أن تأتي متأخرة أفضل من أن لا تأتي أبدا... وأن نكون في مستوى جنوب إفريقيا وليس دونها أيضا سيكون من المهم أن ترتفع الأصوات أكثر فأكثر في الرياض وفي كل عاصمة عربية وإسلامية ضد التطبيع الجارف الذي تقوده الإدارة الأمريكية على أشلاء النساء والأطفال والشيوخ في غزة المنكوبة.. بعد لاءات الخرطوم في 1967 في أعقاب النكسة "لا صلح لا اعتراف لا تفاوض" تأتي لاءات الرياض بعد سبع وخمسين عاما على وقع جريمة الإبادة المستمرة على غزة والتي خلفت حتى الآن نحو مائة ألف قتيل وجريح ومشرد دون اعتبار للخراب والدمار الحاصل.. ولاشك أن لاءات الرياض أمس انه "لا اعتراف ولا علاقات ديبلوماسية مع كيان الاحتلال قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الـ67 ما يمكن اعتباره خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح وهي خطوة كانت أكثر من ضرورية أمام الصلف الأمريكي والإصرار على الترويج بأن المملكة تتجه إلى التطبيع وإدماج كيان الاحتلال في الشرق الأوسط.. ولاشك أن في رد وزير الخارجية السعودي ما يعكس نفور الديبلوماسية من إصرار البيت الأبيض على التحدث بلسان المملكة والترويج وكأن الأمر من تحصيل الحاصل.. الموقف السعودي يأتي مع دخول العدوان على أهالي غزة شهره الخامس على التوالي وسط مخاطر متفاقمة من مجاعة غير مسبوقة لا تبقي ولا تذر.. كل ذلك فيما يواصل كيان الاحتلال المماطلة والتسويف بأن ما يأتيه من جرائم في ظل الصمت الدولي والعربي يعني انه يتمتع بالضوء الأخضر للمضي قدما في سيناريو إبادة غزة من الخارطة وإعادة احتلال القطاع وتمكين المستوطنين منه...
وإذا كانت السعودية أكدت في مناسبات سابقة على دعمها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني فقد كان لا بد هذه المرة من موقف أكثر جرأة وأكثر وضوحا في التعاطي مع الادعاءات الإسرائيلية وتطلعات حكومة مجرم الحرب ناتنياهو بتحقيق ما يصبو إليه من تطبيع مع السعودية اكبر واغنى الدول العربية بقدراتها وثرواتها النفطية المغرية التي تثير الأطماع ولكن أكثرها تأثيرا في منطقة الخليج والشرق الأوسط.. ولو تمكن ناتنياهو من تحقيق هذا الهدف لأصبح ملك ملوك كيان الاحتلال ولامكن له أن ينصب نفسه على جماجم وأشلاء الضحايا... ولعلنا لا نبالغ إذا اعتبرنا أن الرغبة في التشفي والانتقام من الفلسطينيين واعتماد سياسة العقوبات الجماعية على أكثر من مليوني فلسطيني تأتي أيضا في جزء منها بدافع الانتقام من عملية "طوفان الأقصى" والمقاومة التي أسقطت هذا المشروع وسحبت البساط أمام الاحتلال من مواصلة دفع عجلة التطبيع المجاني على حساب القضية الفلسطينية.. لا خلاف أن في دعوة الرياض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في السيادة والاعتراف بالدولة الفلسطينية ما يجب أن يكون ومنذ بداية العدوان على غزة منطلقا لإنهاء الحرب المسعورة في حق الفلسطينيين من غزة إلى الضفة ..
