لم تنجح سياسات التغريب والإلهاء في تحويل وجهة المجتمع التونسي إزاء قضاياه القومية وأساسا تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وأظهرت فئة الشباب وعيا ملحوظا إزاء ما يحدث في محيطها العربي بعد أن حول وجهته من اللامبالاة بالأحداث الى فاعل مؤثر ومباشر فيها اثر تفاعله المطرد ميدانيا وسيبرانيا إزاء المجازر المفتوحة في قطاع غزة.
وخرج الاهتمام بالقضية من الكادر الجامعي والمدرسي والسياسي الى الملاعب اثر رسائل إسناد المقاومة التي انتهجتها ابرز الجمعيات الرياضية الأكثر انتشارا.
وقطعت جماهير الكرة مع مقولات التغييب لتثبت حضورها اللافت سياسيا بعد أن نوعت من محتوى تدخلاتها على المدارج وأثرت بوضوح على الشكل الاتصالي في مزيد نشر القضية والتعريف بها لدى الفئات العمرية الشابة.
ورغم علامات التطبيع بين الواقع الشبابي والتفاهة فقد نجح الشباب جزئيا في تخطى هذا الحاجز والانتقال من وضعه الصامت الى وضع التأثير بعد أن تحول الجمهور الرياضي من الشباب الى مؤثر في الرأي العام.
ووجدت هده الفئة في الفضاء العام فرصة للتعبير عن تضامنها وتفاعلها مع الأحداث في غزة مع توفر الأرضية السياسية الملائمة تجسدت أساسا في مواقف الرئيس الجمهورية من القضية ودعمه المتواصل لها سواء بالخطاب أو الحضور في الشارع خلال زيارته الى منطقة المنيهلة وحي التضامن.
فقد خرجت مكونات المجتمع التونسي من طلبة وتلاميذ تلقائيا للتعبير عن مواقفهم إزاء ما يحصل من مجازر بالأراضي الفلسطينية وأساسا بعد مذبحة قصف الطيران الإسرائيلي للمستشفى الأهلي بقطاع غزة الأسبوع الماضي.
وتقاطعت فئة الشباب ولأول مرة منذ انتفاضة 17ديسمبر 14جانفي مع الشارع السياسي بعد أن اتفق جميعهم على مبايعة المقاومة وإسنادها في مواجهة آلة القمع والإرهاب الصهيونية.
وبدأت ملامح التحرك بتجمعات للطلبة أمام الكليات وللتلاميذ في ساحات المعاهد الثانوية وهو ما حولهم الى قوة قادرة على التأثير المباشر وإقناع بقية القطاعات للالتحاق بالشوارع في مناطق عدة من البلاد.
وتأتي الاستجابة المواطنية وتفاعلاتها مع الأحداث لتكشف أن تجميع الشباب سياسيا وإقناعهم بالشأن العام ممكن شرط أن تكون القضايا المطروحة أمامه ذات اهتمام مشترك وهو ما فشلت فيه ضفتا الحياة السياسية في السلطة كما المعارضة بعد عجز عن تحريك الشارع في مناسبات عدة.
وجاءت تحركات الأربعاء 18 أكتوبر الماضي لتسقط الادعاءات القائلة بنهاية الفكر الطلائعي للشباب واستقالته من الأحداث العربية أو الوطنية خاصة بعد تراجع نسب المشاركين في الانتخابات التشريعية الماضية أو في الاستفتاء على الدستور أو حتى في إسناد المعارضة خلال مواجهتها للنظام القائم منذ 25 جويلية2021.
تفاعل الجمهور التلمذي والطلابي قابله تفاعل شباب وجماهير النادي الإفريقي التونسي مع الشعب الفلسطيني.
فخلال مباراة الإفريقي أمام نظيره الأولمبي الباجي في مقابلة لحساب الجولة الماضية من البطولة التونسية، رفع مشجعو "الجمعية" لافتات بارزة تدعم أهالي غزة والمقاومة.
وتضمنت إحدى لافتات "الدخلة" إظهارا للتفاعل الجماهيري مع أحداث غزة خاصة في علاقة جمهور الكرة مع الناطق باسم كتائب القسام ابو عبيدة والذي كان قد رد على الموقف التونسي بتحية في إحدى خطاباته عن يوميات المقاومة.
ولم تكن مباراة الترجي الرياضي التونسي أمام نادي مازمبي الكونغولي مجرد مقابلة في كرة القدم بل كانت واحدة من ابرز الرسائل السياسية والقومية لمساندة المقاومة الفلسطينية.
وتفوقت جماهير الترجي التونسي، على واقعها العربي بإبراز شكل متقدما من الوعي بقضايا الأمة.
وإذ رفعت جماهير الإفريقي صورة لأبو عبيدة فقد كان للمهندس التونسي محمد زواري الذي اغتاله الموساد في ديسمبر 2016 التحية المُثلى من جماهير الترجي اعترافا بدوره في دعم المقاومة بالطائرات الحربية "الزواري".
وكما باغت جمهور الشباب طبقته السياسية في انتفاضة 2011 فقد شكل خروجه وانتصاره لغزة أملا جديدا في تبني القضية الفلسطينية والدفاع عنها.
