إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد انحباسها طيلة فصل الخريف.. هل تنقذ أمطار الشتاء الموسم الفلاحي وتضع حدا للجفاف؟

 

 30  مليون لتر مكعب حصيلة إيرادات السدود في أسبوعين لكنها ضعيفة وغير كافية 

تونس- الصباح

بعد انحباسها طيلة فصل الخريف، تشهد بلادنا هذه الأيام هطول كميات محترمة من الأمطار وتساقطات شملت جل المناطق في الشمال والوسط والجنوب، بعد وصول منخفض للضغط الجوي يتمركز حاليا على بلادنا بعد منخفض أول خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر.

ومن شأن تساقطات فصل الشتاء التي يتوقع وفق المرصد الوطني للرصد الجوي تواصلها خلال الأسبوع المقبل، أن تكون لها تأثيرات ايجابية على الموسم الفلاحي وخاصة الزراعات الكبرى، التي شهدت تأخرا في عملية البذر هذه السنة في ولايات الشمال بعد أن كانت تتم خلال فترة الخريف..

إلا أنه، ووفق الأرقام والإحصائيات المتعلقة بمخزون السدود ما زلنا بعيدين عن مستوى العام الماضي، ومعدل الثلاث سنوات الماضية، من حصيلة التساقطات وإيرادات السدود، وبالتالي فإنه يمكن القول إن تونس لم تخرج بعد من وضع الجفاف المتواصل منذ خمس سنوات، في انتظار نزول تساقطات جديدة خلال بقية السنة والثلاثي الأول من العام المقبل..

وللتذكير، لم تتجاوز النسبة الجملية لمخزون السدود مثلا بعد أمطار ماي وجوان من سنة 2023، عتبة 37 بالمائة.

ويتوقع أن تتراوح كميات الأمطار التي نزلت خلال اليومين الماضيين بين 50 و100 ملم ويمكن أن تتجاوز 100 ملم في المناطق الساحلية الشرقية وبنزرت والعاصمة ونابل والساحل .

بالنسبة لحالة الطقس اليوم الأحد حذّر المعهد الوطني للرصد الجوي في نشرة متابعة أصدرها أمس، أن الوضع الجوي يكون ملائما لنزول الأمطار بأغلب المناطق.

وقال إن الأمطار ستكون مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة حيث تتراوح الكميات عامة بين 30 و50 مم وتصل محليا إلى حدود 90 مم خاصة بولايات الساحل ونابل والقيروان، وذلك آخر النهار وأثناء الليل، مع إمكانية تسجيل تساقط للبرد بأماكن محدودة.

وأشار الرصد الجوي إلى أن الطقس سيكون ملائما يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، لنزول الأمطار بأغلب الجهات وتكون مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة بالساحل والوطن القبلي ومحليا الجنوب، مع هبوب رياح قوية تتجاوز سرعتها مؤقتا 80 كم/س.

 إلى ذلك، وتحسبا لوقوع فيضانات، وفي إطار التوقي من أخطار التقلبات المناخية، وتحسبا لأي طارئ، انعقدت أمس لجان جهوية لمجابهة الكوارث في بعض الولايات مثل قابس، وقبلها بأسبوعين في جندوبة والقصرين، في حين قررت لجان أخرى الإبقاء على اجتماعاتها مفتوحة..

ارتفاع طفيف في مخزون السدود

ساهمت الأمطار الأخيرة في ارتفاع طفيف في إيرادات السدود التي ما تزال حرجة مقارنة بطاقة استيعابها وحاجياتنا الاستهلاكية من مياه شرب ومياه ري.

فوفق البيانات الإحصائية لوضعية السدود المنشورة بالمرصد الوطني للفلاحة، بلغت نسبة التعبئة الجملة للسدود المسجلة إلى حدود يوم 15 ديسمبر الجاري 23.5 بالمائة، بواقع 543 مليون لتر مكعب، 90 بالمائة منها مركزة بسدود الشمال التي بلغت نسبة تعبئة 27.5 بالمائة، أو ما يعادل قرابة 496 مليون متر مكتب، فيما تتوزع بقية الإيرادات بسدود الوسط بنسبة تعبئة بلغت قرابة 10 بالمائة، وسدود الوطن القبلي التي لم تتجاوز فيها مخزون المياه بالسدود سوى 3.5 مليون متر مكعب بنسبة تعبئة تقدر بـ5.7 بالمائة..

ومقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما يزال مخزون السدود الجملي حرجا وبعيدا عن المعدل خلال السنوات الثلاث الماضية، الذي بلغ معدلا تجاوز 859 مليون لتر مكعب، أي بفارق سلبي يقدر بأكثر من 316 مليون لتر مكعب. 

ومقارنة بمخزون السدود خلال اليوم الأول من شهر ديسمبر الجاري، بآخر بيانات إحصائية مسجلة يوم 15 من نفس الشهر، يتضح أن الإيرادات الجملية السدود من مياه الأمطار الأخيرة بلغت أكثر من 30 مليون متر مكعب جلها بسدود الشمال (27 مليون متر مكعب). فيما بلغت النسبة العامة لمخزون المياه خلال أول ديسمبر 22.4 بالمائة، ما يعني أن حصيلة المياه الجملة المضافة لم تساهم في رفع مخزون السدود سوى بـ1 بالمائة فقط. علما أن حجم الاستهلاك اليومي للمياه على مستوى وطني يقدر بمليون لتر مكعب.

