تسجيل انزلاقات في الآونة الأخيرة فيمكن أن تكون راجعة إلى تلك الرجات".

وأكّد أن "الوضعية الآن تتطلب المتابعة بتقنيات دقيقة على غرار تقنية "الجي بي آس" التي تبقى تتابع تحرّك الطبقات الأرضية بالمليمتر وإذا تمّ تسجيل تحركات متواترة بدرجات غير عادية فإنه يتوجب تنبيه الناس من أنه سيحدث انزلاق وإذا لزم الأمر إخلاء الأماكن المعرضة لخطر كبير من السكان".

ومن الحلول التي يجب اتباعها في مثل هذه الحالات، وفق قوله، "هو وضع خريطة تكتونية وجيولوجية محيّنة ودقيقة تمكن مثلا من معرفة ماذا يحدث كل عشرة أمتار خاصة بالمناطق الهشّة والتي بها صدوع أو الماكن المحتملة والعرضة للانزلاق ومتابعة مسارات الأمطار المتجهة نحو الصدوع وتغييرها إن توجب الأمر".

وأضاف أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش "يجب أيضا إزالة البناءات العشوائية والفوضوية القريبة من الهضبة والمناطق المهددة بالانزلاقات وإخراج الناس منها لحمايتهم من الأخطار".

وفي سياق متّصل، أكّدأنه "لا توجد في تونس الكثير من المناطق المهددة بالانزلاقات، هناك بعض المناطق في الشمال الغربي ولكنها مناطق غير آهلة بالسكان".

 

 

 

 

 

 

 

 

مخاوف من "رجات" خليج تونس..   غدا.. معاينة ميدانية لوضع حلول عاجلة لانزلاقات هضبة سيدي بوسعيد !

 

- أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش في تصريح لـ"الصباح": "كان من المفترض أن يتم وضع حلول واستراتيجيات لحماية هضبة سيدي بوسعيد من الانزلاقات منذ عشرين سنة مضت"

تونس – الصباح

أكّد خبراء في الجيولوجيا أنّ هضبة سيدي بوسعيد مهددة بخطر الانزلاق الأرضي، وذلك أثناء اجتماع خُصص للنظر في الحلول العملية لوضعية الانزلاقات الأرضية بهضبة سيدي بوسعيد ومحيط قصر النجمة الزهراء.

إيمان عبد اللطيف

أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية في بلاغ لها نشرته يوم الاثنين 29 جانفي 2024، أنّ الوزير عبد المنعم بلعاتي قد أوصى بضرورة التحرك السريع لتحديد أولويات ومتطلبات التدخل والاستباق للحد من المخاطر المحتملة وتشريك متساكني المنطقة للمساهمة في المجهود الوطني الذي يعود عليهم بالنفع.

وجاء ذلك خلال جلسة عمل فنية انعقدت في ذات اليوم بمقر بلدية سيدي بوسعيد، تحت إشراف وزير الفلاحة التونسي عبد المنعم بلعاتي وبحضور كل الأطراف المتدخلة وهي وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي المهداوي ووزير الداخلية كمال الفقي ووزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي.

ووفق ذات البلاغ، فقد انبثقت عن هذه الجلسة جملة من القرارات تمثلت في تكوين لجنة فنية تضم جميع المتدخلين لتجميع وتحيين الدراسات التي أعدت في الغرض سابقًا.

كما تقرر إعادة تشخيص وضعية شبكة المياه المستعملة ومياه الأمطار من قبل الديوان الوطني للتطهير بهدف إعداد برنامج تدخل في الغرض، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف تسربات صرف المياه المستعملة على مستوى الهضبة ووضع حد للبناء الفوضوي بالمنطقة وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء. كم ستواصل اللجان أعمالها لاقتراح ما يتطلبه الوضع من تدخلات لحماية المنطقة ككل من خطر الانزلاقات.

