إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

إصدارات: د.البشير بن غازي يتحدث لـ"الصباح" عن كتابه الجديد حول المجتمع الإباضي

 

جربة / الصباح

 

 صدر مؤخرا مؤلف جديد ينضاف إلى المكتبة التاريخية تحت عنوان : "المجتمع الإباضي بجنوب إفريقية من أواسط القرن 5 الهجري/11م إلى نهاية القرن 9 الهجري/15"، لصاحبه الدكتور البشير بن عبد الفتاح بن غازي، من منشورات دار الكتاب، تونس.. هو بحث أكاديمي تحت إشراف أستاذ التاريخ الوسيط بالجامعة التونسية محمد حسن لنيل شهادة الدكتوراه، تناول فيه دراسة التحولات الطارئة على المجتمع الإباضي بجنوب إفريقية في المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مبرزا خصوصيات هذا المجتمع ومختلف تفاعلاته مع الفضاء المحلي والإقليمي والصحراوي والمتوسطي، فضلا عن مختلف تمثلاته للآخر.

 

وردا عن سؤال "الصباح" عن سبب اختيار الموضوع ،أجاب الباحث أن تركيز الباحثين الأوروبيين والأمريكيين واهتمامهم المتزايد بموضوع الإباضية والذي أضحى يفوق اهتمام الباحثين العرب أثار فيه العديد من التساؤلات، فهل أن هذا يعود إلى أسلوب التجديد في الكتابة التاريخية،التي أصبحت أكثر ميلا نحو البحث في المناطق الهامشية الطرفية في سياق الدراسات المونوغرافية والأنثروبولوجية؟ أم أن البحث في تاريخ الأقليات الدينية-المذهبية والعرفية بالعالم العربي الإسلامي بمشرقه ومغربه كان ولا يزال يستهوي الباحثين الغربيين منذ عقود لأهمية التشجيعات والأموال المرصودة لفائدة مراكز البحث العلمي بالجامعات الأوروبية والأمريكية لمثل هذه البحوث،أم لأغراض سياسية - استعمارية وكذلك علمية؟! أم هو الشغف بالبحث في موضوع لم ينل حظه من الدراسات التاريخية لسد ثغرة في هذا الحقل من الدراسات عموما؟!

 

أما بالنسبة إلى الباحثين المغاربة والعرب عموما، فهل أن الانتماء الجغرافي للفضاء الثقافي العربي الإسلامي أو الانتماء المذهبي هو الذي دفعهم إلى البحث في موضوع الإباضية لمهاجمتها وإقصائها أو الانتصار لها والدفاع عنها بأسلوب ومضمون لا يختلف عن كتب الفرق والمقالات الكلاسيكية،أم أن الدافع للبحث يندرج في سياق كتابة تحفر في المسكوت عنه تتناول قضايا بحثية بما تقتضيه الموضوعية العلمية التاريخية.

 

في واقع الأمر قد تختلف الأغراض من الكتابة التاريخية،كما تتفاوت مستويات الإضافة إلى المعرفة التاريخية،لذلك اعتقد الباحث مقاربة تاريخية تراوح بين المخطوطات والمصادر الإباضية وغيرها من المصادر والمراجع التاريخية والجغرافية،بل تنضيد المادة الفقهية ودراستها في سياقها التاريخي،ولم يكن ذلك بالأمر الهين،لما يحتاجه من قدرة على قراءة المخطوطات،فضلا عن التمكن من استوغرافيا المصادر الإباضية.

 

وأضاف الباحث أنه لا يدعي الحرفية الصماء ولا التطاول على قامات سبقته في الولوج إلى البحث في موضوع الإباضية،ولكنه يجيب بأنه فتح الباب في حقل التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والذهني -الثقافي بالحفر في المدونة الفقهية الإباضية وعلى رأسها ديوان الأشياخ، وغيرها من المخطوطات أو المصادر الدفينة على حد تعبير بعض المؤرخين.

