ربما لن نفهم أبدًا أي شيء عن السياسة إذا شعرنا بعدم قدرتنا على الإعجاب بالعظماء.
قد يكون هناك عدد قليل من الرجال العظماء.
دعونا نفكر، على سبيل المثال، في بلادنا خلال كل مراحل وحقبات تاريخها، من الواضح أنه لا يمكن أن يظهر هؤلاء العظماء إلا عندما يولد التاريخ ظروفًا كبرى، عندما تبرز التحديات العظيمة وتتفاقم التوترات الأساسية الموجودة في قلب أمة أو عصر ما.
لكن السبب على وجه التحديد هو أن هؤلاء العظماء يستشرفون هذه التوترات، ويوفّرون حلولها ويحققون النصر بما يسمح للأمة بإعادة بناء نفسها.
دون رجال عظماء يؤسسون مجدا، يمكن أن ينتهي الأمر بأمة إلى الانهيار تحت وطأة التحديات و التوترات وترصد الأعداء .
كلما كان الصراع أصعب كان النصر أكثر مجدا .
تونس عجزت الى اليوم عن استرجاع رفات أعظم شخصية في كلّ تاريخها القائد القرطاجني حنبعل برقا من تركيا وإقامة جنازة عسكرية لقائد وطني تونسي مهيب الجانب .
تونس لم تنجز الى اليوم نصبا تذكاريا عظيما للقائد القرطاجني حنبعل تخليدا لبطولاته العسكرية التي أحرزها ضد روما خلال القرن الثالث قبل الميلاد.
سنة 1934 أمر زعيم تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بتشييد نصب لملهمه القائد التونسي القرطاجني في المكان الذي يعتقد أنه تم دفنه به حذو مدينة جبزي في منطقة ازميت كوسايلي التركية على الضفاف الشرقية لبحر مرمره .
حنبعل أكاديمية ومدرسة عسكرية، حنبعل عقل ورؤية وذكاء، لم يوجد له مثيل في التاريخ العسكري .
ما دمنا نعيش على وقع الحرب على غزة فإن الإستراتيجية التي يعتمدها اليوم الجيش الإسرائيلي هي ما يعرف في النظريات العسكرية بـ"عقيدة حنبعل"، كما حدث في الحرب ضدّ العراق أو ما يعرف بـ"عاصفة الصحراء" إذ أعلن الجنرال الأميركي نورمان شوارزكوف انّه: "تعلم الكثير من خطط حنبعل العسكرية في معارك صدّ روما، حيث طبق تكتيكاته في التخطيط لحملته في عاصفة الصحراء" .
للتاريخ ، اذكر أن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة فكر يوما في جلب رفات القائد حنبعل من تركيا، وأرسل وفدا رسميا للغرض برئاسة الوزير الصادق شعبان لكن تعذّر ذلك، بعد أن اكتشفوا ما كتب على شاهدة القبر من وصية القائد بـ"أن يدفن في أي مكان على هذه البسيطة إلا على أرض قرطاج" الذين خانوه وغدرو به ..
نقف اليوم عند تفاصيل لون بشرة حنبعل إن كان أسود أو أسمر أو غير ذلك ولم نهتم بتكريم روحه وتخليد عظمته، أقلّها جلب رفاته ودفنه في موطنه !.
عاد اليوم بقوة الجدل حول شخصية حنبعل حيث يستعد النجم الأمريكي دينزل واشنطن، لتجسيد شخصية القائد القرطاجني ضمن أحداث فيلمه الجديد الذي يخرجه أنطوان فوكوا، كتب سيناريو الفيلم، جون لوجان، الحائز على جائزة الأوسكار ثلاث مرات والذي كتب أفلام "The Aviator" لمارتن سكورسيزي و"Gladiator" لريدلي سكوت، بينما سيتولى جيريمي لوت وفرانك رودريجيز مول تنفيذ الإنتاج، بما يتّجه معه أن يكون أضخم عمل سينمائي في العصر الحديث .
الطريف أن جدلا قام في تونس ليس حول عظمة وانجاز هذا القائد العسكري الذي خلده التاريخ، بل حول لون بشرته وهل هو اسود أم أسمر إلخ !! ..
لا يولد الناس أغبياء بل جهلة، ثم يجعلهم التعليم أغبياء!!
