إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

انتخابات الجامعة العامة للتعليم الثانوي.. الخط الجديد" "يكتسح".. ومطالبة بمحاسبة مكتب اليعقوبي

 

-عبد اللطيف الحناشي لـ"الصباح": "قائمة لسعد اليعقوبي انهزمت نتيجة فشل التحالفات وعوامل تمر اخرى تميز جامعة التعليم الثانوي"

تونس – الصباح

انتهت أشغال المؤتمر العادي للجامعة العامة للتعليم الثانوي المنعقد في الحمامات يومي 1 و2 أكتوبر 2023 برئاسة عثمان الجلولي الأمين العام المساعد للاتحاد، بالإعلان عن نتائج الانتخابات وعن تركيبة المكتب التنفيذي الجديد للجامعة ولجنة المراقبة المالية فجر أمس الثلاثاء 3 أكتوبر الجاري.

وضمت التركيبة الجديدة الأولية، في انتظار البت في الطعون إن وجدت، ثمانية فائزين من قائمة ''ردّ الاعتبار'' وهم محمد الصافي، مبروك التومي، سهى ميعادي، شهرزاد الرضواني، حاتم هاني، نور الدين الرويس، توفيق العرفاوي والصادق المحمودي، مقابل فوز ثلاثة مترشحين من قائمة ''الصمود والثبات''، المحسوبة على لسعد اليعقوبي، وهم جودة دحمان، منتصر بن رمضان وفخري الصميطي.

إيمان عبد اللطيف

شهد المؤتمر العادي للجامعة العامة للتعليم الثانوي 7 انسحابات لمترشحين قبل انطلاق عملية التصويت منهم أربعة من مرشحي حزب "الوطد" الذي برر في بلاغ إعلامي هذا الانسحاب ''برفض مختلف التيارات السياسية في الجامعة العامة للتعليم الثانوي تصعيد قائمة ائتلافية".

ولم تمر أشغال المؤتمر دون حصول مشاحنات بين عدد من المترشحين على خلفية العلاقة مع سلطة الإشراف وعلى خلفية عدم الرضاء على توقيع اتفاق مع وزارة التربية يرحل مستحقات مالية للأساتذة إلى سنوات 2026 وما يليها. فكانت هناك مطالبة بتضمين رفض هذا الاتفاق في البيان الختامي للمؤتمر وفرض سحبه على المكتب الجديد.

وذهبت بعض الأطراف إلى القول بأن عدم صعود كامل قائمة شق اليعقوبي مسألة متوقعة ومنتظرة بعد الاستماع لفحوى مداخلات المؤتمرين أثناء النقاش العام حيث طالبت بعض الأصوات بضرورة محاسبة المكتب المتخلي لخذلانه لمنظوريه. ما قد يفسر الفوز الساحق لقائمة "رد الاعتبار" وما يطرح النقاش من جديد عن مدى إمكانية تغيير المسار السابق إلى مواجهات أخرى مع السلطة الحالية. 

في هذا السياق أوضح أستاذ التاريخ السياسي المعاصر والراهن عبد اللطيف الحناشي أنّ "نقابة التعليم الثانوي هي نقابة لديها خصوصية في الاتحاد العام التونسي للشغل بمعنى هي من أكثر النقابات التي تضم توجهات سياسية مختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، للوسط، لليسار العادي وغيرها".

وأوضح "من خلال كل المؤتمرات التي شهدتها الجامعة العامة تتميّز النقاشات غالبا بالعمق في تناول القضايا الاجتماعية المادية والبيداغوجية الخاصة بالقطاع والوطنية عامة"..

ولا يختلف هذا المؤتمر في العمق عن المؤتمرات السابقة للنقابة العامة للتعليم الثانوي، إلا من حيث الظرفية العامة التي تمرّ بها البلاد. التي تمرّ بفترة مختلفة عن الفترات السابقة قبل الثورة أو بعدها".

في ذات الاتجاه أبرز الحناشي أنّه "كانت النقاشات خلال جلسات المؤتمر واسعة وإن اهتمت في جزء منها بعلاقة النقابة بالسلطة الحالية، وحسب ما تواتر من أخبار وهو أمر عادي فإنها تناولت قضايا أخرى هامة خاصة في ما يتعلّق بالمسائل المادية لمنظوريها والقضايا البيداغوجية والعلاقة مع السلطة وخاصة نقد الاتفاقية التي تمت بين النقابة وبين وزارة التربية".

