تتواصل المظاهرات الشعبية ومسيرات التضامن دعما لقطاع غزة في عدد من المدن العربية والغربية والاسلامية في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي، ولم يقتصر الأمر على المظاهرات الحاشدة بل كان لأهل الفن مواقف إزاء الوحشية واللاإنسانية المسلطة على الشعب الفلسطيني سواء بتصريحات في وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزية أو من خلال انتاجات فنية.
ولئن صدرت مؤخرا أغنية جماعية بعنوان "راجعين" بمشاركة خمسة وعشرين مغنيا من الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كان من بينهم فنانو الراب التونسيون بلطي وعلاء ونوردو، فضلا عن كليبات حديثة بقناة اليوتيوب على غرار اغنية "فلسطين تنادي" ل "الرابور" الجزائري "دوبل كانون" و"أسلوب" الفلسطيني وغيرهم من الفنانين، فإن السؤال الذي بتبادر الى أذهاننا هو لماذا خفت صوت مغني الراب في تونس في هذا الظرف بالذات والحال أنهم كانوا من اول المبادرين في انتاج أعمال غيرت منعرج النمط الموسيقي من "السوقية" الى "الثورية"..
احباء هذا الفن كانوا بانتظار أعمال جديدة تدعم القضية الفلسطينية وهو أقل واجب مثل أي شخصية سياسية وعنصر فاعل في المجتمع كما قال مغني الراب الجزائري دوبل كانون في إحدى تصريحاته : كلّ شخص يدعم فلسطين على طريقته، من يستطيع إنجاز أغنية فليفعل، من يستطيع كتابة منشور فليفعل، مقال، بث مباشر.. وغيرها، ما يستطيع فعله وفقط، خاصة وأنّ العدوان على غزّة مستمر."..
صحيح أن هناك ممن بادروا سابقا في الغناء دعما للقضية الفلسطينية على غرار سامارا وبلطي وبعض الفنانين الآخرين، لكن لماذا لم يعمدوا هذه المرة الى صياغة رسالة أمل جماعية ولم لا توجيه جميع أرباح هذا المشروع لدعم إخواننا الغزاويين من أطفال وشيوخ ونساء، خاصة وأن مثل هذه الاعمال الفنية ذات الرسائل العميقة تمثل نداء عالميا، من شأنه أن يساهم في تحرك المنظمات غير الحكومية وغير الربحية لتقديم يد المساعدة للفلسطينيين.؟!.. أم أن غاية بعض فناني الراب في تونس اصبحت تصدر نسب المشاهدة على قناة اليوتيوب وجني الأموال فحسب؟
أين "كلاي" و"سنفارا" و"ولد 15" و"كسترو" وغيرهم من كل ما يجري في قطاع غزة.. ألم يتابعوا اغنية دوبل كانون التي حققت خلال 24ساعة نحو نصف مليون مشاهدة على اليوتيوب والرقم مرشح للارتفاع، وسط تفاعل كبير من الجماهير الواسعة والاذواق الفنية المختلفة؟ .. أليست قضية حق بالأساس.. ومن واجب أي فنان أن يساهم في دعمها ؟
لقد تضمن فيديو الكليب للفنان الجزائري دوبل كانون مشاهد فظيعة من قلب الحرب في غزة جسدت ضنك العيش في غزة ومشاهدة الخراب المروعة والقصف المستمر على المستشفيات مقابل استبسال أهالي القطاع وصمودهم.. وكان للفنانين التونسيين عامة ومغني الراب بصفة خاصة أن ينسجوا على منوال دوبل كانون أو غيره والذين يعدون بالعشرات على غرار "الرابور" الفلسطيني "أسلوب" الذي كانت له الكثير من الأعمال الفنية نصرة لفلسطين وقد اختار لقبا بمنأى عن مرجع التسمية سواء تعلق بالعادات التاريخية ومنح القاب الشهرة، أو بوازع الطائفية التي بمجرد البوح باسم الشهرة لأي فنان يتبين لك مذهبه الديني، لتنتشر أعماله في العالم العربي والغربي وتحظى باهتمام كبير من متابعي "الراب".. "أسلوب" الذي كانت بداياته من مخيم البراجنة فمدارس الانروا حيث تشكلت ثقافته السياسية ووعيه الاجتماعي لتكون انطلاقته مع مجموعة "كتيبة5" الى أن تفتقت مواهبه بعد تنقله الى لبنان...والامثلة كثيرة في هذا المجال..
نعود الى عالم الراب التونسي، وتحديدا مع محاولات الفنانين المحتشمة رغم أن "الراب" يعتمد على النغم "البوكل" boucle أي على الكلمة المتكررة وليس على ألحان معقدة، ليتبين أن هناك تقصيرا في دعم القضية الفلسطينية وكان بالإمكان انتاج الكثير من الاعمال خاصة وأن القصف على الأبرياء وحصار غزة الى حد كتابة هذه الاسطر لم يتوقف ..
