تحتفلُ سلطنة عُمان اليوم السبت بالعيد الوطني الـ53 المجيد، وقد تحققت منجزات عدّة في جميع مناحي الحياة وعلى مختلف الصُّعد، مستنيرة برؤية رصينة بقيادةِ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق الذي أكّد سعيه على بذل كل ما هو متاحٌ لتحقيق أهداف وتطلعات رؤية عُمان 2040.
وشكّل خطاب السُّلطان خلال رعايته لافتتاح دور الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان مسارًا مستقبليًّا جديدًا يعزّز الجهود القائمة والمبذولة من مختلف مؤسسات الدولة. وتنظر سلطنة عُمان إلى أن المجلس وتكامله مع مؤسسات الدولة يعد أحد العوامل الرئيسة لتنفيذ التوجّهات الرامية لتحقيق المنجزات التي تعود بالنفع على المواطنين حيث جاء استقبال جلالةِ السُّلطان رئيس وأعضاء مكتب مجلس الدولة ورئيس وأعضاء مكتب مجلس الشورى كلًّا على حدة في ديسمبر الماضي تأكيدًا على الشراكة في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها ودعامة أساسيّة من دعامات العمل الوطني وتعزيزًا لهذا التكامل بما يخدم التوجّهات المستقبلية لها وسياساتها الرامية إلى مواصلة مسيرة التنمية الشاملة وضرورة تضافر الجهود وتغليب مصلحة الوطن العليا للحفاظ على استدامة التنمية والمكتسبات والإنجازات.
وشهدت سلطنة عُمان في أكتوبر الماضي انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة، حيث أدلى المواطنون بأصواتهم لأول مرة باستخدام التقنيات الحديثة عبر تطبيق "أنتخب" الذي اُستخدم أيضًا في انتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الثالثة وصُمّم وفق معايير أمنية وسريّة، ويتطلب توافر هاتف ذكي مُعزّز بخاصية اتصال المدى القريب "NFC" وبطاقة شخصية سارية المفعول، وأن يكون الناخب مُقيّدًا في السجل الانتخاب، وقد بلغت نسبة المشاركة 07ر65 بالمائة لاختيار 90 عضوًا.
وتجلّى الاهتمام والحرص السّامي في رفعة هذه الأرض الطيبة وأبنائها الكرام بما تَمثل من منجزات عدة أبرزها صدور قانون الحماية الاجتماعية الذي يكفل تنفيذ رؤية سلطنة عُمان وسياستها في التغطية التأمينية اللائقة والكافية لمختلف فئات المجتمع، آملًا في الوقت ذاته "أن يكون نظام الحماية الاجتماعية، الذي أطلقناهُ شامـلًا مستهدفًـا كافةَ فئاتِ المجتمعِ؛ لِيَنْعَمَ الجميعُ بالعيش الكريمِ"، ويشرف صندوق الحماية الاجتماعية بالإضافة إلى مهامه الأخرى على عدد من البرامج التي سيبدأ العمل بها في شهر جانفي القادم ولا يعتمد استحقاق أغلبها على البحث الاجتماعي مثل المنافع النقدية لكبار السن والطفولة والأشخاص ذوي الإعاقة والأيتام والأرامل ودعم دخل الأسر، وبرامج التأمين الاجتماعي وتتمثل في تأمين كبار السن والعجز والوفاة وإصابات العمل والأمراض المهنية والأمان الوظيفي وإجازات الأمومة والمرضية وغير الاعتيادية، كما يحقق هذا القانون الرفاه لأبناء عُمان وفق ما تضمنه النظام الأساسي للدولة ومستهدفات رؤية عُمان 2040 فيما يتصل بالجوانب الاجتماعية.
