إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

قدم عرضه الأول أمس بتونس.. فيلم "أنف وثلاث عيون".. معالجة معاصرة مجددة ورؤية درامية وجمالية متماسكة

تونس - الصباح

في معالجة سينمائية معاصرة لرواية إحسان عبد القدوس "أنف وثلاث عيون" يقدم المخرج أمير رمسيس أكثر أفلامه نضجا وتماسكا فرغم التحديات المرافقة لصناعة فيلم عن رواية سبق واقتبست ثلاث مرات في أشكال متعددة سينمائية، تلفزيونية وإذاعية وأشهرها فيلم محمود ياسين، ماجدة، نجلاء فتحي وميرفت أمين سنة 1972 للمخرج الكبير حسين كمال إلا أن أمير رمسيس وبالتعاون مع السيناريست وائل حمدي يقترح على جمهور السينما عملا مجددا جماليا وفنيا.

فيلم "أنف وثلاث عيون" وكان عرضه العالمي الأول خلال فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في ديسمبر 2023 انطلق أمس الخميس 8 فيفري 2024 في جولة بقاعات السينما العربية وكان عدد من صناع هذا الفيلم (المنتجة شاهيناز العقاد، المخرج أمير رمسيس وبطل العمل ظافر العابدين) ضيوفا على جمهور عرضه الأول بتونس وتحديدا بقاعة الكوليزي بالعاصمة ومن المنتظر أن تتزامن بداية عروض الجمهور بقاعات السينما التونسية مع احتفالات عيد الحب (14 فيفري الحالي).

خلل يسكن الروح ..

كيف للحظة واحدة في الحياة أن تغير من ماهية وجودنا، هل تخطينا آلامنا بالنسيان وإسقاط الوجع من ذاكرتنا أم أن تراكمات وضغوط المجتمع وعلاقتنا بأفراده قد تدفعنا لإعادة اكتشاف ذواتنا والخلل الساكن في أرواحنا .. رحاب أو "روبا" (الممثلة سلمى أبو ضيف) كانت دافع بطل فيلم "أنف وثلاث عيون" دكتور التجميل هاشم (ظافر العابدين) لمواجهة لحظة مفصلية من ماضيه .. يؤرق كابوس الطفولة هاشم الرجل الأربعيني المرتبط بفتاة تصغره بعقدين ونصف من الزمن، هوة عمرية تضغط وتضغط .. تخلق صراعا في داخل البطل الطبيب فيتجه لمعالجة نفسية هي "علياء" صديقه لشقيقته (تجسدها باقتدار صبا مبارك)   هذا الخط الدرامي الجديد يبتكره السيناريست وائل حمدي في تناغم مع رؤية أمير

رمسيس لشخوص أفلامه، ذاك البحث العميق في الذات الإنسانية وتناقضاتها هي عوالم الأكثر حميمية في منجز يمنحنا عالم سينمائي متجدد وموازي بتميز لتجربة إحسان عبد القدوس الأدبية ..

"اللامتوقع" شعور يرافقنا خلال مشاهدة أحدث أفلام أمير رمسيس فاقتباس رواية "أنف وثلاث عيون" يقودنا ضرورة لخيارات إحسان عبد القدوس ومشاهد من سينما السبعينيات وثنائيات الزمن الجميل محمود ياسين ونجلاء فتحي وسينما ماجدة أداء وإنتاجا كما يوحي منح البطولة لظافر العابدين مع عدد من نجمات سينما اليوم وحضور سيناريست فيلم "هيبتا" وائل حمدي إلى عمل يندرج في خانة الرومانسية غير أن أمير رمسيس وصناع "أنف وثلاث عيون" يقطعون مع المنتظر ويذهبون أبعد في معالجتهم المعاصرة لأشهر روايات الأدب المصري في طابعه الرومانسي. 

العين الثالثة ..

