يحمل الفلسطينيون حيثما ذهبوا مفاتيح بيوتهم كرمز للصمود والحنين إلى أرضهم المغتصبة. هذه المفاتيح تحمل قدرا كبيرا من التفاؤل بإمكانية العودة يوما ما إلى مسقط الرأس، والتي تعد رمزًا مؤثرًا للهوية والنكبة الفلسطينية، مفتاح العودة.. الأمل المتجدد في رحاب الأمل وتحت سقف الذكريات، موروث وطني يتداول بين الأجيال كرمز للعلاقة العميقة مع الأرض وحق العودة المشروع، من خلال تلك المفاتيح، يتجلى إصرار الفلسطينيين للحفاظ على ذاكرتهم وهويتهم، ويظهر تمسكهم الدائم بحلم العودة إلى أرض الأجداد.
هذا الإصرار الرمزي يعكس رغبتهم الحية في استعادة حقوقهم وهويتهم الوطنية التي لا تقبل النسيان. وفي زمن الانتماء والتمسك بالهوية، تشكل هذه المفاتيح رمزًا قويًا يروي قصة شعب وأمة، ويجسد إصرارهم على البقاء وتجديد وتوارث أحلامهم رغم تحديات الحياة والتشرد. مفاتيح البيت في ثقافة الفلسطينيين تحمل رمزية عميقة، حيث لا تقتصر على كونها مجرد قطع من المعدن بل تحمل معها حقباً من التاريخ محطات من النضال وتعبيرًا عن الانتماء الصادق. وتمتد هذه الرمزية أيضًا إلى الأهازيج والتراث الفلسطيني، حيث يجسدون بصوتهم وكلماتهم رغبة الشعب الفلسطيني في العيش والتمسك والبقاء على أرضهم. بالمفاتيح.. يُعزَف نشيد العودة، وتروي حكايات الصمود، مما يخلق روابط قوية لكل جيل، هكذا تمتزج المفاتيح بالأهازيج والتراث، فهي الرابط الروحي بين الماضي والحاضر، تردد على مسامعهم أبيات أغنية عظيمة تشدو بها فيروز: عيوننا إليك ترحل كلّ يوم وإنّني أصلّي.. الطفل في المغارة وأمّه مريم وجهان يبكيان لأجل من تشرّدوا لأجل أطفال بلا منازل، كلمات الأغنية محل خلاف وجدال يشبه ما يعتري القضية من صراع حولها .
يقال كتبها الشاعر اللبناني سعيد عقل وتارة يقال الرحباني.. والجدال يمحو الحقيقة، على العموم فيروز تشدو بصوتها حيث تسكب عذوبتها في صرخة تعبير عن حال الأطفال الفلسطينيين ومعاناتهم في مواجهة التشرّد وفقدان المأوى. يرتبط البيت الفلسطيني والمنازل بالأمان والهوية، وكلمات فيروز تسلط الضوء على الجوانب الإنسانية والإنسانية المفقودة في ظل الصراع وفي زمن التشرّد والتهجير الذي يتجدد دون أن نحرك ساكناً. صوت فيروز، يحيي الحنين إلى الأرض والبيت. مفتاح البيت الفلسطيني يتحوّل إلى رمز يتوارثه الأجيال بل ويحمل معه أعباءً وآمالا كبيرة. هذا الإصرار على حمل المفتاح تأكيد على استمرارية الحياة والصمود رغم البعاد.
يمكن أن يكون هذا الفعل بمثابة إشارة إلى الإرادة القوية للحفاظ على الهوية والارتباط بالمكان. حتى في ظل غياب المكان الفعلي. وفي خضم الحدث الإجرامي المروّع الذي يكشف عن جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية التي يتعرض لها الأبرياء في مجمع الشفاء اقتحام قوات الاحتلال المستشفى، المكان الذي يُفترض فيه أن يكون ملاذًا للجرحى والمرضى، لتحوّله إلى ساحة للتوحش والعنف لقتل الأطفال وقطع الكهرباء عن مستشفى الشفاء، ما يزيد من فظاعة هذه الأحداث هو استخدام حجج وأفلام مفبركة لتبرير هذه الوحشية وهى سابقة لم يشهدها العالم قط. حيث يُحاولون تشويه صورة الأبرياء. المجتمع الدولي المتفرج يجب أن يكشف عن الحقائق ويحدد المسؤولين عن هذه الأعمال البشعة. يجب أن يكون هناك إجماع دولي حول القضية الفلسطينية وتحقيق العدالة في مواجهة مثل هذه التآمر الدولي، أمام صمود شعب غزة وقوته في مواجهة الجرائم وبشاعة جيش الاحتلال، ومهما فعلوا فان الإصرار الفلسطيني عن النضال والحلم بالعودة لاستعادة حقه المسلوب لن يتوقف. وستبقى الأيادي الطاهرة تحمل مفاتيح العودة. لا محالة قادمة بإذن الله..
