إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

نفذ فيها 11 حكما بالإعدام.. المحاولة الانقلابية على بورقيبة أمام العدالة الانتقالية

 

تونس-الصباح

تنظر اليوم أيضا الدائرة المتخصصة في العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في ملف عبد القادر بن يشرط وهو ضحية من ضحايا التعذيب والتنكيل واحد المنتمين لمجموعة لزهر الشرايطي وما عرف بالمحاولة الانقلابية على نظام حكم بورقيبة سنة 1962.

مفيدة القيزاني

ومحاولة انقلاب 1962 هي محاولة انقلاب ضد نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

اشتركت في القيام بها مجموعة من العسكريين والمدنيين من مختلف التوجهات السياسية من مقاومين سابقين وعسكريّين ومدنيين معارضين للنظام وفيهم المحسوب على التيّار اليوسفي والقومي.

ويعتبر عبد العزيز العكرمي محركها الرئيسي ورأسها المدبر.

وقد ألقي القبض على المجموعة التي تضم قرابة ‌25 شخصا في 19 ديسمبر 1962 وبدأت محاكماتهم في 12 جانفي 1963 وتمّ التّصريح بالحكم يوم 17 جانفي 1963 بعد أكثر من عشرين ساعة من المداولات. ولم يسمح النظام للمتّهمين باختيار محامين بل عيّن لهم 5 محامين معروفين بقربهم من النّظام.

وبعد 5 أيّام من المحاكمات أصدرت المحكمة العسكرية بتونس في حقهم أحكاما تراوحت بين الإعدام والأشغال الشاقة والسجن.

وقد حكمت المحكمة بإعدام 13 شخصا منهم وهم "عمر البنبلي" و"كبير المحرزي" و"صالح الحشاني "وعبد الصادق بن سعيد" و"المنصف الماطري" و"حمادي قيزة" و"الحبيب بركية"وكلهم من العسكريين و"الحبيب حنيني" و"الهادي القفصي" و"الأزهر الشرايطي" و"عبد العزيز العكرمي" و"أحمد الرحموني" و"المسطاري بن سعيد" (في حالة فرار) وكلهم من المدنيين، وبالأشغال الشاقة المؤبدة على "محمد الصالح البراطلي" و"الساسي بويحيى"، وبعشرين عاما أشغالا شاقة على "العربي العكرمي" و"علي كشك" و"عبد القادر بن يشرط" و"أحمد التيجاني" و"تميم بن كامل التونسي "وعشر سنوات أشغالا شاقة على "علي القفصي" و"عز الدين الشريف"، وخمسة أعوام أشغالا شاقة على "علي الكفلي الشواشي"، وعامين سجنا على "محمد العربي المثناني" و"حسن مرزوق"، وبعام سجنا على العربي الصامت.

 وبعد 7 أيّام من التّصريح بالحكم تمّ تنفيذ أحكام الإعدام رميا بالرصاص في 10 من المحكوم عليهم بتاريخ 24 جانفي 1963، مع استثناء "المنصف الماطري" و"محمد قيزة" اللذين أبدل الحكم في شأنهما إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.

وكان بن يشرط بين خلال شهادته  أنه وبقية المجموعة من شرائح مختلفة منهم من كان صلب الحزب  الدستوري التونسي قبل انضمام المرحوم الحبيب بورقيبة إليه  وسبعة عسكريين بينهم حمادي قيزة وصالح الحشاني وعمر البنبلي والصادق بن سعيد ومحمد بركية وبيرم المحرزي ومحمد المثناني (أمني) وضابط بالحرس الوطني وكانوا حوالي 57 شخصا عقدوا  اجتماعات  استنكروا فيها سياسة بورقيبة التي اتسمت بالديكتاتورية والانفراد بالحكم والسلطة وقمع  المعارضين وهي فضلا عن اسرافه وبذخه في تشييد القصور  رغم أن الوضع الاقتصادي للبلاد كان في تلك الفترة لا يسمح بذلك بالإضافة إلى موقف بورقيبة  من حرب بنزرت والإعداد السيء لها مما أدى إلى الزج بعديد التونسيين في حرب غير متكافئة إضافة إلى عملية اغتيال المرحوم صالح بن يوسف ومع ذلك يقول ان عمليّة الانقلاب لم تصل إلى مرحلة التنفيذ أو حتى مجرد الشروع في بعض تفاصيلها  إنما كانت مجرد فكرة في أذهان أفراد المجموعة.

 الواشي..

قال بن يشرط  ان واش  كشف مخططهم وألقي على البعض منهم القبض عام 1962 بينما  ألقي عليه القبض بعد 21 يوما بعد أن  كان مختف بمنزل أحد الجزائريين بجهة السيدة المنوبية ثم اختفى في  منزل قريبة له وسط العاصمة أين ألقي عليه القبض واقتيد مباشرة الى مقر وزارة الداخلية أين انطلقت عملية تعذيبه بالضرب والإهانات.

