إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تحليل إخباري.. على وقع محرقة غزة: من باريس إلى الرياض تعددت التحركات الديبلوماسية.. ستنتهي الحرب ولكن السؤال.. كيف؟

 

-مؤتمر باريس جلسة إدانة للاحتلال رغم أنف ماكرون..

تونس-الصباح

لعل من تابع أطوار مؤتمر إغاثة غزة الإنساني المنعقد أمس في باريس قد أدرك منذ البداية من خلال مختلف المداخلات والشهادات التي تم تقديمها أن المؤتمر كاد يتحول الى جلسة إدانة واضحة للانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في غزة وانه كان واضحا أيضا أن الرئيس ماكرون وهو يتابع تصريحات ممثلي الهيئات الإنسانية كان يبدو عبر الشاشة وكأنه لا يصدق ما يسمعه.. وربما يكون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي هب منذ الساعات الأولى التي تلت عملية "طوفان الاقصى"، التي أسقطت الأقنعة عن الجيش الذي طالما وصف بأنه الأقوى في المنطقة، الى دعم ومساندة قوة الاحتلال انه جانب الصواب وانه تجنى على الشعب الفلسطيني بإقراره أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وإنكاره نفس هذا الحق على شعب يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من سبعين عاما.. وربما يكون ماكرون أراد تدارك ما وقع فيه من خلط عندما دعا من تل أبيب الى إنشاء تحالف مماثل لتحالف محاربة داعش لملاحقة حماس في غزة.. والأرجح أن ماكرون لم ينتبه أنه بمثل هذا التصريح قد جعل الفلسطينيين الرافضين لحماس يساندونها ويتعاطفون معها.. وهذا ما سيتضح أكثر من خلال كلمة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال لقاء الأمس ..وعموما فان ما ذهب إليه ماكرون أمس من إعلانه عن مساعدات إنسانية لغزة بثمانين مليون يورولا يمثل ثمن دبابة واحدة من الدبابات التي تمنح للاحتلال لمواصلة قتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم ...

لا نريد التوقف مطولا عند مخارج مؤتمر باريس أمس ولكن الأكيد ان المساعدات الإنسانية تبقى معلقة الى حين رضوخ ناتنياهو وقبوله بإيصالها لأصحابها وهذه مسألة خطيرة جدا وتكشف مدى هيمنة إسرائيل على خيارات وسياسات فرنسا وحتى الاتحاد الأوروبي الذي فشل حتى الآن في الضغط على تل أبيب والسماح بعبور المساعدات الا القليل منها رغم الوضع المأساوي في القطاع المنكوب ..

والحقيقة أن المساعدات الإنسانية على أهميتها ليست بديلا للحل السياسي المطلوب على المدى البعيد.. نقول هذا الكلام وقد بدأت التحركات الديبلوماسية على أكثر من جبهة في محاولة لتطويق هذه الحرب المسعورة وإيقاف آلة القتل الإسرائيلية مع اقتراب حصيلة شهداء غزة الى احد عشر آلف وعشرات المصابين والجرحى فيما بدأت الضفة تشتعل وهي تودع كل يوم أبناءها في مخيم جنين وخارجه وتشهد مئات الاعتقالات كل يوم  ...وهذه التحركات بدأت من اجتماع مجموعة السبع في اليابان والتي وان لم تذهب بعيدا في المطالبة جديا بوقف الحرب فإنها طالبت بهدنة إنسانية في اختتام أشغالها. وزراء خارجية دول مجموعة السبع  أكدوا دعمهم «هدنات وممرات إنسانية» في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، من دون الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وفي بيان مشترك عقب اختتام اجتماعهم في طوكيو قالوا  «نشدد على الحاجة الى تحرك عاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية المتدهورة في غزة. وندعم هدنات إنسانية وممرات من أجل تسهيل المساعدة المطلوبة بشكل عاجل، ونقل المدنيين، وإطلاق الرهائن» الذين تحتجزهم حماس منذ هجومها في السابع من أكتوبر الماضي.  الى جانب التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن شعبها بما يتوافق مع القانون الدولي".

