رغم تقدم موسم جني الزيتون في مختلف ولايات الجمهورية، فان عديد المشاكل مازالت تؤرق الفلاحين وأصحاب المعاصر، خاصة وان انطلاق موسم الجني كان متأخرا ومتعثرا وهو ما أدى الى عدم تقدم نسقه بسبب عدم توفر اليد العاملة، التي مثلت معضلة مشتركة في مختلف جهات الجمهورية.
مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن بقية الإشكاليات باعتبار انها أثرت حتى على جودة الزيت وهي الاكتظاظ داخل المعاصر، وما يسببه أحيانا من تعفن للزيتون في ظل طول فترة الانتظار في بعض المعاصر، وهو مشكل يتذمر منه الفلاح وأصحاب المعاصر في نفس الوقت.
وفي وقت تعالت أصوات مئات الفلاحين من جراء ازدياد عمليات السرقة، التي كثيرا ما أضرت بأصحاب ضيعات الزياتين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة هذا المشكل الذي حيرهم وأرقهم، رغم دعواتهم الى تكثيف دوريات أمنية للحد من هذه الظاهرة، فان مشكلا بيئيا يطل برأسه مجددا، وهو مصبات المرجين وما تسببه من تلوث خطير للتربة واثار سلبية على صحة الإنسان.
واللافت ان هذه الاشكاليات الأكثر بروزا وطرحا، في مختلف جهات الجمهورية، وفق متابعات وتحقيقات شبكة مراسلي "الصباح" بما يحتم على الأطراف المسؤولة وأصحاب القرار إيجاد حلول جذرية لها وخاصة مصبات المرجين.
منوبة.. تراجعت بنسبة 70% وحديث عن "غسيل أموال".. صابة الزيتون أنهكها الجفاف والسرقات وتحكم فيها "الكناطرية" !!
تعد ولاية منوبة، حسب آخر إحصائيات اوردتها مصالح المندوبية الجهوية الفلاحة بمنوبة، 1479700 شجرة زيتون على مساحة 11220 هك كما تتوفر بها 16 معصرة من بينها 3 معاصر تقليدية تعمل بـ" الشوامي" وسط توقعات بانتاج 2400 طن من الزيت لهذا الموسم مقابل 1750 طنا للموسم الفارط ورغم ذلك فإن نسبة تراجع الصابة بلغت ،حسب ما أفادنا به رضا بالحاج رئيس مصلحة الانتاج النباتي بمندوبية الفلاحة بمنوبة، 70% وذلك اساسا لامتداد فترة الجفاف التي أثرت على كمية المنتوج من الزيتون وعلى جودته مع انه لم تسجل اية إصابات باي نوع من الأمراض أو البكتيريا بكل ضيعات الزيتون في الجهة والتي بلغت فيها عمليات جمع الصابة اليوم نسبة 80% بتشغيل حوالي 1600 عامل وعاملة لبلوغ نهاية موسم الجني ..
الجفاف ونقص اليد العاملة والسرقات أنهك الفلاحين..
يجمع كل أصحاب ضيعات الزيتون بمختلف معتمديات الجهة على أن تواصل الجفاف كان له تأثير موجع على الاشجار والثمار خاصة شدة الحرارة التي امتدت من شهر ماي إلى شهر اوت 2023 حيث تضررت الزيتونة خلال مرحلة الازهار ثم بعد ذلك بانتاج حب بجودة متدنية حيث انطلق موسم جني الزيتون في منتصف نوفمبر بنسبة مردودية 7% لتتحسن بعد ذلك بسبب نزول الغيث وتبلغ حاليا بين 12% و15% ولكن يبقى ذلك غير كاف لتغطية كلفة الجني التي ارتفعت بدورها بسبب عدم توفر اليد العاملة واشتراط العمل باليوم باجر يتراوح بين 20د و25د بعدد ساعات عمل لا يتعدى 5 ساعات فعلية اضافة الى تزايد عمليات سرقة الزيتون التي اتسعت رقعتها لتشمل اغلب الضيعات رغم مجهودات الحراسة واليقظة حيث يتحدث بعض الفلاحين عن عمليات سرقة منظمة تقوم بها مجموعات غريبة عن مناطقهم وطالبوا الجهات الأمنية بتكثيف الدوريات الليلية خاصة على مستوى المسالك الريفية والطرقات الفرعية والجهوية وبذلك يفسرون ظهور نقاط قبول الزيتون قبل انطلاق موسم الجني بشهر وأكثر كما دعوا أصحاب المعاصر إلى عدم قبول الزيتون حبا من أفراد مجهولين وبكميات محدودة ومكشوفة تدل على أنها مسروقة..
أسعار مرتفعة وفرص لتبييض الأموال !
بلغ سعر الكغ الواحد من الزيتون حبا، حسب أحد المهتمين بقطاع الزياتين في مدينة طبربة الأكثر شهرة في الجهة على مستوى إنتاج زيت الزيتون، 5د على الشجرة وذلك لارتفاع سعر "تخضير الضيعات" حيث تحدث عما يقارب 4 مليون.د كأقل تقدير للاموال التي تم التعامل بها في هذا الخصوص بين "الكناطرية" وأصحاب الضيعات والكثير منها دفع نقدا وهو أمر مخالف للقانون فيتم إبرام العقود ويشار إلى الخلاص نقدا وتسجل العقود ويقع اعتمادها في كل مراحل التنزيل والصرف لتكون بذلك طريقا سهلا لتبييض وغسل الأموال وسببا رئيسيا في غلاء بيع الزيتون وما على الجهاز الرقابي للدولة إلا التحرك والكشف عن كل هذه الممارسات الخطيرة ..