 

*ميمون التونسي

 

 

إصدارات:  د.البشير بن غازي يتحدث لـ"الصباح" عن كتابه الجديد حول المجتمع الإباضي

 

جربة / الصباح

 

 صدر مؤخرا مؤلف جديد ينضاف إلى المكتبة التاريخية تحت عنوان : "المجتمع الإباضي بجنوب إفريقية من أواسط القرن 5 الهجري/11م إلى نهاية القرن 9 الهجري/15"، لصاحبه الدكتور البشير بن عبد الفتاح بن غازي، من منشورات دار الكتاب، تونس.. هو بحث أكاديمي تحت إشراف أستاذ التاريخ الوسيط بالجامعة التونسية محمد حسن لنيل شهادة الدكتوراه، تناول فيه دراسة التحولات الطارئة على المجتمع الإباضي بجنوب إفريقية في المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مبرزا خصوصيات هذا المجتمع ومختلف تفاعلاته مع الفضاء المحلي والإقليمي والصحراوي والمتوسطي، فضلا عن مختلف تمثلاته للآخر.

 

وردا عن سؤال "الصباح" عن سبب اختيار الموضوع ،أجاب الباحث أن تركيز الباحثين الأوروبيين والأمريكيين واهتمامهم المتزايد بموضوع الإباضية والذي أضحى يفوق اهتمام الباحثين العرب أثار فيه العديد من التساؤلات، فهل أن هذا يعود إلى أسلوب التجديد في الكتابة التاريخية،التي أصبحت أكثر ميلا نحو البحث في المناطق الهامشية الطرفية في سياق الدراسات المونوغرافية والأنثروبولوجية؟ أم أن البحث في تاريخ الأقليات الدينية-المذهبية والعرفية بالعالم العربي الإسلامي بمشرقه ومغربه كان ولا يزال يستهوي الباحثين الغربيين منذ عقود لأهمية التشجيعات والأموال المرصودة لفائدة مراكز البحث العلمي بالجامعات الأوروبية والأمريكية لمثل هذه البحوث،أم لأغراض سياسية - استعمارية وكذلك علمية؟! أم هو الشغف بالبحث في موضوع لم ينل حظه من الدراسات التاريخية لسد ثغرة في هذا الحقل من الدراسات عموما؟!

 

أما بالنسبة إلى الباحثين المغاربة والعرب عموما، فهل أن الانتماء الجغرافي للفضاء الثقافي العربي الإسلامي أو الانتماء المذهبي هو الذي دفعهم إلى البحث في موضوع الإباضية لمهاجمتها وإقصائها أو الانتصار لها والدفاع عنها بأسلوب ومضمون لا يختلف عن كتب الفرق والمقالات الكلاسيكية،أم أن الدافع للبحث يندرج في سياق كتابة تحفر في المسكوت عنه تتناول قضايا بحثية بما تقتضيه الموضوعية العلمية التاريخية.

 

في واقع الأمر قد تختلف الأغراض من الكتابة التاريخية،كما تتفاوت مستويات الإضافة إلى المعرفة التاريخية،لذلك اعتقد الباحث مقاربة تاريخية تراوح بين المخطوطات والمصادر الإباضية وغيرها من المصادر والمراجع التاريخية والجغرافية،بل تنضيد المادة الفقهية ودراستها في سياقها التاريخي،ولم يكن ذلك بالأمر الهين،لما يحتاجه من قدرة على قراءة المخطوطات،فضلا عن التمكن من استوغرافيا المصادر الإباضية.

 

وأضاف الباحث أنه لا يدعي الحرفية الصماء ولا التطاول على قامات سبقته في الولوج إلى البحث في موضوع الإباضية،ولكنه يجيب بأنه فتح الباب في حقل التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والذهني -الثقافي بالحفر في المدونة الفقهية الإباضية وعلى رأسها ديوان الأشياخ، وغيرها من المخطوطات أو المصادر الدفينة على حد تعبير بعض المؤرخين.

 

*ميمون التونسي