هل أن بعض الوظائف أو الاختصاصات مهددة اليوم بالذكاء الاصطناعي؟ وما هي الوظائف أو المهام التي يمكن للذكاء الاصطناعي ان يقوم بها ؟
كشف تقرير حديث أن أكثر من ثلثي الوظائف معرضة لخطر الزوال بسبب الذكاء الاصطناعي حسب ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ووجدت الدراسة أن مهندسي البرمجيات والمحامين والمحاسبين والصحفيين والمصرفيين يواجهون التهديد الأكبر من الذكاء الاصطناعي..
في المقابل كان سائقو الشاحنات والممرضات والطهاة وعمال البناء وعمال النظافة هم الأكثر أمانا من مخاطر التكنولوجيا..
وتوصل التقرير إلى أنه كلما زادت احتمالات أداء الوظيفة عن بعد زاد تعرضها لخطر الزوال بسبب الذكاء الاصطناعي.
وسبق لدراسة للأمم المتحدة أن كشفت أن معظم الوظائف ستتضرر من ثورة الذكاء الاصطناعي.
ويجمع خبراء اقتصاديون على أن برامج الذكاء الاصطناعي التي تنتشر بكثرة هذه الأيام، تشكل خطرا على وظائف العاملين بقطاعات متنوعة على غرار ما فعلته الثورة الصناعية والآلات والروبوتات بملايين الوظائف خلال العقود الماضية..
تفاعلا مع هذا الطرح يشير المتابع والمستعمل "للذكاء الاصطناعي الولاّد"، رازي الملياني في تصريح لـ"الصباح" إلى أن الذكاء الاصطناعي الولاّد لا يعوض اليوم المهن الموجودة ولكنه يساهم بقدر كبير في التطوير منها وعدم بقائها على حالها معتبرا ان الذكاء الاصطناعي الولاد بشكله الحالي يحتاج حاليا الى مراجعة ومتابعة.
لكن يستدرك محدثنا ليوضح بأنه على مدار الخمس سنوات القادمة ستشهد عديد المهن تغيرا على اعتبار أن مختلف المهام الموجودة صلب كل وظيفة يمكن للذكاء الاصطناعي الولاّد أن يٌعوّضها قائلا في هذا الخصوص:"اليوم الذّكاء الاصطناعي بشكله الحالي لا يٌعوّض المهن لكن الأشخاص غير المتمكنين من هذه التقنية" مشيرا في الاطار نفسه الى ان الذكاء الاصطناعي الولاد من شانه ان يضاعف في الإنتاجية بطريقة كبيرة .
من جهة أخرى وفي نفس السياق أشار محدثنا الى انه يمكن خلال الخمس سنوات القادمة ان نستغني من خلال الذكاء الاصطناعي الولاّد على بعض المهن لكن في الوقت الراهن فان الوضع يقتضي الاستغناء عن بعض المهام التي يقوم بها بعض الأشخاص. وفسّر محدثنا في الاطار نفسه أنه عندما حصلت ثورة صناعية كانت هنالك بعض المهمات التي يقوم بها الانسان وتم تعويضها بالآلات الصناعية كاشفا انه في عصر هيمنة الذكاء الاصطناعي فان احد اهم البنوك في العالم كشف ان ما يقارب 300 مليون موطن شغل مهددة بالذكاء الاصطناعي في كل من أمريكيا وأوروبا الشمالية، هذا بالتوازي مع ان الناتج القومي الخام العالمي من المرجح ان يرتفع بـ 7 نقاط من وراء استعمال وتوظيف الذكاء الاصطناعي.
من جهة أخرى وحول التهديدات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على بعض المهن في تونس أشار محدثنا الى ان تونس تعتبر "مهددة وليست مهددة". وفسر في هذا الشأن انها تعتبر مهددة لان الشركات ستتولى الإنتاج وتوفير الخدمات باقل يد عاملة ممكنة، مشيرا الى ان تونس وعلى عكس البلدان المتقدمة فانها لم تستغل العولمة بالشكل المطلوب حيث لم تستثمر جيدا في اليد العاملة النشيطة مقارنة بالدول المتقدمة. وبالتالي فان تونس تعتبر قد تجاوزت مرحلة استغلال اليد العاملة في العولمة لتجد نفسها اليوم في مرحلة التكنولوجيا التي تستوجب توفير خدمات بأقل يد عاملة ممكنة داعيا في هذا الإطار إلى أن يكون لدينا رواد أعمال في التكنولوجيا وعدا ذلك فان تونس ستعيش في تبعية تكنولوجية للخارج والتي من شانها ان تتعمق بطريقة كبيرة، داعيا في هذا الصدد ان تنشئ تونس على غرار بعض الدول المتقدمة ذكاء اصطناعيا خاصا بها
وتساءل محدثنا في هذا الخصوص عن الخطط او الاستراتيجية التي سيتوخاها القطاع العام والخاص في تعامله مع الذكاء الاصطناعي، مشيرا الى اننا في امسّ الحاجة اليوم الى ان يعي الجميع خاصة الشباب أهمية الذكاء الاصطناعي والتحديات التي يفرضها..
