إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. ما لم يقولوه حول الرجل ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

  اعتبر الدكتور عبد الجليل التميمي هذا العلامة الأكاديمي الذي يرفض أن يهديك احد منشوراته إلا بعد أن تدفع له ثمنها نقدا -  وهذا من حقّه طبعا -، من أسماء كبار العلماء الذين سيذكرهم التاريخ لما قدّمه  للفكر والتاريخ والمعرفة بشكل عام .

 احتفت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات قبل أيام بالإصدار الجديد لصاحب المؤسسة الدكتور عبد الجليل التميمي "مسيرتي الفكرية.. مذكرات"، صادر عن منشورات سوتيميديا 2024 عدد صفحاته 287 صفحة .

 انتظم بالمناسبة حفل لطيف حضرته شخصيات فكرية وإعلامية عديدة كما غابت عنه أخرى .

  أذكر شخصيا بعض جوانب من مسيرة هذا "المفكر الوطني المناضل" وخلافاته الشخصية مع عدد من المسؤولين في الدولة الذين اتهمهم بعرقلة مجهوداته واتهاماته للمرحوم عبد العزيز بن ضياء العضد الأيمن للرئيس الراحل زين العابدين بن علي .

 كما اذكر أن أكثر من سانده ووقف بجانبه الوزير الأول الأسبق محمد مزالي الذي  دافع عنه عندما أراد الالتحاق للتدريس بالجامعة التونسية بعد رفض "شيوخها" وضرب حصارا عليه، من المفاجأة أن الدكتور عبد الجليل التميمي ينتقد في مذكراته مجلته "الفكر"  التي كان وصفها بكونها "راكدة جامدة" كما انتقد كتاب محمد مزالي نفسه عن الديمقراطية واعتبر مضمونه غامضا !!.

شخصيا عرفت الدكتور عبد الجليل التميمي في ظروف ومناسبات عديدة، لعلّ أبرزها عندما كنا نلتقي في مطبعة الاتحاد العام التونسي للشغل التي كانت موجودة في نهج 18 جانفي بالعاصمة وكانت الوحيدة التي وجد فيها د. التميمي الإمكانية لطبع منشوراته بأسعار معقولة على غرار نفس وضع جريدة "الرأي" التي كنا نطبعها هناك كذلك باعتبار خوف بقية المطابع من النظام والتعرض لتتبعات إذا قاموا بطبع عنوان صحفي مغضوب عليه.

 رأيت  الدكتور  التميمي  كيف يقف بنفسه على الإعداد الفني للكتب وللدورية التي كان يصدرها حول الدراسات العثمانية والموريسكية  وهو المجال الذي انفرد بالاختصاص فيه .كان يبقى الساعات الطوال وهو يباشر بنفسه هذه المهمة .

   اعتقد أن من اخطر المواقف التي أعلنها الدكتور عبد الجليل التميمي في الفترة الأخيرة اتهامه الخطير للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة عندما  تساءل عن أسباب تغييبه وأنصاره لوثيقة الاستقلال مضيفا:"يقال أن هذه الوثيقة لو نشرت لأثبتت أننا فوتنا في البعض من السيادة التونسية من ثروات باطنية وسيادة على اللغة وفي المجال العسكري وفي المجال الأمني وكل ذلك موجود في الوثيقة لكنها غيبت بالتالي عدم نشرها فيه خلفيات".. !!!

وقال كذلك: "إذا كانت تونس أمضت وثيقة الاستقلال حتى تكون مؤتمنة عليها لابد أن تنشر في منظمة الأمم المتحدة ونحن لم نبلغ الأمم المتحدة بوثيقة الاستقلال، وبالتالي وجودنا غير قانوني وقانونية وثيقة الاستقلال لابد أن تسجل في أرشيفات المنظمة".

 من المؤسف أننا لم نسمع ردودا على هذا الكلام الخطير .

دائما ما يوجد بعض "الجنون" في أقوال العظماء، لكن دائماً ما يوجد بعض المنطق في الجنون أيضا.

