في إطار الحديث عن بعض الأعمال الكوميدية التي شارك فيها الفنان المسرحي رياض حمدي وكشفت عن موهبته الفنية التي لم تقتصر عن التراجيديا فحسب، على غرار "بورتو فارينا" لإبراهيم اللطيف أو "مشكي وعاود" لقيس شقير، بين محدثنا لـ"الصباح" أنه لا يوجد ممثل مختص في الكوميديا أو ممثل مختص في التراجيديا لأن "الممثل يجب أن يكون متكاملا وأبرز الأمثلة في هذا المجال تحيلك الى المراجع الرئيسية في فن الممثل l’art de comédie، فشارلين شبلين على سبيل المثال حين تتابع جل أعماله لا تستطيع ضبط مشاعرك: تضحك أم تبكي، نفس الشيء بالنسبة لباستر كيتم أو لورال وهاردي..
ولنوضح أكثر يجب التذكير بأن المسرح ينقسم الى تراجيديات وملاهي ومشاجي.. المشاجي التي أصبحت بما يعرف بالكوميدياء السوداء..حيث ظهر الجنس المسرحي المرتبط بالكتابة، لأنه أحيانا تتقيد وضعية الممثل بـ"الكوميك" وهنا يكون محور الحديث عن الجنس المسرحي لا الممثل في ذلك الجنس.. فالممثل حين يكون مرتبطا بدور كوميدي يصبح كوميديا وحين يكون متقمصا لدور تراجيدي يكون تراجيديا، لكن في ذات السياق، يبقى الأمر متعلقا بمدى موهبة الممثل والآليات المعتمدة، فالشخصية تلتحم بالوضعية إن تعلقت بالكوميديا أو التراجيديا..
والممثل البارع حسب محدثنا "يستطيع أن يتقن الجنسين، والقادر على إضحاكك قادر على إبكائك، تبقى العملية مقيدة بمسالة الالتزام .. نفس الشيء بالنسبة الى مسرح العبث حيث يستطيع الممثل ان يضحكك وهو في "قمة الوجيعة" ..".
أما بالنسبة لتجربة الممثل رياض حمدي الخاصة في المجال الكوميدي فقد بين لـ"الصباح" أن أصدقاءه وممثلي القطاع المسرحي يدركون جيدا قدراته الهائلة في فن الإضحاك قائلا: "رغم تجربتي المتواضعة من خلال "بورتو فرينة" أو مشكي وعاود" كنت قادرا على التميز أكثر في هذا المجال لو أتيحت لي فرصة المشاركة في أعمال كوميدية أخرى.."
"الصباح" تطرقت كذلك من خلال الحوار الحصري مع الفنان رياض حمدي الى تجربته الثرية مع الفاضل الجعايبي سواء من خلال مسرحية "خمسون" أو "يحيى يعيش" التي استشرفت سقوط بن علي، وكيف لممثلين محترفين ساهموا في نجاح الأعمال الفنية السابق ذكرها وبروزها في أعتى مسارح العالم أن يخبو تألقهم ليوضح محدثنا قائلا: أظن أنه لا توجد عروض مغرية فضلا عن عدم دعوة هؤلاء بمنطق تقسيم الساحة الى "جماعة المسرح" و"جماعة السينما"، إذ من النادر أن أن تجد مسرحيا يلعب دور بطولة في إحدى الأفلام السينمائية وهو أمر يبدو غريبا لأن أغلب الممثلين المشهورين في العالم تكوينهم مسرحي بالأساس.. كما أن الأداء على الركح ليس كالاداء أمام الكاميرا، ذلك أنه في السنوات الأخيرة لم نعد نتحدث عن الاداء السينمائي بمعزل عن الآليات المسرحية، خاصة وأنه تم القطع مع المدارس الكلاسيكية وأصبحنا في غنى عن المبالغة المشطة في الاداء على الركح rapport fatique ..
وفي حديث عن دور المثقف العضوي وعلى المفهوم الغرامشي وجهنا سؤالا للمثل رياض حمدي وهو: هل تعتبر الفنان في تونس منصهرا في قضايا المجتمع أم لا فكان جوابه كالآتي : الامر واضح وجلي ، لماذا يعتبر شكسبير وغيره من العظماء مرجها إلى اليوم في المجالات التي حرفوها؟ لانها أعمال عميقة في مضامينها تحمل فكرا..
وهنا أدعو اي فنان أن يكون ملتصقا بالواقع وألا تكون أعماله مناسبتية ..