مقابل ذلك أعلن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ان بلاده ترفض إعادة احتلال غزة .. بلينكن أيضا تمسك بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس واعتبر أن إيقاف الحرب الآن يعني منح حماس فرصة استعادة الأنفاس وهو ما لا تريده إسرائيل ولا ترغب فيه واشنطن وبقية حلفاء إسرائيل وبلينكن بهذا الموقف لا يختلف في شيء عن ناتنياهو في رفض إيقاف الحرب وقد فشل مجلس الامن الدولي في اربع مناسبات مشروع قرار في هذا الاتجاه ..الغريب أو المثير في بيان مجموعة السبع كما في تصريحات بلينكن انهم جميعا يدعون الاحتلال الى مواصلة الحرب وتجنب المدنيين.. وكأنهم يقولون له اقتلوهم ولكن بلطف.. فلا يمكن بأي حال من الأحوال وإزاء القصف البربري الذي يستهدف كل شيء الحديث عن تجنب المدنيين والحال انه لا مكان امن في غزة ...

وبالعودة الى لقاء باريس أمس يمكن القول أيضا إن  الدعوات لإيقاف الحرب كانت خجولة.. مترددة وغير قابلة للتنفيذ هذا ما يمكن قوله عن مختلف الدعوات المتواترة بشأن هدن إنسانية في العدوان المستمر لجيش الاحتلال الإسرائيلي على المقاومة الفلسطينية في غزة التي تم تقسيمها الى غزة جنوبية وأخرى شمالية ..وسيتعين بعد أكثر من شهر على هذه الحرب غير المتكافئة الانتباه الى أهمية العناوين التي تعتمدها مختلف الفضائيات في حصر الحرب بين إسرائيل وبين حماس وهي مغالطة كبرى للرأي العام الدولي ومحاولة لتثبيت صفة الإرهاب على حماس.. وقد كان رئيس الوزراء الفلسطيني اشتية واضحا امس خلال كلمته في مؤتمر باريس لاغاثة غزة الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بحضور ثمانين بلدا ومنظمة دولية ...

مؤتمر باريس.. جلسة إدانة للاحتلال رغم أنف ماكرون

سيكون من المهم التوضيح أن مؤتمر باريس الإنساني أمس تحول الى جلسة إدانة للجرائم الإسرائيلية في حق أهل غزة وهو ما أكدته مداخلات ممثلي المنظمات الأممية سواء الأنروا أو الصليب الأحمر أو الأمم المتحدة  والذين قدموا شهادات مروعة عما يتعرض له القطاع من قصف استهدف البيوت والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمدارس  واجمعوا على أن ما تقوم به إسرائيل عقاب جماعي في حق الفلسطينيين ومحاولات لتهجير الأهالي وتجويعهم.. وقد يكون بعض الحضور في المؤتمر توقعوا من رئيس الوزراء الفلسطيني موقفا يدين حماس ويتنصل منها ولكن اشتيه على عكس ذلك كان واضحا ولعلها المرة الأولى التي بدا فيها على درجة من الوضوح والتناسق في حديثه عن موقف فلسطيني واحد إزاء الحرب الهمجية التي تتعرض لها غزة وإصراره على أن ما يحدث عقاب جماعي للفلسطينيين وانه بدأ ينتقل الى الضفة التي تشتعل ..

الوقت من دم في قطاع غزة ..

اشتية وجه دعوة لماكرون للانضباط وعدم إسقاط الحقائق التاريخية وشدد على أن الشعب الفلسطيني هو ضحية الاحتلال، وأنه من يحق له الدفاع عن نفسه.

واستعرض أمام لحضور حصيلة الضحايا من نساء وأطفال على اعتبار انه كل ساعة تقتل إسرائيل 6 أطفال و4 نساء"،اشتية قال " إن "طريق الآلام الفلسطيني" لم يبدأ في السابع من أكتوبر، بل عمره 75 عاما، في مخيمات اللجوء، وفي الشتات وفي الضفة الغربية والقدس، وتحت الحصار والحرب في قطاع غزة وان الدفاع عن النفس لا يعطي الحق لدولة في احتلال أراضي دولة أخرى، نحن ضحية الاحتلال، ونحن من يحق لنا أن ندافع عن أنفسنا" وهذه هي الحقيقة التي ينكرها ماكرون وبايدن ويعتبرونها عداء للسامية.. اشتية تساءل أيضا كم يستوجب أن تقتل إسرائيل من الفلسطينيين حتى تقف الحرب وهذه مسألة لا يبدو أنها تثير صناع القرار في العالم وحلفاء إسرائيل الذين يمدونها بالعتاد والسلاح لمواصلة الحرب ...

