كان عشاق الادب عامة والشعر خاصة على موعد يومي السبت والأحد الماضيين مع فعاليات الدورة 14 لملتقى جماعة فوق السور للأدباء الشبان الذي نظمته إدارة المركب الثقافي الشيخ إدريس ببنزرت بمشاركة نادي شاعرات بنزرت وجمعية أحباء المكتبة والكتاب وودادية قدماء معاهد بنزرت تحت شعار " الكلمة رصاصة في قلب العدوان" تضامنا مع القضية الفلسطينية عامة ، وإدانة للعدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون أمام سمع العالم ونظره خاصة . وقد حملت هذه الدورة اسم شيخ الشعراء بالجهة الشاعر المبدع والمربي الفاضل عزالدين الشابي ، وواكبها عدد من مثقفي الجهة والضيوف على غرار لطفي الشابي ولطفي السنوسي وعادل الجبراني وشاكر ناصف وبوبكر العموري.
وقد انطلقت الجلسة الأولى التي ترأستها الأديبة وهيبة قوية بكلمة مدير المركب الثقافي بشير القمودي الذي رحب بالحاضرين وقدم المحتفى به ، مؤكدا أن ذلك يندرج في إطار سنة دأبت إدارة المركب على اتباعها وهي تكريم المبدعين في حياتهم تقديرا لجهودهم في خدمة الثقافة كرافد للتنمية ، وبين أن عزالدين الشابي كان مسكونا بحب الوطن ، حاملا منذ الطفولة وإلى اليوم سؤالا حائرا : من
ينتشل العرب من سباتهم العميق ؟
شاعر فذ
ثم تولت الأستاذة والشاعرة سعيدة باش طبجي تقديم الشاعر فتحدثت باستفاضة عن شاعريته والأغراض التي تناولها وهي متعددة ومتنوعة ذاتية ووطنية وإنسانية ، مؤكدة أنه شاعر فذ ، وإن كان ينعت نفسه ب"المتهم بالشعر" ، وتطرقت إلى الرسالة التربوية التي تحملها مدرسا ومتفقدا بنزاهة وموضوعية ، لتختم في النهاية كلمتها بتأكيد جدارته بهذا التكريم ، وجدارة مؤلفاته بالقراءة والاطلاع عليها ، قبل أن تهديه قصيدة شعرية من إبداعها.
وفي كلمته التي دعي إلى إلقائها بين المحتفى به في البداية أنه يؤمن بالرسالة التربوية إلى درجة التقديس ، والتي أولاها كل جهده واهتمامه ، ثم تحدث عن تجربته الشعرية فبين أنه لم يكن يتصور أن يحظى إنتاجه بكل هذا الاهتمام والتقدير من أدباء ومثقفين ونقاد وأساتذة يكن لهم كل الاحترام والتقدير ، وتحدث كذلك عن علاقته بالزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ، واستحضر بعض الأحداث التاريخية التي عاشها سواء على المستوى الذاتي أو العائلي كسجن ابنه وابنته وهما بالجامعة ، وموقف بورقيبة من ذلك .
وإثر ذلك فسح المجال لتقديم بعض الشهادات حول الشاعر ومسيرته ، تلتها قراءات شعرية من بعض الشعراء وخصوصا الشباب ، ومنهم الطفل آدم الرياحي الذي قرأ قصيدة للشاعر عزالدين الشابي.
في انتظار التوصيات
وتواصلت فعاليات الملتقى بجلسة ثانية انعقدت في المساء أشرفت على رئاستها الأستاذة والشاعرة هندة السميراني ،وتضمنت مداخلة للشاعر بوبكر لعموري بعنوان " نحو مدخل لحوارات في أدب المقاومة" ، وقراءات شعرية ومراوحات موسيقية للفنان سامي دربز ، وجلسة ثالثة صباح أمس الأول الأحد بمداخلة للأستاذتين حبيبة موحى ومها عزوز حول " المقاومة في شعر عزالدين الشابي" . وقد كان من المنتظر أن تنبثق عن الملتقى بعض التوصيات مثلما هو مقرر في البرنامج ، ولكن ثراء النقاش وعمقه من جهة ، وتعدد الشهادات عن الشاعر عزالدين الشابي من جهة أخرى استغرقت الوقت المخصص لهذه الحصة الصباحية ، لذلك تم الاتفاق مع المشاركين في الملتقى على نشر مقترحاتهم على صفحة المركب الثقافي الشيخ إدريس ، وستتشكل لجنة تجمع تلك المقترحات ، ،ليتم لاحقا دعوة المشاركين في هذا الملتقى لمناقشتها وصياغتها في شكل توصيات يتم تبنيها من الملتقى.
