مسرحية "أماني" من إنتاج جمعية "مسرح الإبتسامة" بنابل.. تم تقديم عرضها قبل الأول وهي من نوع المنودرام دراماتورجيا واخراج المخرج فوزي بن إبراهيم الذي غاب على الساحة أكثر من عشر سنوات وعند سؤالنا عن سبب غيابه قال المخرج فوزي بن إبراهيم في تصريح لـ"الصباح" انه يرى من الضروري أن يبقى المسرحي بعيدا عن الساحة بعض الوقت ويتابع الأعمال كي يتطور ولا يبقى في نفس الأفكار الفنية التي يجب تجديدها وذلك بالاطلاع على مختلف الأعمال والتربصات داخل تونس وخارجها وهذا ما قام به في السنوات الأخيرة..
وحول عودته للعمل المسرحي بعمل مونودرامي قال الفنان المسرحي فوزي بن ابراهيم ابن مدينة نابل "لقد قرأت رواية في المعتقل للأديب ابن صاحب الجبل محمد عيسى المؤدب التي أعجبتني و قمت بالدراماتوجيا وذلك بعد اخذ موافقته انطلقت في الكتابة التي دامت أكثر من سنة.
أما اختياره الشابة دينا الوسلاتي للقيام بدور "أماني" أبرز انه تم الاختيار على دينا بعد "كستينغ" ممثلات شابات يتمتعن بخصال يتطلبها العمل المسرحي كالآداء فوق الركح فضلا عن الفصاحة والتمكن من اللغة العربية باعتبار أن النص المسرحي بالعربية القحة..
في عرض "أماني" كان الدكتور الناقد نذير بالحاج رحومة من الحاضرين لينوه بالعمل ثم الكتابة عن التقنيات المعتمدة والاداء الركحي علما وأن الدكتور نذير بالحاج رحومة لم يسبق له أن ثمن أو نقد أعمالا مسرحية.
ومسرحية" أماني" لامست البعد النفسي للشخصية التي غاصت في الذاكرة الإنفعالية كما يقول المسرحي الروسي ستانسلافسكي عبر اختلاجات الجسد المعذب وكأن التركيبة للجهاز النفسي كما يقوم سيغموند فرويد أصبحت لا سوية (الهو.. الأنا..الأنا الأعلى ). كلهم عذبوا بل اختلت وظائفهم وأصبحت أماني ضحية السذاجة والجلاد. المخرج الفذ فوزي بن إبراهيم حذق لعبة الإخراج بتوجيه الممثلة نحو محاور تهز كيان المتفرج وتجعله يفكر ويفكر في الخطاب المسرحي الذي يطهر الجمهور بفعل الكتارسيس لما يحدث للبطل كما عبر عن ذلك أرسطو في كتاب فن الشعر.
بُعد مسرحي نجده عند بريشت في المسرح الملحمي كسر الجدار الرابع وقد تجسد فعلا عبر مشاهد وفصول المسرحية.. الأسلوب الحكائي للبطلة أماني أزعجها والتجسيد لأفعال الحس كان حركيا في الفضاء الفارغ أرقها وأقعدها والحوار مع حبل الجريمة أفزعها وكرسي الإغتصاب نال منها جسدا وروحا . ولكن ملامح أماني التي كانت أمنيتها الانعتاق بالنضال والمقاومة لمسناه من خلال الحوار الداخلي والحوار الخارجي وكأنه صدى الانحدار والسقوط وهذا يذكرنا بعذابات بروموثيوس عندما أعطى للإنسان النار وبعد الوجع والعجز.. تحرر وانطلق نحو أفق أرحب وهذا الخلاص البروموثيوسي اختلط بخلاص الطالبة أماني وتحققت أمنية الانعتاق.
مشاهد المسرحية سينوغرافيا تناغمت مع الدراماتورجيا وفعل أماني على الركح، رغم تعب الممثلة دينا الوسلاتي إلا أن المخرج فوزي بن إبراهيم أراد الإعادة حرصا منه لتطابق خطاب النص للأديب محمد عيسى المؤدب مع خطاب الصورة للممثلة أماني الوسلاتي. حرص على توظيف الفكرة ومقومات المسرح أنتج مسرحية عنوانها "أماني" جعلتنا نحلم بغد أفضل.
المسرحية ستشارك بعروض داخل وخارج تونس انطلاقا من الجزائر كما ستقدم عرضها أمام لجنة الدعم يوم 27 جانفي 2024.