تحرّك دبلوماسي إيراني تركي

لقاء باريس لإغاثة غزة لم يكن الوحيد أمس فقد احتضنت كازاخستان لقاء جمع كلا من الرئيس التركي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حيث يعقد قادة تسع دول من منظمة التعاون الاقتصادي (أكو) الإقليمية قمة في العاصمة  الأوزباكية. ولم يفوت اردوغان الفرصة لانقاد الغرب بما وصفه بالخبث إزاء الوضع في غزة. وقال اردوغان إن “الدول الغربية التي تتحدث بشكل دائم عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية تنظر من بعيد الى كل المجازر التي ترتكبها إسرائيل” مؤكدا انه لاحظ “العديد من الأمثلة على الخبث”. بدوره اتهم الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الغرب بانه مسؤول عن الوضع في غزة وذلك بعد شهر على الحرب بين حماس وإسرائيل...الرئيس التركي أعلن سحب سفير بلاده في إسرائيل ولكن دون أن يذهب بعيدا في إعلان قطع العلاقات ..

قمتان في الرياض ..

الى جانب ذلك فانه من المرجح ان تحتضن المملكة السعودية غدا قمة عربية طارئة  واخرى اسلامية، وليس من الواضح قبل ساعات على افتتاح القمة التي تأتي بعد اكثر من شهر على العدوان على غزة عدد ومستوى الحضور والاهم ما يمكن ان تترتب عنها من نتائج في ظل الإحباط الحاصل في الشارع العربي جراء الانقسامات وغياب موقف واضح  قادر على ردع الاحتلال أو دفع المجتمع الدولي الى الضغط جديا على حكومة ناتنياهو أو فرض أي عقوبات من أي نوع كانت لإنهاء عقود من الاحتلال ...

يقول اغلب الملاحظين ان طوفان الأقصى الذي وجه صفعة لن ينساها الاحتلال وبرغم ما ترتب عنها من خسائر بشرية كارثية ودمار ومن طوفان للدم قد أعادت القضية الفلسطينية الى سطح الاحداث وبدات تغير مواقف الراي العالم الدولي الذي خرج في مظاهرات احتجاجية مليونية ضد الاحتلال وضد تواطؤ الإدارة الأمريكية وهو ما بدأ يشكل نوعا من الإحراج للعواصم الغربية الداعم للاحتلال ...

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن حوالي 300 ألف طفل في غزة محرومون من التعليم بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

وذكر المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني, أن حوالي 50 من مباني الوكالة، بينها مدارس، تضررت بسبب الحرب. وأوضح المسؤول الأممي: "أصبحت مدارسنا أماكن إيواء الآن، ويطلب التلاميذ شربة ماء ورغيف خبز، وكلما طالت فترة بقاء الأطفال خارج المدرسة زادت صعوبة متابعة دروسهم".

وأفاد لازاريني عبر منصة "إكس" بأن 92 من موظفي الوكالة الأممية استشهدوا حتى الآن خلال الحرب. بالأمس حذر رئيس أركان الجيش الأمريكي من اطالة امد الحرب ودعا الجنرال تشارلز براون الى التوصل إلى “حسم أسرع للقتال” قبل انضمام المدنيين إلى صفوف المقاومة الفلسطينية.. وقال الجنرال تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة وكبير المستشارين العسكريين للرئيس الأمريكي جوبايدن، إن التوصل إلى حسم أسرع للقتال في غزة قد يساعد في تقليص فرص انضمام المدنيين إلى صفوف المسلحين الفلسطينيين. وأضاف أن هدف إسرائيل المعلن من حملتها العسكرية في غزة وهو التدمير الكامل لحركة حماس المسلحة التي تدير القطاع كان “أمرا كبيرا جدا”. وأضاف “أعتقد أنه كلما طال أمد هذا الأمر كلما زادت الصعوبة”. وعبر براون عن ثقته في التزام إسرائيل بقوانين الحرب في غزة. من الواضح انه لا احد يملك الحقيقة بشأن ما ستؤول اليه الحرب أو ما إذا ستتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها المعلنة ولا ما اذا سيكون للمقاومة مفاجآت قادمة كما سبق وأعلنت عن ذلك.. الأكيد أن تعدد المبادرات الديبلوماسية في اتجاهات متعددة  والسؤال الأهم ستنتهي الحرب ولكن كيف.. وهذا يدعونا للتساؤل أيضا بماذا سيخرج العرب من قمتي الرياض وماذا ستقول محكمة التاريخ في ذلك ...