وقال "القائمة التي نجحت هي قائمة ائتلافية، على ما يبدو، تمثّل تيارات نقابية وفكرية مختلفة ولا تمثل بالضرورة تيارا واحدا أو حزبا سياسيا معيّنا بل مجموعة متنوعة يعني نقابيون ليسوا بالضرورة ينتمون كلهم إلى أحزاب ولكن وجهات نظرهم أو تحاليلهم تقترب من هذا الحزب أو ذاك ولاؤهم للاتحاد العام التونسي للشغل ومبادئه .

وتجدر الإشارة إلى أن القائمة المحسوبة على لسعد اليعقوبي التي صعد منها ثلاثة أشخاص يبدو أنها عرفت بعض المشاكل، ما أدى الى انسحاب بعض الأطراف أو طرف الأمر الذي أثّر على تواجدها في قائمة "المنتصرين".

وأفاد أستاذ التاريخ السياسي والراهن "أعتقد أيضا أن القائمة الناجحة تمثل بدورها التيارات الموجودة في الجامعة العامة يعني تضم مشارب مختلفة، وإن كان هناك غياب لطرف ما فهو إرادي سواء نتيجة  الانسحاب من إحدى القائمتين نتيجة عدم التوافق داخل القائمة أو لأسباب أخرى".

وقال "صحيح أن قائمة لسعد اليعقوبي قد فشلت ولكن كان ذلك نتيجة فشل التحالفات ولعوامل عديدة تمر بها دائما مؤتمرات الجامعة العامة للتعليم الثانوي والتي تتعلق بكيفية تركيب التحالفات والدفع نحو هذا الاتجاه أو الاتجاه المعاكس أو غيره.."

"لكن بغض النظر عن كل ذلك"، وفق قوله، "فإن المؤتمرات تُبرز الممارسة الديمقراطية في الاتحاد العام التونسي للشغل، وهذه الجامعة هي من أبرز النقابات في المنظمة من حيث العدد والمواصفات الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية للمنتمين لها. وهي من أكثر النقابات المسيسة والمؤدلجة وأيضا من أكثر النقابات التي تملك خبرة في العمل النقابي.  

والقائمة التي صعدت، ستتفاعل أولا مع الوضع العام سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي المتمثل في مطالب الأساتذة. وفي هذه المجموعة فيها التنوع الذي قد يجعلهم يلتقون في نقاط ويختلفون حول أخرى وهذا سيساعد على تطوير النضال النقابي".

انتخابات الجامعة العامة للتعليم الثانوي..  الخط الجديد" "يكتسح".. ومطالبة بمحاسبة مكتب اليعقوبي

 

-عبد اللطيف الحناشي لـ"الصباح": "قائمة لسعد اليعقوبي انهزمت نتيجة فشل التحالفات وعوامل تمر اخرى تميز جامعة التعليم الثانوي"

تونس – الصباح

انتهت أشغال المؤتمر العادي للجامعة العامة للتعليم الثانوي المنعقد في الحمامات يومي 1 و2 أكتوبر 2023 برئاسة عثمان الجلولي الأمين العام المساعد للاتحاد، بالإعلان عن نتائج الانتخابات وعن تركيبة المكتب التنفيذي الجديد للجامعة ولجنة المراقبة المالية فجر أمس الثلاثاء 3 أكتوبر الجاري.

وضمت التركيبة الجديدة الأولية، في انتظار البت في الطعون إن وجدت، ثمانية فائزين من قائمة ''ردّ الاعتبار'' وهم محمد الصافي، مبروك التومي، سهى ميعادي، شهرزاد الرضواني، حاتم هاني، نور الدين الرويس، توفيق العرفاوي والصادق المحمودي، مقابل فوز ثلاثة مترشحين من قائمة ''الصمود والثبات''، المحسوبة على لسعد اليعقوبي، وهم جودة دحمان، منتصر بن رمضان وفخري الصميطي.

إيمان عبد اللطيف

شهد المؤتمر العادي للجامعة العامة للتعليم الثانوي 7 انسحابات لمترشحين قبل انطلاق عملية التصويت منهم أربعة من مرشحي حزب "الوطد" الذي برر في بلاغ إعلامي هذا الانسحاب ''برفض مختلف التيارات السياسية في الجامعة العامة للتعليم الثانوي تصعيد قائمة ائتلافية".

ولم تمر أشغال المؤتمر دون حصول مشاحنات بين عدد من المترشحين على خلفية العلاقة مع سلطة الإشراف وعلى خلفية عدم الرضاء على توقيع اتفاق مع وزارة التربية يرحل مستحقات مالية للأساتذة إلى سنوات 2026 وما يليها. فكانت هناك مطالبة بتضمين رفض هذا الاتفاق في البيان الختامي للمؤتمر وفرض سحبه على المكتب الجديد.