ليلى بن سعد
تونس-الصباح
مسرحية "أماني" من إنتاج جمعية "مسرح الإبتسامة" بنابل.. تم تقديم عرضها قبل الأول وهي من نوع المنودرام دراماتورجيا واخراج المخرج فوزي بن إبراهيم الذي غاب على الساحة أكثر من عشر سنوات وعند سؤالنا عن سبب غيابه قال المخرج فوزي بن إبراهيم في تصريح لـ"الصباح" انه يرى من الضروري أن يبقى المسرحي بعيدا عن الساحة بعض الوقت ويتابع الأعمال كي يتطور ولا يبقى في نفس الأفكار الفنية التي يجب تجديدها وذلك بالاطلاع على مختلف الأعمال والتربصات داخل تونس وخارجها وهذا ما قام به في السنوات الأخيرة..
وحول عودته للعمل المسرحي بعمل مونودرامي قال الفنان المسرحي فوزي بن ابراهيم ابن مدينة نابل "لقد قرأت رواية في المعتقل للأديب ابن صاحب الجبل محمد عيسى المؤدب التي أعجبتني و قمت بالدراماتوجيا وذلك بعد اخذ موافقته انطلقت في الكتابة التي دامت أكثر من سنة.
أما اختياره الشابة دينا الوسلاتي للقيام بدور "أماني" أبرز انه تم الاختيار على دينا بعد "كستينغ" ممثلات شابات يتمتعن بخصال يتطلبها العمل المسرحي كالآداء فوق الركح فضلا عن الفصاحة والتمكن من اللغة العربية باعتبار أن النص المسرحي بالعربية القحة..
في عرض "أماني" كان الدكتور الناقد نذير بالحاج رحومة من الحاضرين لينوه بالعمل ثم الكتابة عن التقنيات المعتمدة والاداء الركحي علما وأن الدكتور نذير بالحاج رحومة لم يسبق له أن ثمن أو نقد أعمالا مسرحية.
ومسرحية" أماني" لامست البعد النفسي للشخصية التي غاصت في الذاكرة الإنفعالية كما يقول المسرحي الروسي ستانسلافسكي عبر اختلاجات الجسد المعذب وكأن التركيبة للجهاز النفسي كما يقوم سيغموند فرويد أصبحت لا سوية (الهو.. الأنا..الأنا الأعلى ). كلهم عذبوا بل اختلت وظائفهم وأصبحت أماني ضحية السذاجة والجلاد. المخرج الفذ فوزي بن إبراهيم حذق لعبة الإخراج بتوجيه الممثلة نحو محاور تهز كيان المتفرج وتجعله يفكر ويفكر في الخطاب المسرحي الذي يطهر الجمهور بفعل الكتارسيس لما يحدث للبطل كما عبر عن ذلك أرسطو في كتاب فن الشعر.
بُعد مسرحي نجده عند بريشت في المسرح الملحمي كسر الجدار الرابع وقد تجسد فعلا عبر مشاهد وفصول المسرحية.. الأسلوب الحكائي للبطلة أماني أزعجها والتجسيد لأفعال الحس كان حركيا في الفضاء الفارغ أرقها وأقعدها والحوار مع حبل الجريمة أفزعها وكرسي الإغتصاب نال منها جسدا وروحا . ولكن ملامح أماني التي كانت أمنيتها الانعتاق بالنضال والمقاومة لمسناه من خلال الحوار الداخلي والحوار الخارجي وكأنه صدى الانحدار والسقوط وهذا يذكرنا بعذابات بروموثيوس عندما أعطى للإنسان النار وبعد الوجع والعجز.. تحرر وانطلق نحو أفق أرحب وهذا الخلاص البروموثيوسي اختلط بخلاص الطالبة أماني وتحققت أمنية الانعتاق.
مشاهد المسرحية سينوغرافيا تناغمت مع الدراماتورجيا وفعل أماني على الركح، رغم تعب الممثلة دينا الوسلاتي إلا أن المخرج فوزي بن إبراهيم أراد الإعادة حرصا منه لتطابق خطاب النص للأديب محمد عيسى المؤدب مع خطاب الصورة للممثلة أماني الوسلاتي. حرص على توظيف الفكرة ومقومات المسرح أنتج مسرحية عنوانها "أماني" جعلتنا نحلم بغد أفضل.
المسرحية ستشارك بعروض داخل وخارج تونس انطلاقا من الجزائر كما ستقدم عرضها أمام لجنة الدعم يوم 27 جانفي 2024.