اسيا العتروس

تحليل إخباري..   على وقع محرقة غزة:   من باريس إلى الرياض تعددت التحركات الديبلوماسية.. ستنتهي الحرب ولكن السؤال.. كيف؟

 

-مؤتمر باريس جلسة إدانة للاحتلال رغم أنف ماكرون..

تونس-الصباح

لعل من تابع أطوار مؤتمر إغاثة غزة الإنساني المنعقد أمس في باريس قد أدرك منذ البداية من خلال مختلف المداخلات والشهادات التي تم تقديمها أن المؤتمر كاد يتحول الى جلسة إدانة واضحة للانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في غزة وانه كان واضحا أيضا أن الرئيس ماكرون وهو يتابع تصريحات ممثلي الهيئات الإنسانية كان يبدو عبر الشاشة وكأنه لا يصدق ما يسمعه.. وربما يكون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي هب منذ الساعات الأولى التي تلت عملية "طوفان الاقصى"، التي أسقطت الأقنعة عن الجيش الذي طالما وصف بأنه الأقوى في المنطقة، الى دعم ومساندة قوة الاحتلال انه جانب الصواب وانه تجنى على الشعب الفلسطيني بإقراره أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وإنكاره نفس هذا الحق على شعب يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من سبعين عاما.. وربما يكون ماكرون أراد تدارك ما وقع فيه من خلط عندما دعا من تل أبيب الى إنشاء تحالف مماثل لتحالف محاربة داعش لملاحقة حماس في غزة.. والأرجح أن ماكرون لم ينتبه أنه بمثل هذا التصريح قد جعل الفلسطينيين الرافضين لحماس يساندونها ويتعاطفون معها.. وهذا ما سيتضح أكثر من خلال كلمة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال لقاء الأمس ..وعموما فان ما ذهب إليه ماكرون أمس من إعلانه عن مساعدات إنسانية لغزة بثمانين مليون يورولا يمثل ثمن دبابة واحدة من الدبابات التي تمنح للاحتلال لمواصلة قتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم ...

لا نريد التوقف مطولا عند مخارج مؤتمر باريس أمس ولكن الأكيد ان المساعدات الإنسانية تبقى معلقة الى حين رضوخ ناتنياهو وقبوله بإيصالها لأصحابها وهذه مسألة خطيرة جدا وتكشف مدى هيمنة إسرائيل على خيارات وسياسات فرنسا وحتى الاتحاد الأوروبي الذي فشل حتى الآن في الضغط على تل أبيب والسماح بعبور المساعدات الا القليل منها رغم الوضع المأساوي في القطاع المنكوب ..

والحقيقة أن المساعدات الإنسانية على أهميتها ليست بديلا للحل السياسي المطلوب على المدى البعيد.. نقول هذا الكلام وقد بدأت التحركات الديبلوماسية على أكثر من جبهة في محاولة لتطويق هذه الحرب المسعورة وإيقاف آلة القتل الإسرائيلية مع اقتراب حصيلة شهداء غزة الى احد عشر آلف وعشرات المصابين والجرحى فيما بدأت الضفة تشتعل وهي تودع كل يوم أبناءها في مخيم جنين وخارجه وتشهد مئات الاعتقالات كل يوم  ...وهذه التحركات بدأت من اجتماع مجموعة السبع في اليابان والتي وان لم تذهب بعيدا في المطالبة جديا بوقف الحرب فإنها طالبت بهدنة إنسانية في اختتام أشغالها. وزراء خارجية دول مجموعة السبع  أكدوا دعمهم «هدنات وممرات إنسانية» في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، من دون الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وفي بيان مشترك عقب اختتام اجتماعهم في طوكيو قالوا  «نشدد على الحاجة الى تحرك عاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية المتدهورة في غزة. وندعم هدنات إنسانية وممرات من أجل تسهيل المساعدة المطلوبة بشكل عاجل، ونقل المدنيين، وإطلاق الرهائن» الذين تحتجزهم حماس منذ هجومها في السابع من أكتوبر الماضي.  الى جانب التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن شعبها بما يتوافق مع القانون الدولي".

