أيقن ادوارد سعيد أن اليهود لا يمكن لهم أن يلتزموا بأية قرارات دولية ولا أن ينفذوا المواثيق والقوانين المتفق عليها وأن الكيان الإسرائيلي يعتبر نفسه فوق الجميع وفوق القوانين
بقلم نوفل سلامة
رغم كل الخسائر الفظيعة في الأرواح والمباني وكل التدمير للبنية التحتية التي ارتكبتها الآلة الحربية للكيان الصهيوني الغاصب ورغم حجم الدمار الذي طال مدينة غزة وحركة التهجير القصري التي فرضت على السكان انتقاما من المقاومة الفلسطينية التي فرضت على الدولة العبرية لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي حربا في داخل مستعمراتها ورغم كل الآلام والجراحات والخسائر التي تكبدها قطاع غزة فإن لهذه الحرب الظالمة ولعملية طوفان الأقصى الخالدة أهمية وميزة كبرى وهي أنها فرضت على كل العالم وضع الملف الفلسطيني وقضيته العادلة على طاولة كل الأجندات الدولية وأفشلت مخططات كل الذين راهنوا على قبر القضية الفلسطينية ولفتت أنظار الإنسانية إلى مأساة الشعب الفلسطيني المحتل المغتصبة أرضه والمهجر أهله وفتح أعين الشرفان في هذا العالم إلى المظلمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني حينما زرعوا فوق أرضه كيانا هجينا ومكنوه من أرض ليست أرضه.
والميزة الأخرى لعملية طوفان الأقصى أنها مكنت من استحضار رموز الفكر العربي والإسلامي الذين سخروا حيزا من عمرهم في تعرية حقيقة الكيان الإسرائيلي وقضوا وقتا طويلا من حياتهم في النضال السياسي والمقاومة الفكرية و الكتابة في المسألة الفلسطينية والحفر في التاريخ العربي والإسلامي في هذه الربوع من الشرق الأوسط .. سمحت هذه الحرب من أن نستعيد المفكر مالك بن نبي وأن نتذكر المفكر عبد الوهاب المسيري والشاعر محمود درويش وخاصة أن نجلب المفكر الفلسطيني إدوار سعيد الذي اشتغل كثيرا على المسألة الفلسطينية وسخر حيزا كبيرا من حياته في التفكير والكتابة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية والرياح تقاذفها والأعاصير ويتآمر عليها العدو والصديق وقيمة استحضار واستعادة إدوار سعيد في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها سكان قطاع غزة والمنعرج الخطير الذي تعرفه القضية الفلسطينية بعد أن كشف الكيان الصهيوني عن حقيقة وجهه القبيح ومخططه إفراغ قطاع غزة من سكانه واستكمال عملية التطبيع بالتحاق ما تبقى من العرب إلى الخيمة الإسرائيلية وإنهاء القضية والمقاومة إلى الأبد وبعد أن تعرى الغرب الأطلسي وبان نفاقه السياسي ونفاق فكره للحداثة والتنوير واهتزاز قيمه ومنظوماته التي فرضها على العالم من حرية وحقوق للإنسان وديمقراطية وتعايش سلمي واعتراف بالمختلف وروج لها على أنها أفضل ما توصل إليه العقل الغربي ، قيمة العودة إلى المفكر إدوار سعيد في كونه من المفكرين القلائل الذي خبر الغرب جيدا وعاش داخله وتشبع بفكره وآمن أشد الإيمان بقيم الحداثة وفكر التنوير الغربية وأمن بقيمه العالمية ودافع عنها بقوة كأسس ضرورية لأي مجتمع حديث معاصر.