حكاياتهم  .. ما لم يقولوه حول الرجل  ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

  اعتبر الدكتور عبد الجليل التميمي هذا العلامة الأكاديمي الذي يرفض أن يهديك احد منشوراته إلا بعد أن تدفع له ثمنها نقدا -  وهذا من حقّه طبعا -، من أسماء كبار العلماء الذين سيذكرهم التاريخ لما قدّمه  للفكر والتاريخ والمعرفة بشكل عام .

 احتفت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات قبل أيام بالإصدار الجديد لصاحب المؤسسة الدكتور عبد الجليل التميمي "مسيرتي الفكرية.. مذكرات"، صادر عن منشورات سوتيميديا 2024 عدد صفحاته 287 صفحة .

 انتظم بالمناسبة حفل لطيف حضرته شخصيات فكرية وإعلامية عديدة كما غابت عنه أخرى .

  أذكر شخصيا بعض جوانب من مسيرة هذا "المفكر الوطني المناضل" وخلافاته الشخصية مع عدد من المسؤولين في الدولة الذين اتهمهم بعرقلة مجهوداته واتهاماته للمرحوم عبد العزيز بن ضياء العضد الأيمن للرئيس الراحل زين العابدين بن علي .

 كما اذكر أن أكثر من سانده ووقف بجانبه الوزير الأول الأسبق محمد مزالي الذي  دافع عنه عندما أراد الالتحاق للتدريس بالجامعة التونسية بعد رفض "شيوخها" وضرب حصارا عليه، من المفاجأة أن الدكتور عبد الجليل التميمي ينتقد في مذكراته مجلته "الفكر"  التي كان وصفها بكونها "راكدة جامدة" كما انتقد كتاب محمد مزالي نفسه عن الديمقراطية واعتبر مضمونه غامضا !!.

شخصيا عرفت الدكتور عبد الجليل التميمي في ظروف ومناسبات عديدة، لعلّ أبرزها عندما كنا نلتقي في مطبعة الاتحاد العام التونسي للشغل التي كانت موجودة في نهج 18 جانفي بالعاصمة وكانت الوحيدة التي وجد فيها د. التميمي الإمكانية لطبع منشوراته بأسعار معقولة على غرار نفس وضع جريدة "الرأي" التي كنا نطبعها هناك كذلك باعتبار خوف بقية المطابع من النظام والتعرض لتتبعات إذا قاموا بطبع عنوان صحفي مغضوب عليه.

 رأيت  الدكتور  التميمي  كيف يقف بنفسه على الإعداد الفني للكتب وللدورية التي كان يصدرها حول الدراسات العثمانية والموريسكية  وهو المجال الذي انفرد بالاختصاص فيه .كان يبقى الساعات الطوال وهو يباشر بنفسه هذه المهمة .

   اعتقد أن من اخطر المواقف التي أعلنها الدكتور عبد الجليل التميمي في الفترة الأخيرة اتهامه الخطير للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة عندما  تساءل عن أسباب تغييبه وأنصاره لوثيقة الاستقلال مضيفا:"يقال أن هذه الوثيقة لو نشرت لأثبتت أننا فوتنا في البعض من السيادة التونسية من ثروات باطنية وسيادة على اللغة وفي المجال العسكري وفي المجال الأمني وكل ذلك موجود في الوثيقة لكنها غيبت بالتالي عدم نشرها فيه خلفيات".. !!!

وقال كذلك: "إذا كانت تونس أمضت وثيقة الاستقلال حتى تكون مؤتمنة عليها لابد أن تنشر في منظمة الأمم المتحدة ونحن لم نبلغ الأمم المتحدة بوثيقة الاستقلال، وبالتالي وجودنا غير قانوني وقانونية وثيقة الاستقلال لابد أن تسجل في أرشيفات المنظمة".

 من المؤسف أننا لم نسمع ردودا على هذا الكلام الخطير .

دائما ما يوجد بعض "الجنون" في أقوال العظماء، لكن دائماً ما يوجد بعض المنطق في الجنون أيضا.