إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تزامنا مع نقص مادتي الفارنية والسميد.. تونس تشتري 225 ألف طن من الحبوب لتأمين حاجياتها الاستهلاكية

 

تونس- الصباح

تزامنا مع نقص في بعض المواد الأساسية المدعمة المتأتية من مشتقات الحبوب مثل الفارنية والخبز والسميد والعلف، طرح الديوان التونسي للحبوب أمس مناقصة دولية لشراء نحو 225 ألف طن من الحبوب، موزعة بين 100 ألف طن من القمح اللين ونحو 75 ألف طن من القمح الصلب و50 ألف طن من الشعير المستخدم كعلف للحيوانات.

وتنص المناقصة - وفق ما أوردته وكالة “رويترز”- على أن المنشأ اختياري وعلى أن الموعد النهائي لتقديم عروض الأسعار في المناقصة هو اليوم الثلاثاء.

وكانت تونس قد طلبت التزود من القمح اللين على أربع شحنات (25 ألف طن لكل شحنة) والقمح الصلب على ثلاث شحنات (25 ألف طن لكل شحنة) والشعير على شحنتين (25 ألف طن لكل شحنة).

الملفت للانتباه، أن ديوان الحبوب كشف في السداسي الثاني من السنة الجارية من شراءاته من الحبوب بمعدل شهري تقريبا، خاصة أن أسعارها عرفت انخفاضا ملحوظا مقارنة بأول السنة وبالأسعار المتداولة خلال السنة الماضية.

فقد اشترى الديوان خلال آخر مناقصة طرحها في 22 نوفمبر الماضي، أي قبل ثلاثة أسابيع تقريبا، حوالي 100 ألف طن من القمح اللين و75 ألف طن من الشعير المستخدم كعلف للحيوانات إضافة الى حوالي 25 ألف طن من القمح الصلب اشتراها خلال مناقصة طرحها في 17 من نفس الشهر.

وقبل شحنة نوفمبر، اقتنى الديوان أيضا خلال منتصف شهر أكتوبر 100 ألف طن من القمح اللين و50 ألف طن من علف الشعير في مناقصة دولية.. ووفق تقارير إعلامية، نجح الديوان في شراء القمح اللين بأقل سعر، وهو 274.69 دولار للطن شاملا تكلفة الشحن، وكذلك الشعير بأقل سعر، وهو 219.69 دولار للطن شاملا تكلفة الشحن.

وفي أحدث تقاريرها الصادرة قبل يومين، أكدت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" انخفاض أسعار الحبوب في العالم بنسبة 3 في المئة على أساس شهري، بفعل التراجع الحاد في أسعار الذرة، بينما انخفضت أسعار القمح بنحو 2.4 في المئة.

يذكر أن معدل سعر القمح الصلب الأوروبي على السوق العالمية للحبوب خلال أكتوبر 2023 ما قدره 453.5 دولار/طن أي 8.5 بالمائة أقل مما كان عليه خلال شهر سبتمبر 2023 و1 بالمائة أكثر من سعره في أكتوبر 2022، وذلك وفقا لمذكرة أصدرها المرصد الوطني للفلاحة بتاريخ 10 نوفمبر 2023.

كما شهد معدل سعر القمح اللّين الأوروبي في السوق العالمية تراجعا الى 247 دولارا/طن في سبتمبر 2023 مسجلا هبوطا بنسبة 5ر2 بالمائة عن أسعار أوت 2023 وبنسبة 4ر27 بالمائة عن سعره في سبتمبر 2022.

ومعلوم أن ديوان الحبوب ومنذ زيارة وزير الخارجية نبيل عمار إلى روسيا، في نهاية شهر سبتمبر، التي رافقته فيها ر.م.ع الديوان السيدة سلوى بن حديد حرم الزواري التي عينت على رأس الديوان بتاريخ 14 أوت 2023، يسعى إلى تنويع مصادر التزود بالحبوب من السوق العالمية واقتناص فرص انخفاضها، خاصة بعد أن وعدت روسيا بتوفير هذه المادة بأسعار تفاضلية للبلدان الأكثر تأثرا من الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة كوفيد 19..

وتسعى الحكومة من خلال العمل على تكثيف اقتناء حاجياتها من الحبوب بأقل سعر، لتجنب تكرر أزمة نقص المواد الأساسية خلال السنة المقبلة وخاصة منها الحبوب ومشتقاتها التي تستأثر بأكثر من 70 بالمائة من اعتمادات الدعم السنوية، وتدخل في تركيبة وصناعة عدد من المواد الغذائية ذات الأولوية لدى الغالبية الساحقة من العائلات التونسية الفقيرة ومتوسطة الدخل على غرار الخبز والفرينة والمقرونة وغيرها.. فضلا عن المواد العلفيّة التي تدخل في منظومة صناعة وتحويل العلف المخصص للماشية..