هذا إلى جانب العمل الجبار الذي يقوم به عدد من السماسرة في تجميع اكبر كميات الزيتون حبا لصالح شركات إنتاج أجنبية أبرزها شركات إسبانية وهي تدفع بسخاء للحصول على المنتوج لتحل مشاكل التزاماتها مع دول الاتحاد الأوروبي وتجنب العقوبات والخطايا وكلها أسباب افرغت السوق المحلية من الزيتون وساهمت في الغلاء الذي اكتوى ويكتوي به المستهلك التونسي حيث ورغم كل النداءات لم ينزل سعر الكغ من الزيتون عن 3,5د ولا يزال سعر اللتر من زيت الزيتون بين 25د و27د .. في جانب آخر وللتذكير وعلى مستوى معاصر الزيت فإن اللجنة الجهوية المكلفة بمتابعة المعاصر تواصل مراقبة عمليات التنظيف والصيانة ومدى احترام شروط الصحة داخل كل المعاصر وقد تم تحجير قبول الزيتون وعصره بمعصرتين لرصد اخلالات بها ..
عادل عونلي
بنزرت.. غياب اليد العاملة والسرقات عطلت موسم جني الزيتون
خلال الجلسة التحضيرية لموسم جني الزيتون التي انعقدت بمقر ولاية بنزرت يوم 26 أكتوبر 2023 توقعت مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية جني 20 ألف طن من الزيتون توفر 4000 طن من زيت الزيتون كما اكدت مصالح المندوبية يومها جاهزيتها التامة لمتابعة عملية الجني والوسق من الغابات التي تمتد 17000 هك تتوزع معتمديات منزل جميل ، راس الجبل غار الملح، اوتيك، منزل بورقيبة، تينجة، بنزرت الجنوبية، ماطر، جومين، غزالة وسجنان في حين كشف تحقيق "الصباح" أن الموسم الذي انطلق يوم 1 نوفمبر 2023 قد تخللته إشكاليات متنوعة كابدها صغار الفلاحين وأصحاب المعاصر والعملة في غياب المرافقة والدعم والحماية .
غياب اليد العاملة المختصة
فحسب فوزي سطا رئيس النقابة المحلية للفلاحين بمنزل جميل المنضوية تحت لواء النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت فان موسم جني الزيتون الذي شارف على النهاية خلّف صابة عادية وأرباحا ضعيفة بسبب ضعف التساقطات خلال شهر الخريف وارتفاع كلفة اليد العاملة المختصة التي أصبحت نادرة حيث تتراوح "يومية" العامل بين 40 و 50 د ويمكن ان ترتفع الأجرة ان كان الحساب بـ "الصرافة.".
ويوفر موسم جني الزيتون قرابة 3000 فرصة عمل يوميا طيلة ثلاثة اشهر لكن السنوات الأخيرة شهدت نقص اليد العاملة المختصة في جهة بنزرت مما دفع أصحاب الغابات للبحث عنها عنها في مناطق بعيدة نسبيا ويرافق تنقل العملة حوادث مرورية صادمة مثل الذي حدث يوم 14 جانفي الجاري وخلف إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف 36 عاملا وعاملة من معتمديات غزالة وسجنان انزلقت شاحنة تقلهم الى غابة زيتون في منطقة القصر الأحمر معتمدية بنزرت الجنوبية.
وأضاف سطا كان بالإمكان تحقيق نتائج افضل خلال موسم جني الزيتون لو نجحت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية في تشبيب الغابات المتهرمة عبر توفير المشاتل ودعم ومرافقة الفلاحين للتوسع في زراعة الشجرة المباركة واحياء الموجود خاصة في منزل عبد الرحمان اين انتشر الزيتون "الجالي" (المهمل) في حين تبدو الأمور احسن في العزيب والحدادية رغم التوسع العمراني وتشتت الملكية ورداءة المسالك التي تعطل وصول الفلاحين الى الغابات ونقل الإنتاج في ظروف مقبولة.
كلام سطا ايده رشاد شعبان رئيس النقابة المحلية للفلاحين براس الجبل الذي أضاف "لقد شجعت الدولة خلال العقود السابقة على زراعة الخضراوات في راس الجبل وجوارها لكن الشح المائي فرض على الفلاحين العودة إلى زراعة الشتلات الاصلية من الزيتون مثل ،المسكي، الّيمي، بيض الحمام،الزلماطي والسيالي وخاصة الرجّو المسجل في بنك الجينات كنوعية خاصة بمدينة رأس الجبل بعد أن تاكدوا من عدم جودة الشتلات الإسبانية التي تستنزف الموارد المائية."
وأضاف شعبان "يجب على المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ببنزرت ان تساند مسعى الفلاحين لاحياء المساحات الشاسعة من غابات الزيتون عبر توفير الشتلات الاصلية وتكوين العملة المختصين في الجني والزبيرة وبذل الجهد اللازم ليتراجع سعر زيت الزيتون الذي لامس 35 دينارا للتر وهو ثمن غير معقول في جهة اشتهرت عبر تاريخها الطويل بإنتاج افضل أنواع الزيوت وزيتون المائدة ".
آفة السرقة ولدت الضغط على المعاصر
ارث حافظ عليه رمضان النفاتي الذي يملك قرابة 100 شجرة زيتون في منطقة فم الواد منزل جميل كانت توفر سنويا "الخير والبركة" قبل ان يستبيحها اللصوص "السراق ضرونا برشة وولاو يقسمو معانا"، وهي حرفيا نفس تشكيات زملائه في معتمديات غزالة وماطر.
وأضاف النفاتي "يعمد اللصوص لتكسير العود الغالي فتكون الخسارة مضاعفة كما انهم يجمعون الزيتون "اخضر" وينقلوه كيفما اتفق الى المعاصر التي تقبله دون التثبت من هوية الباعة وهو امر سيتواصل الى حين تصادق الإدارات المتدخلة على اقتراح النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت اسناد بطاقة مهنية تميز اهل القطاع."