يأخذنا صراع شخصيات "أنف وثلاث عيون" بطولة كل من ظافر العابدين، صبا مبارك، سلمى أبو ضيف وضيفة الشرف أمينة خليل في دور "نجوى" إلى مساحة مغايرة في طرح المشاكل العاطفية والنفسية .. تقول الطبيبة النفسية "علياء" (صبا مبارك) في أحد مشاهد الفيلم لبطله الدكتور "هاشم" (ظافر العابدين) هناك عين للعقل وعين للغريزة وعين للقلب وهي العبارة التي تحدد من منظورنا جوهر الفيلم وأحد أهم مشاهده فتلك اللحظة القادرة على تغير حياتنا إلى الأبد لا يمكن أن تحدث إلا حين نغلق عين القلب ونفتح عين العقل أو العين الثالث التي تمكننا من رؤية كل شيء بوضوح ونكتشف حينها في فيلم أمير رمسيس ووائل حمدي تفاصيل كابوس الدكتور هاشم وأسبابه فالرجل الذي كان يمسك المسدس في أول الفيلم وكنا نظن أنه قاتل والدة البطل والسبب وراء عقدته وهربه من الالتزام بعلاقة عاطفية صحية كان ضحية للحب والتعلق بزوجة رحلت وتركته يتخبط في آلامه مع رغبة قوية في الانتحار .. مشاعر الحب الصادقة للأب على عكس المتوقع كانت وراء المعاناة النفسية للطفل هاشم ورافقته حتى سنواته الأربعين هي ذات المثالية في علاقة والدي الطبيبة النفسية "علياء" المنفصلة عن زوجها والمضطربة في مشاعرها الغير مستقرة.. فالمثالية بدورها قد تولد "الخلل" في علاقتنا الاجتماعية، العاطفية والأسرية على غرار اضطراب العلاقات فمعاناة "نجوى" في الفيلم كانت بسبب علاقتها السيئة بوالدتها فيما تفتقر  "روبا" للدفء العائلي وتقضي معظم أوقاتها في العمل ومع الأصدقاء أو على

مواقع التواصل الاجتماعي لذلك يدعونا الفيلم للبحث عميقا في ذواتنا واكتشاف ماهية مشاعرنا ودوافعنا وخياراتنا.

"أنف وثلاث عيون" فيلم قائم على خطوط درامية متماسكة وإيقاع يتماهى مع معالجة فنية معاصرة لعمل لن يمحى من ذاكرة السينما العربية وأدب إحسان عبد القدوس.

نجلاء قموع

قدم عرضه الأول أمس بتونس.. فيلم "أنف وثلاث عيون".. معالجة معاصرة مجددة ورؤية درامية وجمالية متماسكة

تونس - الصباح

في معالجة سينمائية معاصرة لرواية إحسان عبد القدوس "أنف وثلاث عيون" يقدم المخرج أمير رمسيس أكثر أفلامه نضجا وتماسكا فرغم التحديات المرافقة لصناعة فيلم عن رواية سبق واقتبست ثلاث مرات في أشكال متعددة سينمائية، تلفزيونية وإذاعية وأشهرها فيلم محمود ياسين، ماجدة، نجلاء فتحي وميرفت أمين سنة 1972 للمخرج الكبير حسين كمال إلا أن أمير رمسيس وبالتعاون مع السيناريست وائل حمدي يقترح على جمهور السينما عملا مجددا جماليا وفنيا.

فيلم "أنف وثلاث عيون" وكان عرضه العالمي الأول خلال فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في ديسمبر 2023 انطلق أمس الخميس 8 فيفري 2024 في جولة بقاعات السينما العربية وكان عدد من صناع هذا الفيلم (المنتجة شاهيناز العقاد، المخرج أمير رمسيس وبطل العمل ظافر العابدين) ضيوفا على جمهور عرضه الأول بتونس وتحديدا بقاعة الكوليزي بالعاصمة ومن المنتظر أن تتزامن بداية عروض الجمهور بقاعات السينما التونسية مع احتفالات عيد الحب (14 فيفري الحالي).

خلل يسكن الروح ..