تماما كما أن تأكيد الرياض أنها أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية أنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة..، مسألة مهمة ورسالة مزدوجة إلى الرأي العام في الداخل والخارج وهي أيضا رسالة إلى الدول المطبعة وهنا مربط الفرس وقد كان بإمكان نادي المطبعين رفع ورقة المقاطعة في وجه الاحتلال وعلى الأقل محاولة الضغط باتجاه موقف عربي صريح وموحد يمنع النزيف ويحول دون كل الخراب والدمار الذي حول غزة اليوم إلى منطقة غير قابلة للحياة وهذا في قناعتنا احد أهداف الاحتلال لدفع الأهالي للهروب والهجرة القسرية بحثا عن مكان امن يقيهم القصف والجوع والأوبئة.. نكاد نجزم أن تصريحات بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في مثل هذا التوقيت وقبله تصريحات جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بشأن اهتمام ولي العهد السعودي بن سلمان بالتطبيع مع السعودية ليست بريئة وهي لا تخلو من حسابات دقيقة تسبق الملاحقة القضائية لكيان الاحتلال أمام العدل الدولية والجنائية الدولية وهي أيضا محاولة استباقية لإخراج الفلسطينيين سواء المقاومة أو السلطة من المعادلة.. لسنا واهمين وندرك جيدا أن واشنطن إذا أغلق دونها احد أبواب التطبيع ستفتح آخر لتحصين حليفها الإسرائيلي.. ولكن ندرك جيدا انه إذا صدقت النوايا وتوفرت الإرادة يمكن ردع وكسر أطماع الاحتلال وفرملة آلة القتل التي لا تتوقف عن حصد الأرواح.. ولو أن لاءات الرياض ارتبطت منذ البداية بموقف مختلف دول العالم المتضامنة مع القضية الفلسطينية يمكن أن تصنع الفارق... اليوم يبدو أن عجلة التحركات الديبلوماسية والمفاوضات لإيقاف الحرب وتهيئة الأرضية نحو حل سياسي يضع حدا لأطول معاناة إنسانية ولأطول مسار احتلال ظالم في العصر الحديث وسيكون من المهم أن ترتفع لاءات الرياض وغيرها من اللاءات أكثر فأكثر مع ارتفاع توجهات دول كثيرة في الغرب للاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد اكتشاف الوجه البشع للاحتلال وفظاعاته وهذا اقل ما يمكن القيام به على الأقل حتى لا تذهب تضحيات الفلسطينيين هباء وحتى نرتقي إلى ما قامت به جنوب إفريقيا التي سيسجل لها التاريخ وقفتها ودعمها للحق الفلسطيني ولا نكون دون ذلك ..
اسيا العتروس
أن تأتي متأخرة أفضل من أن لا تأتي أبدا... وأن نكون في مستوى جنوب إفريقيا وليس دونها أيضا سيكون من المهم أن ترتفع الأصوات أكثر فأكثر في الرياض وفي كل عاصمة عربية وإسلامية ضد التطبيع الجارف الذي تقوده الإدارة الأمريكية على أشلاء النساء والأطفال والشيوخ في غزة المنكوبة.. بعد لاءات الخرطوم في 1967 في أعقاب النكسة "لا صلح لا اعتراف لا تفاوض" تأتي لاءات الرياض بعد سبع وخمسين عاما على وقع جريمة الإبادة المستمرة على غزة والتي خلفت حتى الآن نحو مائة ألف قتيل وجريح ومشرد دون اعتبار للخراب والدمار الحاصل.. ولاشك أن لاءات الرياض أمس انه "لا اعتراف ولا علاقات ديبلوماسية مع كيان الاحتلال قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الـ67 ما يمكن اعتباره خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح وهي خطوة كانت أكثر من ضرورية أمام الصلف الأمريكي والإصرار على الترويج بأن المملكة تتجه إلى التطبيع وإدماج كيان الاحتلال في الشرق الأوسط.. ولاشك أن في رد وزير الخارجية السعودي ما يعكس نفور الديبلوماسية من إصرار البيت الأبيض على التحدث بلسان المملكة والترويج وكأن الأمر من تحصيل الحاصل.. الموقف السعودي يأتي مع دخول العدوان على أهالي غزة شهره الخامس على التوالي وسط مخاطر متفاقمة من مجاعة غير مسبوقة لا تبقي ولا تذر.. كل ذلك فيما يواصل كيان الاحتلال المماطلة والتسويف بأن ما يأتيه من جرائم في ظل الصمت الدولي والعربي يعني انه يتمتع بالضوء الأخضر للمضي قدما في سيناريو إبادة غزة من الخارطة وإعادة احتلال القطاع وتمكين المستوطنين منه...