خليل الحناشي
تونس-الصباح
لم تنجح سياسات التغريب والإلهاء في تحويل وجهة المجتمع التونسي إزاء قضاياه القومية وأساسا تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وأظهرت فئة الشباب وعيا ملحوظا إزاء ما يحدث في محيطها العربي بعد أن حول وجهته من اللامبالاة بالأحداث الى فاعل مؤثر ومباشر فيها اثر تفاعله المطرد ميدانيا وسيبرانيا إزاء المجازر المفتوحة في قطاع غزة.
وخرج الاهتمام بالقضية من الكادر الجامعي والمدرسي والسياسي الى الملاعب اثر رسائل إسناد المقاومة التي انتهجتها ابرز الجمعيات الرياضية الأكثر انتشارا.
وقطعت جماهير الكرة مع مقولات التغييب لتثبت حضورها اللافت سياسيا بعد أن نوعت من محتوى تدخلاتها على المدارج وأثرت بوضوح على الشكل الاتصالي في مزيد نشر القضية والتعريف بها لدى الفئات العمرية الشابة.
ورغم علامات التطبيع بين الواقع الشبابي والتفاهة فقد نجح الشباب جزئيا في تخطى هذا الحاجز والانتقال من وضعه الصامت الى وضع التأثير بعد أن تحول الجمهور الرياضي من الشباب الى مؤثر في الرأي العام.
ووجدت هده الفئة في الفضاء العام فرصة للتعبير عن تضامنها وتفاعلها مع الأحداث في غزة مع توفر الأرضية السياسية الملائمة تجسدت أساسا في مواقف الرئيس الجمهورية من القضية ودعمه المتواصل لها سواء بالخطاب أو الحضور في الشارع خلال زيارته الى منطقة المنيهلة وحي التضامن.
فقد خرجت مكونات المجتمع التونسي من طلبة وتلاميذ تلقائيا للتعبير عن مواقفهم إزاء ما يحصل من مجازر بالأراضي الفلسطينية وأساسا بعد مذبحة قصف الطيران الإسرائيلي للمستشفى الأهلي بقطاع غزة الأسبوع الماضي.
وتقاطعت فئة الشباب ولأول مرة منذ انتفاضة 17ديسمبر 14جانفي مع الشارع السياسي بعد أن اتفق جميعهم على مبايعة المقاومة وإسنادها في مواجهة آلة القمع والإرهاب الصهيونية.
وبدأت ملامح التحرك بتجمعات للطلبة أمام الكليات وللتلاميذ في ساحات المعاهد الثانوية وهو ما حولهم الى قوة قادرة على التأثير المباشر وإقناع بقية القطاعات للالتحاق بالشوارع في مناطق عدة من البلاد.
وتأتي الاستجابة المواطنية وتفاعلاتها مع الأحداث لتكشف أن تجميع الشباب سياسيا وإقناعهم بالشأن العام ممكن شرط أن تكون القضايا المطروحة أمامه ذات اهتمام مشترك وهو ما فشلت فيه ضفتا الحياة السياسية في السلطة كما المعارضة بعد عجز عن تحريك الشارع في مناسبات عدة.
وجاءت تحركات الأربعاء 18 أكتوبر الماضي لتسقط الادعاءات القائلة بنهاية الفكر الطلائعي للشباب واستقالته من الأحداث العربية أو الوطنية خاصة بعد تراجع نسب المشاركين في الانتخابات التشريعية الماضية أو في الاستفتاء على الدستور أو حتى في إسناد المعارضة خلال مواجهتها للنظام القائم منذ 25 جويلية2021.
تفاعل الجمهور التلمذي والطلابي قابله تفاعل شباب وجماهير النادي الإفريقي التونسي مع الشعب الفلسطيني.
فخلال مباراة الإفريقي أمام نظيره الأولمبي الباجي في مقابلة لحساب الجولة الماضية من البطولة التونسية، رفع مشجعو "الجمعية" لافتات بارزة تدعم أهالي غزة والمقاومة.
وتضمنت إحدى لافتات "الدخلة" إظهارا للتفاعل الجماهيري مع أحداث غزة خاصة في علاقة جمهور الكرة مع الناطق باسم كتائب القسام ابو عبيدة والذي كان قد رد على الموقف التونسي بتحية في إحدى خطاباته عن يوميات المقاومة.
ولم تكن مباراة الترجي الرياضي التونسي أمام نادي مازمبي الكونغولي مجرد مقابلة في كرة القدم بل كانت واحدة من ابرز الرسائل السياسية والقومية لمساندة المقاومة الفلسطينية.
وتفوقت جماهير الترجي التونسي، على واقعها العربي بإبراز شكل متقدما من الوعي بقضايا الأمة.
وإذ رفعت جماهير الإفريقي صورة لأبو عبيدة فقد كان للمهندس التونسي محمد زواري الذي اغتاله الموساد في ديسمبر 2016 التحية المُثلى من جماهير الترجي اعترافا بدوره في دعم المقاومة بالطائرات الحربية "الزواري".
وكما باغت جمهور الشباب طبقته السياسية في انتفاضة 2011 فقد شكل خروجه وانتصاره لغزة أملا جديدا في تبني القضية الفلسطينية والدفاع عنها.