وليد عبداللاوي
تونس-الصباح
تتواصل المظاهرات الشعبية ومسيرات التضامن دعما لقطاع غزة في عدد من المدن العربية والغربية والاسلامية في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي، ولم يقتصر الأمر على المظاهرات الحاشدة بل كان لأهل الفن مواقف إزاء الوحشية واللاإنسانية المسلطة على الشعب الفلسطيني سواء بتصريحات في وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزية أو من خلال انتاجات فنية.
ولئن صدرت مؤخرا أغنية جماعية بعنوان "راجعين" بمشاركة خمسة وعشرين مغنيا من الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كان من بينهم فنانو الراب التونسيون بلطي وعلاء ونوردو، فضلا عن كليبات حديثة بقناة اليوتيوب على غرار اغنية "فلسطين تنادي" ل "الرابور" الجزائري "دوبل كانون" و"أسلوب" الفلسطيني وغيرهم من الفنانين، فإن السؤال الذي بتبادر الى أذهاننا هو لماذا خفت صوت مغني الراب في تونس في هذا الظرف بالذات والحال أنهم كانوا من اول المبادرين في انتاج أعمال غيرت منعرج النمط الموسيقي من "السوقية" الى "الثورية"..
احباء هذا الفن كانوا بانتظار أعمال جديدة تدعم القضية الفلسطينية وهو أقل واجب مثل أي شخصية سياسية وعنصر فاعل في المجتمع كما قال مغني الراب الجزائري دوبل كانون في إحدى تصريحاته : كلّ شخص يدعم فلسطين على طريقته، من يستطيع إنجاز أغنية فليفعل، من يستطيع كتابة منشور فليفعل، مقال، بث مباشر.. وغيرها، ما يستطيع فعله وفقط، خاصة وأنّ العدوان على غزّة مستمر."..
صحيح أن هناك ممن بادروا سابقا في الغناء دعما للقضية الفلسطينية على غرار سامارا وبلطي وبعض الفنانين الآخرين، لكن لماذا لم يعمدوا هذه المرة الى صياغة رسالة أمل جماعية ولم لا توجيه جميع أرباح هذا المشروع لدعم إخواننا الغزاويين من أطفال وشيوخ ونساء، خاصة وأن مثل هذه الاعمال الفنية ذات الرسائل العميقة تمثل نداء عالميا، من شأنه أن يساهم في تحرك المنظمات غير الحكومية وغير الربحية لتقديم يد المساعدة للفلسطينيين.؟!.. أم أن غاية بعض فناني الراب في تونس اصبحت تصدر نسب المشاهدة على قناة اليوتيوب وجني الأموال فحسب؟
أين "كلاي" و"سنفارا" و"ولد 15" و"كسترو" وغيرهم من كل ما يجري في قطاع غزة.. ألم يتابعوا اغنية دوبل كانون التي حققت خلال 24ساعة نحو نصف مليون مشاهدة على اليوتيوب والرقم مرشح للارتفاع، وسط تفاعل كبير من الجماهير الواسعة والاذواق الفنية المختلفة؟ .. أليست قضية حق بالأساس.. ومن واجب أي فنان أن يساهم في دعمها ؟
لقد تضمن فيديو الكليب للفنان الجزائري دوبل كانون مشاهد فظيعة من قلب الحرب في غزة جسدت ضنك العيش في غزة ومشاهدة الخراب المروعة والقصف المستمر على المستشفيات مقابل استبسال أهالي القطاع وصمودهم.. وكان للفنانين التونسيين عامة ومغني الراب بصفة خاصة أن ينسجوا على منوال دوبل كانون أو غيره والذين يعدون بالعشرات على غرار "الرابور" الفلسطيني "أسلوب" الذي كانت له الكثير من الأعمال الفنية نصرة لفلسطين وقد اختار لقبا بمنأى عن مرجع التسمية سواء تعلق بالعادات التاريخية ومنح القاب الشهرة، أو بوازع الطائفية التي بمجرد البوح باسم الشهرة لأي فنان يتبين لك مذهبه الديني، لتنتشر أعماله في العالم العربي والغربي وتحظى باهتمام كبير من متابعي "الراب".. "أسلوب" الذي كانت بداياته من مخيم البراجنة فمدارس الانروا حيث تشكلت ثقافته السياسية ووعيه الاجتماعي لتكون انطلاقته مع مجموعة "كتيبة5" الى أن تفتقت مواهبه بعد تنقله الى لبنان...والامثلة كثيرة في هذا المجال..
نعود الى عالم الراب التونسي، وتحديدا مع محاولات الفنانين المحتشمة رغم أن "الراب" يعتمد على النغم "البوكل" boucle أي على الكلمة المتكررة وليس على ألحان معقدة، ليتبين أن هناك تقصيرا في دعم القضية الفلسطينية وكان بالإمكان انتاج الكثير من الاعمال خاصة وأن القصف على الأبرياء وحصار غزة الى حد كتابة هذه الاسطر لم يتوقف ..