إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في كتابه الجديد.. محمود الماجري يوثق لأيام قرطاج المسرحية

 

 

بنزرت-الصباح

 

 كان أهل الفكر والفن عامة والمسرح خاصة على موعد مساء أمس الأول الجمعة مع تقديم الإصدار الجديد للدكتور محمود الماجري بعنوان "صفحات من كتاب أيام قرطاج المسرحية 1983 _ 2023 " ، وذلك بفضاء الندوات والمحاضرات بمعرض بنزرت للكتاب. لقاء ثري وممتع نظمته إدارة المركب الثقافي الشيخ إدريس ببنزرت بالتعاون مع ودادية قدماء معاهد بنزرت ، ودار الثقافة ابن رشد بمنزل عبد الرحمان ، وبالشراكة مع اتحاد الناشرين التونسيين والمركز التونسي للكتاب ،وأشرف عليه المندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببنزرت فوزي بن قيراط ، وواكبه عدد محترم من المثقفين عامة والمنتمين إلى الفن الرابع خاصة على غرار ضيفتي اللقاء دليلة المفتاحي والممثلة الجزائرية ليندا سلام ، ومديرة مركز الفنون الدرامية والركحية جميلة التليلي ومدير جمعية النهضة التمثيلية لطفي التركي ومحمود سحيق ومحمد على كرموص والقائمة تطول.

 

 وفي البداية قدمت الأستاذة سيرين غباش تعريفا شاملا بالدكتور محمود الماجري ، والخطط المهنية والأكاديمية التي اضطلع بها ، ومنها مدير المعهد العالي للفن المسرحي ، وعضو مجلس إدارة المسرح الوطني ،وخبير مناهج بوزارة التربية في تونس والإمارات العربية المتحدة . وبعد الكلمة الافتتاحية للمندوب الجهوي للشؤون الثقافية فوزي بن قيراط الذي ثمن مثل هذه المنتديات الفكرية الراقية والقامات التي تؤثثها ومنهم الدكتور محمود الماجري الذي تم تكريمه بالمناسبة تولى الكاتب والمناضل السياسي محمد الصالح فليس إدارة الحوار ، بعدما فسح المجال للمؤلف ليتحدث عن هذا الاصدار الجديد.

 

وثيقة قيمة

 

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن هذا الكتاب جاء في طبعة أنيقة للغاية ، ويشتمل على 388 صفحة من الحجم الكبير ، تتوزع على عشرة فصول ، تنوعت النصوص الواردة بها بين اللغتين العربية والفرنسية ، وهي "منطلقات" ، و"عن الأيام" و" عروض الدورات" و"لجان التحكيم" ، و"الجوائز" ، و"شهادات" ، و"شخصيات حية" ، و"مسرحيات"، و"تعبيرات أخرى" و"أسئلة" ، إضافة إلى "التقديم" و"المقدمة" و "غمزة" و"بمثابة الخاتمة"، واشتمل الكتاب كذلك على العديد من الصور بالألوان وبالأبيض والأسود .

 

وفي تقديمه للكتاب بالصفحة الثالثة يقول يقول معز المرابط مدير أيام قرطاج المسرحية لستة 2023 أن كتاب الأستاذ الباحث محمود الماجري يأتي "اعترافا بجهود صناع الفن والثقافة ، وتلافيا لما يجتاح الذاكرة من محو ونسيان " ، مؤكدا "أن كل ارتقاء لا يبنى إلا بالتراكم ، وكل سعي للتجديد لا يتأسس إلا على خبرات سابقة"

 

ظروف التأليف وصعوبة الإنجاز

 