وتجدر الإشارة الى ان الخبير التقني مارتن فورد كان قد استعرض في معرض تصريحاته الإعلامية الوظائف الآمنة التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي حتى الآن الدخول اليها.
رغم وجود تحذيرات من أن سوق العمل يمكن أن يخسر 300 مليون وظيفة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال مؤلف كتاب "قواعد الروبوتات: كيف سيحول الذكاء الاصطناعي كل شيء؟"، إنه لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشن هجوما كاملا على الوظائف في الوقت الحالي، لأن هناك أشياء لا يستطيع القيام بها، مثل المهام التي تنطوي على صفات بشرية مميزة، مثل الذكاء العاطفي والتفكير خارج الصندوق.
ورأى أن هناك ثلاث فئات ستكون بمعزل عن تهديدات الذكاء الاصطناعي في المستقبل المنظور، موضحا أن "الفئة الأولى هي الوظائف الإبداعية والتي تتطلب ابتكار أفكار جديدة وبناء شيء جديد، وهذه الأعمال ليست منتظمة أو مجرد إعادة ترتيب الأشياء، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
تجدر الإشارة الى ان النائبة الأولى لمدير عام صندوق النقد الدولي، غيتا غوبيناث كانت قد حذرت من مخاطر حدوث "اضطرابات كبيرة في أسواق العمل" ناجمة عن الذكاء الاصطناعي داعية في معرض تصريحاتها الإعلامية صانعي السياسة الى صياغة قواعد للتحكم بهذه التكنولوجيا.
منال حرزي
تونس-الصباح
هل أن بعض الوظائف أو الاختصاصات مهددة اليوم بالذكاء الاصطناعي؟ وما هي الوظائف أو المهام التي يمكن للذكاء الاصطناعي ان يقوم بها ؟
كشف تقرير حديث أن أكثر من ثلثي الوظائف معرضة لخطر الزوال بسبب الذكاء الاصطناعي حسب ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ووجدت الدراسة أن مهندسي البرمجيات والمحامين والمحاسبين والصحفيين والمصرفيين يواجهون التهديد الأكبر من الذكاء الاصطناعي..
في المقابل كان سائقو الشاحنات والممرضات والطهاة وعمال البناء وعمال النظافة هم الأكثر أمانا من مخاطر التكنولوجيا..
وتوصل التقرير إلى أنه كلما زادت احتمالات أداء الوظيفة عن بعد زاد تعرضها لخطر الزوال بسبب الذكاء الاصطناعي.
وسبق لدراسة للأمم المتحدة أن كشفت أن معظم الوظائف ستتضرر من ثورة الذكاء الاصطناعي.
ويجمع خبراء اقتصاديون على أن برامج الذكاء الاصطناعي التي تنتشر بكثرة هذه الأيام، تشكل خطرا على وظائف العاملين بقطاعات متنوعة على غرار ما فعلته الثورة الصناعية والآلات والروبوتات بملايين الوظائف خلال العقود الماضية..
تفاعلا مع هذا الطرح يشير المتابع والمستعمل "للذكاء الاصطناعي الولاّد"، رازي الملياني في تصريح لـ"الصباح" إلى أن الذكاء الاصطناعي الولاّد لا يعوض اليوم المهن الموجودة ولكنه يساهم بقدر كبير في التطوير منها وعدم بقائها على حالها معتبرا ان الذكاء الاصطناعي الولاد بشكله الحالي يحتاج حاليا الى مراجعة ومتابعة.
