أورد صباح أمس وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي أن القطاع الفلاحي من القطاعات البالغة الحساسية في اقتصاديات البلدان المتقدمة والبلدان النامية، لاسيما في ظل التحولات الاقتصادية والمشاكل المتزايدة للاقتصاد كما تعتبر الزراعة صناعة العصر والمستقبل، باعتبارها تمثل أحد عناصر التنمية الاقتصادية وعناصر تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في أي بلد.
ويأتي هذا التصريح على هامش كلمته التي ألقاها بمناسبة إعطائه أمس إشارة انطلاق المؤتمر العالمي للأمن الغذائي في الوطن العربي خلال الازمات وما بعدها الذي نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" بحضور سفراء بعض الدول وممثلي البعثات الديبلوماسية وأهل الاختصاص من خبراء وأكاديميين وباحثين..
وأضاف وزير الفلاحة أن المجتمع الدولي أدرك أهمية تحويل النظم الغذائية لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة 2030 وأهدافها، في ظل التحديات المختلفة التي يعرفها العالم، وفي مقدمتها التهديد الذي يشكله تغير المناخ وكذلك حجم التهديدات التي يواجهها العالم والإنسانية ككل، مشيرا في الإطار نفسه إلى أن تونس لطالما وضعت دائما الأمن الغذائي على رأس أولوياتها الوطنية. وقد تعزز هذا الاهتمام من خلال مجموعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية على المستوى الوطني، والتي اعتمدت في منهجيتها على تكامل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية قائلا في هذا الشأن :"اليوم نتطلع إلى تعميق الإصلاحات وتعميم البرامج والمشاريع الهادفة إلى إحكام سلسلة الإمدادات الغذائية وجعلها آمنة وفي متناول جميع فئات المجتمع، مع الأخذ في الاعتبار كل ما سيتطلبه ذلك من تعزيز مكانة الغذاء المحلي والتحول إلى طرق استهلاك وإنتاج أكثر استدامة من خلال بناء الوعي والقدرات والتعليم، مع الاستمرار في إيلاء المزيد من الاهتمام لإنتاج الغذاء وتوفير المزيد من الضمانات على ما نستهلكه"..
وأضاف وزير الفلاحة من جانب اخر أن تونس ليست بمنأى عن مخاطر نقص الغذاء بما أن تداعيات ذلك أصبحت تظهر في النقص في الإنتاج الفلاحي واللجوء المتزايد إلى التوريد مشيرا إلى أن تونس تحتل المرتبة 64 عالمياً والتاسعة عربياً وفق تصنيف مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2022، بعد أن كانت تحتل المرتبة 51 عالمياً عام 2018 من ضمن 113 دولة موضحا أن تونس تحصلت على تمويلات خارجية في شكل قروض سنة 2022 للتخفيف من انعكاسات الحرب في أوكرانيا، خصّصت لتمويل واردات القمح والشعير إضافة إلى دعم البنية الأساسية....
من جانب آخر وفي نفس السياق تجدر الإشارة إلى أن ممثل منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور إبراهيم الزيق قد تعرض في مداخلته الى الامراض الناتجة عن سوء التغذية ليشير في هذا السياق إلى أن عبء الأمراض غير السارية ذات الصلة بالنظام الغذائي وفرط الوزن والسمنة لا يزال في تزايد بسبب الاعتماد على نظم غذائية غير صحية لاسيما في البلدان ذات الدخل المرتفع وذات الدخل المتوسط، موضحا أن خمس البالغين في الإقليم متعايشون مع السمنة والتي يصل معدل انتشارها الى 41 بالمائة...
من جهة أخرى وفي نفس الإطار جدير بالذكر أن اللقاء شهد مداخلة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد ولد اعمر أن "الألكسو" حرصت على عقد هذا المؤتمر في هذا الظرف الاستثنائي بالتنسيق والتعاون مع المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي الذي يطرح احدى اهم القضايا التي تشغل دول ومنظمات العالم منذ منتصف القرن 20 على اعتبار أن الغذاء يعد السبيل الأول لتحقيق الاستمرار والنجاة للمجتمعات لا سيما خلال الازمات والمحن كالوضع الحالي الذي يعانيه العالم بعد جائحة كوفيد 19 موضحا في الإطار نفسه أن الأمن الغذائي العربي يتدهور نتيجة عوامل عدة أهمها الضغوط البيئية وتغير المناخ وندرة المياه والتلوث وقبة هطول الأمطار وزيادة مساحة الأراضي المتصحرة الى جانب انخفاض الإنتاجية الزراعية والنمو السريع للسكان الغير منضبط...
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر تتواصل أشغاله الى اليوم حيث سيبحث في جملة من المواضيع الحارقة على غرار مجال الزراعة الذكية مناخيا من أجل الأمن الغذائي..
