إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. العاروري من أطلق نداء المصالحة الوطنية في خضم الحرب المجنونة ..

 

لم تتبن إسرائيل كعادتها في مختلف الاغتيالات السابقة وحتى الأمس عملية اغتيال صالح العاروري القيادي في حركة حماس الذي استهدف أول أمس في العاصمة اللبنانية بيروت، رغم الإجماع الحاصل لدى الخبراء والمحللين السياسيين بأن العملية إسرائيلية وأن يد الاغتيالات الإسرائيلية طويلة وقادرة على الوصول الى أهدافها فضلا على  أن طريقة الاغتيال وأهدافها إسرائيلية ..

وسيكون من غير الواقعية في شيء اعتبار أن عملية اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري كانت مفاجئة أو غير متوقعة ومثل هذا التعاطي فيه الكثير من السذاجة ...وقد سبق لحكومة ناتنياهو الإرهابية ان هددت باستهداف قيادات حماس وصدرت قائمة تضم الى جانب العاروري الضيفي والسنوار مهندسا عملية طوفان الأقصى الى جانب القيادات السياسية في الدوحة خالد مشعل وإسماعيل هنية.. والتجربة أكدت أن إسرائيل إذا هددت نفذت لأنها تدرك جيدا انه مهما تجاوزت جرائمها الخطوط الحمر فهي فوق المسائلة والمحاسبة.. تاريخ كيان الاحتلال قائم على الدم وهو لا يرتوي وكلما تحركت المقاومة للتصدي لجرائمه إلا وطلب المزيد.. استهداف العاروري في العاصمة اللبنانية بيروت ورغم انه يؤجج الحرب في كامل المنطقة ليس الأول والأرجح انه لن يكون الأخيرة.. في سجل إسرائيل عشرات الاغتيالات لقيادات سياسية فلسطينية وغير فلسطينية وآلة الاغتيال الإسرائيلية طويلة وقادرة على الوصول الى أهدافها في أي مكان من العالم وقد سبق ان امتدت لقتل قيادات في الضفة والقطاع كما في الخارج في باريس او لندن او مالطا او دمشق او تونس  والامارات.. والاكيد ان الاحتلال كان دوما يجد الدعم العسكري والتمويل اللوجستي في مثل هذه العمليات  التي تكشف أسرارها لاحقا ...

واللافت ان الحكومة الإسرائيلية الحالية ورئيسها نتنياهو الذي يواجه الاتهامات في الداخل والخارج والملاحق في جرائم حرب  في حاجة لهذه العملية  لعدة أسباب داخلية وحتى خارجية وأولها موجهة للرأي العام الإسرائيلي الذي يطالب بتنحيته وثانيها انه يحتاج لهكذا عملية لإزالة ما علق بحكومته وبشخصه  بعد عملية طوفان الأقصى من هزيمة استخباراتية وعسكرية. وهو يعتبر انها تحمل في طياتها اكثر من رسالة للمقاومة الفلسطينية التي فشل في القضاء عليها أو في تحرير الرهائن الإسرائيليين كما اعلن بعد عملية طوفان الاقصى.. سبق للعاروري ان اعلن ان دمه ودم رجال المقاومة ليس أفضل من دماء الاف الضحايا الفلسطينيين الذين يستهدفون كل يوم وقد استقبلت عائلة الشهيد نبأ اغتاله بالرد على الجرم بأنه كان يطلب الشهادة.. ليس من الواضح وبعد اربع وعشرين ساعة على جريمة الاغتيال كيف سيكون رد المقاومة الفلسطينية ورد المقاومة اللبنانية ولكن نعرف ان الرد قادم وان لإسرائيل تاريخ طويل من الاغتيالات وجرائم قتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم الذاكرة وتهويد المقدسات ...

تماما كما سبق لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله ان صرح بان "أيّ اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيا أو فلسطينيا أو سوريا أو إيرانيا أو غيرهم، سيكون له رد الفعل القوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات"...حالة ترقب وانتظار بين الفلسطينيين وحالة تأهب في إسرائيل في المقابل يقرر  وزير الخارجية الأمريكي بلينكن  تأجيل زيارته الى المنطقة فيما تستمر حالة الفرجة لحرب الإبادة الجماعية التي تدخل اليوم شهرها الرابع على التوالي  وكل المؤشرات على ان نهاية النزيف ليست بقريبة ...

لم يكن العاروري شخصا عاديا وهو الذي كان يظهر بشكل منتظم في بيروت في الندوات الإعلامية وكشف خفايا الحرب ...واستهداف العاروري يتجاوز أيضا الحرب الراهنة الى مرحلة ما بعد الحرب وقد اثبت العاروري انه رجل مصالحة وطنية وسبق ان صرح في خضم الحرب المسعورة بان حركة فتح تبقى الاولى لمخاطبة العالم باسم فلسطين.. والأكيد ان خطاب المصالحة والوحدة بين مختلف الفصائل الفلسطينية اخر ما تريده حكومة الاحتلال التي ترى في مثل هذا الخطاب خطر يتجاوز خطر المقاومة عندما تكون منقسمة وفي انفصال مع بقية الفصائل الفلسطينية ...

