إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. أيام تمضي.. وأيام تعود ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

‏قال أحدهم: إن الفقدان لا يؤلم .

  ‏ثم بكى ...!.

  كنا نظنها أياما... وتمضي؟

  فإذا بها كانت حياتنا ...!.

   أيام تمضي وتعود.. لكن ليس كيوم الفراق ..

الندم والتوبة شعوران يحيلان الى شعور معين بعدم الرضا أو الذنب، لكن لهما خصوصيات دلالية.

  الندم هو شعور مرتبط بفقدان شخص أو شيء، والندم مرتبط بالذنب، والتوبة تنطوي على فكرة طلب إصلاح خطأ ارتكب.

   إن الشعور ببعض الندم هو أمر إيجابي، لأنه موقف يدفعنا النظر إلى الوراء و في نفس الوقت  إلى الأمام. يمكن أن يؤدي ذلك إلى شحذ قراراتنا وتحسين أدائنا .

في اللحظة التي يبدأ فيها المرء  بتقبُّل كل ما يجري معه، سيبدأ برؤية الحياة من منظور مختلف..

 في ذكرى 14 جانفي 2011، لم نر كثيرين لا على المستوى الرسمي ولا  على المستوى الشعبي احتفوا بها باستثناء "جبهة الخلاص الوطني" ومن ورائها حركة "النهضة" طبعا .

    ما عشته وشاهدته وقرأته بمناسبة هذه الذكرى من تلك المواقف والمشاعر بالندم والتحسّر على ما آلت إليه أوضاع بلادنا دفعني إلى التساؤل: لم المرء يأتي بصنيع، ثم يتحسّر عليه   

 كل الأعمال بنواياها ونتائجها، كذلك الأحداث والمستجدات التي تعيشها وتشهدها الأمم والشعوب .

في سيدي بوزيد التي تعتبر مهدا للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، تبدو عربة البوعزيزي (رمز الثورة) ولافتة عملاقة له، وحدهما شاهدين على أن ثورة ما اشتعلت انطلاقا من هذا المكان.

 يعقب البعض باستهزاء أن الثورة الوحيدة الحاصلة هي في عائلة ملهمها البوعزيزي، بعد أن غادرت الامّ والإخوة البلاد واستقرّوا بكندا وتغيّرت الأحوال لينعموا برغد العيش هناك ..

 كلّ شعارات الثورة ظلت معلقة، لم نر ولا واحدا منها تحقق، باستثناء طبعا مغادرة بن علي ونعمة الخبز والماء .

   مثل العديد من المشاعر السلبية، غالبا ما ينظر إلى الندم على أنه شعور غير مرغوب فيه تماما، ويجب قمعه حيثما أمكن.

    مع ذلك، يمكن أن يكون شعورا مفيدا للغاية.

    هناك من يرى انه فكرة سيئة للغاية، بالنسبة للمرء أن يقوم بإزالة الندم من حياته، إنها آلية لتعلم كيفية تحسين عملية صنع القرار وهي إشارة إلى الحاجة لإعادة التفكير في الإستراتيجية المنتهجة  .

إستراتيجية تجنب الوقوع في الندم في المستقبل، بمعنى البحث وإجراء تحليل ما قبل الموقف والقرار أي تخيل أسوأ النتائج المحتملة قبل الحسم.

  يمكن أن تكون هذه التقنية مفيدة بشكل خاص في تجنب الندم الأخلاقي والتأسيسي، عندما نفشل في بلوغ أهداف تلتقي مع  قيمنا وتحافظ على سلامتنا وتحقق سعادتنا المستقبلية.

  لهذا، في المحصّلة ، لا يجب أن نندم أبدا، فلو كان ما مضى جيدا فهذا رائع ولو كان سيئا فهذه دروس وخبرة لنا، فالندم هو الخطأ الثاني الذي قد نرتكبه في حياتنا.. الهزائم أمر عادي كلنا ينهزم، أما النهوض ثانيا فهو اختياري، برغبتنا، بإرادتنا، بقرارنا نحن .

