إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في محاضرة حول مبادئ مسرحة الرواية .. "مي ليالي إيزيس كوبيا".. بين المقاربة المنهجية والمجال المسرحي الإبداعي

 

 

-الرواية سرد يغوص في مواضيع مختلفة وكثيرة ودون حدود وهي قصة تلد قصة، في حين أن النص المسرحي عكس ذلك تماما

-أي مكسب متصل بالأديبة الراحلة مي زيادة يعد فخرا وإعادة اعتبار لـ"نابغة الشرق"

تونس –الصباح

على هامش فعاليات مهرجان ايام قرطاج المسرحية في دورتها 24 التأمت ندوة أول أمس جمعت بين المخرج المسرحي اللبناني طلال درجاني والكاتب الجزائري واسيني الأعرج في إطار الحديث عن مسرحة رواية" مي ليالي إيزيس كوبيا..ثلاثمائة ليلة وليلة في جحيم العصفورية"كنموذج لإعادة الكتابة الدرامية للاعمال الروائية وتحويلها الى نص مسرحي..

لقاء كانت بداياته مع المخرج المسرحي طلال درجاني الذي بين أن مجموعة القصص تشكل الرواية وأما مسرحتها عبر كتابتها الدرامية فلها قوانين تحكم تاليف المكان والزمان والشخصيات والأحداث وكل مكونات العرض المسرحي.

طلال درجاني أشار كذلك الى أن الرواية سرد يغوص في مواضيع مختلفة وكثيرة ودون حدود وهي قصة تلد قصة، في حين أن "النص المسرحي عكس ذلك تماما"..

كما أن المهارات حسب المخرج اللبناني "تبدأ بإعادة كتابة الرواية للمسرح من إتقان أسلبة كل عناصر الرواية على قواعد الواقعية الفنية..

يقول طلال الدراجني: "قبل مسرحة الرواية احاور نفسي واناقشها بخصوص بناء العرض المسرحي ككل وخصوصا السينوغرافيا لأنها تلعب دورا رئيسا في ترجمة الحلول الإخراجية فلا اباشر بمسرحة النص إن لم اجد جميع مفاتيح الشخصيات والامكنة والأزمنة وإنما أتابع الصراع مع الفكرة حتى امسك بكل الخطوط والخيوط حتى تصبح واضحة أمامي .. هذا ما يجب البحث عنه في عمق النص..عندها انتقل الى الكتابة كما اكتشفتها حسيا ومشهديا باحثا عن كيفية تركيزها زمع الممثل وعبر التجسيد السينوغرافي، فأنطلق من مجموع هذه العناصر لاكون الرؤية الفنية"..

"أتمنى بعد موتي من ينصفني"..

أما الكاتب الجزائري واسيني الأعرج فقد بين في مستهل مداخلته أن الأمر يتعلق برواية "مي ليالي إيزيس كوبيا"، وإيزيس كوبيا اسم قديم مستعار كانت تكتب به المؤلفة، المصلحة والمترجمة اللبنانية مي زياة.. وهي من الاوائل الذين أنشأوا صالونا أدبيا كان يزوره أدباء كبار على غرار طه حسين والعقاد ومشاهير المثقفين في فترة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي..

وقد تطرق واسيني الأعرج الى أسباب التفكير في تأليف "مي ليالي إزيس كوبيا" تبين فيما بعد أنها غير مقتصرة عما يعرفه الجمهور، بل على جملة اعترضته خلال إعداد محاضرة بجامعة السوربون وهي "أتمنى بعد موتي من ينصفني".. جملة، يقول واسيني أنها "استدعت انتباهي وكأنها تستجديني وكل من كان شغوفا بمسيرتها، كما استدعت استغرابي وهي الميسورة الحال أبوها الصحفي الكبير مؤسس جريدة "المحروسة" بالقاهرة".. الأمر الذي جعل الكاتب الجزائري يشعر بفضول كبير إزاء كل ما يتعلق بالأديبة الراحلة..ليجد الإجابة بعد بحث طويل أنها اتهمت بالجنون حيث كانت إقامتها بمستشفى العصفورية إثر تعرضها الى خيانة أحد أقاربها المدعو جوزيف زيادة والذي كانت تحبه كثيرا عكس ماهو متداول بالنسبة للكثيرين بأنها كانت تعيش قصة حب مع جبران خليل جبران..

