سيكون الفائزون أولئك الذين قاموا بإعادة تشكيل عقليات مواطنيهم بطريقة تغيّر حياتهم .
على قناعة انه ليس المهم فوزهم لكن الأهم هو قيمتهم بعد الفوز .
ليس صدفة انّ الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة كان يفضّل من بين كلّ الأسماء والصفات التي تطلق عليه : " المجاهد الاكبر " .
كان يدرك عظمة مسار حياة آل على نفسه الاّ ان يسخًرها نضالا من اجل تونس .
واجه بورقيبة معارك وحروبا ومؤامرات رغم قناعته بان امّ المعارك بالنسبة اليه هي معركة استقلال الوطن .
أدرك بورقيبة انّ انتصاره في محاربة عدوه لا يكون الاّ بالسلاح الذي يخشاه، لا بالسلاح الذي يخشاه هو .
بمعنى ان يحوّل المعركة ، ايّة معركة يخوضها الى قضية شعب ومصيره .
كان بورقيبة عالما انه يحتاج الكثير لكي يصبح قائدا.
في بداية عهده ، و مع وضع اللبنات الأولى لبناء الدولة الوطنية عرف الزعيم معركتين غيرتا بالكامل مسارات تونس رغم انّ العدو هو نفسه فرنسا .
تحيي تونس غدا 8 فيفري ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف ، أحداث كانت الثمن الباهظ الذي دفعته بلادنا من أرواح أبنائها دفاعا عن القضية الجزائرية .
صبيحة يوم 8 فيفري 1958، عمد الجيش الفرنسي إلى القيام بغارة قاتلة على منطقة الساقية غير البعيدة عن الحدود الجزائرية ، متعلّلا برغبته في مهاجمة معسكر محسوب على جبهة التحرير الوطني ومطاردة الثوار .
أقلعت خمس وعشرون طائرة بما في ذلك إحدى عشرة قاذفة قنابل من طراز B26، من قاعدة بون الجوية ( منطقة عنابة حاليا ) في اتجاه ساقية سيدي يوسف.
أودى هذا الهجوم بحياة 68 شخصا بين تونسيين وجزائريين وأسقط 87 جريحا، حيث استهدف القصف الفرنسي سوقا أسبوعية في البلدة، وإثر ذلك رفعت تونس شكوى إلى الأمم المتحدة حظيت فيها بتأييد واشنطن.
كانت تهديدات وصلت بورقيبة بانه سيكون في مواجهة معركة مع القوات الفرنسية ان واصل احتضان ودعم الثوار الجزائريين ، لكن لم يرضخ بل زاد تمسّكه بالوقوف ودعم المقاومة الجزائرية حتى رغم تحذيرات بعض رفاقه ومقرّبيه .
في الرابع من جويلية 1961، اجتمع الديوان السياسي للحزب الدستوري برئاسة الحبيب بورقيبة وأعلن فشل المفاوضات مع الجانب الفرنسي بشأن إجلاء قواته من قاعدة بنزرت العسكرية، ودعا بورقيبة إلى ضرورة المقاومة والتصدي للمستعمر لاستعادة بنزرت وتحريرها كليا من الفرنسيين ، بمعنى الاستعداد لمعركة أخرى .
كان بورقيبة وفيا لخطبه ولمواقفه بان المعركة مع فرنسا لا تزال مستمرة حتى تحرير آخر شبر من التراب التونسي ، رادا بذلك على خصومه ومعارضيه الذين شكّكوا حتى في وثيقة الاستقلال .
لم تجد سهام بن سدرين، الرئيسة السابقة لهيئة الحقيقة والكرامة، والتي حققت فيما يسمى بالانتهاكات المرتكبة في تونس منذ الاستقلال من موقف او كلام تقوله حول هذه المواقف التاريخية للمجاهد الأكبر الاّ : " تحميله المسؤولية الأخلاقية لتعريضه حياة الناس للخطر بشكل غير مسؤول". مستنكرة إرسال "متطوعين " من كل أنحاء تونس إلى الجبهة لمعاضدة الجيش " . بلغة أخرى وبالنسبة لها، فإن الرئيس بورقيبة قد " ضحى بالأرواح من أجل مصلحة سياسية ".
الزعامة لا تؤتى لمن يشاء .
نحن نحيي الكثير من ذكريات معاركنا الوطنية ، نمجّد شهداء ضحوا لكن يبقى السؤال : ما معنى أن نحيي ذكرى الموتى بينما الأحياء منسيّون ، يواصلون معاناتهم مع الفقر والحاجة والخصاصة !.
لكن رغم ذلك ، كم هو الوطن عزيز على قلوب الشرفاء.