من جانبه اكد علي الصفاقسي رئيس الغرفة الجهوية لاصحاب معاصر زيت الزيتون ببنزرت تفشي ظاهرة سرقة الزيتون التي ولدت ضغطا هائلا على المعاصر بعد ان سارع اغلب الفلاحين بقطف الزيتون واحالته للعصر دون تنظيف وهو ما يمثل حسب الصفاقسي خسارة فادحة للجميع فالحبة التي لم تنضج تفرز كميات قليلة من الزيت بجودة متدنية مهما كانت كفاءة " المعصارجي ".
هذا وتضم جهة بنزرت حسب ارقام المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية 11 معصرة تقليدية و 13 عصرية بطاقة تحويل تصل الى 979 طنا يوميا وهي قادرة على عصر الزيتون لفائدة الفلاحين المحليين وزملائهم من الولايات المجاورة سواء تحت درجات حرارة مرتفعة نسبيا تفقد الزيت بعض خصائصه ومذاقه المميز او "بالبارد" الذي يمكن من انتاج زيوت رفيعة من الزيتون الناضج النظيف.
وتفرز عمليات العصر كميات هائلة من المرجين يتم نقلها حسب الصفاقسي الى المصبين المراقبين بسيدي مبارك ماطر وبني نافع بنزرت الجنوبية في حين تمكن اتفاقيات الشراكة الممضاة بين عدد من المعاصر والفلاحين من استيعاب قرابة 15000 م² من المرجين على قرابة 300 هكتار من الأراضي كما تتوفر ببعض المناطق صهاريج لتجميع المادة الخطيرة قبل معالجتها..
ساسي الطرابلسي
القيروان.. تقدم موسم جني الزيتون بـ78% ومطالبة بتوفير مصبات للمرجين
أكد رئيس دائرة الانتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان الحبيب غنام لـ"الصباح" ان نسبة تقدم موسم جني الزيتون بلغت بالجهة 66% من اجمالي صابة قدرت بـ147.3 الف طن لهذا الموسم أي ما يعادل 30 ألف طن من الزيت (15% من صابة البلاد التونسية) متأتية من 10 مليون أصل زيتون في الجهة بصدد الإنتاج من مجموع 11.6 مليون (11% من الرصيد الوطني).
واشار الى أن 125 معصرة بصدد العمل بالجهة من مجموع 158 معصرة وان اسعار الزيتون تتراوح بين 3 و5 دينار للكغ في حين يتراوح سعر بيع اللتر الواحد من زيت الزيتون من 20 الى 25 دينارا.
واضاف بأن العمل متواصل من أجل تثمين زيت الزيتون والتركيز على تعليبه من أجل القيمة المضافة بالتسبة للإنتاج للوصول إلى20% من الإنتاج الوطني معلبا قصد تصديره للإسواق العالمية علما وأن الموسم الفارط وقع تصدير 20 ألف طن من زيت الزيتون معلبا نحو السوق الأروبية والأمريكية.
السلط الجهوية تتابع مصبات المرجين
ككل موسم لجني الزيتون، تنعقد جلسة عمل في مقر ولاية القيروان لمتابعة مصبات المرجين بحضور الإدارات ذات الصلة ورئيس غرفة المعاصر وممثلين عن أصحاب المعاصر وفي هذا السياق انبثقت عدة مخرجات لهاته الجلسة لموسم جني الزيتون 2023 – 2024 حيث تم تناول الأوضاع البيئية لمختلف مصبات المرجين المتواجدة بمعتمديات ولاية القيروان ومدى جاهزيتها للاستغلال خلال موسم جني الزيتون 2023 – 2024.
وقد تطرقت الجلسة لعدة اقتراحات لتفادي النقائص وإيجاد الحلول ومن بينها دراسة الخطة الجهوية للتصرف في مادة المرجين والمبرمجة على مدى الخمس مواسم المقبلة حيث سيتم فرش المرجين على مساحة 900 هك خلال الموسم الحالي ومراقبة المصبات بزيارات ميدانية للمراقبة ومعاينة المصبات الفردية والجماعية وأخذ التدابير اللازمة ودعوة أصحاب المعاصر للإسراع بتقديم مطالبهم لمصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ليتم دراستها والترخيص لهم بعمليات الرش مع توفير الآلات الضرورية وخاصة منها الصهاريج والقيام بحملات توعوية تحسيسية لفائدة الفلاحين للتعريف بشروط وطرق تثمين مادة المرجين ومدى أهميتها في تحسين خصوبة التربة والتخلص من الأعشاب الطفيلية للحد من الإنجراف .
دعوة إلى إقامة مشاريع لتثمين مادة المرجين
والتقت "الصباح" مع المنسقة الجهوية لمشروع العدالة البيئية بفرع المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية بالقيروان منيارة المجبري للحديث في موضوع مصبات المرجين في الجهة حيث أكدت تجديد مطلب المنتدى عبر "الصباح" بغلق مصب "الشوايحية" باحواز معتمدية الشراردة نظرا لوجود تسرب لمادة المرجين من أحواضه على الأراضي المتاخمة له مما يشكل تلوثا خطيرا للتربة وعلى صحة الإنسان والدواب حسب ما وثقه عدل منفذ في محضر معاينة أجري بتاريخ الإثنين 6 فيفري 2023 .
وأكدت المجبري لـ"الصباح" أن هذا المصب غير مستجيب لكراس الشروط في عدة نقاط منها عدم وجود ستائر ترابية على أرضية الأحواض وحاشيته وكذلك انعدام وجود أشجار محيطة بالمصب. وأضافت المتحدثة بأن الأهالي يرفضون مواصلة استغلاله ويطالبون بغلقه نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة منه والأضرار التي يتسبب فيها بالنسبة للضيعات الفلاحية خاصة أشجار الزيتون واللوز إلى جانب كثرة الأمراض كـ"الليشمانيا" ولسعات البعوض المنتشر بكثافة بالقرب من المصب بالإضافة إلى استغلاله في إلقاء النفايات المنزلية .
وصرحت بأن أهالي المنطقة يتواصلون مع فرع المنتدى للتعبير عن مطلبهم الأساسي وهو توفير مصبات مهيأة ومراقبة لأصحاب المعاصر وبحقهم الدستوري في بيئة سليمة للحد من معاناتهم نتيجة هذا المصب العشوائي، وهم ينتظرون منذ سنوات عديدة اتخاذ قرار بغلقه، وهم يخشون من كارثة بيئية وصحية باعتبار هذا المصب نقطة سوداء تضر بمردودية أراضيهم الفلاحية وتؤدي إلى نفوق مواشيهم وتسمم المائدة المائية وتنشر الامراض الجلدية الخطيرة .
وأوضحت بأن المنتدى يتدخل في العديد من المناسبات من أجل الضغط على السلط الجهوية وتأطير التحركات الاحتجاجية من أجل تسليط الضوء على قضيتهم العادلة وطالبت المجبري البلديات بمعية كل الأطراف المتداخلة على القيام بكل أعمال الصيانة والمداواة والمراقبة لإنجاح مواسم جني الزيتون دون كوارث بيئية أو حوادث مرورية .
وحثت السلطات بوقف الانتهاكات وردع المخالفين وتوفير مصبات مهيأة ومراقبة تحترم فيها الشروط الفنية للمحافظة على البيئة وعلى صحة الإنسان و الدواب.
وفي ختام الحوار ،دعت المجبري السلطات ذات الصلة إلى البحث عن موقع في جنوب الولاية يكون بعيدا عن التجمعات السكانية ويستجيب لكراس الشروط تفاديا للسكب العشوائي لهاته المادة الملوثة مع البحث عن حلول بديلة للتصرف وتثمين مادة المرجين عن طريق تحفيز مراكز البحوث العلمية الفلاحية للبحث في استعماله لإنتاج الطاقة والحث على إتباع تقنيات تقلص من إنتاج مادة المرجين وردع أصحاب المعاصر الذين يرمون بالمرجين في أماكن عشوائية.
يشار بأن مادة المرجين هي مخلفات سائلة لعملية استخراج الزيت من الزيتون بالمعاصر والمتكونة من ماء الزيتون وماء غسل الزيتون، وتعتبر هذه المادة علميا ملوثة نظرا لحموضتها المرتفعة (PH=5.5) واحتوائها على مواد فينولية « Polyphénols » ونسبة هامة من المواد العضوية والمعدنية مّما يرفع من الطلب البيولوجي والكيميائي من الاوكسجين إضافة إلى لونها الاسود والرائحة الكريهة التي تفرزها عند خزنها.
مروان الدعلول
تقدم موسم الجني بنسبة 65 بالمائة .. سيدي بوزيد تتصدر المرتبة الأولى في إنتاج الزيتون
بلغت نسبة تقدم موسم جني الزيتون بولاية سيدي بوزيد حوالي 65 بالمائة من مجموع صابة الزيتون لهذه السنة والتي يمكن ان تتجاوز 190 الف طن من الزيتون حسب ما افاد به رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بسيدي بوزيد علي البراهمي مضيفا أن نسبة تقدم الموسم يعتبر متأخرا مقارنة بالسنوات الفارطة مؤكدا أن هذا التاخير لن تكون له أية تأثيرات جانبية .
كما تحدث البراهمي عن موسم مثالي بكل المقاييس حسب تعبيره من الصابة الجيدة للزيتون الى نوعية الزيت الزيتون التي كانت في اغلبها زيتا رفيعا وهذا يعود الى عدة عوامل من بينها الارشاد الذي قامت به مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بهدف توعيتهم باهمية الاعتناء باشجار الزيتون لضمان نوعية جيدة للصابة وللزيت اضافة الى حرص اصحاب المعاصر على جودة الزيت الذي اصبح ينافس احسن الزيوت في العالم حيث اصبحت هذه الافكار راسخة في عقليتهم وحرصوا على التطور في سبيل تحسين منتوجهم .
واشار رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بسيدي بوزيد الى تصدر الجهة المرتبة الاولى لانتاج الزيتون هذه السنة بتوفير ما يزيد عن 190 الف طن من الزيتون وما يقابلها من زيت الزيتون فقد اصبح الفلاح مقتنعا باهمية الاقبال على غراسة اشجار الزيتون وهو ما ادى الى فقدان شتلات الزيتون في بعض الاحيان .
ورغم ان الجهة حققت موسما جيدا الا أن جملة من الصعوبات رافقت تقدم موسم الجني فمصطفى فلاح بمنطقة الرقاب صاحب غابة زيتون لم ينطلق الى حدود اليوم في جني الزيتون لانه لم يجد اليد العاملة التي ستقوم بهذه العملية حيث اكد أن اشكالية طرحت حتى قبل انطلاق الموسم لان اليد العاملة اصبحت شحيحة منذ المواسم الفارطة ورغم ارتفاع كلفتها الا انها لا تتوفر بالعدد الكافي لان عددا كبيرا من العملة خير العمل في ضيعات الزيتون في ولايات ومناطق اخرى على غرار جرجيس من ولاية مدنين التي تحتوي على مساحات شاسعة من الزيتون.