منال حرزي
تونس-الصباح
أورد صباح أمس وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي أن القطاع الفلاحي من القطاعات البالغة الحساسية في اقتصاديات البلدان المتقدمة والبلدان النامية، لاسيما في ظل التحولات الاقتصادية والمشاكل المتزايدة للاقتصاد كما تعتبر الزراعة صناعة العصر والمستقبل، باعتبارها تمثل أحد عناصر التنمية الاقتصادية وعناصر تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في أي بلد.
ويأتي هذا التصريح على هامش كلمته التي ألقاها بمناسبة إعطائه أمس إشارة انطلاق المؤتمر العالمي للأمن الغذائي في الوطن العربي خلال الازمات وما بعدها الذي نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" بحضور سفراء بعض الدول وممثلي البعثات الديبلوماسية وأهل الاختصاص من خبراء وأكاديميين وباحثين..
وأضاف وزير الفلاحة أن المجتمع الدولي أدرك أهمية تحويل النظم الغذائية لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة 2030 وأهدافها، في ظل التحديات المختلفة التي يعرفها العالم، وفي مقدمتها التهديد الذي يشكله تغير المناخ وكذلك حجم التهديدات التي يواجهها العالم والإنسانية ككل، مشيرا في الإطار نفسه إلى أن تونس لطالما وضعت دائما الأمن الغذائي على رأس أولوياتها الوطنية. وقد تعزز هذا الاهتمام من خلال مجموعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية على المستوى الوطني، والتي اعتمدت في منهجيتها على تكامل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية قائلا في هذا الشأن :"اليوم نتطلع إلى تعميق الإصلاحات وتعميم البرامج والمشاريع الهادفة إلى إحكام سلسلة الإمدادات الغذائية وجعلها آمنة وفي متناول جميع فئات المجتمع، مع الأخذ في الاعتبار كل ما سيتطلبه ذلك من تعزيز مكانة الغذاء المحلي والتحول إلى طرق استهلاك وإنتاج أكثر استدامة من خلال بناء الوعي والقدرات والتعليم، مع الاستمرار في إيلاء المزيد من الاهتمام لإنتاج الغذاء وتوفير المزيد من الضمانات على ما نستهلكه"..
وأضاف وزير الفلاحة من جانب اخر أن تونس ليست بمنأى عن مخاطر نقص الغذاء بما أن تداعيات ذلك أصبحت تظهر في النقص في الإنتاج الفلاحي واللجوء المتزايد إلى التوريد مشيرا إلى أن تونس تحتل المرتبة 64 عالمياً والتاسعة عربياً وفق تصنيف مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2022، بعد أن كانت تحتل المرتبة 51 عالمياً عام 2018 من ضمن 113 دولة موضحا أن تونس تحصلت على تمويلات خارجية في شكل قروض سنة 2022 للتخفيف من انعكاسات الحرب في أوكرانيا، خصّصت لتمويل واردات القمح والشعير إضافة إلى دعم البنية الأساسية....
من جانب آخر وفي نفس السياق تجدر الإشارة إلى أن ممثل منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور إبراهيم الزيق قد تعرض في مداخلته الى الامراض الناتجة عن سوء التغذية ليشير في هذا السياق إلى أن عبء الأمراض غير السارية ذات الصلة بالنظام الغذائي وفرط الوزن والسمنة لا يزال في تزايد بسبب الاعتماد على نظم غذائية غير صحية لاسيما في البلدان ذات الدخل المرتفع وذات الدخل المتوسط، موضحا أن خمس البالغين في الإقليم متعايشون مع السمنة والتي يصل معدل انتشارها الى 41 بالمائة...
من جهة أخرى وفي نفس الإطار جدير بالذكر أن اللقاء شهد مداخلة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد ولد اعمر أن "الألكسو" حرصت على عقد هذا المؤتمر في هذا الظرف الاستثنائي بالتنسيق والتعاون مع المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي الذي يطرح احدى اهم القضايا التي تشغل دول ومنظمات العالم منذ منتصف القرن 20 على اعتبار أن الغذاء يعد السبيل الأول لتحقيق الاستمرار والنجاة للمجتمعات لا سيما خلال الازمات والمحن كالوضع الحالي الذي يعانيه العالم بعد جائحة كوفيد 19 موضحا في الإطار نفسه أن الأمن الغذائي العربي يتدهور نتيجة عوامل عدة أهمها الضغوط البيئية وتغير المناخ وندرة المياه والتلوث وقبة هطول الأمطار وزيادة مساحة الأراضي المتصحرة الى جانب انخفاض الإنتاجية الزراعية والنمو السريع للسكان الغير منضبط...
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر تتواصل أشغاله الى اليوم حيث سيبحث في جملة من المواضيع الحارقة على غرار مجال الزراعة الذكية مناخيا من أجل الأمن الغذائي..