إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الازهر الماجري يكشف في "جحيم الجامعة" عن المظالم التي يتعرض لها الباحثون وعن القوى المتنفذة داخلها

بنزرت _الصباح

هو كتاب فريد من نوعه يرقى إلى مستوى الشهادة الحية حول المظالم التي يتعرض لها الأساتذة الباحثون في رحاب الجامعة التونسية وتحديدا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ، قسم التاريخ ، أصدره مؤخرا الدكتور لزهر الماجري ، تحت عنوان "في جحيم الجامعة الأساتذة الجامعيون بين الضغط والصمت والانهيار" ، عن "سوتيبا غرافيك " في 199صفحة من الحجم المتوسط . وقد كان هذا الكتاب موضوع الندوة الفكرية التي  نظمها المركب الثقافي الشيخ إدريس مساء السبت الماضي بالفضاء الخاص بتقديم الكتب وتوقيعها بمعرض بنزرت للكتاب ، وقامت بتقديمه الأستاذة ألفة بودية وأشرف على إدارة الحوار الكاتب والمناضل السياسي محمد الصالح فليس ، بحضور نخبة من الكتاب والأساتذة والمثقفين على غرار محمود الماجري وعلي ايت ميهوب وعبد المجيد بالهادي وخالد عبيد وحسين البوعزيزي ويوسف الحاج سالم وغيرهم أسهموا في إثراء الحوار وتعميقه.

وتجدر الإشارة أن للزهر الماجري قبل هذا الكتاب عدة إصدارات وهي :

قبائل ماجر والفراشيش خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر

في جدلية العلاقة بين المحلي والمركزي .

 عرق البرنوس : جرائم الاستعمار الفرنسي في عهد الجمهورية الثالثة .

.الثورة التونسية 17 ديسمبر 2010 . في جدلية التحرر والاحتواء

القبيلة الولائية والاستعمار ، اولاد سيدي عبيد والاستعمار الفرنسي في الجزائر وتونس 1830_1890.

ولكن هذا الكتاب يتميز عن الإصدارات السابقة بحصر موضوعه داخل أسوار الجامعة ، وهو موضوع تحاشاه أغلب الكتاب والنقاد لفترة طويلة رغم خطورته .

في التقديم المادي للكتاب

يتضمن الكتاب مدخلا مفيدا للغاية ؛ لأنه يضع القارئ منذ البداية في صميم الموضوع من خلال "التنبيه" و"الإهداء" و"الشكر" و"التصدير" و"المقدمة العامة" ، ويتضمن كذلك ثلاثة فصول حمل الأول عنوان :" الجامعة بين التصور والواقع" وتضمن العناوين الفرعية التالية :" الإطار النظري" و"الجامعة المعنى والمدلول" و"الجامعة والصعوبات" ، وحمل الفصل الثاني عنوان " الجحيم الجامعي : مظاهره وضحاياه وتبعاته ، وجاء الفصل الثالث بعنوان "احتكار النفوذ داخل الجامعة: شبكة المصالح والرهانات" . وتفرعت هذه الفصول الثلاثة إلى عناوين فرعية متعددة كشف فيها الدكتور الأزهر الماجري عن نماذج من المظالم الصارخة التي تحدث داخل أسوار الجامعة ، وإنتاج الخوف لصناعة الجامعي الطيع وقطع الطريق على العناصر غير الخاضعة وتعميم ثقافة الصمت وغيرها من المسائل الكاشفة عن الكثير من الفضائح . ثم أنهى الكتاب بالخاتمة العامة والملاحق والمصادر والمراجع المعتمدة والفهرس العام. ومن الوثائق التي اعتمدها الكاتب في هذا الكتاب مقالات صادرة بجريدة "الصباح" نشرها عدد من الباحثين الجامعيين الذين تعرضوا إلى هذه المظالم ، ومن ضمنهم المؤلف لزهر الماجري نفسه.