فرح عوني صاحب معصرة بمعتمدية سيدي علي بن عون هو ايضا اثار اشكالية عدم توفر اليد العاملة الا انه يحرص كصاحب معصرة زيت زيتون على عدم ركود الزيتون والعمل على عصره في اجل لا يتجاوز اربعا وعشرين ساعة بهدف المحافظة على نوعية الزيت .
وللتذكير فان ولاية سيدي بوزيد تحتل المرتبة الاولى وطنيا من حيث اصول اشجار الزيتون ب 15 مليون و 500 الف شجرة .
عائشة
نابل.. زيادة في الانتاج هذه السنة بنسبة 5%
شهدت ولاية نابل خلال السنوات الأخيرة تطوّرا في مجموع الغراسات الجديدة، حيث كان معدل التوسّع السنوي بين سنتي 2010 و2015 في حدود 180 هكتارا ليصل إلى 678 هكتارا خلال موسم 2020- 2021 وذلك ضمن المشروع الخصوصي للتوسّع في غراسات الزيتون بولايات الشمال. وتستحوذ ولاية نابل على 29 ألفا و500 هكتار زيتون مائدة بالاضافة الى 2000 هكتار زيتون طاولة.
اكد عدد من الفلاحين ان اشكاليات قطاع الزيتون تتمثل في شح المياه وغلاء الاسمدة اما فيما يتعلق بمادة المرجين فقد تمت الاستفادة منها وتثمينها واصبحت لا تمثل عائقا لدى الفلاح .
وافاد رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري ببوعرقوب سامي الهويدي ان انطلاق موسم جني الزيتون مر بصعوبات عديدة في ظل التغيرات المناخية وانطلقت عملية جني الزيتون بصفة متاخرة وبما أن 70% من قطاع الزياتين زراعات بعلية فقد تاثرت بصفة مباشرة بنقص التساقطات .
وتعتبر بوعرقوب والحمامات وتاكلسة وقرمبالية من اهم المعتمديات التي تستحوذ بغراسات الزياتين .
تقدم جني الزيتون بنسبة 95%
وتبلغ نسبة تقدم موسم جني الزيتون 95% وقد سجل انتاج الزيتون هذا الموسم زيادة بنسبة 5%، مقارنة بالسنة الماضية حيث بلغت صابة الزيتون هذه السنة 60 الف طن زيتون زيت و5 آلاف طن زيتون مائدة وفق ما افاد به رئيس دائرة الانتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بنابل لطفي القصدغلي في تصريح لـ"الصباح".
كما توجد بولاية نابل 43 معصرة تعمل بطاقة تحويلية تقدر بـ2700 طن في اليوم اما فيما يتعلق بوضعية المعاصر فابرز المتحدث انه لايوجد اكتظاظ بالمعاصر وتم تثمين مادة المرجين.
أسعار الزيت مرتفعة
وتعتبر الصابة عادية والاسعار مرتفعة حيث تراوحت اسعار الكيلغرام الواحد من الزيتون من 3 الى 5 د واسعار التحويل من 100 مليم حتى 200 مليم للكيلوغرام وتختلف الاسعار من معصرة الى اخرى اما اسعار زيت الزيتون فتراوحت بين 21 دينارا و25 دينارا.
ويتميز الوطن القبلي بنوعية جيدة من الزيت المعروف بنوع الرخامي من الزيوت الرفيعة الموجود خاصة بمناطق بني خيار ودار شعبان الفهري ونابل الى جانب نوعية الزيتون الشعيبي والساحلي وتعتبر نوعية الزيت هذه السنة ذات جودة عالية.
ويعتبر قطاع الزياتين من القطاعات الصامدة امام التغيرات المناخية وعانى الفلاحون من صعوبات عديدة على مستوى نقص المياه وشح الآبار السطحية. والتجأ العديد الى ري اشجار الزيتون بسبب عدم نزول الامطار وتبلغ المساحات السقوية من الزياتين 400 هكتار بمعتمدية الحمامات التي تعتبر الولاية الاولى في انتاج الزيتون حيث تساهم بنسبة 20%من انتاج ولاية نابل من الزيتون.
ومن المنتظر ان تساهم ولاية نابل في الانتاج الوطني بـ 210 الف طن زيتون بعد ماكانت السنة الفارطة 200 الف طن.
ويصدر زيت الزيتون خاصة نحو السوق الفرنسية والاسبانية والايطالية والسعودية باسعار تتراوح بين 8 و9 اورو لـ 1، 12 كيلوغرام.
ليلى بن سعد
صفاقس.. المناخ.. وغياب الدعم.. عوائق أضرّت بموسم الزيتون
قُدّرت "صابة" إنتاج الزيتون لهذا الموسم في جهة صفاقس بحوالي 85 ألف طن من الزيتون أي ما يعادل حوالي 18 ألف طن من زيت الزيتون من إجمالي 200 ألف طن زيتون من معدل الانتاج الوطني، وقد سجلت كميات الانتاج خلال المواسم الأخيرة تراجعا لافتا نظرا لعدة إشكاليات رافقت قطاع الزياتين من بينها عوامل مناخية، عوائق التمويل وغياب دعم الدولة.
التمويل أهم عائق للفلاح
يؤكد الخبير في السياسات الفلاحية ورئيس جمعية تونس الزيتونة "فوزي الزيّاني" في حديثه لـ"الصباح" أن عائق التمويل من بين أهم الإشكاليات التي تعترض منتجي الزيتون خصوصاً والفلاحين عموما في ظل الشروط المجحفة للبنوك والصعوبة في التمتع بقروض موسمية إلى جانب إرتفاع نسبة الفائض التي تعرقل الفلاح في قطاع عائداته المنخفضة مقارنة بالقطاعات الأخرى. مضيفا أن أغلب أصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون والمصدرين لم يتحصلوا على قروض خلال هذا الموسم وهو عامل أساسي في إضطراب موسم الزيتون وتذبذب الأسعار على مستوى البيع والتصدير وخاصة انخفاضها مقارنة بالاسعار العالمية بأقل بحوالي 5 دنانير أو أكثر في الكيلو غرام الواحد من الزيت الذي يؤثر سلبا بدوره على الموارد المتأتية من التصدير للدولة التونسية من هذا القطاع.