فإدوار سعيد كان من المثقفين الذين آمنوا بإمكانية التعايش بين اليهود والمسلمين وإمكانية التوافق بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكان مدافعا بقوة عن فكرة إنشاء دولتين واحدة لليهود وثانية للعرب وبذل جهدا كبيرا في إقناع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الغربيين وإقناع العرب والفلسطينيين بحل الدولتين واعتبر عن قناعة ومن منظور إنساني أن حل الدولتين خيار ممكن وواقعي ويمكن القبول به وكان يقول بأن للعرب الحق في العيش في دولة على أرض فلسطين وفق حدود سنة 67 وهي المساحة التي تضم مناطق الضفة والقدس الشرقية وغزة وما يربطها وأن لليهود الحق في إنشاء وطن لهم فوق جزء من أرض فلسطين التاريخية وكان يشرح لليهود أن العرب هم بشر يسعون إلى الحرية والسيادة مثلهم ويشرح للعرب أن اليهود هم بشر يسعون هم بدورهم للحياة بعد ما لحق بهم على أيدي النازية وما تعرضوا له من هولوكوست وكان يشرح للأمريكان والغرب أن أرض فلسطين لم تكن يوما قاحلة دون شعب يسكنها قبل سنة 1948ومنذ تاريخ طويل ضارب جذوره في التاريخ بل كانت آهلة بالسكان من العرب قبل تهجيرهم وتعرضهم للإبادة على أيدي الدولة العبرية وكان يبذل قصارى الجهد وهو العضو البارز في منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يغادرها إثر خلاف حصل بينه وبين قيادتها على خلفية إمضاء اتفاقية أوسلو 1993 التي اعتبرها لا تخدم الشعب الفلسطيني ، كان يبذل الجهد الكبير لتحقيق الاعتراف المتبادل بين الشعبين وفق خيار حل الدولتين وكان يدفع بالطرفين المتصارعين إلى قبول بفكرة حل الدولتين وإنشاء كيانين سياسيين مستقلين على أساس أن حل الدولتين حسب رأيه هو الحل الوحيد الممكن والواقعي لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإنهاء المأساة الفلسطينية.
إدوار سعيد هذا المثقف الفلسطيني المعتدل والمؤمن بفكر التعايش والاعتراف والمتشبع بقيم الحداثة وعصر الأنوار والحرية والإنسانية استفاق في آخر حياته أنه أخطأ الخيار وأنه أضاع عمرا في الدفاع عن فكرة خاطئة وأهدر وقتا في السير في الطريق الخطأ. تفطن بعد زمن من اقناع الغرب بضرورة التعايش المشترك وضرورة المضي في حل الدولتين وإقناع اليهود بضرورة قبول بفكرة الدولتين تفطن إلى أن دفاعه عن هذا المشروع لم يكن الخيار الأسلم ولا كان الحل المناسب مع اليهود الماضين في مشروعهم التوراتي وفكرتهم الدينية ووعدهم الإلهي المزعوم لقد أيقن بكل مرارة أن لا حل سلمي مع اليهود ولا جدوى من التفاوض معهم حول فكرة حل الدولتين بعد أن فقدت جدواها وكل معنى لها نتيجة مواصلة الكيان الإسرائيلي في ضم المزيد من الأراضي إلى كيانه الذي افتكه بالقوة وهو مواصل في بناء المستوطنات اليهودية ومواصل في جلب اليهود من كل العالم واعطائهم أرضا ليست لهم لقد أيقن متأخرا أن اليهود مواصلون في استعمال العنف ضد الفلسطينيين وفي تهجير السكان الأصليين وتدمير قراهم وتدمير المباني وأعمال الحفر تحت المسجد الأقصى في بحث مزعوم عن هيكل النبي سليمان تيقن إلى أن اليهود لا يؤمنون بإمكانية وجود دولة أخرى إلى جانب دولتهم وإمكانية اقتسام الأرض الواحدة لتعيش فيها قوميتان إثنيتان أيقن أن الفلسطينيين هم بدورهم نتيجة ما يتعرضون له يوميا من اعتداء على حقوقهم المشروعة وأن كل من ولد داخل الأرض الفلسطينية المحاصرة لم يعودوا يثقون في حل الدولتين ولا يثقون في قدرة العالم على الوقوف الى جانب الطرف الضعيف واسترجاع حقه المسلوب.
أيقن سعيد إلى أن اليهود لا يمكن لهم أن يلتزموا بأية قرارات دولية ولا أن ينفذوا المواثيق والقوانين التي تم الاتفاق عليها وأن الكيان الإسرائيلي يعتبر نفسه فوق الجميع وفوق القوانين. أيقن سعيد أنه لا ينفع مع هذا الكيان المحتل لا حوار ولا تفاوض ولا التوافق لقد وصل إلى طريق مسدود و إلى خيبة أمل وإلى ضياع الحلم الفلسطيني والجري وراء فكرة يرفضها الطرف الآخر.