كيف للحظة واحدة في الحياة أن تغير من ماهية وجودنا، هل تخطينا آلامنا بالنسيان وإسقاط الوجع من ذاكرتنا أم أن تراكمات وضغوط المجتمع وعلاقتنا بأفراده قد تدفعنا لإعادة اكتشاف ذواتنا والخلل الساكن في أرواحنا .. رحاب أو "روبا" (الممثلة سلمى أبو ضيف) كانت دافع بطل فيلم "أنف وثلاث عيون" دكتور التجميل هاشم (ظافر العابدين) لمواجهة لحظة مفصلية من ماضيه .. يؤرق كابوس الطفولة هاشم الرجل الأربعيني المرتبط بفتاة تصغره بعقدين ونصف من الزمن، هوة عمرية تضغط وتضغط .. تخلق صراعا في داخل البطل الطبيب فيتجه لمعالجة نفسية هي "علياء" صديقه لشقيقته (تجسدها باقتدار صبا مبارك)   هذا الخط الدرامي الجديد يبتكره السيناريست وائل حمدي في تناغم مع رؤية أمير

رمسيس لشخوص أفلامه، ذاك البحث العميق في الذات الإنسانية وتناقضاتها هي عوالم الأكثر حميمية في منجز يمنحنا عالم سينمائي متجدد وموازي بتميز لتجربة إحسان عبد القدوس الأدبية ..

"اللامتوقع" شعور يرافقنا خلال مشاهدة أحدث أفلام أمير رمسيس فاقتباس رواية "أنف وثلاث عيون" يقودنا ضرورة لخيارات إحسان عبد القدوس ومشاهد من سينما السبعينيات وثنائيات الزمن الجميل محمود ياسين ونجلاء فتحي وسينما ماجدة أداء وإنتاجا كما يوحي منح البطولة لظافر العابدين مع عدد من نجمات سينما اليوم وحضور سيناريست فيلم "هيبتا" وائل حمدي إلى عمل يندرج في خانة الرومانسية غير أن أمير رمسيس وصناع "أنف وثلاث عيون" يقطعون مع المنتظر ويذهبون أبعد في معالجتهم المعاصرة لأشهر روايات الأدب المصري في طابعه الرومانسي. 

العين الثالثة ..

يأخذنا صراع شخصيات "أنف وثلاث عيون" بطولة كل من ظافر العابدين، صبا مبارك، سلمى أبو ضيف وضيفة الشرف أمينة خليل في دور "نجوى" إلى مساحة مغايرة في طرح المشاكل العاطفية والنفسية .. تقول الطبيبة النفسية "علياء" (صبا مبارك) في أحد مشاهد الفيلم لبطله الدكتور "هاشم" (ظافر العابدين) هناك عين للعقل وعين للغريزة وعين للقلب وهي العبارة التي تحدد من منظورنا جوهر الفيلم وأحد أهم مشاهده فتلك اللحظة القادرة على تغير حياتنا إلى الأبد لا يمكن أن تحدث إلا حين نغلق عين القلب ونفتح عين العقل أو العين الثالث التي تمكننا من رؤية كل شيء بوضوح ونكتشف حينها في فيلم أمير رمسيس ووائل حمدي تفاصيل كابوس الدكتور هاشم وأسبابه فالرجل الذي كان يمسك المسدس في أول الفيلم وكنا نظن أنه قاتل والدة البطل والسبب وراء عقدته وهربه من الالتزام بعلاقة عاطفية صحية كان ضحية للحب والتعلق بزوجة رحلت وتركته يتخبط في آلامه مع رغبة قوية في الانتحار .. مشاعر الحب الصادقة للأب على عكس المتوقع كانت وراء المعاناة النفسية للطفل هاشم ورافقته حتى سنواته الأربعين هي ذات المثالية في علاقة والدي الطبيبة النفسية "علياء" المنفصلة عن زوجها والمضطربة في مشاعرها الغير مستقرة.. فالمثالية بدورها قد تولد "الخلل" في علاقتنا الاجتماعية، العاطفية والأسرية على غرار اضطراب العلاقات فمعاناة "نجوى" في الفيلم كانت بسبب علاقتها السيئة بوالدتها فيما تفتقر  "روبا" للدفء العائلي وتقضي معظم أوقاتها في العمل ومع الأصدقاء أو على

مواقع التواصل الاجتماعي لذلك يدعونا الفيلم للبحث عميقا في ذواتنا واكتشاف ماهية مشاعرنا ودوافعنا وخياراتنا.

"أنف وثلاث عيون" فيلم قائم على خطوط درامية متماسكة وإيقاع يتماهى مع معالجة فنية معاصرة لعمل لن يمحى من ذاكرة السينما العربية وأدب إحسان عبد القدوس.

نجلاء قموع