كثيرة هي نقاط الاستفهام التي رافقت الوثيقة التي أطلقتها حركة "حماس" أمس والتي كشفت من خلالها أهدافها من وراء عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي.. وأول نقاط الاستفهام لماذا الآن وهل استشعرت "حماس" تحولا في موقف الرأي العام الدولي وأن المجتمع الدولي بدأ يتجه أكثر للضغط على الاحتلال الإسرائيلي ويدفع نحو وضع حد لحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من مائة يوم؟ أم أن "حماس" بدأت تضعف أمام أهوال المشهد وحجم الكارثة الإنسانية وبدأت تستشعر خطر الحصار من حولها بعد أن دمر الاحتلال البنية التحتية لغزة واستهدف كل المواقع التي كان يمكن أن تلوذ بها المقاومة حتى انتهاء مهمتها؟..
الحقيقة انه سيكون من الصعب تحديد الأسباب، ولكن الواضح أن ما كشفه المكتب الإعلامي لحركة "حماس" الذي نشر وثيقة "روايتنا لـ"طوفان الأقصى"، تكشف لأول مرة أسباب ودوافع "حماس" من عملية "طوفان الأقصى"، أنها أرادت إيصال الرسالة إلى الرأي العام الدولي وربما الإسرائيلي في مرتبة لاحقة للفت الأنظار إلى أن حجم العدوان بلغ درجة لم يعد بإمكان أهالي غزة تحملها وهم يتعرضون للقصف اليومي بكل أنواع السلاح ولا يجدون ما يسد الرمق أو يداوي الجراح.. ولا شك أن شهادات الأهالي المروعة أن المجاعة والأوبئة والجثث الملقاة على الطريق جعلت حماس في موقف صعب من استمرار عمليات الإبادة الجماعية ..
من الملاحظ أن حماس حاولت في هذه الوثيقة التي نشرت بالعربية والانقليزية الرد على ادعاءات الاحتلال بشأن جرائم نسبت لها من قتل وذبح الأطفال والنساء وهو ما شددت الحركة على التأكيد أنه لا يعارض قناعاتها وفيها الدينية والإنسانية ولا يمكن أن تقبل به..، ولكن أقرت في المقابل بان خللا يمكن أن يكون وراء وقوع ضحايا مدنيين من الإسرائيليين خلال عملية "طوفان الأقصى"... المسألة التي لا تقبل الخلاف في وثيقة "حماس" أنها تمسكت بموقفها الأول وأن طوفان الأقصى جاء ردا على جرائم الاحتلال المستمرة في الضفة والقطاع والاغتيالات والتهجير والأسر والاستيطان وهي جرائم لم تتوقف على مدى أكثر من سبعة عقود من الاحتلال ظل العالم يتابعها دون أدنى اكتراث ولم يهتم بما يحدث في غزة إلا بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أعادت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية المنسية التي يحاول الاحتلال تحويلها إلى مجرد أرقام.. وها أن نتنياهو يقترح أمس على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إقامة جزيرة في المتوسط ينقل إليها الفلسطينيون وتكون موطنا لهم وهو في نظرنا قمة الاستخفاف والاحتقار بالشعب الفلسطيني وحقه في الحياة ولكن أيضا بالمجتمع الدولي وقيمه التي يعجز عن الدفاع عنها..
طبعا لم يتأخر رد الفعل الإسرائيلي على دعوة "حماس" إيقاف الحرب المفتوحة على غزة وإنهاء الإبادة الجماعية التي تمارس على القطاع منذ أكثر من مائة يوم وفكّ الحصار عن قطاع غزة، وإدخال المساعدات.. وهي مطالب لا يختلف بشأنها عاقلان أمام ما بلغه حال غزة التي تحولت إلى مقبرة مفتوحة.. وكما نتنياهو فقد عجل وزراء حكومته إلى رفض رسالة "حماس" أو وثيقة "حماس" وما تضمنته من توضيحات بشان ما حدث في السابع من أكتوبر.. كيف سيكون موقف المجتمع الدولي من وثيقة "حماس" تلك مسألة أخرى سيتعين متابعتها بعد أن اتضحت نوايا نتنياهو الذي يريد إبادة الفلسطينيين بكل أنواع السلاح المتاح من قصف يومي وقتل وتصفية عرقية أو تجويع ونشر للأوبئة ...