وآمنت سلطنة عُمان منذ انطلاق نهضتها المباركة بأنّ التعليم هو القاعدة التي تتحصّن بها الأمم والمجتمعات حاضرها ومستقبلها، فهيّأت له الأسباب التي أصبحنا اليوم ننهل من خيره ونجني ثماره، ولم تقف عند هذا الحد بل مضت إلى تطويره والأخذ بمستجدات أدواته وفروعه وأساليبه، وقد هدفت رؤية عُمان 2040 في أولوية "التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية" من محورها الأول "الإنسان والمجتمع" إلى تعليم شامل وتعلّم مستدام، وبحث علمي يقود إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة، وتقوم الفلسفة السامية على أن المؤسسات التعليمية، والمراكز البحثية والمعرفية بجميعِ مستوياتها أساسُ البناء العلميِّ والمعرفيِّ، ومستندُ التقدّم التقنيِّ والصِّناعي؛ وعلى استمرارِ النهج الداعي إلى تمكينِ هذا القطاع، وربطِ مناهجِ التعليمِ بمتطلباتِ النموِ الاقتصادي، وتعزيزِ الفرصِ لأبناء عُمان وبناتِها، مُتسلِّحينَ بمناهجِ التفكيرِ العلمي، والانفتاحِ على الآفاقِ الرحبةِ للعلومِ والمعارفِ، ومُوجِّهينَ طاقاتِهم المعرفيةَ والذهنيةَ إلى الإبداعِ والابتكارِ والتطويرِ؛ ليُصبحوا أُسُسًا للاستثمارِ الحقيقي وقادةً للتطويرِ الاقتصادي. وما صدور قانون التعليم المدرسي في مايو الماضي إلا أحد البراهين الدالة على ذلك حيث أكّد هذا القانون على أن "الغاية الكبرى للتعليم المدرسي في سلطنة عُمان تحقيقُ النموّ الشامل والمتكامل لشخصية المتعلم في جوانبها العقلية والعاطفية والروحية والجسدية".
كما يرسّخ القانون سُموّ ورقيّ مهنة التعليم ووجوب الإسهام في حفظ مكانة المعلّم وتعزيزها ودوره الفاعل في تنشئة أجيال هذا الوطن وهو ما أكّد عليه السُّلطان هيثم بن طارق المعظم خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء في فيفري الماضي، وقد أقرّ مجلس الوزراء تخصيص يوم المعلّم العُماني الذي يصادف الـ 24 من فيفري سنويًّا إجازة رسميّة لكافة المعلّمين والمعلّمات والوظائف المساندة المرتبطة بها في المدارس الحكومية والخاصة..
ووضعت سلطنة عُمان تطوير الكفاءات الوطنية وتأهيلها ضمن الأولويات والضرورات، فأقرّ مجلس الوزراء تعزيز برنامج الابتعاث الخارجي للأعوام (2023- 2027م) باستحداث برنامج يستهدف إعداد خريجين قادرين على القيام بأدوار ريادية في القطاعات الاقتصادية من خلال توفير (150) بعثة في تخصصات المستقبل النوعية وفي أفضل الجامعات العالمية على مدى خمس سنوات بدءًا من هذا العام وبتكلفة إجمالية تصل إلى (36) مليون ريال عُماني لإثراء العملية التعليمية الأكاديمية.
وأولى عاهلُ البلاد المحافظة على الهوية والاعتزاز بالثقافة العُمانية أهمية قصوى فلفت إلى التحدّياتِ التي يتعرضُ لها المجتمعُ ومدى تأثيراتِها غيرِ المقبولةِ في منظومتِهِ الأخلاقيةِ والثقافيةِ؛ وأكد على ضرورةِ التصديّ لها، ودِراسَتِها ومتابعتِها، لتعزيزِ قدرةِ المجتمعِ على مواجهتِها وترسيخِ الهُويّةِ الوطنيةِ، والقيمِ والمبادئِ الأصيلة، إلى جانبِ الاهتمامِ بالأسرةِ؛ لِكونِها الحِصنَ الواقيَ لأبنائِنا وبناتِنا من الاتجاهاتِ الفكريةِ السلبيةِ، التي تُخالفُ مبادئَ دينِنا الحنيفِ وقيمَنَا الأصيلةَ، وتَتَعارضُ مع السَمْتِ العُماني الذي يَنْهَلُ من تاريخِنا وثقافتِنا الوطنيةِ. كما حث الأسر إلى أهمية الأخذ بأيدي أبنائها وتربيتهم التربية الصالحة نظرًا لما يشهده العالم من تغيرات في السلوكيات والمفاهيم وترسيخ البعض لمفاهيمهم، واستغلال مبادئ حقوق الإنسان، وغيرها من المبررات لفرض رؤى وبرامج وسلوكيات لا تتفق مع الثوابت والمبادئ السائدة.
وعن الدعم السّامي للشباب وجّه السلطان بالبدء في إجراءات إقامة مشروع مدينة رياضية متكاملة تستقطب استضافة البطولات والمسابقات على المستويين الإقليمي والعالمية، مؤكدًا جلالتُه على أهمية تطوير القطاع الرياضي والنهوض به، والانتهاء من الإستراتيجية الرياضية التي يتم إعدادها بما يكفل بناء وتهيئة قدرات الشباب واستكشاف مهاراتهم بدءًا من المراحل الدراسية الأولى.