وليد عبداللاوي
تونس-الصباح
في إطار الحديث عن بعض الأعمال الكوميدية التي شارك فيها الفنان المسرحي رياض حمدي وكشفت عن موهبته الفنية التي لم تقتصر عن التراجيديا فحسب، على غرار "بورتو فارينا" لإبراهيم اللطيف أو "مشكي وعاود" لقيس شقير، بين محدثنا لـ"الصباح" أنه لا يوجد ممثل مختص في الكوميديا أو ممثل مختص في التراجيديا لأن "الممثل يجب أن يكون متكاملا وأبرز الأمثلة في هذا المجال تحيلك الى المراجع الرئيسية في فن الممثل l’art de comédie، فشارلين شبلين على سبيل المثال حين تتابع جل أعماله لا تستطيع ضبط مشاعرك: تضحك أم تبكي، نفس الشيء بالنسبة لباستر كيتم أو لورال وهاردي..
ولنوضح أكثر يجب التذكير بأن المسرح ينقسم الى تراجيديات وملاهي ومشاجي.. المشاجي التي أصبحت بما يعرف بالكوميدياء السوداء..حيث ظهر الجنس المسرحي المرتبط بالكتابة، لأنه أحيانا تتقيد وضعية الممثل بـ"الكوميك" وهنا يكون محور الحديث عن الجنس المسرحي لا الممثل في ذلك الجنس.. فالممثل حين يكون مرتبطا بدور كوميدي يصبح كوميديا وحين يكون متقمصا لدور تراجيدي يكون تراجيديا، لكن في ذات السياق، يبقى الأمر متعلقا بمدى موهبة الممثل والآليات المعتمدة، فالشخصية تلتحم بالوضعية إن تعلقت بالكوميديا أو التراجيديا..
والممثل البارع حسب محدثنا "يستطيع أن يتقن الجنسين، والقادر على إضحاكك قادر على إبكائك، تبقى العملية مقيدة بمسالة الالتزام .. نفس الشيء بالنسبة الى مسرح العبث حيث يستطيع الممثل ان يضحكك وهو في "قمة الوجيعة" ..".
أما بالنسبة لتجربة الممثل رياض حمدي الخاصة في المجال الكوميدي فقد بين لـ"الصباح" أن أصدقاءه وممثلي القطاع المسرحي يدركون جيدا قدراته الهائلة في فن الإضحاك قائلا: "رغم تجربتي المتواضعة من خلال "بورتو فرينة" أو مشكي وعاود" كنت قادرا على التميز أكثر في هذا المجال لو أتيحت لي فرصة المشاركة في أعمال كوميدية أخرى.."
"الصباح" تطرقت كذلك من خلال الحوار الحصري مع الفنان رياض حمدي الى تجربته الثرية مع الفاضل الجعايبي سواء من خلال مسرحية "خمسون" أو "يحيى يعيش" التي استشرفت سقوط بن علي، وكيف لممثلين محترفين ساهموا في نجاح الأعمال الفنية السابق ذكرها وبروزها في أعتى مسارح العالم أن يخبو تألقهم ليوضح محدثنا قائلا: أظن أنه لا توجد عروض مغرية فضلا عن عدم دعوة هؤلاء بمنطق تقسيم الساحة الى "جماعة المسرح" و"جماعة السينما"، إذ من النادر أن أن تجد مسرحيا يلعب دور بطولة في إحدى الأفلام السينمائية وهو أمر يبدو غريبا لأن أغلب الممثلين المشهورين في العالم تكوينهم مسرحي بالأساس.. كما أن الأداء على الركح ليس كالاداء أمام الكاميرا، ذلك أنه في السنوات الأخيرة لم نعد نتحدث عن الاداء السينمائي بمعزل عن الآليات المسرحية، خاصة وأنه تم القطع مع المدارس الكلاسيكية وأصبحنا في غنى عن المبالغة المشطة في الاداء على الركح rapport fatique ..
وفي حديث عن دور المثقف العضوي وعلى المفهوم الغرامشي وجهنا سؤالا للمثل رياض حمدي وهو: هل تعتبر الفنان في تونس منصهرا في قضايا المجتمع أم لا فكان جوابه كالآتي : الامر واضح وجلي ، لماذا يعتبر شكسبير وغيره من العظماء مرجها إلى اليوم في المجالات التي حرفوها؟ لانها أعمال عميقة في مضامينها تحمل فكرا..
وهنا أدعو اي فنان أن يكون ملتصقا بالواقع وألا تكون أعماله مناسبتية ..