وتحدث بن يشرط عن مرحلة سجنه في الكراكة وقال إنه خلال بحثه سئل  عن الإعداد والمشاركين في عملية محاولة الانقلاب مشيرا الى  انه لم يلتق ببقية أعضاء المجموعة داخل الوزارة وحتى أسماء جلاديه فقد نسيهم ثم نقل إلى سجن 9 أفريل وبقي مدة أسبوعين ثم  تم  نقله إلى سجن الكراكة  بغار الملح مع 18 آخرين من المجموعة وقد عانى في السجن أبشع أنواع التعذيب فضلا عن سوء المعاملة ووجود الأوساخ والحشرات "قمل"  أما الأكل فحدث ولا حرج فقد كان عبارة عن حساء من الماء به قليل من الجزر.

 زيارة الطيب المهيري..

يقول بن يشرط انه أثناء إقامته بسجن الكراكة بغار الملح زاره  كل من الطيب المهيري الذي كان وزير داخلية كان مرفوقا بالباجي قايد السبسي الذي كان وقتذاك مدير أمن وكان المهيري استغرب كيف يتم ابقاؤه وبقية المجموعة  غير مقيدين وأمر بتقييدهم بالسلاسل من الأرجل ففهم أن تلك الزيارة كانت الغاية منها  مزيد التنكيل بهم مشيرا الى أن مدير سجن الكراكة كان يدعى محمود المرابط.

وبعد عامين و8 أشهر تم نقلهم إلى سجن برج الرومي واودعوا بالسراديب التي يصل عمقها إلى 37 درجا وكانوا مقيدين  بالسلاسل وكان المكان باردا خاصة في فصل الصيف فقد كانوا يجبرون على قضاء حاجتهم البشرية في نصف برميل وهم مكبلين بالسلاسل.

وصرح أيضا بأنه كان قضى بسجن برج الرومي ثماني سنوات  ونصف  ثم بعد 11سنة تقريبا قضاها بين سجني الكراكة وبرج الرومي أطلق سراحه بموجب عفو رئاسي وانه طيلة  ثماني سنوات بسجن ايقافه لم تتمكن عائلته من زيارته.

نفذ فيها 11 حكما بالإعدام..   المحاولة الانقلابية على بورقيبة أمام العدالة الانتقالية

 

تونس-الصباح

تنظر اليوم أيضا الدائرة المتخصصة في العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في ملف عبد القادر بن يشرط وهو ضحية من ضحايا التعذيب والتنكيل واحد المنتمين لمجموعة لزهر الشرايطي وما عرف بالمحاولة الانقلابية على نظام حكم بورقيبة سنة 1962.

مفيدة القيزاني

ومحاولة انقلاب 1962 هي محاولة انقلاب ضد نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

اشتركت في القيام بها مجموعة من العسكريين والمدنيين من مختلف التوجهات السياسية من مقاومين سابقين وعسكريّين ومدنيين معارضين للنظام وفيهم المحسوب على التيّار اليوسفي والقومي.

ويعتبر عبد العزيز العكرمي محركها الرئيسي ورأسها المدبر.

وقد ألقي القبض على المجموعة التي تضم قرابة ‌25 شخصا في 19 ديسمبر 1962 وبدأت محاكماتهم في 12 جانفي 1963 وتمّ التّصريح بالحكم يوم 17 جانفي 1963 بعد أكثر من عشرين ساعة من المداولات. ولم يسمح النظام للمتّهمين باختيار محامين بل عيّن لهم 5 محامين معروفين بقربهم من النّظام.

وبعد 5 أيّام من المحاكمات أصدرت المحكمة العسكرية بتونس في حقهم أحكاما تراوحت بين الإعدام والأشغال الشاقة والسجن.

وقد حكمت المحكمة بإعدام 13 شخصا منهم وهم "عمر البنبلي" و"كبير المحرزي" و"صالح الحشاني "وعبد الصادق بن سعيد" و"المنصف الماطري" و"حمادي قيزة" و"الحبيب بركية"وكلهم من العسكريين و"الحبيب حنيني" و"الهادي القفصي" و"الأزهر الشرايطي" و"عبد العزيز العكرمي" و"أحمد الرحموني" و"المسطاري بن سعيد" (في حالة فرار) وكلهم من المدنيين، وبالأشغال الشاقة المؤبدة على "محمد الصالح البراطلي" و"الساسي بويحيى"، وبعشرين عاما أشغالا شاقة على "العربي العكرمي" و"علي كشك" و"عبد القادر بن يشرط" و"أحمد التيجاني" و"تميم بن كامل التونسي "وعشر سنوات أشغالا شاقة على "علي القفصي" و"عز الدين الشريف"، وخمسة أعوام أشغالا شاقة على "علي الكفلي الشواشي"، وعامين سجنا على "محمد العربي المثناني" و"حسن مرزوق"، وبعام سجنا على العربي الصامت.

 وبعد 7 أيّام من التّصريح بالحكم تمّ تنفيذ أحكام الإعدام رميا بالرصاص في 10 من المحكوم عليهم بتاريخ 24 جانفي 1963، مع استثناء "المنصف الماطري" و"محمد قيزة" اللذين أبدل الحكم في شأنهما إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.

وكان بن يشرط بين خلال شهادته  أنه وبقية المجموعة من شرائح مختلفة منهم من كان صلب الحزب  الدستوري التونسي قبل انضمام المرحوم الحبيب بورقيبة إليه  وسبعة عسكريين بينهم حمادي قيزة وصالح الحشاني وعمر البنبلي والصادق بن سعيد ومحمد بركية وبيرم المحرزي ومحمد المثناني (أمني) وضابط بالحرس الوطني وكانوا حوالي 57 شخصا عقدوا  اجتماعات  استنكروا فيها سياسة بورقيبة التي اتسمت بالديكتاتورية والانفراد بالحكم والسلطة وقمع  المعارضين وهي فضلا عن اسرافه وبذخه في تشييد القصور  رغم أن الوضع الاقتصادي للبلاد كان في تلك الفترة لا يسمح بذلك بالإضافة إلى موقف بورقيبة  من حرب بنزرت والإعداد السيء لها مما أدى إلى الزج بعديد التونسيين في حرب غير متكافئة إضافة إلى عملية اغتيال المرحوم صالح بن يوسف ومع ذلك يقول ان عمليّة الانقلاب لم تصل إلى مرحلة التنفيذ أو حتى مجرد الشروع في بعض تفاصيلها  إنما كانت مجرد فكرة في أذهان أفراد المجموعة.

 الواشي..

قال بن يشرط  ان واش  كشف مخططهم وألقي على البعض منهم القبض عام 1962 بينما  ألقي عليه القبض بعد 21 يوما بعد أن  كان مختف بمنزل أحد الجزائريين بجهة السيدة المنوبية ثم اختفى في  منزل قريبة له وسط العاصمة أين ألقي عليه القبض واقتيد مباشرة الى مقر وزارة الداخلية أين انطلقت عملية تعذيبه بالضرب والإهانات.

وتحدث بن يشرط عن مرحلة سجنه في الكراكة وقال إنه خلال بحثه سئل  عن الإعداد والمشاركين في عملية محاولة الانقلاب مشيرا الى  انه لم يلتق ببقية أعضاء المجموعة داخل الوزارة وحتى أسماء جلاديه فقد نسيهم ثم نقل إلى سجن 9 أفريل وبقي مدة أسبوعين ثم  تم  نقله إلى سجن الكراكة  بغار الملح مع 18 آخرين من المجموعة وقد عانى في السجن أبشع أنواع التعذيب فضلا عن سوء المعاملة ووجود الأوساخ والحشرات "قمل"  أما الأكل فحدث ولا حرج فقد كان عبارة عن حساء من الماء به قليل من الجزر.

 زيارة الطيب المهيري..

يقول بن يشرط انه أثناء إقامته بسجن الكراكة بغار الملح زاره  كل من الطيب المهيري الذي كان وزير داخلية كان مرفوقا بالباجي قايد السبسي الذي كان وقتذاك مدير أمن وكان المهيري استغرب كيف يتم ابقاؤه وبقية المجموعة  غير مقيدين وأمر بتقييدهم بالسلاسل من الأرجل ففهم أن تلك الزيارة كانت الغاية منها  مزيد التنكيل بهم مشيرا الى أن مدير سجن الكراكة كان يدعى محمود المرابط.

وبعد عامين و8 أشهر تم نقلهم إلى سجن برج الرومي واودعوا بالسراديب التي يصل عمقها إلى 37 درجا وكانوا مقيدين  بالسلاسل وكان المكان باردا خاصة في فصل الصيف فقد كانوا يجبرون على قضاء حاجتهم البشرية في نصف برميل وهم مكبلين بالسلاسل.

وصرح أيضا بأنه كان قضى بسجن برج الرومي ثماني سنوات  ونصف  ثم بعد 11سنة تقريبا قضاها بين سجني الكراكة وبرج الرومي أطلق سراحه بموجب عفو رئاسي وانه طيلة  ثماني سنوات بسجن ايقافه لم تتمكن عائلته من زيارته.