المرجعية الفكرية للكتابة والإدانة

وقد تحدثت المحاضرة في البداية عن "المرجعية الفكرية للكتابة وللإدانة : الالتزام بكشف الحقيقة والصمود أمام الظلم" ، فبينت أن الكاتب برجوعه في الإهداء إلى فقيد الجامعة التونسية محمد الطاهر المنصوري الذي فجر في كتابه "مدارج الصمت" بالفرنسية " قضية الانتهاكات الجامعية في حق الأساتذة الباحثين " يعلن منذ البداية" عن الالتزام بهذا الخط الداعي إلى كسر ثلاثية الولاء المطلق ، والخوف المستبطن ، والصمت المطبق ، كقواعد للصعود العلمي والمهني والتي فرضتها عقلية الأعراف وأصحاب النفوذ والتسلط للتحكم في الذمم وتحديد مصائر الأفراد وفق ثنائية المكافأة والعقاب" . وأوضحت كذلك أن الأستاذ لزهر الماجري في تحليله لهذا الملف الثقيل رجع "إلى عصري الأنوار والحداثة كمرجعية فكرية تضع المثقف أمام مسؤولية الإصداع بالحقيقة ونبذ الظلم بداية من فولتار وصولا إلى إيميل زولا وقضية درايفوس سنة 1897 للتنديد بجميع الممارسات والعلاقات التي بنت المنظومة الجامعية الفاسدة ولإدانة الانتهاكات التي استهدفت جامعيين من قبل زملائهم الذين نصبوا أنفسهم محاكم تقصي وتعاقب العناصر التي تأبى الإنضواء داخل الشبكة" .

نماذج من المظالم

ثم انتقلت المحاضرة إلى تحليل الفصل الثاني " في تفاصيل الجحيم : محاكم التفتيش ومواجهة مباشرة بين الجلاد والضحية " فبينت أن الكاتب ذكر بعض العينات المعبرة عن مدى تدهور الأوضاع داخل الجامعة التونسية والهبوط القيمي والأخلاقي الخطير الذي تشهده ، على غرار المظلمة التي تعرض لها "أستاذ التاريخ بكلية الآداب مراد رقية الذي كان من ضمن المجموعة الأولى للمؤسسة لعلم التاريخ وقد أحيل على التقاعد دون الحصول على التأهيل الجامعي " ، وكذلك المظلمة التي تعرض لها "استاذ الجغرافيا بكلية الآداب بمنوبة جميل الحجري والذي رفع عددا من القضايا"ضد لجان التأهيل ولجان الترقية مازال بعضها منشورا لدى المحاكم ، وحكم في البعض منها وهو ما أتاح له فرصة تحويل القضية إلى القضاء الجزائي.." . واما المظلمة الثالثة فقد كان ضحيتها المؤلف لزهر الماجري نفسه الذي بدأت متاعبه منذ رفضه ، وهو رئيس للقسم ، مخالفة القانون فيما يتعلق بالامتحانات "بالنسبة لابن زميل له بالقسم والذي تحول من معتد إلى صاحب حق ، وحظي بمساندة عميد الكلية" ، وتتالت عمليات استهدافه "فتم إبعاده عن رئاسة لجنة ماجستير التراث والآثار ، وإيقاف مشروع الماجستير المشترك التونسي الإيطالي بتدخل العميد مباشرة مع المنسقة الإيطالية " ولتتواصل عملية الضغط والاستهداف وتتنوع أشكالها وتتسع دائرتها ..

وتطرقت المحاضرة إلى المظلمة التي طالت الباحثة هاجر الكريمي  بالمعهد الوطني للتراث التي أشار إليها الكاتب ومنها:

إعفاؤها من المسؤولية العلمية لتنفيذ بناء مطار النفيضة على موقع أثري.

إبعادها من سقانص المنستير بعد تنبيهها إلى المخاطر المهددة لقصر بورقيبة وبعد اكتشافها لآثار دير بيزنطي في ساحة القصر المقابلة لمنزل أحد مسؤولي المعهد .

إقصاؤها من مشروع صيانة وترميم القصر الروماني بالجم، والكشف عن التداعيات الخطيرة لهذا القرار .

القضية الأخرى التي أثارها لزهر الماجري تتعلق بالمظلمة التي كان ضحيتها الأستاذ المساعد في التاريخ الوسيط بكلية 9 أفريل خليفة البحروني الذي تعرض إلى المضايقة والتنمر منذ انتدابه من قبل "منظومة الشر والظلم" ، والتي أثرت فيه نفسيا وصحيا ، وانتهت حياته بسبب وعكة صحية وهو في ال45 من العمر .

