إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يا ليتني مت يوم كنت أؤذن

 

شهدت القضية الفلسطينية تفاقمًا من خلال التنازلات لا يمكن تجاهلها ، حيث تأثرت الهوية العربية وتمزقت الوحدة السياسية

بقلم: بسام عودة (*)

ذات يوم في الضيعة ، بينما صاحبها يتأمل في صوت الديك الذي يعلو المكان ومشيته الشامخه التي تعبر عن العزة ، يتمتع صاحبنا الديك بصوت عالٍ ورأس مرفوع. كان شموخه يعكس وقارًا وكبرياءً يميزانه عن سائر الدجاج يبيض يوم ويرتاح يوم اخر

لكن يومًا ما، تغيرت ملامح الضيعة من خلال تفكير المالك لها ، بداء يفكر بمصير الديك الفخور. جاء اول طلب حيث طُلِبَ من الديك التنازل عن جزء من هويته، إذا أراد البقاء على قيد الحياة. بدأ الديك في التنازل، أولاً عن صوته الرنان الذي كان يعلو سماء القرية بالاذان

"هنا بدات التنازلات للتسوية،" والديك ينخرط في تراجع عن صفاته الفريدة. التوقف عن الصياح ، جاءت المزيد من المطالب.

"عليك أن تُقَرِّبَ صوتك ليكون مثل صوت الدجاجة،" طلب منه المسوح، وبالرغم من تردده، قبل الديك تلك الشروط. لكن عندما جاء الطلب الأخير - أن يُبيض مثل الدجاجة - او تذبح فرفض وقال:

"لا،" صرخ الديك، "لن أفقد أخيرًا آخر جزء من هويتي!" ولكن هذا الرفض جاء بعد التنازلات ، حيث قرر الديك السابق أن ينهي حياة الذي كان يومًا ما فخرًا بصوته العالي وشموخه.

وبحزن: قال " يا ليتني مت يوم كنت أؤذن." فهل سيفهم السكان الآن قيم الحفاظ على الهوية وكرامة الفرد، أم سيظلون يعانون من عواقب التنازلات التي دفعوا ثمنها بغالي الثمن؟

تكمن العبرة في قصة الديك في تحذيرنا من أهمية الحفاظ على هويتنا وقيمنا، حتى في ظل التحديات. فالتنازلات الزائدة قد تؤدي إلى فقدان القيمة والهوية التي نعتز بها.

بعد سلسلة من التنازلات عن الحقوق والأراضي العربية المغتصبه مزارع شبعه والجولان والاراضي الفلسطينية ، خاضت الشعوب العربية رحلة طويلة من التحديات والتغييرات. بعد فقدان الجزء العزيز فلسطين، بدأت العواقب تظهر بوضوح. فقد شهدت القضية الفلسطينية تفاقمًا من خلال التنازلات لا يمكن تجاهلها ، حيث تأثرت الهوية العربية وتمزقت الوحدة السياسية.

ضاعت القيم والمبادئ التي كانت تمثل الروح القوية لتلك الشعوب. خلال الحفاظ على الوحدة والقوة، أدت التنازلات إلى فقدان الثقة في القدرة على تحقيق التغيير.والرغبة في التحرر

ومع مرور الوقت، تعقدت الأمور، وتصاعدت التحديات . ظهرت الانقسامات والصراعات الداخلية . العرب اليوم يواجهون تحديات جديدة، حيث يسعون لإيجاد سبل لتحقيق التنمية واستعادة القوة والكرامة.

هذا السيناريو يعكس أهمية التفاوض الضعيف والمذل الحفاظ على الهوية والقيم تحتاج قوة فاعله في وجه التحديات. فقدوا الكثير، والسؤال الآن هو: هل يمكنهم الاستفادة من هذه الدروس المؤلمة لإعادة البناء مستقبل وتحقيق الوحدة والازدهار مصدر القوة .

وفي الختام، يبقى السؤال معلقًا: هل استوعبوا العرب الدرس، درس صاحبنا الديك في هذه القصة ويعيدون النظر في قراراتهم، أم سيستمرون في دفع الثمن باهظًا لتنازلاتهم حينها يقطع راسنا مثلما قطع راس الديك الذي عجز عن وضع البيض بعد ان اصبح دجاجة هجينه .