مقابل ذلك أعلن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ان بلاده ترفض إعادة احتلال غزة .. بلينكن أيضا تمسك بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس واعتبر أن إيقاف الحرب الآن يعني منح حماس فرصة استعادة الأنفاس وهو ما لا تريده إسرائيل ولا ترغب فيه واشنطن وبقية حلفاء إسرائيل وبلينكن بهذا الموقف لا يختلف في شيء عن ناتنياهو في رفض إيقاف الحرب وقد فشل مجلس الامن الدولي في اربع مناسبات مشروع قرار في هذا الاتجاه ..الغريب أو المثير في بيان مجموعة السبع كما في تصريحات بلينكن انهم جميعا يدعون الاحتلال الى مواصلة الحرب وتجنب المدنيين.. وكأنهم يقولون له اقتلوهم ولكن بلطف.. فلا يمكن بأي حال من الأحوال وإزاء القصف البربري الذي يستهدف كل شيء الحديث عن تجنب المدنيين والحال انه لا مكان امن في غزة ...

وبالعودة الى لقاء باريس أمس يمكن القول أيضا إن  الدعوات لإيقاف الحرب كانت خجولة.. مترددة وغير قابلة للتنفيذ هذا ما يمكن قوله عن مختلف الدعوات المتواترة بشأن هدن إنسانية في العدوان المستمر لجيش الاحتلال الإسرائيلي على المقاومة الفلسطينية في غزة التي تم تقسيمها الى غزة جنوبية وأخرى شمالية ..وسيتعين بعد أكثر من شهر على هذه الحرب غير المتكافئة الانتباه الى أهمية العناوين التي تعتمدها مختلف الفضائيات في حصر الحرب بين إسرائيل وبين حماس وهي مغالطة كبرى للرأي العام الدولي ومحاولة لتثبيت صفة الإرهاب على حماس.. وقد كان رئيس الوزراء الفلسطيني اشتية واضحا امس خلال كلمته في مؤتمر باريس لاغاثة غزة الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بحضور ثمانين بلدا ومنظمة دولية ...

مؤتمر باريس.. جلسة إدانة للاحتلال رغم أنف ماكرون

سيكون من المهم التوضيح أن مؤتمر باريس الإنساني أمس تحول الى جلسة إدانة للجرائم الإسرائيلية في حق أهل غزة وهو ما أكدته مداخلات ممثلي المنظمات الأممية سواء الأنروا أو الصليب الأحمر أو الأمم المتحدة  والذين قدموا شهادات مروعة عما يتعرض له القطاع من قصف استهدف البيوت والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمدارس  واجمعوا على أن ما تقوم به إسرائيل عقاب جماعي في حق الفلسطينيين ومحاولات لتهجير الأهالي وتجويعهم.. وقد يكون بعض الحضور في المؤتمر توقعوا من رئيس الوزراء الفلسطيني موقفا يدين حماس ويتنصل منها ولكن اشتيه على عكس ذلك كان واضحا ولعلها المرة الأولى التي بدا فيها على درجة من الوضوح والتناسق في حديثه عن موقف فلسطيني واحد إزاء الحرب الهمجية التي تتعرض لها غزة وإصراره على أن ما يحدث عقاب جماعي للفلسطينيين وانه بدأ ينتقل الى الضفة التي تشتعل ..

الوقت من دم في قطاع غزة ..

اشتية وجه دعوة لماكرون للانضباط وعدم إسقاط الحقائق التاريخية وشدد على أن الشعب الفلسطيني هو ضحية الاحتلال، وأنه من يحق له الدفاع عن نفسه.

واستعرض أمام لحضور حصيلة الضحايا من نساء وأطفال على اعتبار انه كل ساعة تقتل إسرائيل 6 أطفال و4 نساء"،اشتية قال " إن "طريق الآلام الفلسطيني" لم يبدأ في السابع من أكتوبر، بل عمره 75 عاما، في مخيمات اللجوء، وفي الشتات وفي الضفة الغربية والقدس، وتحت الحصار والحرب في قطاع غزة وان الدفاع عن النفس لا يعطي الحق لدولة في احتلال أراضي دولة أخرى، نحن ضحية الاحتلال، ونحن من يحق لنا أن ندافع عن أنفسنا" وهذه هي الحقيقة التي ينكرها ماكرون وبايدن ويعتبرونها عداء للسامية.. اشتية تساءل أيضا كم يستوجب أن تقتل إسرائيل من الفلسطينيين حتى تقف الحرب وهذه مسألة لا يبدو أنها تثير صناع القرار في العالم وحلفاء إسرائيل الذين يمدونها بالعتاد والسلاح لمواصلة الحرب ...