وتطرقت المحاضرة إلى شهادات أخرى من "جامعيات وجامعيين تعرضوا إلى انتهاكات تمثلت في تقاضي مبالغ مالية من الطلبة المرسمين معه في الماجستير و الدكتورا ، والتحرش الجنسى من أجل إشباع كبت جنسي مرضي وإن اقتضى الأمر الإمعان في استغلال نفوذهم وسلطتهم لتحطيم معنويات الطلبة ومسيرتهم البحثية بل والمهنية.

صناعة أصناف هجينة من الجامعيين

وبينت المحاضرة أن الكاتب تطرق في الفصل الموالي " الجامعة والاوليقارشية الأكاديمية : المصالح والرهانات " إلى خمس مميزات وظيفية مهيمنة داخل الجامعة ، وبين خطورة " إقصاء أغلبية الفاعلين في الساحة الجامعية من مدرسين وباحثين وتحويلهم إلى مجرد موظفين يقتصر دورهم على التدريس والبحث إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا" . وذلك قبل أن تختم مداخلتها بالعنوان الأخير "الجامعة بين مفترق الطرق: الرداءة ومقاومة الرداءة " فأوضحت أن الكاتب يؤكد أنه "إذا كانت رهانات المنظومة المتنفذة إنتاج الخوف وصناعة الجامعي الطيع والمهادن فإنها تصنع أصنافا هجينة من الجامعيين.." ، لتخلص في النهاية إلى أن "الكتاب دعوة للتأمل في الواقع المتردي الذي وصلت إليه الجامعة التونسية من صناعة للخوف والفكر المحافظ أو المتجمد إلى صناعة الجامعي الطيع المفتقد للحس النقدي والمبدع والبناء . وهو صرخة مدوية لعل الضمير يستيقظ من غيبوبته ، ودعوة إلى الصمود والمقاومة ، وتحسيس بخطورة الوضع وضرورة تجاوزه لأن عديد الانتهاكات مازالت تستهدف الجامعيين " .

منصور غرسلي

الازهر الماجري يكشف في "جحيم الجامعة" عن المظالم التي يتعرض لها الباحثون  وعن القوى المتنفذة داخلها

بنزرت _الصباح

هو كتاب فريد من نوعه يرقى إلى مستوى الشهادة الحية حول المظالم التي يتعرض لها الأساتذة الباحثون في رحاب الجامعة التونسية وتحديدا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ، قسم التاريخ ، أصدره مؤخرا الدكتور لزهر الماجري ، تحت عنوان "في جحيم الجامعة الأساتذة الجامعيون بين الضغط والصمت والانهيار" ، عن "سوتيبا غرافيك " في 199صفحة من الحجم المتوسط . وقد كان هذا الكتاب موضوع الندوة الفكرية التي  نظمها المركب الثقافي الشيخ إدريس مساء السبت الماضي بالفضاء الخاص بتقديم الكتب وتوقيعها بمعرض بنزرت للكتاب ، وقامت بتقديمه الأستاذة ألفة بودية وأشرف على إدارة الحوار الكاتب والمناضل السياسي محمد الصالح فليس ، بحضور نخبة من الكتاب والأساتذة والمثقفين على غرار محمود الماجري وعلي ايت ميهوب وعبد المجيد بالهادي وخالد عبيد وحسين البوعزيزي ويوسف الحاج سالم وغيرهم أسهموا في إثراء الحوار وتعميقه.

وتجدر الإشارة أن للزهر الماجري قبل هذا الكتاب عدة إصدارات وهي :

قبائل ماجر والفراشيش خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر

في جدلية العلاقة بين المحلي والمركزي .

 عرق البرنوس : جرائم الاستعمار الفرنسي في عهد الجمهورية الثالثة .

.الثورة التونسية 17 ديسمبر 2010 . في جدلية التحرر والاحتواء

القبيلة الولائية والاستعمار ، اولاد سيدي عبيد والاستعمار الفرنسي في الجزائر وتونس 1830_1890.

ولكن هذا الكتاب يتميز عن الإصدارات السابقة بحصر موضوعه داخل أسوار الجامعة ، وهو موضوع تحاشاه أغلب الكتاب والنقاد لفترة طويلة رغم خطورته .