لكن يستدرك محدثنا ليوضح بأنه على مدار الخمس سنوات القادمة ستشهد عديد المهن تغيرا على اعتبار أن مختلف المهام الموجودة صلب كل وظيفة يمكن للذكاء الاصطناعي الولاّد أن يٌعوّضها قائلا في هذا الخصوص:"اليوم الذّكاء الاصطناعي بشكله الحالي لا يٌعوّض المهن لكن الأشخاص غير المتمكنين من هذه التقنية" مشيرا في الاطار نفسه الى ان الذكاء الاصطناعي الولاد من شانه ان يضاعف في الإنتاجية بطريقة كبيرة .
من جهة أخرى وفي نفس السياق أشار محدثنا الى انه يمكن خلال الخمس سنوات القادمة ان نستغني من خلال الذكاء الاصطناعي الولاّد على بعض المهن لكن في الوقت الراهن فان الوضع يقتضي الاستغناء عن بعض المهام التي يقوم بها بعض الأشخاص. وفسّر محدثنا في الاطار نفسه أنه عندما حصلت ثورة صناعية كانت هنالك بعض المهمات التي يقوم بها الانسان وتم تعويضها بالآلات الصناعية كاشفا انه في عصر هيمنة الذكاء الاصطناعي فان احد اهم البنوك في العالم كشف ان ما يقارب 300 مليون موطن شغل مهددة بالذكاء الاصطناعي في كل من أمريكيا وأوروبا الشمالية، هذا بالتوازي مع ان الناتج القومي الخام العالمي من المرجح ان يرتفع بـ 7 نقاط من وراء استعمال وتوظيف الذكاء الاصطناعي.
من جهة أخرى وحول التهديدات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على بعض المهن في تونس أشار محدثنا الى ان تونس تعتبر "مهددة وليست مهددة". وفسر في هذا الشأن انها تعتبر مهددة لان الشركات ستتولى الإنتاج وتوفير الخدمات باقل يد عاملة ممكنة، مشيرا الى ان تونس وعلى عكس البلدان المتقدمة فانها لم تستغل العولمة بالشكل المطلوب حيث لم تستثمر جيدا في اليد العاملة النشيطة مقارنة بالدول المتقدمة. وبالتالي فان تونس تعتبر قد تجاوزت مرحلة استغلال اليد العاملة في العولمة لتجد نفسها اليوم في مرحلة التكنولوجيا التي تستوجب توفير خدمات بأقل يد عاملة ممكنة داعيا في هذا الإطار إلى أن يكون لدينا رواد أعمال في التكنولوجيا وعدا ذلك فان تونس ستعيش في تبعية تكنولوجية للخارج والتي من شانها ان تتعمق بطريقة كبيرة، داعيا في هذا الصدد ان تنشئ تونس على غرار بعض الدول المتقدمة ذكاء اصطناعيا خاصا بها
وتساءل محدثنا في هذا الخصوص عن الخطط او الاستراتيجية التي سيتوخاها القطاع العام والخاص في تعامله مع الذكاء الاصطناعي، مشيرا الى اننا في امسّ الحاجة اليوم الى ان يعي الجميع خاصة الشباب أهمية الذكاء الاصطناعي والتحديات التي يفرضها..
وتجدر الإشارة الى ان الخبير التقني مارتن فورد كان قد استعرض في معرض تصريحاته الإعلامية الوظائف الآمنة التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي حتى الآن الدخول اليها.
رغم وجود تحذيرات من أن سوق العمل يمكن أن يخسر 300 مليون وظيفة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال مؤلف كتاب "قواعد الروبوتات: كيف سيحول الذكاء الاصطناعي كل شيء؟"، إنه لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشن هجوما كاملا على الوظائف في الوقت الحالي، لأن هناك أشياء لا يستطيع القيام بها، مثل المهام التي تنطوي على صفات بشرية مميزة، مثل الذكاء العاطفي والتفكير خارج الصندوق.
ورأى أن هناك ثلاث فئات ستكون بمعزل عن تهديدات الذكاء الاصطناعي في المستقبل المنظور، موضحا أن "الفئة الأولى هي الوظائف الإبداعية والتي تتطلب ابتكار أفكار جديدة وبناء شيء جديد، وهذه الأعمال ليست منتظمة أو مجرد إعادة ترتيب الأشياء، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
تجدر الإشارة الى ان النائبة الأولى لمدير عام صندوق النقد الدولي، غيتا غوبيناث كانت قد حذرت من مخاطر حدوث "اضطرابات كبيرة في أسواق العمل" ناجمة عن الذكاء الاصطناعي داعية في معرض تصريحاتها الإعلامية صانعي السياسة الى صياغة قواعد للتحكم بهذه التكنولوجيا.