40 % من القطاع الفلاحي "غير مدعّم"
كما يرى "فوزي الزيّاني " أن هذا القطاع في حاجة ماسة إلى تدخل الدولة على غرار دعم قطاع الحبوب بـ3 نقاط في نسبة الفائض الذي يبقى مرتفعا حتى في ظل وجود دعم من الدولة أو تخصيص صندوق لفائدة قطاع الزياتين يعتمد قروض ميسرة وفوائض تفاضلية وضمانات محفزة في قطاع يمثل 40% من القطاع الفلاحي وتمثل الأراضي المخصصة لزراعة الزيتون 2 مليون هكتار من إجمالي 5 مليون هكتار.
غياب مقومات صناعة الزيت
رغم وجود عدد من المعاصر في تونس وجهة صفاقس إلا أن غياب علامة تجارية خاصة بالمعاصر ظلت من إشكاليات مقومات صناعة الزيت الى جانب إشكال التعليب وفقدان مصانع تنتج قوارير بلورية خاصة بزيت الزيتون عدى مصنع وحيد غير قادر على تلبية حاجيات السوق رغم تصدر تونس المراتب الاولى في الانتاج والتوريد مقارنة بدول عربية أخرى أقل انتاج ولها علامات تجارية وتتوفر فيها مقومات صناعة الزيت ، وفق ماصرح به "فوزي الزيّاني".
غراسة أصناف زيتون أجنبية "توجه خاطئ"
كما اعتبر "فوزي الزيّاني"أن التوجه نحو غراسة أصناف زيتون أجنبية (مشاتل) توجه خاطئ، حيث أن هذا النوع من الزيتون يتطلب مياها سقوية في ظل شح الامطار واشكالية نقص المياه، وان العامل المناخي من بين أهم العوامل التي اضرت بالانتاج وساهمت في تراجعه على امتداد المواسم الأخيرة حيث كانت جهة صفاقس تحتكر ما يقارب 50% من الانتاج الوطني.
العامل المناخي سبب رئيسي في تراجع الإنتاج
من جهته أكد المندوب الجهوي للفلاحة والموارد المائية والصيد البحري الطاهر المباركي في تصريح سابق لـ"الصباح" أن العوامل المناخية المتمثلة خاصة في إرتفاع درجات الحرارة والجفاف وانخفاض كميات الامطار لها تأثير مباشر على تراجع تقديرات إنتاج الزيتون لعدة مواسم، ولهذه الاسباب تقرر "التعجيل بانطلاق موسم جني الزيتون بولاية صفاقس وحددت الفترة ما بين 90 و100 يوم، بسبب الظروف المناخية الصعبة التي تمر بها البلاد.
أصناف وكميات إنتاج معاصر الجهة
يُمثل قطاع الزيتون في ولاية صفاقس وفق إحصائيات معهد الزيتونة النشاط الرئيسي لأغلب المستغلات الفلاحية بحوالي 70 الف مستغلة، حيث تمتد غابة الزيتون بالجهة الى نحو 365 الف هكتارا ، كما تحتوي على1. 9 مليون أصل (شجرة) من بينها 7٫05 مليون أصل مطري و2,08 مليون أصل سقوي، بمعدل إنتاج وطني يصل إلى 22% . كما تتوزع بجهة صفاقس 348 معصرة زيتون بطاقة إنتاج يوميا تقدر 7800 طن مقسمة الى ثلاثة اصناف من المعاصر وهي المعاصر التقليدية وعددها 43 معصرة وتنتج معدل 215 الف طن يوميا والمعاصر ذات نظام الضغط البالغ عددها 45 معصرة وتنتج 675 طنا يوميا إضافة إلى المعاصر ذات النظام المتواصل وعددها 260 وتنتج 7800 طن من الزيتون يوميا ،كما تساهم ولاية صفاقس بنسة 45 بالمائة من الصادرات الوطنية من إنتاج زيت الزيتون، ويشغل قطاع الزيتون في جهة صفاقس 43 بالمائة من اليد العاملة في القطاع الفلاحي.
كما توجد بالجهة أربعة أسواق مخصصة لعرض وطلب منتوج الزيتون بولاية صفاقس وأهمها سوق قرمدة الذي يحتضن سنويا حفل إنطلاق موسم جني وعصر الزيتون، إضافة إلى أسواق الغريبة والمحرس وعقارب.
إجراءات جهوية
ويذكر أن ولاية صفاقس قبل حوالي أسبوعين من إنطلاق موسم جني وتحويل الزيتون 2023/2024، عقدت جلسة عمل بمقرها تقرر خلالها الإتفاق على ضرورة سير موسم الجني في كافة المجالات من نقل وتحويل مع دراسة الإشكاليات التي تعترض كل المتدخلين وإيجاد الحلول الملائمة، ودعوة السلط الأمنية لمزيد اليقظة واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الصابة من السرقة، وكذلك احترام موعد انطلاق موسم التحويل وتفادي الفتح المبكر وغير المرخص للمعاصر وتكثيف المراقبة على معاصر تحويل الزيتون وتخزينه في أفضل الظروف للمحافظة على جودة المنتوج التونسي من الزيت والإذن بعقد جلسة اللجنة الجهوية للمعاصر مساء ذات اليوم للنظر في تفاصيل إنتاج زيت الزيتون الذي يعتبر عنصرا رئيسيا في اقتصاد الجهة وأحد مجالات التصدير، وفق إحصائيات معهد الزيتونة.