وانخفضت اعتمادات دعم المواد الأساسية في مشروع ميزانية الدولة لسنة 2024 مقارنة بالسنة الجارية، بنسبة طفيفة إذ خصصت الدولة ميزانية تقارب 3.6 مليار دينار مقابل 3.8 مليار دينار متوقعة سنـة 2023 معظمها ستخصص لشراءات الحبوب.

وارتفع الدعم المخصص للمواد الأساسية بنحو 1.28 مليار دينار لكامل سنة 2023 ليرتفع إلى 3.8 مليار دينار، مقارنة بقانون المالية الأصلي، وفسرت الحكومة الترفيع في دعم المواد الأساسية بضرورة توفير التمويلات اللازمة لتوريد الحاجيات الإضافية من الحبوب وتعويض النقص الحاصل في الإنتاج الوطني وخاصة القمح جراء الجفاف الذي تمر به تونس والتغيرات المناخية.

تجدر الإشارة إلى أنه تم الترفيع في أسعار الحبوب على مستوى الإنتاج في مناسبتين سنتي 2022 و2023 تشجيعا للفلاحين على التوجه أكثر نحو الترفيع في المساحات الأراضي المخصصة لزراعات الحبوب.. علما أن إنتاج الحبوب في تونس سنة 2023 انخفض الى 0.3 مليون طن مقابل معدل يتراوح بين 1.2 و1.5 مليون طن بسبب نقص الموارد المائية الناجمة عن حالة الجفاف التي تعيشها البلاد منذ عدة سنوات.

ويقدر البنك الدولي مشتريات تونس من الحبوب خلال سنة 2022، 2.680 مليون طن، كما قدرت كمية مشتريات تونس خلال الفترة المقبلة من الحبوب خلال سنة 2023 حوالي 600 ألف طن من القمح اللين ومائة ألف طن من القمح الصلب و485 ألف طن من الشعير. وتستهلك تونس بلغ متوسط محصول الحبوب فيها خلال السنوات العشر الماضية نحو 1.5 مليون طن، حوالي 3.4 مليون طن سنويا.

رفيق بن عبد الله

 

 

 

 

تزامنا مع نقص مادتي الفارنية والسميد..  تونس تشتري 225 ألف طن من الحبوب لتأمين حاجياتها الاستهلاكية

 

تونس- الصباح

تزامنا مع نقص في بعض المواد الأساسية المدعمة المتأتية من مشتقات الحبوب مثل الفارنية والخبز والسميد والعلف، طرح الديوان التونسي للحبوب أمس مناقصة دولية لشراء نحو 225 ألف طن من الحبوب، موزعة بين 100 ألف طن من القمح اللين ونحو 75 ألف طن من القمح الصلب و50 ألف طن من الشعير المستخدم كعلف للحيوانات.

وتنص المناقصة - وفق ما أوردته وكالة “رويترز”- على أن المنشأ اختياري وعلى أن الموعد النهائي لتقديم عروض الأسعار في المناقصة هو اليوم الثلاثاء.

وكانت تونس قد طلبت التزود من القمح اللين على أربع شحنات (25 ألف طن لكل شحنة) والقمح الصلب على ثلاث شحنات (25 ألف طن لكل شحنة) والشعير على شحنتين (25 ألف طن لكل شحنة).

الملفت للانتباه، أن ديوان الحبوب كشف في السداسي الثاني من السنة الجارية من شراءاته من الحبوب بمعدل شهري تقريبا، خاصة أن أسعارها عرفت انخفاضا ملحوظا مقارنة بأول السنة وبالأسعار المتداولة خلال السنة الماضية.

فقد اشترى الديوان خلال آخر مناقصة طرحها في 22 نوفمبر الماضي، أي قبل ثلاثة أسابيع تقريبا، حوالي 100 ألف طن من القمح اللين و75 ألف طن من الشعير المستخدم كعلف للحيوانات إضافة الى حوالي 25 ألف طن من القمح الصلب اشتراها خلال مناقصة طرحها في 17 من نفس الشهر.

وقبل شحنة نوفمبر، اقتنى الديوان أيضا خلال منتصف شهر أكتوبر 100 ألف طن من القمح اللين و50 ألف طن من علف الشعير في مناقصة دولية.. ووفق تقارير إعلامية، نجح الديوان في شراء القمح اللين بأقل سعر، وهو 274.69 دولار للطن شاملا تكلفة الشحن، وكذلك الشعير بأقل سعر، وهو 219.69 دولار للطن شاملا تكلفة الشحن.

