-91 كيلوغراما هو نصيب الفرد من الطعام المهدور سنويا في تونس
تونس الصباح
أمام النقص المسجل في مادة الحليب واستحالة توفره بطريقة دورية، اختارت إيمان ان تتخلى كليا عن عادتها الصباحية واتجهت الى تناول قهوة فقط دون إضافات. ونفس الأمر قامت به في علاقة بفقدان الأرز حيث غيرته بالشربة فلهما تقريبا نفس الشكل..
من ناحيتها أفادت آمال في شهادتها ل"الصباح" انّ وجباتها اليومية أصبحت تخضع ببورصة الندرة. لتضيف مبتسمة "أصبحت اقتني مستلزماتي من الخبز لمدة أيام، أضعه في الثلاجة وبمجرد ان ينفد أشتري كمية أخرى." وهي الطريقة الأنجع حسب رأيها لضمان توفره في بيتها عند الحاجة نظرا لانه لا يمكنه أمام التزاماتها المهنية ان تقف في طابور المخبزة بنفس الطريقة يوميا.
في المقابل اتجه غيلان نحو حل التخزين، عبر تجميع المواد التي تعرف منذ مدة نقص في السوق، حيث لا يحتكم الى حاجته وإنما في كل فرصة يجد فيها السكر او السميد او الفرينة او الحليب او القهوة او الأرز.. يقوم باقتناء الكميات المسموح بها للفرد.
ولم يشمل التغيير فيما يهم سلوك التونسي في الفترة الأخيرة العادات الغذائية فقط بل شمل أيضا نسق تسوقه، حيث كشف عم خميس وهو صاحب محل لبيع الخضر والغلال في سوق "سيدي البحري" وسط العاصمة، ان السلوك الاستهلاكي للتونسيين والتونسيات قد سجل تحولات واضحة، حيث اتجه اغلب زبائنه الى نوع من التعديل في مشترياتهم في مواجهة ما سجلته السنتين الماضيتين من ارتفاع في الأسعار، في الوقت الذي اتجه آخرون الى اقتناء الحد الأدنى من حاجياتهم. ويقول عم خميس " سوق سيدي البحري يعد وجهة للتونسيين من مختلف الفئات والشرائح في الغالب يعتبر من الأسواق الشعبية التي لا تعرف أسعارا مرتفعة، ويقصده التونسيون لاقتناء مستلزماتهم الأسبوعية غير انه أمام نقص السلع والارتفاع في الأسعار، اضطر جزء منهم الى التقليص في حجم مشترياتهم. حتى أن فئة واسعة من التونسيين تخلت عن مادة اللحوم الحمراء مثلا والأسماك واكتفت بلحوم الدواجن والبيض وقلصت من كميات البقول التي تضاعفت أسعارها.
حلول اتجه لها المواطنون والمواطنات في مواجهة لوضع الندرة الذي أصبح يهم عناوين عديدة من المواد الغذائية الأساسية المكونة للأطباق التونسية. ليصبح المتحكم الأول في العادات الغذائية للتونسيين هو العرض ومستوى القدرة على الإنفاق.
وتعرف الأسواق التونسية منذ ما يزيد عن السنتين، نقصا في قائمة من المواد الغذائية يتم تعديل حضورها لتعاود الغياب مرة أخرى. وتعد المعجنات والخبز والقهوة والشاي ومادة الأرز والقهوة أهمها وأكثرها غيابا. وشمل النقص أصنافا من الخضر والغلال فضلا عن اللحوم الحمراء ما تسبب في ارتفاع جنوني لأسعارها.