كما تحدث واسيني الأعرج عن اول كتاب لمي زيادة تحت عنوان "أحلام" والذي باحت فيه عن آلامها الشخصية..كذلك لم يخف الكاتب الجزائري-مستطردا- أن فهم أسباب إخفاقات الحداثة العربية يجب أن يتصل بتفاصيل قديمة أتينا على ذكرها..فضلا عن أن الانسان العربي "بيسيفان" الذي لا يتطور لأنه مرتاح، عقله لا يتناقش مع الفكر والحال أن الفكر يتطور بالاصطدام..هنا يقول واسيني الاعرج في ذات السياق بعبارة بليغة "يجب أن تمشي على الزجاج حافي القدمين إن لزم الأمر كي تتعلم وتتطور"..

"العصفورية" المنطلق

تنقل واسيني الأعرج الى العصفورية بلبنان من أجل الحصول على أهم المعطيات على بطلة روايته وكل ما من شأنه أن ينصف "أخته وحبيبته" حسب تعبيره..

إلا أنّه تعرض إلى صعوبات عند اقتحام المكان الذي أصبح ركاما من الأحجار المسيج.. علما وأنه كان من بين ممتلكات الحريري..ولم يغادر المكان إلاّ ومعه العديد من التفاصيل التي استعان بها في كتابة "مي ليالي إيزيس كوبيا"..

كما أعرب واسيني عن سعادته بتبني الرواية وتجسيدها مسلسلا بمصر وعلى خشبة المسرح بلبنان (إعداد وإخراج وسينوغرافيا طلال درجاني) وأكد على أن اي مكسب متصل بالأديبة الراحلة مي زيادة يعد فخرا وإعادة اعتبار لـ"نابغة الشرق"..

وليد عبداللاوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 في محاضرة حول مبادئ مسرحة الرواية  .. "مي ليالي إيزيس كوبيا".. بين المقاربة المنهجية والمجال المسرحي الإبداعي

 

 

-الرواية سرد يغوص في مواضيع مختلفة وكثيرة ودون حدود وهي قصة تلد قصة، في حين أن النص المسرحي عكس ذلك تماما

-أي مكسب متصل بالأديبة الراحلة مي زيادة يعد فخرا وإعادة اعتبار لـ"نابغة الشرق"

تونس –الصباح

على هامش فعاليات مهرجان ايام قرطاج المسرحية في دورتها 24 التأمت ندوة أول أمس جمعت بين المخرج المسرحي اللبناني طلال درجاني والكاتب الجزائري واسيني الأعرج في إطار الحديث عن مسرحة رواية" مي ليالي إيزيس كوبيا..ثلاثمائة ليلة وليلة في جحيم العصفورية"كنموذج لإعادة الكتابة الدرامية للاعمال الروائية وتحويلها الى نص مسرحي..

لقاء كانت بداياته مع المخرج المسرحي طلال درجاني الذي بين أن مجموعة القصص تشكل الرواية وأما مسرحتها عبر كتابتها الدرامية فلها قوانين تحكم تاليف المكان والزمان والشخصيات والأحداث وكل مكونات العرض المسرحي.

طلال درجاني أشار كذلك الى أن الرواية سرد يغوص في مواضيع مختلفة وكثيرة ودون حدود وهي قصة تلد قصة، في حين أن "النص المسرحي عكس ذلك تماما"..

كما أن المهارات حسب المخرج اللبناني "تبدأ بإعادة كتابة الرواية للمسرح من إتقان أسلبة كل عناصر الرواية على قواعد الواقعية الفنية..