ما وصل إليه إدوار سعيد بعد مشوار طويل من النضال من أجل القضية الفلسطينية إلى أن الحل لن يكون في الحوار ولا في التفاوض مع الكيان الغاصب ولا في حل الدولتين ما وصل إليه أن إسرائيل كيان لا ينفع معه إلا ما قاله يوما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة "
أيقن ادوارد سعيد أن اليهود لا يمكن لهم أن يلتزموا بأية قرارات دولية ولا أن ينفذوا المواثيق والقوانين المتفق عليها وأن الكيان الإسرائيلي يعتبر نفسه فوق الجميع وفوق القوانين
بقلم نوفل سلامة
رغم كل الخسائر الفظيعة في الأرواح والمباني وكل التدمير للبنية التحتية التي ارتكبتها الآلة الحربية للكيان الصهيوني الغاصب ورغم حجم الدمار الذي طال مدينة غزة وحركة التهجير القصري التي فرضت على السكان انتقاما من المقاومة الفلسطينية التي فرضت على الدولة العبرية لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي حربا في داخل مستعمراتها ورغم كل الآلام والجراحات والخسائر التي تكبدها قطاع غزة فإن لهذه الحرب الظالمة ولعملية طوفان الأقصى الخالدة أهمية وميزة كبرى وهي أنها فرضت على كل العالم وضع الملف الفلسطيني وقضيته العادلة على طاولة كل الأجندات الدولية وأفشلت مخططات كل الذين راهنوا على قبر القضية الفلسطينية ولفتت أنظار الإنسانية إلى مأساة الشعب الفلسطيني المحتل المغتصبة أرضه والمهجر أهله وفتح أعين الشرفان في هذا العالم إلى المظلمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني حينما زرعوا فوق أرضه كيانا هجينا ومكنوه من أرض ليست أرضه.
والميزة الأخرى لعملية طوفان الأقصى أنها مكنت من استحضار رموز الفكر العربي والإسلامي الذين سخروا حيزا من عمرهم في تعرية حقيقة الكيان الإسرائيلي وقضوا وقتا طويلا من حياتهم في النضال السياسي والمقاومة الفكرية و الكتابة في المسألة الفلسطينية والحفر في التاريخ العربي والإسلامي في هذه الربوع من الشرق الأوسط .. سمحت هذه الحرب من أن نستعيد المفكر مالك بن نبي وأن نتذكر المفكر عبد الوهاب المسيري والشاعر محمود درويش وخاصة أن نجلب المفكر الفلسطيني إدوار سعيد الذي اشتغل كثيرا على المسألة الفلسطينية وسخر حيزا كبيرا من حياته في التفكير والكتابة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية والرياح تقاذفها والأعاصير ويتآمر عليها العدو والصديق وقيمة استحضار واستعادة إدوار سعيد في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها سكان قطاع غزة والمنعرج الخطير الذي تعرفه القضية الفلسطينية بعد أن كشف الكيان الصهيوني عن حقيقة وجهه القبيح ومخططه إفراغ قطاع غزة من سكانه واستكمال عملية التطبيع بالتحاق ما تبقى من العرب إلى الخيمة الإسرائيلية وإنهاء القضية والمقاومة إلى الأبد وبعد أن تعرى الغرب الأطلسي وبان نفاقه السياسي ونفاق فكره للحداثة والتنوير واهتزاز قيمه ومنظوماته التي فرضها على العالم من حرية وحقوق للإنسان وديمقراطية وتعايش سلمي واعتراف بالمختلف وروج لها على أنها أفضل ما توصل إليه العقل الغربي ، قيمة العودة إلى المفكر إدوار سعيد في كونه من المفكرين القلائل الذي خبر الغرب جيدا وعاش داخله وتشبع بفكره وآمن أشد الإيمان بقيم الحداثة وفكر التنوير الغربية وأمن بقيمه العالمية ودافع عنها بقوة كأسس ضرورية لأي مجتمع حديث معاصر.