* كاتب وصحفي أردني

 

 

 

يا ليتني مت يوم كنت أؤذن

 

شهدت القضية الفلسطينية تفاقمًا من خلال التنازلات لا يمكن تجاهلها ، حيث تأثرت الهوية العربية وتمزقت الوحدة السياسية

بقلم: بسام عودة (*)

ذات يوم في الضيعة ، بينما صاحبها يتأمل في صوت الديك الذي يعلو المكان ومشيته الشامخه التي تعبر عن العزة ، يتمتع صاحبنا الديك بصوت عالٍ ورأس مرفوع. كان شموخه يعكس وقارًا وكبرياءً يميزانه عن سائر الدجاج يبيض يوم ويرتاح يوم اخر

لكن يومًا ما، تغيرت ملامح الضيعة من خلال تفكير المالك لها ، بداء يفكر بمصير الديك الفخور. جاء اول طلب حيث طُلِبَ من الديك التنازل عن جزء من هويته، إذا أراد البقاء على قيد الحياة. بدأ الديك في التنازل، أولاً عن صوته الرنان الذي كان يعلو سماء القرية بالاذان

"هنا بدات التنازلات للتسوية،" والديك ينخرط في تراجع عن صفاته الفريدة. التوقف عن الصياح ، جاءت المزيد من المطالب.

"عليك أن تُقَرِّبَ صوتك ليكون مثل صوت الدجاجة،" طلب منه المسوح، وبالرغم من تردده، قبل الديك تلك الشروط. لكن عندما جاء الطلب الأخير - أن يُبيض مثل الدجاجة - او تذبح فرفض وقال:

"لا،" صرخ الديك، "لن أفقد أخيرًا آخر جزء من هويتي!" ولكن هذا الرفض جاء بعد التنازلات ، حيث قرر الديك السابق أن ينهي حياة الذي كان يومًا ما فخرًا بصوته العالي وشموخه.

وبحزن: قال " يا ليتني مت يوم كنت أؤذن." فهل سيفهم السكان الآن قيم الحفاظ على الهوية وكرامة الفرد، أم سيظلون يعانون من عواقب التنازلات التي دفعوا ثمنها بغالي الثمن؟

تكمن العبرة في قصة الديك في تحذيرنا من أهمية الحفاظ على هويتنا وقيمنا، حتى في ظل التحديات. فالتنازلات الزائدة قد تؤدي إلى فقدان القيمة والهوية التي نعتز بها.

بعد سلسلة من التنازلات عن الحقوق والأراضي العربية المغتصبه مزارع شبعه والجولان والاراضي الفلسطينية ، خاضت الشعوب العربية رحلة طويلة من التحديات والتغييرات. بعد فقدان الجزء العزيز فلسطين، بدأت العواقب تظهر بوضوح. فقد شهدت القضية الفلسطينية تفاقمًا من خلال التنازلات لا يمكن تجاهلها ، حيث تأثرت الهوية العربية وتمزقت الوحدة السياسية.

ضاعت القيم والمبادئ التي كانت تمثل الروح القوية لتلك الشعوب. خلال الحفاظ على الوحدة والقوة، أدت التنازلات إلى فقدان الثقة في القدرة على تحقيق التغيير.والرغبة في التحرر

ومع مرور الوقت، تعقدت الأمور، وتصاعدت التحديات . ظهرت الانقسامات والصراعات الداخلية . العرب اليوم يواجهون تحديات جديدة، حيث يسعون لإيجاد سبل لتحقيق التنمية واستعادة القوة والكرامة.

هذا السيناريو يعكس أهمية التفاوض الضعيف والمذل الحفاظ على الهوية والقيم تحتاج قوة فاعله في وجه التحديات. فقدوا الكثير، والسؤال الآن هو: هل يمكنهم الاستفادة من هذه الدروس المؤلمة لإعادة البناء مستقبل وتحقيق الوحدة والازدهار مصدر القوة .

وفي الختام، يبقى السؤال معلقًا: هل استوعبوا العرب الدرس، درس صاحبنا الديك في هذه القصة ويعيدون النظر في قراراتهم، أم سيستمرون في دفع الثمن باهظًا لتنازلاتهم حينها يقطع راسنا مثلما قطع راس الديك الذي عجز عن وضع البيض بعد ان اصبح دجاجة هجينه .

* كاتب وصحفي أردني