ويؤكد بدوره لطفي الرياحي رئيس منظمة إرشاد المستهلك، حصول تغيرات في السلوك الاستهلاكي للتونسيين منذ بداية أزمة نقص المواد الغذائية. ورجح الرياحي ان تتحول السلوكات الجديدة للتونسيين الى عادة دائمة خاصة فيما يتصل بمسالة الإسراف وهدر الغذاء. أشار الى انه وحسب نتائج الاستبيانات التي تقوم بها منظمة إرشاد المستهلك في علاقة بعادات التونسيين، قد أكدت ان هناك تراجعا في معدلات الهدر الغذائي. وأظهرت ان العائلات التونسية أصبحت أكثر حرصا على التحكم في استهلاكها من الغذاء ونفقاتها التي تهم الأكل بصفة عامة. فاتجهت الى تقليص استهلاكها من الأكل الجاهز واللحوم الحمراء وأصناف من الغلال... وأضاف ستكشف الإحصائيات مستقبلا ان التونسيين يتحكمون أكثر في استهلاكه لمادة الخبز التي يضطرون يوميا الى الوقوف في طوابير من اجل الحصول عليها. ويرى رئيس منظمة إرشاد المستهلك أن إعادة تصنيف المنتجات الزراعية والغذاء أصبحت أمرا ضروريا من أجل توفير عرض متنوّع يتلاءم مع القدرات الإنفاقية لمختلف الشرائح الاجتماعية. كما يؤكد الرياحي على ضرورة حوكمة التونسيين لنفقات الغذاء وإعادة النظر في سلوكهم تجاه الطعام في ظل التحديات المناخية التي تواجهها البلاد وتأثير الجفاف على المحاصيل.
وأظهر آخر تقرير يتعلق بإهدار الطعام في العالم نشره برنامج الأمم المتحدة البيئي، الخاص بعام 2021، أن التقديرات المتعلقة بتونس تشير إلى أن 91 كيلوغراما هو نصيب الفرد من الطعام المهدور سنويا. وتظهر بيانات المعهد الوطني للاستهلاك أن الخبز يأتي في مقدمة المنتجات التي يتم تبذيرها بنسبة 15.7% وقد بلغت نسبة إهدار الدقيق لإنتاج الخبز لدى المخابز عام 2017 حوالي 686 ألف طن، أي ما يعادل 10.4 %من كميات الدقيق المدعوم. كما يهدر التونسيون 10.2% من منتجات الحبوب و6.5 % من الخضروات و4.2 % من الغلال. في المقابل، تظهر الدراسات أن حوالي 600 ألف تونسي يعانون من سوء التغذية.
ريم سوودي
-91 كيلوغراما هو نصيب الفرد من الطعام المهدور سنويا في تونس
تونس الصباح
أمام النقص المسجل في مادة الحليب واستحالة توفره بطريقة دورية، اختارت إيمان ان تتخلى كليا عن عادتها الصباحية واتجهت الى تناول قهوة فقط دون إضافات. ونفس الأمر قامت به في علاقة بفقدان الأرز حيث غيرته بالشربة فلهما تقريبا نفس الشكل..
من ناحيتها أفادت آمال في شهادتها ل"الصباح" انّ وجباتها اليومية أصبحت تخضع ببورصة الندرة. لتضيف مبتسمة "أصبحت اقتني مستلزماتي من الخبز لمدة أيام، أضعه في الثلاجة وبمجرد ان ينفد أشتري كمية أخرى." وهي الطريقة الأنجع حسب رأيها لضمان توفره في بيتها عند الحاجة نظرا لانه لا يمكنه أمام التزاماتها المهنية ان تقف في طابور المخبزة بنفس الطريقة يوميا.
في المقابل اتجه غيلان نحو حل التخزين، عبر تجميع المواد التي تعرف منذ مدة نقص في السوق، حيث لا يحتكم الى حاجته وإنما في كل فرصة يجد فيها السكر او السميد او الفرينة او الحليب او القهوة او الأرز.. يقوم باقتناء الكميات المسموح بها للفرد.
