إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. حتى لا تضيع دماء الفلسطينيين..

 

بين الكثير من الترقب والتوجس والمخاوف أيضا وبين قليل من الأمل تتجه الأنظار اليوم إلى لاهاي في انتظار ما سيكون عليه قرار العدل الدولية بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الإبادة الجماعية المقترفة حتى اليوم في قطاع غزة.. الساعة الثانية عشرة بتوقيت غرينتش يرفع الستار عن قرار أولي لمحكمة العدل الدولية الذي يفترض أن يكون حاسما في الدعوة لإيقاف الحرب وإنهاء القصف اليومي والعدوان المسلط على غزة فيما سيتطلب النظر في جرائم الإبادة الجماعية مزيد الوقت قبل أن تقول المحكمة كلمتها في هذا الشأن. والحقيقة فإننا لا نجانب الصواب إذا اعتبرنا أنه ليست الوثائق والمستندات والأدلة التي تشهد على جرائم الحرب التي اقترفت في حق نساء وأطفال وشيوخ وشباب غزة ومرضاها وأطبائها وجرحاها وكل ما ينتسب لغزة بل إن آثار وفظاعات العدوان المستمر منذ أكثر من مائة على مرمى بصر في كل شبر من غزة التي تحولت إلى مقبرة مفتوحة.. لا خلاف أن أداء فريق جنوب إفريقيا يوم العاشر من جانفي الماضي كان رائعا ومنصفا لدماء وأروح الأبرياء وهو يستعرض بكل ثقة وجدية ما لديه من صور وشهادات ووثائق وتسجيلات وخرائط للمقابر الجماعية وتصريحات محرضة للمسؤولية الإسرائيليين بنسف غزة بالنووي وإزالتها من الخارطة.. وكان قادة الاحتلال يصرون كل يوم على أن يقدموا للعالم المزيد من أسباب الإدانة فقد كان لتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي كاتس في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ودعوته لنقل الفلسطينيين إلى جزيرة اصطناعية في المتوسط ما اسقط شكوك الأوروبيين الذين أدركوا أن حكومة ناتنياهو تسخر منهم وتستخف بهم وترفض أي حل يدفع للاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وتقرير مصيرهم... لسنا واهمين وندرك جيدا انه من التناقضات الصارخة في اللجوء إلى الشرعية الدولية ومؤسساتها أن العدالة الدولية على نقائصها تبقى ملاذ المستضعفين...

ما يمكن أن يدعو إلى التمسك بالعدل الدولية ولاحقا بالجنائية الدولية أن فظاعات الاحتلال تجاوزت كل الخطوط الحمراء وكشفت للعالم الوجه الحقيقي لما ظل الغرب يروج له على انه الديموقراطية الوحيدة في المنطقة.. ولا شك أن جرائم الاحتلال التي يتابع أطوارها كل العالم منذ أكثر من شهر أعادت القضية الفلسطينية والرواية الفلسطينية إلى سطح الأحداث وتفوقا على الرواية الإسرائيلية الزائفة وباتت اغلب شعوب العالم بما في ذلك التي تؤيد حكوماتها جرائم ناتنياهو وتوفر له الدعم العسكري والغطاء السياسي ترفض هذا الانحياز الأعمى وتطالب بوقف جرائم الإبادة ...

لا خلاف أيضا أن قرار العدل الدولية سيكون اختبارا حاسما للعدالة الدولية أو ما بقي من الضمير العالمي الإنساني... قد تتجه العدل الدولية اليوم إلى المطالبة بالوقف الفوري للحرب والامتناع عن تقييد دخول المعونات الإنسانية... ولكن ما لا يستبعد أن يرفض الاحتلال الامتثال لهذه القرارات وأن يستمر في جرائم الإبادة التي يقترفها وهو ما يعني سقوط آخر ورقة توت يتوارى خلفها صناع القرار ودعاة حقوق الإنسان الزائفين... دم أطفال غزة ونساءها وشبابها وكل من استهدفوا فيها من شهداء أو مصابين أو جرحى مسؤولية إنسانية وسياسية وأخلاقية وقانونية لا تقبل التفريط والمزايدات.. وحكم التاريخ سيكون اشد وأقسى من كل الأحكام ...