وأولت سلطنة عُمان توظيف وتشغيل وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية وتهيئة بيئة العمل والأعمال أهميةً بالغة، حيث أسهمت التشريعات والقوانين ومنها قانون العمل في توفير بيئة آمنة من خلال تحديد الحقوق والواجبات واستقرار العلاقة بين أطراف الإنتاج.
وتعمل سلطنة عُمان على تطوير القيادات والكفاءات الإدارية الوطنية من القطاعين العام والخاص وإعداد الكوادر العُمانية وتدريبها، وفي هذا الصدد تفضّل صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق فشمل برعايته افتتاح الأكاديمية السُّلطانية للإدارة التي تحظى بالرعاية الفخرية للمقامي السّامي.
وعملت سلطنة عُمان في أولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة إحدى أولويات محور الاقتصاد والتنمية من رؤية عُمان 2040 على تنفيذ الإدارة المحلية القائمة على اللامركزية ودعم هذا النهج بإصدار نظام المحافظات وقانون المجالس البلدية لتمكين أبناء سلطنة عُمان في كل محافظة من الإسهام في بناء الوطن.
وجاء تدشين مدينة السُّلطان هيثم انطلاقة في هذا الحقل المهم حيث تعد مدينةً نموذجية ذكية خُطّطت على مساحة 14 مليونًا و800 ألف متر مربع، تخطيطًا عمرانيًّا مستدامًا على 12 معيارًا عالميًّا من معايير جودة الحياة ورفاهية العيش بدءًا من التكلفة المناسبة والمرافق المتكاملة، وصولًا إلى أسلوب الحياة الحديث والأنظمة المستدامة.
وتواصل سلطنة عُمان تنفيذ الخطط الاقتصادية والبرامج المالية والاستثمارية في إطار الخطة الخمسية العاشرة (2021-2025) مسترشدة بمحاور وأولويات رؤية عُمان 2040، وأسهمت نتائجها في تعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي ورفع المؤشرات المالية والاقتصادية وتحسن التصنيف الائتماني وتحقيق بعض الفوائض المالية التي وُجهت للأولويات الاقتصادية والاجتماعية.
تحتفلُ سلطنة عُمان اليوم السبت بالعيد الوطني الـ53 المجيد، وقد تحققت منجزات عدّة في جميع مناحي الحياة وعلى مختلف الصُّعد، مستنيرة برؤية رصينة بقيادةِ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق الذي أكّد سعيه على بذل كل ما هو متاحٌ لتحقيق أهداف وتطلعات رؤية عُمان 2040.
وشكّل خطاب السُّلطان خلال رعايته لافتتاح دور الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان مسارًا مستقبليًّا جديدًا يعزّز الجهود القائمة والمبذولة من مختلف مؤسسات الدولة. وتنظر سلطنة عُمان إلى أن المجلس وتكامله مع مؤسسات الدولة يعد أحد العوامل الرئيسة لتنفيذ التوجّهات الرامية لتحقيق المنجزات التي تعود بالنفع على المواطنين حيث جاء استقبال جلالةِ السُّلطان رئيس وأعضاء مكتب مجلس الدولة ورئيس وأعضاء مكتب مجلس الشورى كلًّا على حدة في ديسمبر الماضي تأكيدًا على الشراكة في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها ودعامة أساسيّة من دعامات العمل الوطني وتعزيزًا لهذا التكامل بما يخدم التوجّهات المستقبلية لها وسياساتها الرامية إلى مواصلة مسيرة التنمية الشاملة وضرورة تضافر الجهود وتغليب مصلحة الوطن العليا للحفاظ على استدامة التنمية والمكتسبات والإنجازات.
وشهدت سلطنة عُمان في أكتوبر الماضي انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة، حيث أدلى المواطنون بأصواتهم لأول مرة باستخدام التقنيات الحديثة عبر تطبيق "أنتخب" الذي اُستخدم أيضًا في انتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الثالثة وصُمّم وفق معايير أمنية وسريّة، ويتطلب توافر هاتف ذكي مُعزّز بخاصية اتصال المدى القريب "NFC" وبطاقة شخصية سارية المفعول، وأن يكون الناخب مُقيّدًا في السجل الانتخاب، وقد بلغت نسبة المشاركة 07ر65 بالمائة لاختيار 90 عضوًا.