في التقديم المادي للكتاب

يتضمن الكتاب مدخلا مفيدا للغاية ؛ لأنه يضع القارئ منذ البداية في صميم الموضوع من خلال "التنبيه" و"الإهداء" و"الشكر" و"التصدير" و"المقدمة العامة" ، ويتضمن كذلك ثلاثة فصول حمل الأول عنوان :" الجامعة بين التصور والواقع" وتضمن العناوين الفرعية التالية :" الإطار النظري" و"الجامعة المعنى والمدلول" و"الجامعة والصعوبات" ، وحمل الفصل الثاني عنوان " الجحيم الجامعي : مظاهره وضحاياه وتبعاته ، وجاء الفصل الثالث بعنوان "احتكار النفوذ داخل الجامعة: شبكة المصالح والرهانات" . وتفرعت هذه الفصول الثلاثة إلى عناوين فرعية متعددة كشف فيها الدكتور الأزهر الماجري عن نماذج من المظالم الصارخة التي تحدث داخل أسوار الجامعة ، وإنتاج الخوف لصناعة الجامعي الطيع وقطع الطريق على العناصر غير الخاضعة وتعميم ثقافة الصمت وغيرها من المسائل الكاشفة عن الكثير من الفضائح . ثم أنهى الكتاب بالخاتمة العامة والملاحق والمصادر والمراجع المعتمدة والفهرس العام. ومن الوثائق التي اعتمدها الكاتب في هذا الكتاب مقالات صادرة بجريدة "الصباح" نشرها عدد من الباحثين الجامعيين الذين تعرضوا إلى هذه المظالم ، ومن ضمنهم المؤلف لزهر الماجري نفسه.

المرجعية الفكرية للكتابة والإدانة

وقد تحدثت المحاضرة في البداية عن "المرجعية الفكرية للكتابة وللإدانة : الالتزام بكشف الحقيقة والصمود أمام الظلم" ، فبينت أن الكاتب برجوعه في الإهداء إلى فقيد الجامعة التونسية محمد الطاهر المنصوري الذي فجر في كتابه "مدارج الصمت" بالفرنسية " قضية الانتهاكات الجامعية في حق الأساتذة الباحثين " يعلن منذ البداية" عن الالتزام بهذا الخط الداعي إلى كسر ثلاثية الولاء المطلق ، والخوف المستبطن ، والصمت المطبق ، كقواعد للصعود العلمي والمهني والتي فرضتها عقلية الأعراف وأصحاب النفوذ والتسلط للتحكم في الذمم وتحديد مصائر الأفراد وفق ثنائية المكافأة والعقاب" . وأوضحت كذلك أن الأستاذ لزهر الماجري في تحليله لهذا الملف الثقيل رجع "إلى عصري الأنوار والحداثة كمرجعية فكرية تضع المثقف أمام مسؤولية الإصداع بالحقيقة ونبذ الظلم بداية من فولتار وصولا إلى إيميل زولا وقضية درايفوس سنة 1897 للتنديد بجميع الممارسات والعلاقات التي بنت المنظومة الجامعية الفاسدة ولإدانة الانتهاكات التي استهدفت جامعيين من قبل زملائهم الذين نصبوا أنفسهم محاكم تقصي وتعاقب العناصر التي تأبى الإنضواء داخل الشبكة" .