ندرك الخلود بالأدب
وإذا كان من خلاصة أفضى إليها الملتقى فهي الإجماع على أهمية النضال بالكلمة مثلما جاء في الشعار الذي رفع في هذه الدورة "الكلمة رصاصة في قلب العدوان "، تأكيدا على أنه إذا كان من قيمة للإنسان فهي المواقف التي يلتزم بها في هذا الإطار ، لأن ذلك ما سيبقى من البعد الموت ، وقد جسم الشاعر عزالدين الشابي ذلك في هذه الأبيات :
اذا انسحب الجسم يوما وقالوا
توفي من كان فينا يصول
ستبقى قصائدنا و المقال
بذاكرة القارئين تجول
نموت ، نغيب ، ويبقى السؤال
علينا جوابه في ما نقول
وفي ما كتبنا ، ويبقى المجال
فسيحا مريحا يطيب النزول
به وإليه يشد الرحال
وهل يعتري الشعراء الذبول ؟
منصور غرسلي
بنزرت-الصباح
كان عشاق الادب عامة والشعر خاصة على موعد يومي السبت والأحد الماضيين مع فعاليات الدورة 14 لملتقى جماعة فوق السور للأدباء الشبان الذي نظمته إدارة المركب الثقافي الشيخ إدريس ببنزرت بمشاركة نادي شاعرات بنزرت وجمعية أحباء المكتبة والكتاب وودادية قدماء معاهد بنزرت تحت شعار " الكلمة رصاصة في قلب العدوان" تضامنا مع القضية الفلسطينية عامة ، وإدانة للعدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون أمام سمع العالم ونظره خاصة . وقد حملت هذه الدورة اسم شيخ الشعراء بالجهة الشاعر المبدع والمربي الفاضل عزالدين الشابي ، وواكبها عدد من مثقفي الجهة والضيوف على غرار لطفي الشابي ولطفي السنوسي وعادل الجبراني وشاكر ناصف وبوبكر العموري.
وقد انطلقت الجلسة الأولى التي ترأستها الأديبة وهيبة قوية بكلمة مدير المركب الثقافي بشير القمودي الذي رحب بالحاضرين وقدم المحتفى به ، مؤكدا أن ذلك يندرج في إطار سنة دأبت إدارة المركب على اتباعها وهي تكريم المبدعين في حياتهم تقديرا لجهودهم في خدمة الثقافة كرافد للتنمية ، وبين أن عزالدين الشابي كان مسكونا بحب الوطن ، حاملا منذ الطفولة وإلى اليوم سؤالا حائرا : من
ينتشل العرب من سباتهم العميق ؟
شاعر فذ
ثم تولت الأستاذة والشاعرة سعيدة باش طبجي تقديم الشاعر فتحدثت باستفاضة عن شاعريته والأغراض التي تناولها وهي متعددة ومتنوعة ذاتية ووطنية وإنسانية ، مؤكدة أنه شاعر فذ ، وإن كان ينعت نفسه ب"المتهم بالشعر" ، وتطرقت إلى الرسالة التربوية التي تحملها مدرسا ومتفقدا بنزاهة وموضوعية ، لتختم في النهاية كلمتها بتأكيد جدارته بهذا التكريم ، وجدارة مؤلفاته بالقراءة والاطلاع عليها ، قبل أن تهديه قصيدة شعرية من إبداعها.
وفي كلمته التي دعي إلى إلقائها بين المحتفى به في البداية أنه يؤمن بالرسالة التربوية إلى درجة التقديس ، والتي أولاها كل جهده واهتمامه ، ثم تحدث عن تجربته الشعرية فبين أنه لم يكن يتصور أن يحظى إنتاجه بكل هذا الاهتمام والتقدير من أدباء ومثقفين ونقاد وأساتذة يكن لهم كل الاحترام والتقدير ، وتحدث كذلك عن علاقته بالزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ، واستحضر بعض الأحداث التاريخية التي عاشها سواء على المستوى الذاتي أو العائلي كسجن ابنه وابنته وهما بالجامعة ، وموقف بورقيبة من ذلك .
وإثر ذلك فسح المجال لتقديم بعض الشهادات حول الشاعر ومسيرته ، تلتها قراءات شعرية من بعض الشعراء وخصوصا الشباب ، ومنهم الطفل آدم الرياحي الذي قرأ قصيدة للشاعر عزالدين الشابي.
في انتظار التوصيات
وتواصلت فعاليات الملتقى بجلسة ثانية انعقدت في المساء أشرفت على رئاستها الأستاذة والشاعرة هندة السميراني ،وتضمنت مداخلة للشاعر بوبكر لعموري بعنوان " نحو مدخل لحوارات في أدب المقاومة" ، وقراءات شعرية ومراوحات موسيقية للفنان سامي دربز ، وجلسة ثالثة صباح أمس الأول الأحد بمداخلة للأستاذتين حبيبة موحى ومها عزوز حول " المقاومة في شعر عزالدين الشابي" . وقد كان من المنتظر أن تنبثق عن الملتقى بعض التوصيات مثلما هو مقرر في البرنامج ، ولكن ثراء النقاش وعمقه من جهة ، وتعدد الشهادات عن الشاعر عزالدين الشابي من جهة أخرى استغرقت الوقت المخصص لهذه الحصة الصباحية ، لذلك تم الاتفاق مع المشاركين في الملتقى على نشر مقترحاتهم على صفحة المركب الثقافي الشيخ إدريس ، وستتشكل لجنة تجمع تلك المقترحات ، ،ليتم لاحقا دعوة المشاركين في هذا الملتقى لمناقشتها وصياغتها في شكل توصيات يتم تبنيها من الملتقى.
ندرك الخلود بالأدب
وإذا كان من خلاصة أفضى إليها الملتقى فهي الإجماع على أهمية النضال بالكلمة مثلما جاء في الشعار الذي رفع في هذه الدورة "الكلمة رصاصة في قلب العدوان "، تأكيدا على أنه إذا كان من قيمة للإنسان فهي المواقف التي يلتزم بها في هذا الإطار ، لأن ذلك ما سيبقى من البعد الموت ، وقد جسم الشاعر عزالدين الشابي ذلك في هذه الأبيات :