ووفق بلاغ وزارة البيئة الصادر أيضا في ذات اليوم، فقد أجمع الوزراء على ضرورة التّدخل العاجل وعقد جلسة عمل فنية تضم جميع الأطراف المتدخلة، وذلك يوم غد الاثنين بمقر بلدية سيدي بوسعيد لإجراء المعاينة الميدانية للمنطقة ووضع تصور شامل يحدد الحلول التقنية للتدخل العملي والعاجل على مستوى كل من الهضبة المعنيّة وحماية الشاطئ الرملي لضمان حماية فعالة وناجعة للموقع.

في هذا السياق أكّد أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش في تصريح لـ"الصباح" "كان من المفترض أن يتم وضع حلول واستراتيجيات لحماية هضبة سيدي بوسعيد من الانزلاقات منذ عشرين سنة مضت، باعتبار أنه كان متوقعا أن تحصل هذه الانزلاقات لعدة أسباب من أهمها تركيبة الهضبة الجيولوجية أي نوعية الصخور من الحجر الصواني وخاصة الطبقات الطينية التي تساعد على الانزلاق ويكفي أن تكون هناك رجّات أرضية خفيفة حتى تُثار هذه الانزلاقات".

وأضاف يعيش "في سيدي بوسعيد الجهات القريبة من البحر هي التي تُعتبر الأخطر من غيرها وذلك لوجود صدوع وأماكن هشّة التي يكفي أن تحدث رجّة خفيفة أو متوسطة أو أمطار طوفانية أو قوية حتى تبدأ الانزلاقات يضاف إلى هذه الأسباب والعوامل تسربات مياه الديوان الوطني للتطهير أو الاستغلال غير المحكم لقنوات صرف المياه وهي جميعها تساعد على إثارة هذه المسألة".

وقال أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا "إذا حدثت انزلاقات خطيرة، لا قدر الله، فإنها ستشمل سقوط المباني الواقعة على البحر وقد يصل انهيارها إلى حدود الميناء. فلو لم تتم تلك التهيئة وبناء الطرقات والبناءات العشوائية وبقيت منطقة طبيعية لما كانت مهددة بالانزلاقات أو على الأقل أقل تهديدا".

وأكّد شكري يعيش "من الواضح أنّ الثلاث رجات الأخيرة التي حدثت بخليج تونس قد ساهمت في تعقيد الوضعية لهضبة سيدي بوسعيد، فإذا تم تسجيل انزلاقات في الآونة الأخيرة فيمكن أن تكون راجعة إلى تلك الرجات".

وأكّد أن "الوضعية الآن تتطلب المتابعة بتقنيات دقيقة على غرار تقنية "الجي بي آس" التي تبقى تتابع تحرّك الطبقات الأرضية بالمليمتر وإذا تمّ تسجيل تحركات متواترة بدرجات غير عادية فإنه يتوجب تنبيه الناس من أنه سيحدث انزلاق وإذا لزم الأمر إخلاء الأماكن المعرضة لخطر كبير من السكان".

ومن الحلول التي يجب اتباعها في مثل هذه الحالات، وفق قوله، "هو وضع خريطة تكتونية وجيولوجية محيّنة ودقيقة تمكن مثلا من معرفة ماذا يحدث كل عشرة أمتار خاصة بالمناطق الهشّة والتي بها صدوع أو الماكن المحتملة والعرضة للانزلاق ومتابعة مسارات الأمطار المتجهة نحو الصدوع وتغييرها إن توجب الأمر".

وأضاف أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش "يجب أيضا إزالة البناءات العشوائية والفوضوية القريبة من الهضبة والمناطق المهددة بالانزلاقات وإخراج الناس منها لحمايتهم من الأخطار".

وفي سياق متّصل، أكّدأنه "لا توجد في تونس الكثير من المناطق المهددة بالانزلاقات، هناك بعض المناطق في الشمال الغربي ولكنها مناطق غير آهلة بالسكان".