يقول طلال الدراجني: "قبل مسرحة الرواية احاور نفسي واناقشها بخصوص بناء العرض المسرحي ككل وخصوصا السينوغرافيا لأنها تلعب دورا رئيسا في ترجمة الحلول الإخراجية فلا اباشر بمسرحة النص إن لم اجد جميع مفاتيح الشخصيات والامكنة والأزمنة وإنما أتابع الصراع مع الفكرة حتى امسك بكل الخطوط والخيوط حتى تصبح واضحة أمامي .. هذا ما يجب البحث عنه في عمق النص..عندها انتقل الى الكتابة كما اكتشفتها حسيا ومشهديا باحثا عن كيفية تركيزها زمع الممثل وعبر التجسيد السينوغرافي، فأنطلق من مجموع هذه العناصر لاكون الرؤية الفنية"..

"أتمنى بعد موتي من ينصفني"..

أما الكاتب الجزائري واسيني الأعرج فقد بين في مستهل مداخلته أن الأمر يتعلق برواية "مي ليالي إيزيس كوبيا"، وإيزيس كوبيا اسم قديم مستعار كانت تكتب به المؤلفة، المصلحة والمترجمة اللبنانية مي زياة.. وهي من الاوائل الذين أنشأوا صالونا أدبيا كان يزوره أدباء كبار على غرار طه حسين والعقاد ومشاهير المثقفين في فترة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي..

وقد تطرق واسيني الأعرج الى أسباب التفكير في تأليف "مي ليالي إزيس كوبيا" تبين فيما بعد أنها غير مقتصرة عما يعرفه الجمهور، بل على جملة اعترضته خلال إعداد محاضرة بجامعة السوربون وهي "أتمنى بعد موتي من ينصفني".. جملة، يقول واسيني أنها "استدعت انتباهي وكأنها تستجديني وكل من كان شغوفا بمسيرتها، كما استدعت استغرابي وهي الميسورة الحال أبوها الصحفي الكبير مؤسس جريدة "المحروسة" بالقاهرة".. الأمر الذي جعل الكاتب الجزائري يشعر بفضول كبير إزاء كل ما يتعلق بالأديبة الراحلة..ليجد الإجابة بعد بحث طويل أنها اتهمت بالجنون حيث كانت إقامتها بمستشفى العصفورية إثر تعرضها الى خيانة أحد أقاربها المدعو جوزيف زيادة والذي كانت تحبه كثيرا عكس ماهو متداول بالنسبة للكثيرين بأنها كانت تعيش قصة حب مع جبران خليل جبران..

كما تحدث واسيني الأعرج عن اول كتاب لمي زيادة تحت عنوان "أحلام" والذي باحت فيه عن آلامها الشخصية..كذلك لم يخف الكاتب الجزائري-مستطردا- أن فهم أسباب إخفاقات الحداثة العربية يجب أن يتصل بتفاصيل قديمة أتينا على ذكرها..فضلا عن أن الانسان العربي "بيسيفان" الذي لا يتطور لأنه مرتاح، عقله لا يتناقش مع الفكر والحال أن الفكر يتطور بالاصطدام..هنا يقول واسيني الاعرج في ذات السياق بعبارة بليغة "يجب أن تمشي على الزجاج حافي القدمين إن لزم الأمر كي تتعلم وتتطور"..

"العصفورية" المنطلق

تنقل واسيني الأعرج الى العصفورية بلبنان من أجل الحصول على أهم المعطيات على بطلة روايته وكل ما من شأنه أن ينصف "أخته وحبيبته" حسب تعبيره..

إلا أنّه تعرض إلى صعوبات عند اقتحام المكان الذي أصبح ركاما من الأحجار المسيج.. علما وأنه كان من بين ممتلكات الحريري..ولم يغادر المكان إلاّ ومعه العديد من التفاصيل التي استعان بها في كتابة "مي ليالي إيزيس كوبيا"..

كما أعرب واسيني عن سعادته بتبني الرواية وتجسيدها مسلسلا بمصر وعلى خشبة المسرح بلبنان (إعداد وإخراج وسينوغرافيا طلال درجاني) وأكد على أن اي مكسب متصل بالأديبة الراحلة مي زيادة يعد فخرا وإعادة اعتبار لـ"نابغة الشرق"..

وليد عبداللاوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews