إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مساجد ..منازل..ومقامات متداعية.. معالم القيروان "تنهار"!

 

القيروان - الصباح

عاشت المدينة العتيقة بالقيروان مراحل تاريخية مختلفة، بدءا من تأسيس القيروان على يد الفاتح عقبة بن نافع، الذي أسس جامعها الكبير سنة 50 هـجري الموافق لسنة 670 ميلادي، مرورا بالعهد الأغلبي الذي تواصل من سنة 800 م إلى سنة909 م الذي ترك بصمته في معالم عديدة، منها البرك الأغلبية، وصولا إلى العهد العثماني من سنة 1574 إلى سنة 1881 وهو تاريخ دخول الاستعمار الفرنسي إلى تونس.

ورغم مرور الزمن، ما تزال المدينة العتيقة، ذات الشكل الهندسي الدائري الفريد والأزقة الضيقة المرصعة بتحف معمارية فريدة من المساجد والمنازل والأقواس والقناديل، صامدة وشاهدة على دقة الهندسة المعمارية لتروي المدينة العتيقة حقبات تاريخية لحضارات عبرت وبقيت صامدة يحرسها سور القيروان العظيم وأبراجه الضخمة، التي كانت منصات لإطلاق المدافع ومراقبة العدو القادم .

هذا وتم ضم المدينة العتيقة بالقيروان ضمن التراث العالمي منذ سنة 1988 لما تتضمنه من نفائس تراثية عتيقة من المعمار والهندسة والزخارف، جعلت منها تراثا عالميا ومزارا ملهما.

كارثة انهيار "السور " ومدرسة التمريض "

غير أن هذه التحف المعمارية أصبحت مهددة اليوم بعديد المخاطر نتيجة لغياب الصيانة والبناء العشوائي واخلالات الأشغال، ما جعلها من يوم لآخر مهدد بالانهيار وهو ما حصل فعلا يوم السبت 16 ديسمبر 2023 حين انهار سور القيروان العريق وانهياره ادى لوفاة 3 عمال وإصابة أثنين آخرين أثناء قيامهما بأعمال صيانة حسب مصدر من الحماية المدنية لـ"الصباح".

كما عاشت المدينة كارثة أخرى أمس الاثنين 18 ديسمبر بعد انهيار جزء من مدرسة علوم التمريض التي تعد أيضا من بين المعالم الهامة بالمدينة.

 لابد من التدخل العاجل قبل فوات الأوان

ولتسليط الضوء على واقع المدينة العتيقة اتصلت "الصباح" بالناشط في المجتمع المدني نزار خليف الذي أفاد بأن حال المعمار الأثري في المدينة العتيقة بالقيروان أصبح مزر والدليل على ذلك سور المدينة العتيقة الذي بدأ في الميلان وبدأت أجزاء منه في التشقق والانهيار، زد على ذلك انهيار العديد من المنازل داخل المدينة العتيقة والتصدع الواضح لعديد المساجد التاريخية والمعالم الأثرية المهمة من مقامات وقباب وأسواق قديمة. و ذكر خليف بأن آثار القيروان من مسؤوليات المعهد الوطني للتراث وذكر بأن في الماضي كانت هناك جمعية صيانة المدينة، كانت تشرف في الثمانيات والتسعينات على الأشغال وكانت النتائج واضحة للعيان غير أن اليوم وقع تهميشها بعد سنة2011 وقد تم وضعها في الثلاجة لحسابات غير مفهومة.

وأضاف خليف بأن صيانة المخزون الأثري لعاصمة الأغالبة ليس منة من أحد بل واجب وطني يتطلب مختصين أكاديميين مع وضع خطة عمل للحد من انهيار المدينة التاريخية. وحذر خليف من أن تخسر مدينة القيروان موقعها ضمن التراث العالمي حيث يوجد بالمدينة العتيقة أكثر من 86 مسجدا، و84 ضريحا، و55 صباطا (قوس مسقف يربط بين مجموعة من المساكن )، و62 قوسا، و100 قبة فريدة، ما يجعلها ذات رصيد معماري متميز، إلى جانب آلاف المساكن.

وأشار محدثنا الى وجود تسربات في شبكة الماء الصالح للشراب وشبكة التطهير الرديئة داخل المدينة العتيقة وخارجها وفي محيط السور مما تتسبب في عدة إإشكاليات ألحقت أضرارا كبيرة وآخرها ما حصل لجزء من سور القيروان و مصرع 3 عمال كانوا بصدد القيام بأعمال "الصيانة".

 ودعا خليف إلى محاسبة المسؤولين بسبب ما جرى أمس السبت 16 ديسمبر 2023

و رد الاعتبار لجمعية صيانة المدينة نظرا للخبرة الطويلة في مجال الصيانة مشددا على أهمية العمل بين السلطة المحلية والجهوية والإدارة المعنية للتنسيق ووضع خطة عمل لإنقاذ تاريخ القيروان قبل فوات الأوان ووضع التراث العالمي للقيروان فوق كل اعتبار.

مروان الدعلول

مساجد ..منازل..ومقامات متداعية..  معالم القيروان "تنهار"!

 

القيروان - الصباح

عاشت المدينة العتيقة بالقيروان مراحل تاريخية مختلفة، بدءا من تأسيس القيروان على يد الفاتح عقبة بن نافع، الذي أسس جامعها الكبير سنة 50 هـجري الموافق لسنة 670 ميلادي، مرورا بالعهد الأغلبي الذي تواصل من سنة 800 م إلى سنة909 م الذي ترك بصمته في معالم عديدة، منها البرك الأغلبية، وصولا إلى العهد العثماني من سنة 1574 إلى سنة 1881 وهو تاريخ دخول الاستعمار الفرنسي إلى تونس.

ورغم مرور الزمن، ما تزال المدينة العتيقة، ذات الشكل الهندسي الدائري الفريد والأزقة الضيقة المرصعة بتحف معمارية فريدة من المساجد والمنازل والأقواس والقناديل، صامدة وشاهدة على دقة الهندسة المعمارية لتروي المدينة العتيقة حقبات تاريخية لحضارات عبرت وبقيت صامدة يحرسها سور القيروان العظيم وأبراجه الضخمة، التي كانت منصات لإطلاق المدافع ومراقبة العدو القادم .

هذا وتم ضم المدينة العتيقة بالقيروان ضمن التراث العالمي منذ سنة 1988 لما تتضمنه من نفائس تراثية عتيقة من المعمار والهندسة والزخارف، جعلت منها تراثا عالميا ومزارا ملهما.

كارثة انهيار "السور " ومدرسة التمريض "

غير أن هذه التحف المعمارية أصبحت مهددة اليوم بعديد المخاطر نتيجة لغياب الصيانة والبناء العشوائي واخلالات الأشغال، ما جعلها من يوم لآخر مهدد بالانهيار وهو ما حصل فعلا يوم السبت 16 ديسمبر 2023 حين انهار سور القيروان العريق وانهياره ادى لوفاة 3 عمال وإصابة أثنين آخرين أثناء قيامهما بأعمال صيانة حسب مصدر من الحماية المدنية لـ"الصباح".

كما عاشت المدينة كارثة أخرى أمس الاثنين 18 ديسمبر بعد انهيار جزء من مدرسة علوم التمريض التي تعد أيضا من بين المعالم الهامة بالمدينة.

 لابد من التدخل العاجل قبل فوات الأوان

ولتسليط الضوء على واقع المدينة العتيقة اتصلت "الصباح" بالناشط في المجتمع المدني نزار خليف الذي أفاد بأن حال المعمار الأثري في المدينة العتيقة بالقيروان أصبح مزر والدليل على ذلك سور المدينة العتيقة الذي بدأ في الميلان وبدأت أجزاء منه في التشقق والانهيار، زد على ذلك انهيار العديد من المنازل داخل المدينة العتيقة والتصدع الواضح لعديد المساجد التاريخية والمعالم الأثرية المهمة من مقامات وقباب وأسواق قديمة. و ذكر خليف بأن آثار القيروان من مسؤوليات المعهد الوطني للتراث وذكر بأن في الماضي كانت هناك جمعية صيانة المدينة، كانت تشرف في الثمانيات والتسعينات على الأشغال وكانت النتائج واضحة للعيان غير أن اليوم وقع تهميشها بعد سنة2011 وقد تم وضعها في الثلاجة لحسابات غير مفهومة.

وأضاف خليف بأن صيانة المخزون الأثري لعاصمة الأغالبة ليس منة من أحد بل واجب وطني يتطلب مختصين أكاديميين مع وضع خطة عمل للحد من انهيار المدينة التاريخية. وحذر خليف من أن تخسر مدينة القيروان موقعها ضمن التراث العالمي حيث يوجد بالمدينة العتيقة أكثر من 86 مسجدا، و84 ضريحا، و55 صباطا (قوس مسقف يربط بين مجموعة من المساكن )، و62 قوسا، و100 قبة فريدة، ما يجعلها ذات رصيد معماري متميز، إلى جانب آلاف المساكن.

وأشار محدثنا الى وجود تسربات في شبكة الماء الصالح للشراب وشبكة التطهير الرديئة داخل المدينة العتيقة وخارجها وفي محيط السور مما تتسبب في عدة إإشكاليات ألحقت أضرارا كبيرة وآخرها ما حصل لجزء من سور القيروان و مصرع 3 عمال كانوا بصدد القيام بأعمال "الصيانة".

 ودعا خليف إلى محاسبة المسؤولين بسبب ما جرى أمس السبت 16 ديسمبر 2023

و رد الاعتبار لجمعية صيانة المدينة نظرا للخبرة الطويلة في مجال الصيانة مشددا على أهمية العمل بين السلطة المحلية والجهوية والإدارة المعنية للتنسيق ووضع خطة عمل لإنقاذ تاريخ القيروان قبل فوات الأوان ووضع التراث العالمي للقيروان فوق كل اعتبار.

مروان الدعلول