حكاياتهم  .. أيام تمضي.. وأيام تعود ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

‏قال أحدهم: إن الفقدان لا يؤلم .

  ‏ثم بكى ...!.

  كنا نظنها أياما... وتمضي؟

  فإذا بها كانت حياتنا ...!.

   أيام تمضي وتعود.. لكن ليس كيوم الفراق ..

الندم والتوبة شعوران يحيلان الى شعور معين بعدم الرضا أو الذنب، لكن لهما خصوصيات دلالية.

  الندم هو شعور مرتبط بفقدان شخص أو شيء، والندم مرتبط بالذنب، والتوبة تنطوي على فكرة طلب إصلاح خطأ ارتكب.

   إن الشعور ببعض الندم هو أمر إيجابي، لأنه موقف يدفعنا النظر إلى الوراء و في نفس الوقت  إلى الأمام. يمكن أن يؤدي ذلك إلى شحذ قراراتنا وتحسين أدائنا .

في اللحظة التي يبدأ فيها المرء  بتقبُّل كل ما يجري معه، سيبدأ برؤية الحياة من منظور مختلف..

 في ذكرى 14 جانفي 2011، لم نر كثيرين لا على المستوى الرسمي ولا  على المستوى الشعبي احتفوا بها باستثناء "جبهة الخلاص الوطني" ومن ورائها حركة "النهضة" طبعا .

    ما عشته وشاهدته وقرأته بمناسبة هذه الذكرى من تلك المواقف والمشاعر بالندم والتحسّر على ما آلت إليه أوضاع بلادنا دفعني إلى التساؤل: لم المرء يأتي بصنيع، ثم يتحسّر عليه   

 كل الأعمال بنواياها ونتائجها، كذلك الأحداث والمستجدات التي تعيشها وتشهدها الأمم والشعوب .

في سيدي بوزيد التي تعتبر مهدا للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، تبدو عربة البوعزيزي (رمز الثورة) ولافتة عملاقة له، وحدهما شاهدين على أن ثورة ما اشتعلت انطلاقا من هذا المكان.

 يعقب البعض باستهزاء أن الثورة الوحيدة الحاصلة هي في عائلة ملهمها البوعزيزي، بعد أن غادرت الامّ والإخوة البلاد واستقرّوا بكندا وتغيّرت الأحوال لينعموا برغد العيش هناك ..

 كلّ شعارات الثورة ظلت معلقة، لم نر ولا واحدا منها تحقق، باستثناء طبعا مغادرة بن علي ونعمة الخبز والماء .

   مثل العديد من المشاعر السلبية، غالبا ما ينظر إلى الندم على أنه شعور غير مرغوب فيه تماما، ويجب قمعه حيثما أمكن.

    مع ذلك، يمكن أن يكون شعورا مفيدا للغاية.

    هناك من يرى انه فكرة سيئة للغاية، بالنسبة للمرء أن يقوم بإزالة الندم من حياته، إنها آلية لتعلم كيفية تحسين عملية صنع القرار وهي إشارة إلى الحاجة لإعادة التفكير في الإستراتيجية المنتهجة  .

إستراتيجية تجنب الوقوع في الندم في المستقبل، بمعنى البحث وإجراء تحليل ما قبل الموقف والقرار أي تخيل أسوأ النتائج المحتملة قبل الحسم.

  يمكن أن تكون هذه التقنية مفيدة بشكل خاص في تجنب الندم الأخلاقي والتأسيسي، عندما نفشل في بلوغ أهداف تلتقي مع  قيمنا وتحافظ على سلامتنا وتحقق سعادتنا المستقبلية.

  لهذا، في المحصّلة ، لا يجب أن نندم أبدا، فلو كان ما مضى جيدا فهذا رائع ولو كان سيئا فهذه دروس وخبرة لنا، فالندم هو الخطأ الثاني الذي قد نرتكبه في حياتنا.. الهزائم أمر عادي كلنا ينهزم، أما النهوض ثانيا فهو اختياري، برغبتنا، بإرادتنا، بقرارنا نحن .