تحرّك دبلوماسي إيراني تركي

لقاء باريس لإغاثة غزة لم يكن الوحيد أمس فقد احتضنت كازاخستان لقاء جمع كلا من الرئيس التركي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حيث يعقد قادة تسع دول من منظمة التعاون الاقتصادي (أكو) الإقليمية قمة في العاصمة  الأوزباكية. ولم يفوت اردوغان الفرصة لانقاد الغرب بما وصفه بالخبث إزاء الوضع في غزة. وقال اردوغان إن “الدول الغربية التي تتحدث بشكل دائم عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية تنظر من بعيد الى كل المجازر التي ترتكبها إسرائيل” مؤكدا انه لاحظ “العديد من الأمثلة على الخبث”. بدوره اتهم الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الغرب بانه مسؤول عن الوضع في غزة وذلك بعد شهر على الحرب بين حماس وإسرائيل...الرئيس التركي أعلن سحب سفير بلاده في إسرائيل ولكن دون أن يذهب بعيدا في إعلان قطع العلاقات ..

قمتان في الرياض ..

الى جانب ذلك فانه من المرجح ان تحتضن المملكة السعودية غدا قمة عربية طارئة  واخرى اسلامية، وليس من الواضح قبل ساعات على افتتاح القمة التي تأتي بعد اكثر من شهر على العدوان على غزة عدد ومستوى الحضور والاهم ما يمكن ان تترتب عنها من نتائج في ظل الإحباط الحاصل في الشارع العربي جراء الانقسامات وغياب موقف واضح  قادر على ردع الاحتلال أو دفع المجتمع الدولي الى الضغط جديا على حكومة ناتنياهو أو فرض أي عقوبات من أي نوع كانت لإنهاء عقود من الاحتلال ...

يقول اغلب الملاحظين ان طوفان الأقصى الذي وجه صفعة لن ينساها الاحتلال وبرغم ما ترتب عنها من خسائر بشرية كارثية ودمار ومن طوفان للدم قد أعادت القضية الفلسطينية الى سطح الاحداث وبدات تغير مواقف الراي العالم الدولي الذي خرج في مظاهرات احتجاجية مليونية ضد الاحتلال وضد تواطؤ الإدارة الأمريكية وهو ما بدأ يشكل نوعا من الإحراج للعواصم الغربية الداعم للاحتلال ...

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن حوالي 300 ألف طفل في غزة محرومون من التعليم بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

وذكر المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني, أن حوالي 50 من مباني الوكالة، بينها مدارس، تضررت بسبب الحرب. وأوضح المسؤول الأممي: "أصبحت مدارسنا أماكن إيواء الآن، ويطلب التلاميذ شربة ماء ورغيف خبز، وكلما طالت فترة بقاء الأطفال خارج المدرسة زادت صعوبة متابعة دروسهم".

وأفاد لازاريني عبر منصة "إكس" بأن 92 من موظفي الوكالة الأممية استشهدوا حتى الآن خلال الحرب. بالأمس حذر رئيس أركان الجيش الأمريكي من اطالة امد الحرب ودعا الجنرال تشارلز براون الى التوصل إلى “حسم أسرع للقتال” قبل انضمام المدنيين إلى صفوف المقاومة الفلسطينية.. وقال الجنرال تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة وكبير المستشارين العسكريين للرئيس الأمريكي جوبايدن، إن التوصل إلى حسم أسرع للقتال في غزة قد يساعد في تقليص فرص انضمام المدنيين إلى صفوف المسلحين الفلسطينيين. وأضاف أن هدف إسرائيل المعلن من حملتها العسكرية في غزة وهو التدمير الكامل لحركة حماس المسلحة التي تدير القطاع كان “أمرا كبيرا جدا”. وأضاف “أعتقد أنه كلما طال أمد هذا الأمر كلما زادت الصعوبة”. وعبر براون عن ثقته في التزام إسرائيل بقوانين الحرب في غزة. من الواضح انه لا احد يملك الحقيقة بشأن ما ستؤول اليه الحرب أو ما إذا ستتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها المعلنة ولا ما اذا سيكون للمقاومة مفاجآت قادمة كما سبق وأعلنت عن ذلك.. الأكيد أن تعدد المبادرات الديبلوماسية في اتجاهات متعددة  والسؤال الأهم ستنتهي الحرب ولكن كيف.. وهذا يدعونا للتساؤل أيضا بماذا سيخرج العرب من قمتي الرياض وماذا ستقول محكمة التاريخ في ذلك ...

اسيا العتروس