وإذا كانت السعودية أكدت في مناسبات سابقة على دعمها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني فقد كان لا بد هذه المرة من موقف أكثر جرأة وأكثر وضوحا في التعاطي مع الادعاءات الإسرائيلية وتطلعات حكومة مجرم الحرب ناتنياهو بتحقيق ما يصبو إليه من تطبيع مع السعودية اكبر واغنى الدول العربية بقدراتها وثرواتها النفطية المغرية التي تثير الأطماع ولكن أكثرها تأثيرا في منطقة الخليج والشرق الأوسط.. ولو تمكن ناتنياهو من تحقيق هذا الهدف لأصبح ملك ملوك كيان الاحتلال ولامكن له أن ينصب نفسه على جماجم وأشلاء الضحايا... ولعلنا لا نبالغ إذا اعتبرنا أن الرغبة في التشفي والانتقام من الفلسطينيين واعتماد سياسة العقوبات الجماعية على أكثر من مليوني فلسطيني تأتي أيضا في جزء منها بدافع الانتقام من عملية "طوفان الأقصى" والمقاومة التي أسقطت هذا المشروع وسحبت البساط أمام الاحتلال من مواصلة دفع عجلة التطبيع المجاني على حساب القضية الفلسطينية.. لا خلاف أن في دعوة الرياض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في السيادة والاعتراف بالدولة الفلسطينية ما يجب أن يكون ومنذ بداية العدوان على غزة منطلقا لإنهاء الحرب المسعورة في حق الفلسطينيين من غزة إلى الضفة ..
تماما كما أن تأكيد الرياض أنها أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية أنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة..، مسألة مهمة ورسالة مزدوجة إلى الرأي العام في الداخل والخارج وهي أيضا رسالة إلى الدول المطبعة وهنا مربط الفرس وقد كان بإمكان نادي المطبعين رفع ورقة المقاطعة في وجه الاحتلال وعلى الأقل محاولة الضغط باتجاه موقف عربي صريح وموحد يمنع النزيف ويحول دون كل الخراب والدمار الذي حول غزة اليوم إلى منطقة غير قابلة للحياة وهذا في قناعتنا احد أهداف الاحتلال لدفع الأهالي للهروب والهجرة القسرية بحثا عن مكان امن يقيهم القصف والجوع والأوبئة.. نكاد نجزم أن تصريحات بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في مثل هذا التوقيت وقبله تصريحات جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بشأن اهتمام ولي العهد السعودي بن سلمان بالتطبيع مع السعودية ليست بريئة وهي لا تخلو من حسابات دقيقة تسبق الملاحقة القضائية لكيان الاحتلال أمام العدل الدولية والجنائية الدولية وهي أيضا محاولة استباقية لإخراج الفلسطينيين سواء المقاومة أو السلطة من المعادلة.. لسنا واهمين وندرك جيدا أن واشنطن إذا أغلق دونها احد أبواب التطبيع ستفتح آخر لتحصين حليفها الإسرائيلي.. ولكن ندرك جيدا انه إذا صدقت النوايا وتوفرت الإرادة يمكن ردع وكسر أطماع الاحتلال وفرملة آلة القتل التي لا تتوقف عن حصد الأرواح.. ولو أن لاءات الرياض ارتبطت منذ البداية بموقف مختلف دول العالم المتضامنة مع القضية الفلسطينية يمكن أن تصنع الفارق... اليوم يبدو أن عجلة التحركات الديبلوماسية والمفاوضات لإيقاف الحرب وتهيئة الأرضية نحو حل سياسي يضع حدا لأطول معاناة إنسانية ولأطول مسار احتلال ظالم في العصر الحديث وسيكون من المهم أن ترتفع لاءات الرياض وغيرها من اللاءات أكثر فأكثر مع ارتفاع توجهات دول كثيرة في الغرب للاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد اكتشاف الوجه البشع للاحتلال وفظاعاته وهذا اقل ما يمكن القيام به على الأقل حتى لا تذهب تضحيات الفلسطينيين هباء وحتى نرتقي إلى ما قامت به جنوب إفريقيا التي سيسجل لها التاريخ وقفتها ودعمها للحق الفلسطيني ولا نكون دون ذلك ..