وفي أحدث تقاريرها الصادرة قبل يومين، أكدت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" انخفاض أسعار الحبوب في العالم بنسبة 3 في المئة على أساس شهري، بفعل التراجع الحاد في أسعار الذرة، بينما انخفضت أسعار القمح بنحو 2.4 في المئة.

يذكر أن معدل سعر القمح الصلب الأوروبي على السوق العالمية للحبوب خلال أكتوبر 2023 ما قدره 453.5 دولار/طن أي 8.5 بالمائة أقل مما كان عليه خلال شهر سبتمبر 2023 و1 بالمائة أكثر من سعره في أكتوبر 2022، وذلك وفقا لمذكرة أصدرها المرصد الوطني للفلاحة بتاريخ 10 نوفمبر 2023.

كما شهد معدل سعر القمح اللّين الأوروبي في السوق العالمية تراجعا الى 247 دولارا/طن في سبتمبر 2023 مسجلا هبوطا بنسبة 5ر2 بالمائة عن أسعار أوت 2023 وبنسبة 4ر27 بالمائة عن سعره في سبتمبر 2022.

ومعلوم أن ديوان الحبوب ومنذ زيارة وزير الخارجية نبيل عمار إلى روسيا، في نهاية شهر سبتمبر، التي رافقته فيها ر.م.ع الديوان السيدة سلوى بن حديد حرم الزواري التي عينت على رأس الديوان بتاريخ 14 أوت 2023، يسعى إلى تنويع مصادر التزود بالحبوب من السوق العالمية واقتناص فرص انخفاضها، خاصة بعد أن وعدت روسيا بتوفير هذه المادة بأسعار تفاضلية للبلدان الأكثر تأثرا من الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة كوفيد 19..

وتسعى الحكومة من خلال العمل على تكثيف اقتناء حاجياتها من الحبوب بأقل سعر، لتجنب تكرر أزمة نقص المواد الأساسية خلال السنة المقبلة وخاصة منها الحبوب ومشتقاتها التي تستأثر بأكثر من 70 بالمائة من اعتمادات الدعم السنوية، وتدخل في تركيبة وصناعة عدد من المواد الغذائية ذات الأولوية لدى الغالبية الساحقة من العائلات التونسية الفقيرة ومتوسطة الدخل على غرار الخبز والفرينة والمقرونة وغيرها.. فضلا عن المواد العلفيّة التي تدخل في منظومة صناعة وتحويل العلف المخصص للماشية..

وانخفضت اعتمادات دعم المواد الأساسية في مشروع ميزانية الدولة لسنة 2024 مقارنة بالسنة الجارية، بنسبة طفيفة إذ خصصت الدولة ميزانية تقارب 3.6 مليار دينار مقابل 3.8 مليار دينار متوقعة سنـة 2023 معظمها ستخصص لشراءات الحبوب.

وارتفع الدعم المخصص للمواد الأساسية بنحو 1.28 مليار دينار لكامل سنة 2023 ليرتفع إلى 3.8 مليار دينار، مقارنة بقانون المالية الأصلي، وفسرت الحكومة الترفيع في دعم المواد الأساسية بضرورة توفير التمويلات اللازمة لتوريد الحاجيات الإضافية من الحبوب وتعويض النقص الحاصل في الإنتاج الوطني وخاصة القمح جراء الجفاف الذي تمر به تونس والتغيرات المناخية.

تجدر الإشارة إلى أنه تم الترفيع في أسعار الحبوب على مستوى الإنتاج في مناسبتين سنتي 2022 و2023 تشجيعا للفلاحين على التوجه أكثر نحو الترفيع في المساحات الأراضي المخصصة لزراعات الحبوب.. علما أن إنتاج الحبوب في تونس سنة 2023 انخفض الى 0.3 مليون طن مقابل معدل يتراوح بين 1.2 و1.5 مليون طن بسبب نقص الموارد المائية الناجمة عن حالة الجفاف التي تعيشها البلاد منذ عدة سنوات.

ويقدر البنك الدولي مشتريات تونس من الحبوب خلال سنة 2022، 2.680 مليون طن، كما قدرت كمية مشتريات تونس خلال الفترة المقبلة من الحبوب خلال سنة 2023 حوالي 600 ألف طن من القمح اللين ومائة ألف طن من القمح الصلب و485 ألف طن من الشعير. وتستهلك تونس بلغ متوسط محصول الحبوب فيها خلال السنوات العشر الماضية نحو 1.5 مليون طن، حوالي 3.4 مليون طن سنويا.

رفيق بن عبد الله