ويشير الدكتور محمود الماجري في المقدمة إلى دواعي التأليف وظروفه ، فيقول :" يأتي هذا الكتاب ضمن سياق الاهتمام بمنجز إحدى أهم التظاهرات للمسرحية العربية والافريقية، والحقيقة فإن ما شجعني على التعجيل بإنجازه هو تطلع الدكتور معز المرابط المدير العام للمسرح الوطني التونسي ومدير الدورة الرابعة والعشرين لابام قرطاج المسرحية ، إلى نشر وثيقة تؤىخ لهذا المهرجان بعد مرور أربعين سنة على تأسيسه ، هو مبتغى متطابق مع ما أنا منشغل به من بحوث منذ سنوات طويلة ، فتفاعلت معه بكل سرور "؛ ذلك "أن هذا النشاط المسرحي الكبير بات في حاجة إلى جهد توثيقي وتحليلي مواز لمساره الإبداعي ، توثيق قادر على ترميم ما بدأ يتداعى من ذاكرة الحركة المسرحية التي مازالت عرضة للتجاهل والاهمال وسوء التقدير" . وفي هذا السياق تطرق الدكتور الماجري إلى الصعوبات الكثيرة التي واجهته عند الشروع في الإنجاز ، وأهمها "تشتت المعلومات وتفرق الوثائق ببن أكثر من شخص ومؤسسة" . وقد أوضح المؤلف أنه نتيجة لذلك اعتمد في إنجاز هذا الكتاب على "جريدة المهرجان اليومية في سعيه لرسم المسار التاريخي للأيام باعتبارها ، أي الجريدة ، مصدرا رئيسيا للمعلومات .." مثمنا المساعدة التي حظي بها في جمع الوثائق من السيدتين دوحة بن خذر ونسرين عبد السلام. وفي خاتمة كلمته عبر الدكتور الماجري عن تفاؤله بالغد الواعد للمسرح ، وبإقبال الكتاب وأهل الاختصاص على إثراء هذا المبحث والغوص في ذاكرة المهرجان خاصة والمسرح عامة ، مؤكدا أن شعبا بلا ذاكرة هو شعب بلا وجود.

 

نقاش ثري ومعمق

 

وقد تلا ذلك نقاش ثري ومعمق ، أجمع خلاله المتدخلون على قيمة هذا الكتاب الذي يسلط الضوء على فترة هامة من الحركة المسرحية بالبلاد ، ويحيي ذكر أجيال من أهل المسرح في مختلف اختصاصاتهم ، ويثري المدونة الثقافية الوطنية ، ويسهم في حفظ الذاكرة في مجال الفن الرابع، نظرا لخلو المدونة الثقافية من عمل يوثق الفعل الثقافي المسرحي في شموليته وتعدده ، وإنه لمن العار أن نتحدث اليوم ، وبعد ستين سنة من الاستقلال ، عن ترميم الذاكرة في هذا المجال وفق ما جاء في كلمة مدير الحوار الكاتب والمناضل السياسي محمد الصالح فليس.

 

منصور غرسلي

 

 

في كتابه الجديد..     محمود الماجري يوثق لأيام قرطاج المسرحية

 

 

بنزرت-الصباح

 

 كان أهل الفكر والفن عامة والمسرح خاصة على موعد مساء أمس الأول الجمعة مع تقديم الإصدار الجديد للدكتور محمود الماجري بعنوان "صفحات من كتاب أيام قرطاج المسرحية 1983 _ 2023 " ، وذلك بفضاء الندوات والمحاضرات بمعرض بنزرت للكتاب. لقاء ثري وممتع نظمته إدارة المركب الثقافي الشيخ إدريس ببنزرت بالتعاون مع ودادية قدماء معاهد بنزرت ، ودار الثقافة ابن رشد بمنزل عبد الرحمان ، وبالشراكة مع اتحاد الناشرين التونسيين والمركز التونسي للكتاب ،وأشرف عليه المندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببنزرت فوزي بن قيراط ، وواكبه عدد محترم من المثقفين عامة والمنتمين إلى الفن الرابع خاصة على غرار ضيفتي اللقاء دليلة المفتاحي والممثلة الجزائرية ليندا سلام ، ومديرة مركز الفنون الدرامية والركحية جميلة التليلي ومدير جمعية النهضة التمثيلية لطفي التركي ومحمود سحيق ومحمد على كرموص والقائمة تطول.

 

 وفي البداية قدمت الأستاذة سيرين غباش تعريفا شاملا بالدكتور محمود الماجري ، والخطط المهنية والأكاديمية التي اضطلع بها ، ومنها مدير المعهد العالي للفن المسرحي ، وعضو مجلس إدارة المسرح الوطني ،وخبير مناهج بوزارة التربية في تونس والإمارات العربية المتحدة . وبعد الكلمة الافتتاحية للمندوب الجهوي للشؤون الثقافية فوزي بن قيراط الذي ثمن مثل هذه المنتديات الفكرية الراقية والقامات التي تؤثثها ومنهم الدكتور محمود الماجري الذي تم تكريمه بالمناسبة تولى الكاتب والمناضل السياسي محمد الصالح فليس إدارة الحوار ، بعدما فسح المجال للمؤلف ليتحدث عن هذا الاصدار الجديد.