فإدوار سعيد كان من المثقفين الذين آمنوا بإمكانية التعايش بين اليهود والمسلمين وإمكانية التوافق بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكان مدافعا بقوة عن فكرة إنشاء دولتين واحدة لليهود وثانية للعرب وبذل جهدا كبيرا في إقناع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الغربيين وإقناع العرب والفلسطينيين بحل الدولتين واعتبر عن قناعة ومن منظور إنساني أن حل الدولتين خيار ممكن وواقعي ويمكن القبول به وكان يقول بأن للعرب الحق في العيش في دولة على أرض فلسطين وفق حدود سنة 67 وهي المساحة التي تضم مناطق الضفة والقدس الشرقية وغزة وما يربطها وأن لليهود الحق في إنشاء وطن لهم فوق جزء من أرض فلسطين التاريخية وكان يشرح لليهود أن العرب هم بشر يسعون إلى الحرية والسيادة مثلهم ويشرح للعرب أن اليهود هم بشر يسعون هم بدورهم للحياة بعد ما لحق بهم على أيدي النازية وما تعرضوا له من هولوكوست وكان يشرح للأمريكان والغرب أن أرض فلسطين لم تكن يوما قاحلة دون شعب يسكنها قبل سنة 1948ومنذ تاريخ طويل ضارب جذوره في التاريخ بل كانت آهلة بالسكان من العرب قبل تهجيرهم وتعرضهم للإبادة على أيدي الدولة العبرية وكان يبذل قصارى الجهد وهو العضو البارز في منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يغادرها إثر خلاف حصل بينه وبين قيادتها على خلفية إمضاء اتفاقية أوسلو 1993 التي اعتبرها لا تخدم الشعب الفلسطيني ، كان يبذل الجهد الكبير لتحقيق الاعتراف المتبادل بين الشعبين وفق خيار حل الدولتين وكان يدفع بالطرفين المتصارعين إلى قبول بفكرة حل الدولتين وإنشاء كيانين سياسيين مستقلين على أساس أن حل الدولتين حسب رأيه هو الحل الوحيد الممكن والواقعي لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإنهاء المأساة الفلسطينية.
إدوار سعيد هذا المثقف الفلسطيني المعتدل والمؤمن بفكر التعايش والاعتراف والمتشبع بقيم الحداثة وعصر الأنوار والحرية والإنسانية استفاق في آخر حياته أنه أخطأ الخيار وأنه أضاع عمرا في الدفاع عن فكرة خاطئة وأهدر وقتا في السير في الطريق الخطأ. تفطن بعد زمن من اقناع الغرب بضرورة التعايش المشترك وضرورة المضي في حل الدولتين وإقناع اليهود بضرورة قبول بفكرة الدولتين تفطن إلى أن دفاعه عن هذا المشروع لم يكن الخيار الأسلم ولا كان الحل المناسب مع اليهود الماضين في مشروعهم التوراتي وفكرتهم الدينية ووعدهم الإلهي المزعوم لقد أيقن بكل مرارة أن لا حل سلمي مع اليهود ولا جدوى من التفاوض معهم حول فكرة حل الدولتين بعد أن فقدت جدواها وكل معنى لها نتيجة مواصلة الكيان الإسرائيلي في ضم المزيد من الأراضي إلى كيانه الذي افتكه بالقوة وهو مواصل في بناء المستوطنات اليهودية ومواصل في جلب اليهود من كل العالم واعطائهم أرضا ليست لهم لقد أيقن متأخرا أن اليهود مواصلون في استعمال العنف ضد الفلسطينيين وفي تهجير السكان الأصليين وتدمير قراهم وتدمير المباني وأعمال الحفر تحت المسجد الأقصى في بحث مزعوم عن هيكل النبي سليمان تيقن إلى أن اليهود لا يؤمنون بإمكانية وجود دولة أخرى إلى جانب دولتهم وإمكانية اقتسام الأرض الواحدة لتعيش فيها قوميتان إثنيتان أيقن أن الفلسطينيين هم بدورهم نتيجة ما يتعرضون له يوميا من اعتداء على حقوقهم المشروعة وأن كل من ولد داخل الأرض الفلسطينية المحاصرة لم يعودوا يثقون في حل الدولتين ولا يثقون في قدرة العالم على الوقوف الى جانب الطرف الضعيف واسترجاع حقه المسلوب.
أيقن سعيد إلى أن اليهود لا يمكن لهم أن يلتزموا بأية قرارات دولية ولا أن ينفذوا المواثيق والقوانين التي تم الاتفاق عليها وأن الكيان الإسرائيلي يعتبر نفسه فوق الجميع وفوق القوانين. أيقن سعيد أنه لا ينفع مع هذا الكيان المحتل لا حوار ولا تفاوض ولا التوافق لقد وصل إلى طريق مسدود و إلى خيبة أمل وإلى ضياع الحلم الفلسطيني والجري وراء فكرة يرفضها الطرف الآخر.
ما وصل إليه إدوار سعيد بعد مشوار طويل من النضال من أجل القضية الفلسطينية إلى أن الحل لن يكون في الحوار ولا في التفاوض مع الكيان الغاصب ولا في حل الدولتين ما وصل إليه أن إسرائيل كيان لا ينفع معه إلا ما قاله يوما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة "