افتتحت الدورة الثانية من تظاهرة "كيف الكاف" المنظمة من قبل "موزيوم لاب" فعالياتها الجمعة 13 أكتوبر الحالي بعرض أهم ملامح هذه النسخة الجديدة وتقديم أهدافها الساعية إلى التعريف بتراث المدينة وتنوعها الحضاري والديني.
وأكد القائمون على برنامج "موزيوم لاب" ويمتد لثلاث سنوات بدعم من مؤسسة "دروسوس" أن الهدف الأساسي لهذه المبادرة هو تدريب وإدماج أربعين شابا من أًصحاب الشهائد العليا الباحثين عن عمل في مجال تثمين التراث.
وفي هذه الدورة الثانية تعاون "موزيوم لاب" مع عشرين شابا شاركوا في ورشات تدريبية في "القصبة" وفي الفضاء المرمم لضريح "سيدي الملايحي" وأثمر هذا التدريب عددا من المشاريع مستوحاة من التراث وقابلة للاستثمار الاجتماعي والاقتصادي.
وفي أجواء تتقاطع في خياراتها الفنون مع السياحة والتراث تحتفي الدورة الثانية من "كيف الكاف" بالتراث المادي واللامّادي لمدينة الكاف في محاور تتعلق بالهندسة المعمارية التراثية، الابداع المعاصر، "الترميم والذاكرة"، الحوار بين الأجيال، "المحافظة والتجديد" والبيئة. وهذه الخيارات تعكس مضامين المشاريع المختارة في هذه الدورة الثانية وعكست معظمها اهتماما بالصناعات التقليدية والحرف اليدوية، الغذاء الصحي، "الجيو- سياحة" والطبيعة.
تقترح "كيف الكاف" في دورتها الثانية برنامجا ثريا من 13 إلى 15 أكتوبر يشمل 8 مسالك ثقافية وطبيعية و9 مجموعات من المنتجات الحرفية ومجموعة من المنتجات المشتقة وسوق محلية مع إقامة في منزل أحد السكان المحليين وذلك إلى جانب عروض فنية من سينما وموسيقي وتجارب غامرة.
من المشاريع المبرمجة في النسخة الثانية من "كيف الكاف" مسلك "جوجمة" وهو تجربة صوتية عن أناشيد وتاريخ الطرق الصوفية في الكاف، قام بتصميمها محمد علي رجيبي ويستعرض هذا المشروع الدور الكبير لخمس طرق صوفية في اثراء تاريخ الكاف الموسيقي وهم العيساوية، الرحمانية، القادرية، العمايرية والعلوية ويغوص العمل عميقا في رمزية هذا الفن ودلالاته الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية وتنطلق جولة زوار مسلك "جوجمة" من سيدي أبو منارة إلى زاوية سيدي بومخلوف أين يمكن لرواد الفضاء التمتع بتجربة غامرة باستخدام نظارات الواقع الافتراضي ومشاهدة حفل للعيساوية تم تصويره بزاوية 360 درجة في الكاف.
وفي مسلك "التراكن" الذي ينطلق من القصبة يمكن رؤية الكاف من خلال عمل لألفة بلال قامت خلاله بجمع مشاهد وصور مرسومة تكرم كل من ألكسندر روبتزوف، جان لوي بوشي، ناتاشا ماركوف، يحي التركي، موريس مارتن، شارل لالمان ويختتم هذا المشروع بورشة عمل لخلق ذكرى شخصية للكاف من خلال تقنية "التلصيق الصوري".
وفي مسلك "حكاية في حكاية" يعود بنا عشر شبان حديثي التخرج من أبناء الكاف إلى عالم الأساطير و"خرفات الجدات" في تساؤل ابداعي عن التراث اللامادي للمنطقة فتحكى حكاية الكاف عبر زيارة تفاعلية لشخصيات أسطورية بالمدينة منهم "الرهبان" و"النّيد" ويرافق صوت بحري الرحالي في شخصية الحكواتي هذه الجولة التاريخية الترفيهية. مشروع "حكاية في حكاية" قائم على تطوير تطبيقة ذكية تم دعم مرحلته الأولى من قبل "تفنن تونس" سنة 2021.
الشاب عزيز دبابي اختار في مشروعه المشارك في الدورة الثانية من "كيف الكاف" أيام 13 و14 و15 أكتوبر الحالي اكتشاف المدينة على الدراجة الهوائية وعنون المسلك بــ"لاتسبايك الكاف" والذي يجوب خلاله الزوار قلب المدينة العتيقة للكاف وأزقتها (المصلي، الجوابي، باب غدر، سيدي منصور وغابة الصنوبر).
وفي مشروع رائد الخذيري "دورا" يأخذنا هذا المشروع الطموح في رحلة علمية عبر الآثار الجيولوجية للكاف ويصور العمل الأدلة البصرية على العمليات الجيولوجية المعقدة، التي شكلت كوكبنا وتحديدا بين قمة العصر الطباشيري وقاع العصر الطباشيري وقد تم اعتماد هذا القطاع الجيولوجي بعد اكتشافه جنوب غرب الكاف خلال المؤتمر الجيولوجي العالمي الثامن والعشرين في واشنطن سنة 1989 باعتباره نقطة دولية لحدود العصور الثانوية والثالثية وشاهد على تأثير الكارثة الكونية التي وقعت على الأرض قبل 65 مليون سنة.
وتسجل المشاريع الفنية المغايرة حضورا مميزا في "كيف الكاف" من بينها "سيرتا ناتورا" لبشرى الطبوبي وهو تصور لمتحف متداخل وبديل لتاريخ الكاف الطبيعي ويقام هذا المعرض في القصبة مقدما رحلة إلى عالم عجائبي للحيوانات والنباتات بين الماضي والحاضر في الكاف، والمشروع هو خلاصة لبحث بيولوجي فلسفي على شكل رسومات ومقاطع سمعية بصرية أمّا صاحبته بشرى الطبوبي فهي فنانة تونسية تهتم في دراساتها بالأشكال العضوية والعلاقة بين الانسان والطبيعية.
بدوره يعود بدر قليدي - وهو فنان متعدد الاختصاصات تلون فنون الرسم، النحت والموسيقى تجربته الإبداعية - إلى نهاية القرن الثامن عشر في مشروع "المقام" الزمن الذي كانت فيه المدينة عاصمة للأولياء الصالحين والطرق الصوفية من منطقة المغرب العربي (القادرية، الرحمانية، العيساوية) ويستحضر بدر قليدي هذا الزمن في غرف قديمة بفندق يحاور زاوية سيدي بومخلوف عبر فنون رقمية وتعبيرات إبداعية تشكل مشروعه "المقام".
وتقترح الدورة الثانية من "كيف الكاف" ضمن فعالياتها معرضا بعنوان "الكاف المقدسة، ذاكرة مدينة عتيقة" بالقصبة وتم اعداد مضامين هذا المعرض انطلاقا من بحث علمي أنجزه المؤرخ محمد التليلي مستعينا بأرشيفه وأرشيف المعهد الوطني لتاريخ الفنون بفرنسا ومتحف "ليدن" (هولندا) وأرشيف الكاف والارشيف الوطني التونسي.
من جهته، وصف مؤسس جمعية "ميوزيم لاب" حاتم دريسي خلال حديثه لـ"الصباح" تظاهرة "كيف الكاف" بحاضنة لمشاريع الشباب في مجال التراث المّادي واللامّادي والطبيعي والسياحة البديلة مشددا على أن جمعية "ميوزيم لاب" (museum lab) والمتكونة من أساتذة جامعيين وباحثين تتطلع إلى إحياء وتجديد المشهد الثقافي والسياحي بالجهة عبر رؤية شبابها واعتمادا على تصورات حديثة وتقنيات وتطبيقات تكنولوجية مبتكرة على غرار التجارب الغامرة والواقع الافتراضي.
نجلاء قموع
تونس - الصباح
افتتحت الدورة الثانية من تظاهرة "كيف الكاف" المنظمة من قبل "موزيوم لاب" فعالياتها الجمعة 13 أكتوبر الحالي بعرض أهم ملامح هذه النسخة الجديدة وتقديم أهدافها الساعية إلى التعريف بتراث المدينة وتنوعها الحضاري والديني.
وأكد القائمون على برنامج "موزيوم لاب" ويمتد لثلاث سنوات بدعم من مؤسسة "دروسوس" أن الهدف الأساسي لهذه المبادرة هو تدريب وإدماج أربعين شابا من أًصحاب الشهائد العليا الباحثين عن عمل في مجال تثمين التراث.
وفي هذه الدورة الثانية تعاون "موزيوم لاب" مع عشرين شابا شاركوا في ورشات تدريبية في "القصبة" وفي الفضاء المرمم لضريح "سيدي الملايحي" وأثمر هذا التدريب عددا من المشاريع مستوحاة من التراث وقابلة للاستثمار الاجتماعي والاقتصادي.
وفي أجواء تتقاطع في خياراتها الفنون مع السياحة والتراث تحتفي الدورة الثانية من "كيف الكاف" بالتراث المادي واللامّادي لمدينة الكاف في محاور تتعلق بالهندسة المعمارية التراثية، الابداع المعاصر، "الترميم والذاكرة"، الحوار بين الأجيال، "المحافظة والتجديد" والبيئة. وهذه الخيارات تعكس مضامين المشاريع المختارة في هذه الدورة الثانية وعكست معظمها اهتماما بالصناعات التقليدية والحرف اليدوية، الغذاء الصحي، "الجيو- سياحة" والطبيعة.
تقترح "كيف الكاف" في دورتها الثانية برنامجا ثريا من 13 إلى 15 أكتوبر يشمل 8 مسالك ثقافية وطبيعية و9 مجموعات من المنتجات الحرفية ومجموعة من المنتجات المشتقة وسوق محلية مع إقامة في منزل أحد السكان المحليين وذلك إلى جانب عروض فنية من سينما وموسيقي وتجارب غامرة.
من المشاريع المبرمجة في النسخة الثانية من "كيف الكاف" مسلك "جوجمة" وهو تجربة صوتية عن أناشيد وتاريخ الطرق الصوفية في الكاف، قام بتصميمها محمد علي رجيبي ويستعرض هذا المشروع الدور الكبير لخمس طرق صوفية في اثراء تاريخ الكاف الموسيقي وهم العيساوية، الرحمانية، القادرية، العمايرية والعلوية ويغوص العمل عميقا في رمزية هذا الفن ودلالاته الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية وتنطلق جولة زوار مسلك "جوجمة" من سيدي أبو منارة إلى زاوية سيدي بومخلوف أين يمكن لرواد الفضاء التمتع بتجربة غامرة باستخدام نظارات الواقع الافتراضي ومشاهدة حفل للعيساوية تم تصويره بزاوية 360 درجة في الكاف.
وفي مسلك "التراكن" الذي ينطلق من القصبة يمكن رؤية الكاف من خلال عمل لألفة بلال قامت خلاله بجمع مشاهد وصور مرسومة تكرم كل من ألكسندر روبتزوف، جان لوي بوشي، ناتاشا ماركوف، يحي التركي، موريس مارتن، شارل لالمان ويختتم هذا المشروع بورشة عمل لخلق ذكرى شخصية للكاف من خلال تقنية "التلصيق الصوري".
وفي مسلك "حكاية في حكاية" يعود بنا عشر شبان حديثي التخرج من أبناء الكاف إلى عالم الأساطير و"خرفات الجدات" في تساؤل ابداعي عن التراث اللامادي للمنطقة فتحكى حكاية الكاف عبر زيارة تفاعلية لشخصيات أسطورية بالمدينة منهم "الرهبان" و"النّيد" ويرافق صوت بحري الرحالي في شخصية الحكواتي هذه الجولة التاريخية الترفيهية. مشروع "حكاية في حكاية" قائم على تطوير تطبيقة ذكية تم دعم مرحلته الأولى من قبل "تفنن تونس" سنة 2021.
الشاب عزيز دبابي اختار في مشروعه المشارك في الدورة الثانية من "كيف الكاف" أيام 13 و14 و15 أكتوبر الحالي اكتشاف المدينة على الدراجة الهوائية وعنون المسلك بــ"لاتسبايك الكاف" والذي يجوب خلاله الزوار قلب المدينة العتيقة للكاف وأزقتها (المصلي، الجوابي، باب غدر، سيدي منصور وغابة الصنوبر).
وفي مشروع رائد الخذيري "دورا" يأخذنا هذا المشروع الطموح في رحلة علمية عبر الآثار الجيولوجية للكاف ويصور العمل الأدلة البصرية على العمليات الجيولوجية المعقدة، التي شكلت كوكبنا وتحديدا بين قمة العصر الطباشيري وقاع العصر الطباشيري وقد تم اعتماد هذا القطاع الجيولوجي بعد اكتشافه جنوب غرب الكاف خلال المؤتمر الجيولوجي العالمي الثامن والعشرين في واشنطن سنة 1989 باعتباره نقطة دولية لحدود العصور الثانوية والثالثية وشاهد على تأثير الكارثة الكونية التي وقعت على الأرض قبل 65 مليون سنة.
وتسجل المشاريع الفنية المغايرة حضورا مميزا في "كيف الكاف" من بينها "سيرتا ناتورا" لبشرى الطبوبي وهو تصور لمتحف متداخل وبديل لتاريخ الكاف الطبيعي ويقام هذا المعرض في القصبة مقدما رحلة إلى عالم عجائبي للحيوانات والنباتات بين الماضي والحاضر في الكاف، والمشروع هو خلاصة لبحث بيولوجي فلسفي على شكل رسومات ومقاطع سمعية بصرية أمّا صاحبته بشرى الطبوبي فهي فنانة تونسية تهتم في دراساتها بالأشكال العضوية والعلاقة بين الانسان والطبيعية.
بدوره يعود بدر قليدي - وهو فنان متعدد الاختصاصات تلون فنون الرسم، النحت والموسيقى تجربته الإبداعية - إلى نهاية القرن الثامن عشر في مشروع "المقام" الزمن الذي كانت فيه المدينة عاصمة للأولياء الصالحين والطرق الصوفية من منطقة المغرب العربي (القادرية، الرحمانية، العيساوية) ويستحضر بدر قليدي هذا الزمن في غرف قديمة بفندق يحاور زاوية سيدي بومخلوف عبر فنون رقمية وتعبيرات إبداعية تشكل مشروعه "المقام".
وتقترح الدورة الثانية من "كيف الكاف" ضمن فعالياتها معرضا بعنوان "الكاف المقدسة، ذاكرة مدينة عتيقة" بالقصبة وتم اعداد مضامين هذا المعرض انطلاقا من بحث علمي أنجزه المؤرخ محمد التليلي مستعينا بأرشيفه وأرشيف المعهد الوطني لتاريخ الفنون بفرنسا ومتحف "ليدن" (هولندا) وأرشيف الكاف والارشيف الوطني التونسي.
من جهته، وصف مؤسس جمعية "ميوزيم لاب" حاتم دريسي خلال حديثه لـ"الصباح" تظاهرة "كيف الكاف" بحاضنة لمشاريع الشباب في مجال التراث المّادي واللامّادي والطبيعي والسياحة البديلة مشددا على أن جمعية "ميوزيم لاب" (museum lab) والمتكونة من أساتذة جامعيين وباحثين تتطلع إلى إحياء وتجديد المشهد الثقافي والسياحي بالجهة عبر رؤية شبابها واعتمادا على تصورات حديثة وتقنيات وتطبيقات تكنولوجية مبتكرة على غرار التجارب الغامرة والواقع الافتراضي.