رغم إحتوائها على حوالي 10 مليون شجرة زيتون ورغم تصدرها لعقود نسب الإنتاج الوطني من الزيتون الذي بلغ ذروته في موسم 2014/2015 بكمية قدرت بـ522 الف طن من الزيتون، إلا أن نسب الانتاج خلال المواسم الأخيرة بولاية صفاقس تراجعت بشكل لافت وأضرت بقطاع الزيتون .
عتيقة العامري
موسم جني الزيتون في قابس.. الصابة تقدر بـ70 ألف طن والمواطن يشكو من غلاء الأسعار
انطلق موسم جني الزيتون رسميا في قابس يوم 27 أكتوبر 2023 وفي جلسة كانت قد انعقدت بمقرّ ولاية قابس، قدرت مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بقابس صابة زيتون الزيت لهذا الموسم بـ 70 ألف طن منها 69.5 ألف طن متأتية من القطاع السقوي وحوالي 500 طن من القطاع المطري. وتحوي غابات ولاية قابس 4 ملايين و860 ألف شجرة منها 2 مليون و725 ألف شجرة من الزيتون السقوي. ويأمل المختصّون أن يكون إنتاج قابس من الزيت هذه السنة 14 ألف لتر سيقع تحويلها في 45 معصرة زيتون بمعدّل 500 طن يوميّا.
لكن رغم وفرة الإنتاج مقارنة بالسنة الماضية ظلّ ثمن زيت الزيتون مرتفعا إذ يباع في معاصر قابس من 23 إلى 25د.
محمد .و، صاحب معصرة تحدّث عن المنافسة غير الشريفة وكثرة المعاصر ووجود دخلاء على القطاع أضرّوا به..، كما بيّن أن صابة قابس لا يقع تحويلها كليا في معاصر الولاية بل يقع نقلها إلى جهات أخرى. وأشار إلى أنّ أجرة جامع الزيتون تتراوح بين 40 و70د وهو ما يفسّر ارتفاع ثمن زيت الزيتون هذا بالإضافة إلى كثرة الطلب على زيت الزيتون في الأسواق العالمية خاصة بعد الجفاف الذي عانت منه إسبانيا واليونان.
عبد الناصر ب موظف قال لـ"الصباح" لا تعنيني الصابة ولا عدد المعاصر كل ما يهمني أن ثمن زيت الزيتون التونسي لا يتناسب مع قدرتي الشرائية.. حتى زيت 15د يعتبر مرتفع الثمن مقارنة بمرتب الموظف.
سعيد.س عامل يومي قال إنه لم يعد يفكّر في زيت الزيتون ولا يعرفه إلا في شكل هدية يتكرم بها عليه أحد أقاربه ونادى بأن يقع توفير الزيت النباتي الذي تعوّد عليه البسطاء ولم يعد موجودا وقال:"يا سيدي صدروا زيت الزيتون وجيبولنا زيت رخيص".
أما اصحاب المعاصر فيتعللون بارتفاع تكاليف جمع الزيتون وكثرة الدخلاء والمواطن يطالب بتوفير الزيت النباتي الرخيص بعد ان حلقت اسعار زيت الزيتون في السماء.
محمد صالح مجيٌد
رئيس دائرة الانتاج النباتي بمندوبية الفلاحة بالقصرين لـ"الصباح": 30 ألف طن صابة الزيتون وتقدم نسب الجني الى حدود 75 بالمائة
30 ألف طن هي صابة الزيتون بولاية القصرين للموسم الفلاحي 2023 محافظة بذلك على نفس تقديرات سنة 2022 رغم التقدم الطفيف المسجل رغم شح الامطار والتساقطات وفقا لمصالح الادارة الجهوية للتنمية الفلاحية بولاية القصرين لـ"الصباح" وستم الانطلاق الفعلي لموسم جني الزيتون بداية من غرة نوفمبر2023.
سبيطلة تحتكر النصيب الأكبر
انطلق موسم جني الزيتون بجهة القصرين بداية من غرة نوفمبر 2023، حيث وصلت نسبة تقدم الجني حدود 75% وفقا لما أفاد به رئيس دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين عمر سعداوي لـ"الصباح"، حيث حافظت صابة الزيتون الحالية بالجهة على نفس المستوى تقريبا من تقديرات موسم 2022، بـ30 ألف طن في حين كانت صابة 2022 في حدود 28 ألف طن .
ويضيف السعداوي أن الصابة متأتية من 7،1 مليون أصل زيتون منه أكثر من الثلث مروي والبقية مطري وعلى مساحة جملية تقدر بـ93 الف هكتار، مبينا أن معتمدية سبيطلة تمتلك 22 بالمئة من طاقة الانتاج الى جانب القصرين الجنوبية ثم معتمدية فريانة.
مشيرا إلى أن غرة نوفمبر المنقضي كانت نقطة انطلاقة جني الزيتون بالجهة لتتواصل على امتداد 3 أشهر .
كما توجد ما يقارب 34 معصرة بمختلف المعتمديات المنتجة بالجهة منها 14 معصرة بمعتمدية سبيطلة و8 بمعتمديات القصرين الكبرى (الجنوبية والشمالية) و9 معاصر بمعتمديات جنوب الولاية. أما طاقة العصر فتقدر بـ1550ـ طن في اليوم وطاقة الخزن بـ 1600 طن في اليوم. حيث تم استغلال منها 24 معصرة وفق محدثنا.