يرويها: أبوبكر الصغير
ربما لن نفهم أبدًا أي شيء عن السياسة إذا شعرنا بعدم قدرتنا على الإعجاب بالعظماء.
قد يكون هناك عدد قليل من الرجال العظماء.
دعونا نفكر، على سبيل المثال، في بلادنا خلال كل مراحل وحقبات تاريخها، من الواضح أنه لا يمكن أن يظهر هؤلاء العظماء إلا عندما يولد التاريخ ظروفًا كبرى، عندما تبرز التحديات العظيمة وتتفاقم التوترات الأساسية الموجودة في قلب أمة أو عصر ما.
لكن السبب على وجه التحديد هو أن هؤلاء العظماء يستشرفون هذه التوترات، ويوفّرون حلولها ويحققون النصر بما يسمح للأمة بإعادة بناء نفسها.
دون رجال عظماء يؤسسون مجدا، يمكن أن ينتهي الأمر بأمة إلى الانهيار تحت وطأة التحديات و التوترات وترصد الأعداء .
كلما كان الصراع أصعب كان النصر أكثر مجدا .
تونس عجزت الى اليوم عن استرجاع رفات أعظم شخصية في كلّ تاريخها القائد القرطاجني حنبعل برقا من تركيا وإقامة جنازة عسكرية لقائد وطني تونسي مهيب الجانب .
تونس لم تنجز الى اليوم نصبا تذكاريا عظيما للقائد القرطاجني حنبعل تخليدا لبطولاته العسكرية التي أحرزها ضد روما خلال القرن الثالث قبل الميلاد.
سنة 1934 أمر زعيم تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بتشييد نصب لملهمه القائد التونسي القرطاجني في المكان الذي يعتقد أنه تم دفنه به حذو مدينة جبزي في منطقة ازميت كوسايلي التركية على الضفاف الشرقية لبحر مرمره .
حنبعل أكاديمية ومدرسة عسكرية، حنبعل عقل ورؤية وذكاء، لم يوجد له مثيل في التاريخ العسكري .
ما دمنا نعيش على وقع الحرب على غزة فإن الإستراتيجية التي يعتمدها اليوم الجيش الإسرائيلي هي ما يعرف في النظريات العسكرية بـ"عقيدة حنبعل"، كما حدث في الحرب ضدّ العراق أو ما يعرف بـ"عاصفة الصحراء" إذ أعلن الجنرال الأميركي نورمان شوارزكوف انّه: "تعلم الكثير من خطط حنبعل العسكرية في معارك صدّ روما، حيث طبق تكتيكاته في التخطيط لحملته في عاصفة الصحراء" .
للتاريخ ، اذكر أن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة فكر يوما في جلب رفات القائد حنبعل من تركيا، وأرسل وفدا رسميا للغرض برئاسة الوزير الصادق شعبان لكن تعذّر ذلك، بعد أن اكتشفوا ما كتب على شاهدة القبر من وصية القائد بـ"أن يدفن في أي مكان على هذه البسيطة إلا على أرض قرطاج" الذين خانوه وغدرو به ..
نقف اليوم عند تفاصيل لون بشرة حنبعل إن كان أسود أو أسمر أو غير ذلك ولم نهتم بتكريم روحه وتخليد عظمته، أقلّها جلب رفاته ودفنه في موطنه !.
عاد اليوم بقوة الجدل حول شخصية حنبعل حيث يستعد النجم الأمريكي دينزل واشنطن، لتجسيد شخصية القائد القرطاجني ضمن أحداث فيلمه الجديد الذي يخرجه أنطوان فوكوا، كتب سيناريو الفيلم، جون لوجان، الحائز على جائزة الأوسكار ثلاث مرات والذي كتب أفلام "The Aviator" لمارتن سكورسيزي و"Gladiator" لريدلي سكوت، بينما سيتولى جيريمي لوت وفرانك رودريجيز مول تنفيذ الإنتاج، بما يتّجه معه أن يكون أضخم عمل سينمائي في العصر الحديث .
الطريف أن جدلا قام في تونس ليس حول عظمة وانجاز هذا القائد العسكري الذي خلده التاريخ، بل حول لون بشرته وهل هو اسود أم أسمر إلخ !! ..
لا يولد الناس أغبياء بل جهلة، ثم يجعلهم التعليم أغبياء!!