وتجلّى الاهتمام والحرص السّامي في رفعة هذه الأرض الطيبة وأبنائها الكرام بما تَمثل من منجزات عدة أبرزها صدور قانون الحماية الاجتماعية الذي يكفل تنفيذ رؤية سلطنة عُمان وسياستها في التغطية التأمينية اللائقة والكافية لمختلف فئات المجتمع، آملًا في الوقت ذاته "أن يكون نظام الحماية الاجتماعية، الذي أطلقناهُ شامـلًا مستهدفًـا كافةَ فئاتِ المجتمعِ؛ لِيَنْعَمَ الجميعُ بالعيش الكريمِ"، ويشرف صندوق الحماية الاجتماعية بالإضافة إلى مهامه الأخرى على عدد من البرامج التي سيبدأ العمل بها في شهر جانفي القادم ولا يعتمد استحقاق أغلبها على البحث الاجتماعي مثل المنافع النقدية لكبار السن والطفولة والأشخاص ذوي الإعاقة والأيتام والأرامل ودعم دخل الأسر، وبرامج التأمين الاجتماعي وتتمثل في تأمين كبار السن والعجز والوفاة وإصابات العمل والأمراض المهنية والأمان الوظيفي وإجازات الأمومة والمرضية وغير الاعتيادية، كما يحقق هذا القانون الرفاه لأبناء عُمان وفق ما تضمنه النظام الأساسي للدولة ومستهدفات رؤية عُمان 2040 فيما يتصل بالجوانب الاجتماعية.
وآمنت سلطنة عُمان منذ انطلاق نهضتها المباركة بأنّ التعليم هو القاعدة التي تتحصّن بها الأمم والمجتمعات حاضرها ومستقبلها، فهيّأت له الأسباب التي أصبحنا اليوم ننهل من خيره ونجني ثماره، ولم تقف عند هذا الحد بل مضت إلى تطويره والأخذ بمستجدات أدواته وفروعه وأساليبه، وقد هدفت رؤية عُمان 2040 في أولوية "التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية" من محورها الأول "الإنسان والمجتمع" إلى تعليم شامل وتعلّم مستدام، وبحث علمي يقود إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة، وتقوم الفلسفة السامية على أن المؤسسات التعليمية، والمراكز البحثية والمعرفية بجميعِ مستوياتها أساسُ البناء العلميِّ والمعرفيِّ، ومستندُ التقدّم التقنيِّ والصِّناعي؛ وعلى استمرارِ النهج الداعي إلى تمكينِ هذا القطاع، وربطِ مناهجِ التعليمِ بمتطلباتِ النموِ الاقتصادي، وتعزيزِ الفرصِ لأبناء عُمان وبناتِها، مُتسلِّحينَ بمناهجِ التفكيرِ العلمي، والانفتاحِ على الآفاقِ الرحبةِ للعلومِ والمعارفِ، ومُوجِّهينَ طاقاتِهم المعرفيةَ والذهنيةَ إلى الإبداعِ والابتكارِ والتطويرِ؛ ليُصبحوا أُسُسًا للاستثمارِ الحقيقي وقادةً للتطويرِ الاقتصادي. وما صدور قانون التعليم المدرسي في مايو الماضي إلا أحد البراهين الدالة على ذلك حيث أكّد هذا القانون على أن "الغاية الكبرى للتعليم المدرسي في سلطنة عُمان تحقيقُ النموّ الشامل والمتكامل لشخصية المتعلم في جوانبها العقلية والعاطفية والروحية والجسدية".
كما يرسّخ القانون سُموّ ورقيّ مهنة التعليم ووجوب الإسهام في حفظ مكانة المعلّم وتعزيزها ودوره الفاعل في تنشئة أجيال هذا الوطن وهو ما أكّد عليه السُّلطان هيثم بن طارق المعظم خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء في فيفري الماضي، وقد أقرّ مجلس الوزراء تخصيص يوم المعلّم العُماني الذي يصادف الـ 24 من فيفري سنويًّا إجازة رسميّة لكافة المعلّمين والمعلّمات والوظائف المساندة المرتبطة بها في المدارس الحكومية والخاصة..
ووضعت سلطنة عُمان تطوير الكفاءات الوطنية وتأهيلها ضمن الأولويات والضرورات، فأقرّ مجلس الوزراء تعزيز برنامج الابتعاث الخارجي للأعوام (2023- 2027م) باستحداث برنامج يستهدف إعداد خريجين قادرين على القيام بأدوار ريادية في القطاعات الاقتصادية من خلال توفير (150) بعثة في تخصصات المستقبل النوعية وفي أفضل الجامعات العالمية على مدى خمس سنوات بدءًا من هذا العام وبتكلفة إجمالية تصل إلى (36) مليون ريال عُماني لإثراء العملية التعليمية الأكاديمية.