ولم يشمل التغيير فيما يهم سلوك التونسي في الفترة الأخيرة العادات الغذائية فقط بل شمل أيضا نسق تسوقه، حيث كشف عم خميس وهو صاحب محل لبيع الخضر والغلال في سوق "سيدي البحري" وسط العاصمة، ان السلوك الاستهلاكي للتونسيين والتونسيات قد سجل تحولات واضحة، حيث اتجه اغلب زبائنه الى نوع من التعديل في مشترياتهم في مواجهة ما سجلته السنتين الماضيتين من ارتفاع في الأسعار، في الوقت الذي اتجه آخرون الى اقتناء الحد الأدنى من حاجياتهم. ويقول عم خميس " سوق سيدي البحري يعد وجهة للتونسيين من مختلف الفئات والشرائح في الغالب يعتبر من الأسواق الشعبية التي لا تعرف أسعارا مرتفعة، ويقصده التونسيون لاقتناء مستلزماتهم الأسبوعية غير انه أمام نقص السلع والارتفاع في الأسعار، اضطر جزء منهم الى التقليص في حجم مشترياتهم. حتى أن فئة واسعة من التونسيين تخلت عن مادة اللحوم الحمراء مثلا والأسماك واكتفت بلحوم الدواجن والبيض وقلصت من كميات البقول التي تضاعفت أسعارها.
حلول اتجه لها المواطنون والمواطنات في مواجهة لوضع الندرة الذي أصبح يهم عناوين عديدة من المواد الغذائية الأساسية المكونة للأطباق التونسية. ليصبح المتحكم الأول في العادات الغذائية للتونسيين هو العرض ومستوى القدرة على الإنفاق.
وتعرف الأسواق التونسية منذ ما يزيد عن السنتين، نقصا في قائمة من المواد الغذائية يتم تعديل حضورها لتعاود الغياب مرة أخرى. وتعد المعجنات والخبز والقهوة والشاي ومادة الأرز والقهوة أهمها وأكثرها غيابا. وشمل النقص أصنافا من الخضر والغلال فضلا عن اللحوم الحمراء ما تسبب في ارتفاع جنوني لأسعارها.
ويؤكد بدوره لطفي الرياحي رئيس منظمة إرشاد المستهلك، حصول تغيرات في السلوك الاستهلاكي للتونسيين منذ بداية أزمة نقص المواد الغذائية. ورجح الرياحي ان تتحول السلوكات الجديدة للتونسيين الى عادة دائمة خاصة فيما يتصل بمسالة الإسراف وهدر الغذاء. أشار الى انه وحسب نتائج الاستبيانات التي تقوم بها منظمة إرشاد المستهلك في علاقة بعادات التونسيين، قد أكدت ان هناك تراجعا في معدلات الهدر الغذائي. وأظهرت ان العائلات التونسية أصبحت أكثر حرصا على التحكم في استهلاكها من الغذاء ونفقاتها التي تهم الأكل بصفة عامة. فاتجهت الى تقليص استهلاكها من الأكل الجاهز واللحوم الحمراء وأصناف من الغلال... وأضاف ستكشف الإحصائيات مستقبلا ان التونسيين يتحكمون أكثر في استهلاكه لمادة الخبز التي يضطرون يوميا الى الوقوف في طوابير من اجل الحصول عليها. ويرى رئيس منظمة إرشاد المستهلك أن إعادة تصنيف المنتجات الزراعية والغذاء أصبحت أمرا ضروريا من أجل توفير عرض متنوّع يتلاءم مع القدرات الإنفاقية لمختلف الشرائح الاجتماعية. كما يؤكد الرياحي على ضرورة حوكمة التونسيين لنفقات الغذاء وإعادة النظر في سلوكهم تجاه الطعام في ظل التحديات المناخية التي تواجهها البلاد وتأثير الجفاف على المحاصيل.
وأظهر آخر تقرير يتعلق بإهدار الطعام في العالم نشره برنامج الأمم المتحدة البيئي، الخاص بعام 2021، أن التقديرات المتعلقة بتونس تشير إلى أن 91 كيلوغراما هو نصيب الفرد من الطعام المهدور سنويا. وتظهر بيانات المعهد الوطني للاستهلاك أن الخبز يأتي في مقدمة المنتجات التي يتم تبذيرها بنسبة 15.7% وقد بلغت نسبة إهدار الدقيق لإنتاج الخبز لدى المخابز عام 2017 حوالي 686 ألف طن، أي ما يعادل 10.4 %من كميات الدقيق المدعوم. كما يهدر التونسيون 10.2% من منتجات الحبوب و6.5 % من الخضروات و4.2 % من الغلال. في المقابل، تظهر الدراسات أن حوالي 600 ألف تونسي يعانون من سوء التغذية.