اسيا العتروس

ممنوع من الحياد..      العاروري من أطلق نداء المصالحة الوطنية في خضم الحرب المجنونة ..

 

لم تتبن إسرائيل كعادتها في مختلف الاغتيالات السابقة وحتى الأمس عملية اغتيال صالح العاروري القيادي في حركة حماس الذي استهدف أول أمس في العاصمة اللبنانية بيروت، رغم الإجماع الحاصل لدى الخبراء والمحللين السياسيين بأن العملية إسرائيلية وأن يد الاغتيالات الإسرائيلية طويلة وقادرة على الوصول الى أهدافها فضلا على  أن طريقة الاغتيال وأهدافها إسرائيلية ..

وسيكون من غير الواقعية في شيء اعتبار أن عملية اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري كانت مفاجئة أو غير متوقعة ومثل هذا التعاطي فيه الكثير من السذاجة ...وقد سبق لحكومة ناتنياهو الإرهابية ان هددت باستهداف قيادات حماس وصدرت قائمة تضم الى جانب العاروري الضيفي والسنوار مهندسا عملية طوفان الأقصى الى جانب القيادات السياسية في الدوحة خالد مشعل وإسماعيل هنية.. والتجربة أكدت أن إسرائيل إذا هددت نفذت لأنها تدرك جيدا انه مهما تجاوزت جرائمها الخطوط الحمر فهي فوق المسائلة والمحاسبة.. تاريخ كيان الاحتلال قائم على الدم وهو لا يرتوي وكلما تحركت المقاومة للتصدي لجرائمه إلا وطلب المزيد.. استهداف العاروري في العاصمة اللبنانية بيروت ورغم انه يؤجج الحرب في كامل المنطقة ليس الأول والأرجح انه لن يكون الأخيرة.. في سجل إسرائيل عشرات الاغتيالات لقيادات سياسية فلسطينية وغير فلسطينية وآلة الاغتيال الإسرائيلية طويلة وقادرة على الوصول الى أهدافها في أي مكان من العالم وقد سبق ان امتدت لقتل قيادات في الضفة والقطاع كما في الخارج في باريس او لندن او مالطا او دمشق او تونس  والامارات.. والاكيد ان الاحتلال كان دوما يجد الدعم العسكري والتمويل اللوجستي في مثل هذه العمليات  التي تكشف أسرارها لاحقا ...

واللافت ان الحكومة الإسرائيلية الحالية ورئيسها نتنياهو الذي يواجه الاتهامات في الداخل والخارج والملاحق في جرائم حرب  في حاجة لهذه العملية  لعدة أسباب داخلية وحتى خارجية وأولها موجهة للرأي العام الإسرائيلي الذي يطالب بتنحيته وثانيها انه يحتاج لهكذا عملية لإزالة ما علق بحكومته وبشخصه  بعد عملية طوفان الأقصى من هزيمة استخباراتية وعسكرية. وهو يعتبر انها تحمل في طياتها اكثر من رسالة للمقاومة الفلسطينية التي فشل في القضاء عليها أو في تحرير الرهائن الإسرائيليين كما اعلن بعد عملية طوفان الاقصى.. سبق للعاروري ان اعلن ان دمه ودم رجال المقاومة ليس أفضل من دماء الاف الضحايا الفلسطينيين الذين يستهدفون كل يوم وقد استقبلت عائلة الشهيد نبأ اغتاله بالرد على الجرم بأنه كان يطلب الشهادة.. ليس من الواضح وبعد اربع وعشرين ساعة على جريمة الاغتيال كيف سيكون رد المقاومة الفلسطينية ورد المقاومة اللبنانية ولكن نعرف ان الرد قادم وان لإسرائيل تاريخ طويل من الاغتيالات وجرائم قتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم الذاكرة وتهويد المقدسات ...

تماما كما سبق لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله ان صرح بان "أيّ اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيا أو فلسطينيا أو سوريا أو إيرانيا أو غيرهم، سيكون له رد الفعل القوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات"...حالة ترقب وانتظار بين الفلسطينيين وحالة تأهب في إسرائيل في المقابل يقرر  وزير الخارجية الأمريكي بلينكن  تأجيل زيارته الى المنطقة فيما تستمر حالة الفرجة لحرب الإبادة الجماعية التي تدخل اليوم شهرها الرابع على التوالي  وكل المؤشرات على ان نهاية النزيف ليست بقريبة ...

لم يكن العاروري شخصا عاديا وهو الذي كان يظهر بشكل منتظم في بيروت في الندوات الإعلامية وكشف خفايا الحرب ...واستهداف العاروري يتجاوز أيضا الحرب الراهنة الى مرحلة ما بعد الحرب وقد اثبت العاروري انه رجل مصالحة وطنية وسبق ان صرح في خضم الحرب المسعورة بان حركة فتح تبقى الاولى لمخاطبة العالم باسم فلسطين.. والأكيد ان خطاب المصالحة والوحدة بين مختلف الفصائل الفلسطينية اخر ما تريده حكومة الاحتلال التي ترى في مثل هذا الخطاب خطر يتجاوز خطر المقاومة عندما تكون منقسمة وفي انفصال مع بقية الفصائل الفلسطينية ...

اسيا العتروس