وأولى عاهلُ البلاد المحافظة على الهوية والاعتزاز بالثقافة العُمانية أهمية قصوى فلفت إلى التحدّياتِ التي يتعرضُ لها المجتمعُ ومدى تأثيراتِها غيرِ المقبولةِ في منظومتِهِ الأخلاقيةِ والثقافيةِ؛ وأكد على ضرورةِ التصديّ لها، ودِراسَتِها ومتابعتِها، لتعزيزِ قدرةِ المجتمعِ على مواجهتِها وترسيخِ الهُويّةِ الوطنيةِ، والقيمِ والمبادئِ الأصيلة، إلى جانبِ الاهتمامِ بالأسرةِ؛ لِكونِها الحِصنَ الواقيَ لأبنائِنا وبناتِنا من الاتجاهاتِ الفكريةِ السلبيةِ، التي تُخالفُ مبادئَ دينِنا الحنيفِ وقيمَنَا الأصيلةَ، وتَتَعارضُ مع السَمْتِ العُماني الذي يَنْهَلُ من تاريخِنا وثقافتِنا الوطنيةِ. كما حث الأسر إلى أهمية الأخذ بأيدي أبنائها وتربيتهم التربية الصالحة نظرًا لما يشهده العالم من تغيرات في السلوكيات والمفاهيم وترسيخ البعض لمفاهيمهم، واستغلال مبادئ حقوق الإنسان، وغيرها من المبررات لفرض رؤى وبرامج وسلوكيات لا تتفق مع الثوابت والمبادئ السائدة.
وعن الدعم السّامي للشباب وجّه السلطان بالبدء في إجراءات إقامة مشروع مدينة رياضية متكاملة تستقطب استضافة البطولات والمسابقات على المستويين الإقليمي والعالمية، مؤكدًا جلالتُه على أهمية تطوير القطاع الرياضي والنهوض به، والانتهاء من الإستراتيجية الرياضية التي يتم إعدادها بما يكفل بناء وتهيئة قدرات الشباب واستكشاف مهاراتهم بدءًا من المراحل الدراسية الأولى.
وأولت سلطنة عُمان توظيف وتشغيل وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية وتهيئة بيئة العمل والأعمال أهميةً بالغة، حيث أسهمت التشريعات والقوانين ومنها قانون العمل في توفير بيئة آمنة من خلال تحديد الحقوق والواجبات واستقرار العلاقة بين أطراف الإنتاج.
وتعمل سلطنة عُمان على تطوير القيادات والكفاءات الإدارية الوطنية من القطاعين العام والخاص وإعداد الكوادر العُمانية وتدريبها، وفي هذا الصدد تفضّل صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق فشمل برعايته افتتاح الأكاديمية السُّلطانية للإدارة التي تحظى بالرعاية الفخرية للمقامي السّامي.
وعملت سلطنة عُمان في أولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة إحدى أولويات محور الاقتصاد والتنمية من رؤية عُمان 2040 على تنفيذ الإدارة المحلية القائمة على اللامركزية ودعم هذا النهج بإصدار نظام المحافظات وقانون المجالس البلدية لتمكين أبناء سلطنة عُمان في كل محافظة من الإسهام في بناء الوطن.
وجاء تدشين مدينة السُّلطان هيثم انطلاقة في هذا الحقل المهم حيث تعد مدينةً نموذجية ذكية خُطّطت على مساحة 14 مليونًا و800 ألف متر مربع، تخطيطًا عمرانيًّا مستدامًا على 12 معيارًا عالميًّا من معايير جودة الحياة ورفاهية العيش بدءًا من التكلفة المناسبة والمرافق المتكاملة، وصولًا إلى أسلوب الحياة الحديث والأنظمة المستدامة.
وتواصل سلطنة عُمان تنفيذ الخطط الاقتصادية والبرامج المالية والاستثمارية في إطار الخطة الخمسية العاشرة (2021-2025) مسترشدة بمحاور وأولويات رؤية عُمان 2040، وأسهمت نتائجها في تعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي ورفع المؤشرات المالية والاقتصادية وتحسن التصنيف الائتماني وتحقيق بعض الفوائض المالية التي وُجهت للأولويات الاقتصادية والاجتماعية.