ابوبكر الصغير
سيكون الفائزون أولئك الذين قاموا بإعادة تشكيل عقليات مواطنيهم بطريقة تغيّر حياتهم .
على قناعة انه ليس المهم فوزهم لكن الأهم هو قيمتهم بعد الفوز .
ليس صدفة انّ الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة كان يفضّل من بين كلّ الأسماء والصفات التي تطلق عليه : " المجاهد الاكبر " .
كان يدرك عظمة مسار حياة آل على نفسه الاّ ان يسخًرها نضالا من اجل تونس .
واجه بورقيبة معارك وحروبا ومؤامرات رغم قناعته بان امّ المعارك بالنسبة اليه هي معركة استقلال الوطن .
أدرك بورقيبة انّ انتصاره في محاربة عدوه لا يكون الاّ بالسلاح الذي يخشاه، لا بالسلاح الذي يخشاه هو .
بمعنى ان يحوّل المعركة ، ايّة معركة يخوضها الى قضية شعب ومصيره .
كان بورقيبة عالما انه يحتاج الكثير لكي يصبح قائدا.
في بداية عهده ، و مع وضع اللبنات الأولى لبناء الدولة الوطنية عرف الزعيم معركتين غيرتا بالكامل مسارات تونس رغم انّ العدو هو نفسه فرنسا .
تحيي تونس غدا 8 فيفري ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف ، أحداث كانت الثمن الباهظ الذي دفعته بلادنا من أرواح أبنائها دفاعا عن القضية الجزائرية .
صبيحة يوم 8 فيفري 1958، عمد الجيش الفرنسي إلى القيام بغارة قاتلة على منطقة الساقية غير البعيدة عن الحدود الجزائرية ، متعلّلا برغبته في مهاجمة معسكر محسوب على جبهة التحرير الوطني ومطاردة الثوار .
أقلعت خمس وعشرون طائرة بما في ذلك إحدى عشرة قاذفة قنابل من طراز B26، من قاعدة بون الجوية ( منطقة عنابة حاليا ) في اتجاه ساقية سيدي يوسف.
أودى هذا الهجوم بحياة 68 شخصا بين تونسيين وجزائريين وأسقط 87 جريحا، حيث استهدف القصف الفرنسي سوقا أسبوعية في البلدة، وإثر ذلك رفعت تونس شكوى إلى الأمم المتحدة حظيت فيها بتأييد واشنطن.
كانت تهديدات وصلت بورقيبة بانه سيكون في مواجهة معركة مع القوات الفرنسية ان واصل احتضان ودعم الثوار الجزائريين ، لكن لم يرضخ بل زاد تمسّكه بالوقوف ودعم المقاومة الجزائرية حتى رغم تحذيرات بعض رفاقه ومقرّبيه .
في الرابع من جويلية 1961، اجتمع الديوان السياسي للحزب الدستوري برئاسة الحبيب بورقيبة وأعلن فشل المفاوضات مع الجانب الفرنسي بشأن إجلاء قواته من قاعدة بنزرت العسكرية، ودعا بورقيبة إلى ضرورة المقاومة والتصدي للمستعمر لاستعادة بنزرت وتحريرها كليا من الفرنسيين ، بمعنى الاستعداد لمعركة أخرى .
كان بورقيبة وفيا لخطبه ولمواقفه بان المعركة مع فرنسا لا تزال مستمرة حتى تحرير آخر شبر من التراب التونسي ، رادا بذلك على خصومه ومعارضيه الذين شكّكوا حتى في وثيقة الاستقلال .
لم تجد سهام بن سدرين، الرئيسة السابقة لهيئة الحقيقة والكرامة، والتي حققت فيما يسمى بالانتهاكات المرتكبة في تونس منذ الاستقلال من موقف او كلام تقوله حول هذه المواقف التاريخية للمجاهد الأكبر الاّ : " تحميله المسؤولية الأخلاقية لتعريضه حياة الناس للخطر بشكل غير مسؤول". مستنكرة إرسال "متطوعين " من كل أنحاء تونس إلى الجبهة لمعاضدة الجيش " . بلغة أخرى وبالنسبة لها، فإن الرئيس بورقيبة قد " ضحى بالأرواح من أجل مصلحة سياسية ".
الزعامة لا تؤتى لمن يشاء .
نحن نحيي الكثير من ذكريات معاركنا الوطنية ، نمجّد شهداء ضحوا لكن يبقى السؤال : ما معنى أن نحيي ذكرى الموتى بينما الأحياء منسيّون ، يواصلون معاناتهم مع الفقر والحاجة والخصاصة !.