• كاتب وصحفي أردني
بقلم: بسام عود(*)
يحمل الفلسطينيون حيثما ذهبوا مفاتيح بيوتهم كرمز للصمود والحنين إلى أرضهم المغتصبة. هذه المفاتيح تحمل قدرا كبيرا من التفاؤل بإمكانية العودة يوما ما إلى مسقط الرأس، والتي تعد رمزًا مؤثرًا للهوية والنكبة الفلسطينية، مفتاح العودة.. الأمل المتجدد في رحاب الأمل وتحت سقف الذكريات، موروث وطني يتداول بين الأجيال كرمز للعلاقة العميقة مع الأرض وحق العودة المشروع، من خلال تلك المفاتيح، يتجلى إصرار الفلسطينيين للحفاظ على ذاكرتهم وهويتهم، ويظهر تمسكهم الدائم بحلم العودة إلى أرض الأجداد.
هذا الإصرار الرمزي يعكس رغبتهم الحية في استعادة حقوقهم وهويتهم الوطنية التي لا تقبل النسيان. وفي زمن الانتماء والتمسك بالهوية، تشكل هذه المفاتيح رمزًا قويًا يروي قصة شعب وأمة، ويجسد إصرارهم على البقاء وتجديد وتوارث أحلامهم رغم تحديات الحياة والتشرد. مفاتيح البيت في ثقافة الفلسطينيين تحمل رمزية عميقة، حيث لا تقتصر على كونها مجرد قطع من المعدن بل تحمل معها حقباً من التاريخ محطات من النضال وتعبيرًا عن الانتماء الصادق. وتمتد هذه الرمزية أيضًا إلى الأهازيج والتراث الفلسطيني، حيث يجسدون بصوتهم وكلماتهم رغبة الشعب الفلسطيني في العيش والتمسك والبقاء على أرضهم. بالمفاتيح.. يُعزَف نشيد العودة، وتروي حكايات الصمود، مما يخلق روابط قوية لكل جيل، هكذا تمتزج المفاتيح بالأهازيج والتراث، فهي الرابط الروحي بين الماضي والحاضر، تردد على مسامعهم أبيات أغنية عظيمة تشدو بها فيروز: عيوننا إليك ترحل كلّ يوم وإنّني أصلّي.. الطفل في المغارة وأمّه مريم وجهان يبكيان لأجل من تشرّدوا لأجل أطفال بلا منازل، كلمات الأغنية محل خلاف وجدال يشبه ما يعتري القضية من صراع حولها .
يقال كتبها الشاعر اللبناني سعيد عقل وتارة يقال الرحباني.. والجدال يمحو الحقيقة، على العموم فيروز تشدو بصوتها حيث تسكب عذوبتها في صرخة تعبير عن حال الأطفال الفلسطينيين ومعاناتهم في مواجهة التشرّد وفقدان المأوى. يرتبط البيت الفلسطيني والمنازل بالأمان والهوية، وكلمات فيروز تسلط الضوء على الجوانب الإنسانية والإنسانية المفقودة في ظل الصراع وفي زمن التشرّد والتهجير الذي يتجدد دون أن نحرك ساكناً. صوت فيروز، يحيي الحنين إلى الأرض والبيت. مفتاح البيت الفلسطيني يتحوّل إلى رمز يتوارثه الأجيال بل ويحمل معه أعباءً وآمالا كبيرة. هذا الإصرار على حمل المفتاح تأكيد على استمرارية الحياة والصمود رغم البعاد.
يمكن أن يكون هذا الفعل بمثابة إشارة إلى الإرادة القوية للحفاظ على الهوية والارتباط بالمكان. حتى في ظل غياب المكان الفعلي. وفي خضم الحدث الإجرامي المروّع الذي يكشف عن جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية التي يتعرض لها الأبرياء في مجمع الشفاء اقتحام قوات الاحتلال المستشفى، المكان الذي يُفترض فيه أن يكون ملاذًا للجرحى والمرضى، لتحوّله إلى ساحة للتوحش والعنف لقتل الأطفال وقطع الكهرباء عن مستشفى الشفاء، ما يزيد من فظاعة هذه الأحداث هو استخدام حجج وأفلام مفبركة لتبرير هذه الوحشية وهى سابقة لم يشهدها العالم قط. حيث يُحاولون تشويه صورة الأبرياء. المجتمع الدولي المتفرج يجب أن يكشف عن الحقائق ويحدد المسؤولين عن هذه الأعمال البشعة. يجب أن يكون هناك إجماع دولي حول القضية الفلسطينية وتحقيق العدالة في مواجهة مثل هذه التآمر الدولي، أمام صمود شعب غزة وقوته في مواجهة الجرائم وبشاعة جيش الاحتلال، ومهما فعلوا فان الإصرار الفلسطيني عن النضال والحلم بالعودة لاستعادة حقه المسلوب لن يتوقف. وستبقى الأيادي الطاهرة تحمل مفاتيح العودة. لا محالة قادمة بإذن الله..