نماذج من المظالم

ثم انتقلت المحاضرة إلى تحليل الفصل الثاني " في تفاصيل الجحيم : محاكم التفتيش ومواجهة مباشرة بين الجلاد والضحية " فبينت أن الكاتب ذكر بعض العينات المعبرة عن مدى تدهور الأوضاع داخل الجامعة التونسية والهبوط القيمي والأخلاقي الخطير الذي تشهده ، على غرار المظلمة التي تعرض لها "أستاذ التاريخ بكلية الآداب مراد رقية الذي كان من ضمن المجموعة الأولى للمؤسسة لعلم التاريخ وقد أحيل على التقاعد دون الحصول على التأهيل الجامعي " ، وكذلك المظلمة التي تعرض لها "استاذ الجغرافيا بكلية الآداب بمنوبة جميل الحجري والذي رفع عددا من القضايا"ضد لجان التأهيل ولجان الترقية مازال بعضها منشورا لدى المحاكم ، وحكم في البعض منها وهو ما أتاح له فرصة تحويل القضية إلى القضاء الجزائي.." . واما المظلمة الثالثة فقد كان ضحيتها المؤلف لزهر الماجري نفسه الذي بدأت متاعبه منذ رفضه ، وهو رئيس للقسم ، مخالفة القانون فيما يتعلق بالامتحانات "بالنسبة لابن زميل له بالقسم والذي تحول من معتد إلى صاحب حق ، وحظي بمساندة عميد الكلية" ، وتتالت عمليات استهدافه "فتم إبعاده عن رئاسة لجنة ماجستير التراث والآثار ، وإيقاف مشروع الماجستير المشترك التونسي الإيطالي بتدخل العميد مباشرة مع المنسقة الإيطالية " ولتتواصل عملية الضغط والاستهداف وتتنوع أشكالها وتتسع دائرتها ..

وتطرقت المحاضرة إلى المظلمة التي طالت الباحثة هاجر الكريمي  بالمعهد الوطني للتراث التي أشار إليها الكاتب ومنها:

إعفاؤها من المسؤولية العلمية لتنفيذ بناء مطار النفيضة على موقع أثري.

إبعادها من سقانص المنستير بعد تنبيهها إلى المخاطر المهددة لقصر بورقيبة وبعد اكتشافها لآثار دير بيزنطي في ساحة القصر المقابلة لمنزل أحد مسؤولي المعهد .

إقصاؤها من مشروع صيانة وترميم القصر الروماني بالجم، والكشف عن التداعيات الخطيرة لهذا القرار .

القضية الأخرى التي أثارها لزهر الماجري تتعلق بالمظلمة التي كان ضحيتها الأستاذ المساعد في التاريخ الوسيط بكلية 9 أفريل خليفة البحروني الذي تعرض إلى المضايقة والتنمر منذ انتدابه من قبل "منظومة الشر والظلم" ، والتي أثرت فيه نفسيا وصحيا ، وانتهت حياته بسبب وعكة صحية وهو في ال45 من العمر .

وتطرقت المحاضرة إلى شهادات أخرى من "جامعيات وجامعيين تعرضوا إلى انتهاكات تمثلت في تقاضي مبالغ مالية من الطلبة المرسمين معه في الماجستير و الدكتورا ، والتحرش الجنسى من أجل إشباع كبت جنسي مرضي وإن اقتضى الأمر الإمعان في استغلال نفوذهم وسلطتهم لتحطيم معنويات الطلبة ومسيرتهم البحثية بل والمهنية.

صناعة أصناف هجينة من الجامعيين

وبينت المحاضرة أن الكاتب تطرق في الفصل الموالي " الجامعة والاوليقارشية الأكاديمية : المصالح والرهانات " إلى خمس مميزات وظيفية مهيمنة داخل الجامعة ، وبين خطورة " إقصاء أغلبية الفاعلين في الساحة الجامعية من مدرسين وباحثين وتحويلهم إلى مجرد موظفين يقتصر دورهم على التدريس والبحث إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا" . وذلك قبل أن تختم مداخلتها بالعنوان الأخير "الجامعة بين مفترق الطرق: الرداءة ومقاومة الرداءة " فأوضحت أن الكاتب يؤكد أنه "إذا كانت رهانات المنظومة المتنفذة إنتاج الخوف وصناعة الجامعي الطيع والمهادن فإنها تصنع أصنافا هجينة من الجامعيين.." ، لتخلص في النهاية إلى أن "الكتاب دعوة للتأمل في الواقع المتردي الذي وصلت إليه الجامعة التونسية من صناعة للخوف والفكر المحافظ أو المتجمد إلى صناعة الجامعي الطيع المفتقد للحس النقدي والمبدع والبناء . وهو صرخة مدوية لعل الضمير يستيقظ من غيبوبته ، ودعوة إلى الصمود والمقاومة ، وتحسيس بخطورة الوضع وضرورة تجاوزه لأن عديد الانتهاكات مازالت تستهدف الجامعيين " .

منصور غرسلي