كما أكد السعداوي عدم تسجيل اشكاليات خلال هذا الموسم وأن كل الظروف جيدة، خاصة مع تقديمهم في كل فترات الجني للتوصيات اللازمة للفلاحين واتباعها للمحافظة على جودة المنتوج والغراسات على غرار عدم اتباع التقنيات القديمة في الجني كالعصي، وكذلك عدم استعمال الاكياس البلاستيكية في تجميع وخزن الزيتون والانطلاق المبكر في الجني والتحويل السريع للمنتوج الى المعاصر.
الانطلاق في تطبيق برنامج تثمين مادة المرجين في تسميد الغراسات
يؤكد رئيس دائرة الانتاج النباتي بالادارة الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين عمر سعداوي في حديثه لـ"الصباح" أن مصالح الادارة الجهوية للفلاحة بالجهة انطلقت منذ سنة 2022 في السعي الى تطبيق برنامج تثمين مادة المرجين في تسميد الغراسات والمجال الفلاحي باعتبار خصوصية الجهة، حيث أكد أنهم انطلقوا بالفعل في تطبيق هذا البرنامج وأولى التجارب في المركب الفلاحي الخضراء والاراضي الدولية هناك بسبيطلة والذي يحوي ما يناهز 3800 هكتار مهيأة وقابلة لتطبيق البرنامج بالمواصفات المضبوطة للغرض.
حيث تم بالتزامن مع انطلاق موسم جني الزيتون للموسم الحالي تطبيق استعمال مادة المرجين على مساحة 12 هكتارا بالمركبات الفلاحية الخضراء بسبيطلة ووادي الدرب بالقصرين المدينة.
مشيرا إلى أنه يوجد بالجهة عدد 2 معاصر تتوفر على مصبات مهيأة والبقية غير مهيأة بالشكل المطلوب لتطبيق هذا البرنامج، حيث توجد بعض المقاييس الهامة في هذا الشأن منها المائدة المائية وأن تكون الاراضي الفلاحية بعيدة عن المساكن والطرقات وتعمل لجنة خاصة في هذا الموضوع من أجل تعميم العمل بهذا البرنامج أينما توفرت المقاييس واستجابة أي أراض فلاحية بالجهة بصفة عامة لتطبيق تثمين هذه المادة في تسميد الغراسات ككل وبشكل خاص لتسميد الزياتين.
صفوة قرمازي
فيما يتواصل الجني بالمهديّة الى مارس .. مليون و200 ألف يوم عمل.. ونصف المعاصر أغلقت
إنطلق موسم جني الزّيتون في جهة المهديّة غرّة نوفمبر 2023 عبر كامل معتمديّات الجهة الـ 13، والتي تعُدّ 5،7 مليون شجرة تمتدّ على مساحة 160 ألف هكتار، منها 70 ألف هكتار زراعات زياتين بيولوجيّة نالت الجهة بها عدّة جوائز إقليمية وعالميّة في الجودة... وللتّذكير، تبلغ تقديرات الصّابة 120 ألف طن من حبوب الزّيتون بما يعادل 24 ألف طن من الزّيت ومن شأن الموسم توفير مليون و200 ألف يوم عمل في عمليّة الجني بحسب ما أفادنا به كمال فايزة مهندس بالإتحاد الجهوي للفلاحة والصّيد البحري بالمهديّة. ورغم نقص التّساقطات، عمل العديد من المالكين للزّياتين على ريّ غراساتهم ممّا إستوجب عند البعض تأخير الجني الذي يتواصل وفق ما أفادنا به الكاتب العام المحلّي للفلاحة والصّيد البحري بالشابّة محي الدّين بن عيّاد إلى بداية شهر مارس القادم مع نسق تقدّم عمليّة الجني بنسبة 80بالمائة.
مشاكل فرضها الواقع
170 معصرة في جهة المهديًة مخوّل لها تحويل الصّابة التي يختلف منتوجها من منطقة إلى أخرى و بالتّالي مقادير التّحويل عند العصر من الزّيت يكون متفاوتا لأسباب مردّها نوعية الزّيتون الذي يختلف باختلاف نوع الشّجرة و التربة و الريّ خاصة مع التّساقطات الأخيرة التي تسبّبت في زيادة مادّة المرجين ليبلع حجم الحبّة ضعف ما كانت عليه قبل التّساقطات، و بالتّالي تنقص كميّة الزّيت. هذا مع إرتفاع أجرة اليد العاملة التي بلغت للعاملة بين الـ30 و الـ40 دينارا و للعامل بين الـ50 و الـ60 دينارا، و ليتراوح سعر الكيلوغرام من الزّيتون بين 3 و 5 دينارات حسب المناطق... و قرابة نصف عدد المعاصر عبر عديد مناطق الجهة أغلقت بسبب قرب نهاية الموسم الذي كان متوسّطا عموما، و لم تشهد إقبالا كبيرا علاوة على التّفريط بالبيع في جزء من الصّابة لبعض تجّار من جهات أخرى لمجابهة مصاريف الجني و غيره.
- مشكلة بورصة وسُيولة ماليّة
برغم أنّها إجراءات روتينيّة لمصدّري الزّيت من قبل البنك المركزي، إلاّ أنّها تمثّل قلقا لبعض التجّار و المعاصر كمزوّدين للزّيت المعدّ للتّصدير و بطء في استخلاص مستحقّاتهم الماليّة مع إنتظار لآجال الخلاص، و تبقى مثل تلك العلاقات محكومة بالسّيولة على مستوى المبادلات التّجاريّة و جدّ مشجّعة بعد تسجيل نشاط البورصة العالميّة إزاء التّهافت على الزّيت التّونسي و ما ناله من شرف حصد عديد الجوائز و شهادات التّقدير لزيت بِكر ، تتراوح أسعار اللّتر منه في جهة المهديًة اليوم بين 24 و 26 دينارا.
ناجي العجمي