وذهبت بعض الأطراف إلى القول بأن عدم صعود كامل قائمة شق اليعقوبي مسألة متوقعة ومنتظرة بعد الاستماع لفحوى مداخلات المؤتمرين أثناء النقاش العام حيث طالبت بعض الأصوات بضرورة محاسبة المكتب المتخلي لخذلانه لمنظوريه. ما قد يفسر الفوز الساحق لقائمة "رد الاعتبار" وما يطرح النقاش من جديد عن مدى إمكانية تغيير المسار السابق إلى مواجهات أخرى مع السلطة الحالية. 

في هذا السياق أوضح أستاذ التاريخ السياسي المعاصر والراهن عبد اللطيف الحناشي أنّ "نقابة التعليم الثانوي هي نقابة لديها خصوصية في الاتحاد العام التونسي للشغل بمعنى هي من أكثر النقابات التي تضم توجهات سياسية مختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، للوسط، لليسار العادي وغيرها".

وأوضح "من خلال كل المؤتمرات التي شهدتها الجامعة العامة تتميّز النقاشات غالبا بالعمق في تناول القضايا الاجتماعية المادية والبيداغوجية الخاصة بالقطاع والوطنية عامة"..

ولا يختلف هذا المؤتمر في العمق عن المؤتمرات السابقة للنقابة العامة للتعليم الثانوي، إلا من حيث الظرفية العامة التي تمرّ بها البلاد. التي تمرّ بفترة مختلفة عن الفترات السابقة قبل الثورة أو بعدها".

في ذات الاتجاه أبرز الحناشي أنّه "كانت النقاشات خلال جلسات المؤتمر واسعة وإن اهتمت في جزء منها بعلاقة النقابة بالسلطة الحالية، وحسب ما تواتر من أخبار وهو أمر عادي فإنها تناولت قضايا أخرى هامة خاصة في ما يتعلّق بالمسائل المادية لمنظوريها والقضايا البيداغوجية والعلاقة مع السلطة وخاصة نقد الاتفاقية التي تمت بين النقابة وبين وزارة التربية".

وقال "القائمة التي نجحت هي قائمة ائتلافية، على ما يبدو، تمثّل تيارات نقابية وفكرية مختلفة ولا تمثل بالضرورة تيارا واحدا أو حزبا سياسيا معيّنا بل مجموعة متنوعة يعني نقابيون ليسوا بالضرورة ينتمون كلهم إلى أحزاب ولكن وجهات نظرهم أو تحاليلهم تقترب من هذا الحزب أو ذاك ولاؤهم للاتحاد العام التونسي للشغل ومبادئه .

وتجدر الإشارة إلى أن القائمة المحسوبة على لسعد اليعقوبي التي صعد منها ثلاثة أشخاص يبدو أنها عرفت بعض المشاكل، ما أدى الى انسحاب بعض الأطراف أو طرف الأمر الذي أثّر على تواجدها في قائمة "المنتصرين".

وأفاد أستاذ التاريخ السياسي والراهن "أعتقد أيضا أن القائمة الناجحة تمثل بدورها التيارات الموجودة في الجامعة العامة يعني تضم مشارب مختلفة، وإن كان هناك غياب لطرف ما فهو إرادي سواء نتيجة  الانسحاب من إحدى القائمتين نتيجة عدم التوافق داخل القائمة أو لأسباب أخرى".

وقال "صحيح أن قائمة لسعد اليعقوبي قد فشلت ولكن كان ذلك نتيجة فشل التحالفات ولعوامل عديدة تمر بها دائما مؤتمرات الجامعة العامة للتعليم الثانوي والتي تتعلق بكيفية تركيب التحالفات والدفع نحو هذا الاتجاه أو الاتجاه المعاكس أو غيره.."

"لكن بغض النظر عن كل ذلك"، وفق قوله، "فإن المؤتمرات تُبرز الممارسة الديمقراطية في الاتحاد العام التونسي للشغل، وهذه الجامعة هي من أبرز النقابات في المنظمة من حيث العدد والمواصفات الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية للمنتمين لها. وهي من أكثر النقابات المسيسة والمؤدلجة وأيضا من أكثر النقابات التي تملك خبرة في العمل النقابي.  

والقائمة التي صعدت، ستتفاعل أولا مع الوضع العام سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي المتمثل في مطالب الأساتذة. وفي هذه المجموعة فيها التنوع الذي قد يجعلهم يلتقون في نقاط ويختلفون حول أخرى وهذا سيساعد على تطوير النضال النقابي".