اسيا العتروس

 ممنوع من الحياد..   حتى لا تضيع دماء الفلسطينيين..

 

بين الكثير من الترقب والتوجس والمخاوف أيضا وبين قليل من الأمل تتجه الأنظار اليوم إلى لاهاي في انتظار ما سيكون عليه قرار العدل الدولية بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الإبادة الجماعية المقترفة حتى اليوم في قطاع غزة.. الساعة الثانية عشرة بتوقيت غرينتش يرفع الستار عن قرار أولي لمحكمة العدل الدولية الذي يفترض أن يكون حاسما في الدعوة لإيقاف الحرب وإنهاء القصف اليومي والعدوان المسلط على غزة فيما سيتطلب النظر في جرائم الإبادة الجماعية مزيد الوقت قبل أن تقول المحكمة كلمتها في هذا الشأن. والحقيقة فإننا لا نجانب الصواب إذا اعتبرنا أنه ليست الوثائق والمستندات والأدلة التي تشهد على جرائم الحرب التي اقترفت في حق نساء وأطفال وشيوخ وشباب غزة ومرضاها وأطبائها وجرحاها وكل ما ينتسب لغزة بل إن آثار وفظاعات العدوان المستمر منذ أكثر من مائة على مرمى بصر في كل شبر من غزة التي تحولت إلى مقبرة مفتوحة.. لا خلاف أن أداء فريق جنوب إفريقيا يوم العاشر من جانفي الماضي كان رائعا ومنصفا لدماء وأروح الأبرياء وهو يستعرض بكل ثقة وجدية ما لديه من صور وشهادات ووثائق وتسجيلات وخرائط للمقابر الجماعية وتصريحات محرضة للمسؤولية الإسرائيليين بنسف غزة بالنووي وإزالتها من الخارطة.. وكان قادة الاحتلال يصرون كل يوم على أن يقدموا للعالم المزيد من أسباب الإدانة فقد كان لتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي كاتس في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ودعوته لنقل الفلسطينيين إلى جزيرة اصطناعية في المتوسط ما اسقط شكوك الأوروبيين الذين أدركوا أن حكومة ناتنياهو تسخر منهم وتستخف بهم وترفض أي حل يدفع للاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وتقرير مصيرهم... لسنا واهمين وندرك جيدا انه من التناقضات الصارخة في اللجوء إلى الشرعية الدولية ومؤسساتها أن العدالة الدولية على نقائصها تبقى ملاذ المستضعفين...

ما يمكن أن يدعو إلى التمسك بالعدل الدولية ولاحقا بالجنائية الدولية أن فظاعات الاحتلال تجاوزت كل الخطوط الحمراء وكشفت للعالم الوجه الحقيقي لما ظل الغرب يروج له على انه الديموقراطية الوحيدة في المنطقة.. ولا شك أن جرائم الاحتلال التي يتابع أطوارها كل العالم منذ أكثر من شهر أعادت القضية الفلسطينية والرواية الفلسطينية إلى سطح الأحداث وتفوقا على الرواية الإسرائيلية الزائفة وباتت اغلب شعوب العالم بما في ذلك التي تؤيد حكوماتها جرائم ناتنياهو وتوفر له الدعم العسكري والغطاء السياسي ترفض هذا الانحياز الأعمى وتطالب بوقف جرائم الإبادة ...

لا خلاف أيضا أن قرار العدل الدولية سيكون اختبارا حاسما للعدالة الدولية أو ما بقي من الضمير العالمي الإنساني... قد تتجه العدل الدولية اليوم إلى المطالبة بالوقف الفوري للحرب والامتناع عن تقييد دخول المعونات الإنسانية... ولكن ما لا يستبعد أن يرفض الاحتلال الامتثال لهذه القرارات وأن يستمر في جرائم الإبادة التي يقترفها وهو ما يعني سقوط آخر ورقة توت يتوارى خلفها صناع القرار ودعاة حقوق الإنسان الزائفين... دم أطفال غزة ونساءها وشبابها وكل من استهدفوا فيها من شهداء أو مصابين أو جرحى مسؤولية إنسانية وسياسية وأخلاقية وقانونية لا تقبل التفريط والمزايدات.. وحكم التاريخ سيكون اشد وأقسى من كل الأحكام ...

اسيا العتروس