اسيا العتروس
كثيرة هي نقاط الاستفهام التي رافقت الوثيقة التي أطلقتها حركة "حماس" أمس والتي كشفت من خلالها أهدافها من وراء عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي.. وأول نقاط الاستفهام لماذا الآن وهل استشعرت "حماس" تحولا في موقف الرأي العام الدولي وأن المجتمع الدولي بدأ يتجه أكثر للضغط على الاحتلال الإسرائيلي ويدفع نحو وضع حد لحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من مائة يوم؟ أم أن "حماس" بدأت تضعف أمام أهوال المشهد وحجم الكارثة الإنسانية وبدأت تستشعر خطر الحصار من حولها بعد أن دمر الاحتلال البنية التحتية لغزة واستهدف كل المواقع التي كان يمكن أن تلوذ بها المقاومة حتى انتهاء مهمتها؟..
الحقيقة انه سيكون من الصعب تحديد الأسباب، ولكن الواضح أن ما كشفه المكتب الإعلامي لحركة "حماس" الذي نشر وثيقة "روايتنا لـ"طوفان الأقصى"، تكشف لأول مرة أسباب ودوافع "حماس" من عملية "طوفان الأقصى"، أنها أرادت إيصال الرسالة إلى الرأي العام الدولي وربما الإسرائيلي في مرتبة لاحقة للفت الأنظار إلى أن حجم العدوان بلغ درجة لم يعد بإمكان أهالي غزة تحملها وهم يتعرضون للقصف اليومي بكل أنواع السلاح ولا يجدون ما يسد الرمق أو يداوي الجراح.. ولا شك أن شهادات الأهالي المروعة أن المجاعة والأوبئة والجثث الملقاة على الطريق جعلت حماس في موقف صعب من استمرار عمليات الإبادة الجماعية ..
من الملاحظ أن حماس حاولت في هذه الوثيقة التي نشرت بالعربية والانقليزية الرد على ادعاءات الاحتلال بشأن جرائم نسبت لها من قتل وذبح الأطفال والنساء وهو ما شددت الحركة على التأكيد أنه لا يعارض قناعاتها وفيها الدينية والإنسانية ولا يمكن أن تقبل به..، ولكن أقرت في المقابل بان خللا يمكن أن يكون وراء وقوع ضحايا مدنيين من الإسرائيليين خلال عملية "طوفان الأقصى"... المسألة التي لا تقبل الخلاف في وثيقة "حماس" أنها تمسكت بموقفها الأول وأن طوفان الأقصى جاء ردا على جرائم الاحتلال المستمرة في الضفة والقطاع والاغتيالات والتهجير والأسر والاستيطان وهي جرائم لم تتوقف على مدى أكثر من سبعة عقود من الاحتلال ظل العالم يتابعها دون أدنى اكتراث ولم يهتم بما يحدث في غزة إلا بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أعادت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية المنسية التي يحاول الاحتلال تحويلها إلى مجرد أرقام.. وها أن نتنياهو يقترح أمس على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إقامة جزيرة في المتوسط ينقل إليها الفلسطينيون وتكون موطنا لهم وهو في نظرنا قمة الاستخفاف والاحتقار بالشعب الفلسطيني وحقه في الحياة ولكن أيضا بالمجتمع الدولي وقيمه التي يعجز عن الدفاع عنها..
طبعا لم يتأخر رد الفعل الإسرائيلي على دعوة "حماس" إيقاف الحرب المفتوحة على غزة وإنهاء الإبادة الجماعية التي تمارس على القطاع منذ أكثر من مائة يوم وفكّ الحصار عن قطاع غزة، وإدخال المساعدات.. وهي مطالب لا يختلف بشأنها عاقلان أمام ما بلغه حال غزة التي تحولت إلى مقبرة مفتوحة.. وكما نتنياهو فقد عجل وزراء حكومته إلى رفض رسالة "حماس" أو وثيقة "حماس" وما تضمنته من توضيحات بشان ما حدث في السابع من أكتوبر.. كيف سيكون موقف المجتمع الدولي من وثيقة "حماس" تلك مسألة أخرى سيتعين متابعتها بعد أن اتضحت نوايا نتنياهو الذي يريد إبادة الفلسطينيين بكل أنواع السلاح المتاح من قصف يومي وقتل وتصفية عرقية أو تجويع ونشر للأوبئة ...