 

وثيقة قيمة

 

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن هذا الكتاب جاء في طبعة أنيقة للغاية ، ويشتمل على 388 صفحة من الحجم الكبير ، تتوزع على عشرة فصول ، تنوعت النصوص الواردة بها بين اللغتين العربية والفرنسية ، وهي "منطلقات" ، و"عن الأيام" و" عروض الدورات" و"لجان التحكيم" ، و"الجوائز" ، و"شهادات" ، و"شخصيات حية" ، و"مسرحيات"، و"تعبيرات أخرى" و"أسئلة" ، إضافة إلى "التقديم" و"المقدمة" و "غمزة" و"بمثابة الخاتمة"، واشتمل الكتاب كذلك على العديد من الصور بالألوان وبالأبيض والأسود .

 

وفي تقديمه للكتاب بالصفحة الثالثة يقول يقول معز المرابط مدير أيام قرطاج المسرحية لستة 2023 أن كتاب الأستاذ الباحث محمود الماجري يأتي "اعترافا بجهود صناع الفن والثقافة ، وتلافيا لما يجتاح الذاكرة من محو ونسيان " ، مؤكدا "أن كل ارتقاء لا يبنى إلا بالتراكم ، وكل سعي للتجديد لا يتأسس إلا على خبرات سابقة"

 

ظروف التأليف وصعوبة الإنجاز

 

ويشير الدكتور محمود الماجري في المقدمة إلى دواعي التأليف وظروفه ، فيقول :" يأتي هذا الكتاب ضمن سياق الاهتمام بمنجز إحدى أهم التظاهرات للمسرحية العربية والافريقية، والحقيقة فإن ما شجعني على التعجيل بإنجازه هو تطلع الدكتور معز المرابط المدير العام للمسرح الوطني التونسي ومدير الدورة الرابعة والعشرين لابام قرطاج المسرحية ، إلى نشر وثيقة تؤىخ لهذا المهرجان بعد مرور أربعين سنة على تأسيسه ، هو مبتغى متطابق مع ما أنا منشغل به من بحوث منذ سنوات طويلة ، فتفاعلت معه بكل سرور "؛ ذلك "أن هذا النشاط المسرحي الكبير بات في حاجة إلى جهد توثيقي وتحليلي مواز لمساره الإبداعي ، توثيق قادر على ترميم ما بدأ يتداعى من ذاكرة الحركة المسرحية التي مازالت عرضة للتجاهل والاهمال وسوء التقدير" . وفي هذا السياق تطرق الدكتور الماجري إلى الصعوبات الكثيرة التي واجهته عند الشروع في الإنجاز ، وأهمها "تشتت المعلومات وتفرق الوثائق ببن أكثر من شخص ومؤسسة" . وقد أوضح المؤلف أنه نتيجة لذلك اعتمد في إنجاز هذا الكتاب على "جريدة المهرجان اليومية في سعيه لرسم المسار التاريخي للأيام باعتبارها ، أي الجريدة ، مصدرا رئيسيا للمعلومات .." مثمنا المساعدة التي حظي بها في جمع الوثائق من السيدتين دوحة بن خذر ونسرين عبد السلام. وفي خاتمة كلمته عبر الدكتور الماجري عن تفاؤله بالغد الواعد للمسرح ، وبإقبال الكتاب وأهل الاختصاص على إثراء هذا المبحث والغوص في ذاكرة المهرجان خاصة والمسرح عامة ، مؤكدا أن شعبا بلا ذاكرة هو شعب بلا وجود.

 

نقاش ثري ومعمق

 

وقد تلا ذلك نقاش ثري ومعمق ، أجمع خلاله المتدخلون على قيمة هذا الكتاب الذي يسلط الضوء على فترة هامة من الحركة المسرحية بالبلاد ، ويحيي ذكر أجيال من أهل المسرح في مختلف اختصاصاتهم ، ويثري المدونة الثقافية الوطنية ، ويسهم في حفظ الذاكرة في مجال الفن الرابع، نظرا لخلو المدونة الثقافية من عمل يوثق الفعل الثقافي المسرحي في شموليته وتعدده ، وإنه لمن العار أن نتحدث اليوم ، وبعد ستين سنة من الاستقلال ، عن ترميم الذاكرة في هذا المجال وفق ما جاء في كلمة مدير الحوار الكاتب والمناضل السياسي محمد الصالح فليس.

 

منصور غرسلي