رفيق بن عبد الله

بعد انحباسها طيلة فصل الخريف..   هل تنقذ أمطار الشتاء الموسم الفلاحي وتضع حدا للجفاف؟

 

 30  مليون لتر مكعب حصيلة إيرادات السدود في أسبوعين لكنها ضعيفة وغير كافية 

تونس- الصباح

بعد انحباسها طيلة فصل الخريف، تشهد بلادنا هذه الأيام هطول كميات محترمة من الأمطار وتساقطات شملت جل المناطق في الشمال والوسط والجنوب، بعد وصول منخفض للضغط الجوي يتمركز حاليا على بلادنا بعد منخفض أول خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر.

ومن شأن تساقطات فصل الشتاء التي يتوقع وفق المرصد الوطني للرصد الجوي تواصلها خلال الأسبوع المقبل، أن تكون لها تأثيرات ايجابية على الموسم الفلاحي وخاصة الزراعات الكبرى، التي شهدت تأخرا في عملية البذر هذه السنة في ولايات الشمال بعد أن كانت تتم خلال فترة الخريف..

إلا أنه، ووفق الأرقام والإحصائيات المتعلقة بمخزون السدود ما زلنا بعيدين عن مستوى العام الماضي، ومعدل الثلاث سنوات الماضية، من حصيلة التساقطات وإيرادات السدود، وبالتالي فإنه يمكن القول إن تونس لم تخرج بعد من وضع الجفاف المتواصل منذ خمس سنوات، في انتظار نزول تساقطات جديدة خلال بقية السنة والثلاثي الأول من العام المقبل..

وللتذكير، لم تتجاوز النسبة الجملية لمخزون السدود مثلا بعد أمطار ماي وجوان من سنة 2023، عتبة 37 بالمائة.

ويتوقع أن تتراوح كميات الأمطار التي نزلت خلال اليومين الماضيين بين 50 و100 ملم ويمكن أن تتجاوز 100 ملم في المناطق الساحلية الشرقية وبنزرت والعاصمة ونابل والساحل .

بالنسبة لحالة الطقس اليوم الأحد حذّر المعهد الوطني للرصد الجوي في نشرة متابعة أصدرها أمس، أن الوضع الجوي يكون ملائما لنزول الأمطار بأغلب المناطق.

وقال إن الأمطار ستكون مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة حيث تتراوح الكميات عامة بين 30 و50 مم وتصل محليا إلى حدود 90 مم خاصة بولايات الساحل ونابل والقيروان، وذلك آخر النهار وأثناء الليل، مع إمكانية تسجيل تساقط للبرد بأماكن محدودة.

وأشار الرصد الجوي إلى أن الطقس سيكون ملائما يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، لنزول الأمطار بأغلب الجهات وتكون مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة بالساحل والوطن القبلي ومحليا الجنوب، مع هبوب رياح قوية تتجاوز سرعتها مؤقتا 80 كم/س.

 إلى ذلك، وتحسبا لوقوع فيضانات، وفي إطار التوقي من أخطار التقلبات المناخية، وتحسبا لأي طارئ، انعقدت أمس لجان جهوية لمجابهة الكوارث في بعض الولايات مثل قابس، وقبلها بأسبوعين في جندوبة والقصرين، في حين قررت لجان أخرى الإبقاء على اجتماعاتها مفتوحة..

ارتفاع طفيف في مخزون السدود

ساهمت الأمطار الأخيرة في ارتفاع طفيف في إيرادات السدود التي ما تزال حرجة مقارنة بطاقة استيعابها وحاجياتنا الاستهلاكية من مياه شرب ومياه ري.

فوفق البيانات الإحصائية لوضعية السدود المنشورة بالمرصد الوطني للفلاحة، بلغت نسبة التعبئة الجملة للسدود المسجلة إلى حدود يوم 15 ديسمبر الجاري 23.5 بالمائة، بواقع 543 مليون لتر مكعب، 90 بالمائة منها مركزة بسدود الشمال التي بلغت نسبة تعبئة 27.5 بالمائة، أو ما يعادل قرابة 496 مليون متر مكتب، فيما تتوزع بقية الإيرادات بسدود الوسط بنسبة تعبئة بلغت قرابة 10 بالمائة، وسدود الوطن القبلي التي لم تتجاوز فيها مخزون المياه بالسدود سوى 3.5 مليون متر مكعب بنسبة تعبئة تقدر بـ5.7 بالمائة..

ومقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما يزال مخزون السدود الجملي حرجا وبعيدا عن المعدل خلال السنوات الثلاث الماضية، الذي بلغ معدلا تجاوز 859 مليون لتر مكعب، أي بفارق سلبي يقدر بأكثر من 316 مليون لتر مكعب. 

ومقارنة بمخزون السدود خلال اليوم الأول من شهر ديسمبر الجاري، بآخر بيانات إحصائية مسجلة يوم 15 من نفس الشهر، يتضح أن الإيرادات الجملية السدود من مياه الأمطار الأخيرة بلغت أكثر من 30 مليون متر مكعب جلها بسدود الشمال (27 مليون متر مكعب). فيما بلغت النسبة العامة لمخزون المياه خلال أول ديسمبر 22.4 بالمائة، ما يعني أن حصيلة المياه الجملة المضافة لم تساهم في رفع مخزون السدود سوى بـ1 بالمائة فقط. علما أن حجم الاستهلاك اليومي للمياه على مستوى وطني يقدر بمليون لتر مكعب.

رفيق بن عبد الله