إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الكارثة في ليبيا والمخاوف في تونس.. انطلاق صيانة السدود وتحذيرات من أمطار الخريف

 

* عبد الله الرابحي كاتب الدولة الأسبق للمياه لـ"الصباح": مراقبة السدود في تونس على مستوى عال.. ولكن الاحتياطات تبقى قائمة

تونس – الصباح

باتت المخاوف مشروعة في تونس بعد كارثة درنة الليبية خاصة وأننا على أبواب موسم الأمطار فالهواجس من حدوث فيضانات تضاعفت ليصبح اهتمام الشارع التونسي بكل ما يدور حول المناخ والتغيرات المناخية ملفتا للانتباه.

وفي إطار الاستعداد اللوجستي لأمطار الخريف خاصة بعد التحذيرات التي أطلقت على مستوى الخبراء كانت وزارة الفلاحة من جانبها قد أكدت أن مصالحها الفنية المركزية والجهوية بالإدارة العامّة للسّدود والأشغال المائيّة الكبرى، تواصل تكثيف عمليات تفقد المنشآت المائية الهامة ومدى تقدم تنفيذ برامج الصيانات والأعمال الوقائيّة.

وتعمل الوزارة حسب نص البيان الصادر الثلاثاء الماضي على الصيانة الوقائية والدورية للتجهيزات الهيدرو ميكانيكية والكهربائية بالسدود الكبرى لضمان جاهزيتها وحسن تشغيلها أثناء الفيضان مع تفقد النقاط الزرقاء بمجاري الأودية بأسفل هذه السدود، فضلا عن أن هذه المنشآت تحظى بمراقبة فنية دورية ومتواصلة من طرف خبرات عالمية في ميدان السلامة وحسن الاستغلال.

كما أكدت أنه يتم تفقد السدود الجبلية وخاصة صيانة وتعهد الصّمامات بها مع التأكيد على انتظام الحراسة بهذه المنشآت ومراقبة مستوى المياه أثناء الإيرادات المائية إلى جانب معاضدة مجهودات السلط الجهوية والمحلية للتدخل العاجل بمجاري الأودية والروافد المتاخمة للتجمعات السكنية بتسخير جميع المعدات المتاحة بالوزارة خاصّة للتدخل الخصوصي بالآليات الثقيلة على غرار ما تم بوادي مجردة ووادي المالح ووادي السلوقية بولاية باجة ووادي جومين بولاية بنزرت.

وحول عمليات المراقبة والصيانة للسدود للتونسية قال الخبير في المياه وكاتب الدولة السابق عبد الله الرابحي لـ"الصباح" إن مستوى التفقد لهذه المنشآت في تونس عال حيث تشرف على ذلك مكاتب دراسات عالمية خاصة على مستوى أسس السد مع توفر إدارة تابعة للإدارة العامة للسدود والأشغال المائية الراجعة بالنظر إلى وزارة الفلاحة تقوم بالمراقبة 24 ساعة على 24 ساعة مع توفر دليل إجراءات لكل إدارة لكن يبقى الحدث ضروريا من خلال ما يتوفر من شبكات إنذار مبكر عبر محطات قيس المياه قبل وصولها إلى السد بـ24 ساعة مثل محطات القيس بسد ملاق والسلوقية.

وحسب محدثنا فان طاقة استيعاب جميع السدود في تونس تقدر بـ 2 مليار و700 مليون متر مكعب، مضيفا أن الموارد المائية التي يمكن تعبئتها بما فيها المياه السطحية والجوفية تقدر بـ 4.9 مليار متر مكعب وبصفة عامة فان المعدل السنوي للأمطار في تونس في حدود 37 مليار متر مكعب يمكن تخزين منها 4.9 مليار متر مكعب.

وعن معدل أعمار السدود في تونس قال كاتب الدولة السابق للمياه والصيد البحري عبد الله الرابحي انه يتراوح بين 70 ومائة سنة مشيرا إلى أن من أقدم السدود في تونس سدي ملاق وبني مطري تم إنشاؤهما سنة 1954 الأول عمره الافتراضي شارف على النهاية وبالنبسة لبني مطير بإمكان اشتغال السد لخمسين سنة إضافية لان قربه من الغابات ساعد على عدم وجود الترسبات داخله.

وقال الرابحي أن هناك سدودا ميتة في تونس مثل السد الكبير الذي شيّد سنة 1928 في زغوان وتحديدا قرب مدينة الفحص ويجري حاليا تعويضه ببناء سد بئر المشارقة بنفس المنطقة.

وذكر الرابحي بفيضانات 1969 التي خلفت 542 قتيلا محذرا في سياق حديثه من أمطار الخريف واخذ جميع الاحتياطات اللازمة خاصة على مستوى البحيرات الجبلية والسدود التي بها كثير من الترسبات.

وعن كارثة درنة قال الرابحي كان بالإمكان تجاوزها أو الحد من كارثية ما جد لكن من الأرجح أن يكون سبب الانهيار إهمال صيانة السد التي لم تتم منذ سنة 2007، مشيرا إلى أن تونس عاشت فيضانات بعد إنشاء السدود أهمها فيضانات 26 ماي سنة 2000 اثر امتلاء سد ملاق كان القرار فوري بفتح الصمامات.

كما دعا الرابحي السلط إلى الاستعداد قبل حلول أمطار الخريف باعتبار أن خلال هذا الفصل نشهد تساقط كميات كبيرة في وقت وجيز وعلى هذا الأساس شدد محدثنا على ضرورة تنظيف البالوعات وجهر الأودية وتنظيفها.

وأضاف الخبير في المياه بان عديد البالوعات لم يقع جهرها أو صيانتها وتشهد تكدسا للفضلات الصلبة وامتد الأمر إلى الأودية والشوارع.

وفي هذا السياق قال الرابحي إنه يوجد في تونس 37 سدّا جلّها في الشمال وأكبرها سد سيدي سالم الذي تبلغ طاقة استيعابه 630 مليون متر مكعب ويعد سد ملاق بولاية الكاف من بين اكبر السدود في تونس وكذلك سد سيدي البراق الذي تبلغ طاقة استيعابه 270 مليون متر مكعب إلى جانب سدود أخرى مثل سد بوهرتمة وسد بني مطير.

وأفاد الرابحي أن الأحواض الكبرى، أي السدود الكبرى تقدر إيراداتها السنوية بمليار متر مكعب، لكن نظرا للتغيرات المناخية أصبحت لا تتعدى 400 مليون متر مكعب في السنة في حين يوجد الحوض الثاني ويتمثل في سدود أقصى الشمال (سيدي البراق - سجنان – جومين – بني مطير – المالح) ويبلغ إجمالي طاقة استيعاب هذه السدود مليار متر مكعب.

كما أشار الخبير في المياه إلى انه يوجد في تونس 860 بحيرة جبلية طاقة استيعاب البحيرة الواحدة اقل من 300 ألف متر مكعب والسدود الصغرى أو ما يمسى بالسدود التلية وهي 260 سدا تليا بطاقة استيعاب 3 مليون متر مكعب للسد الواحد.

جهاد الكلبوسي

الكارثة في ليبيا والمخاوف في تونس..  انطلاق صيانة السدود وتحذيرات من أمطار  الخريف

 

* عبد الله الرابحي كاتب الدولة الأسبق للمياه لـ"الصباح": مراقبة السدود في تونس على مستوى عال.. ولكن الاحتياطات تبقى قائمة

تونس – الصباح

باتت المخاوف مشروعة في تونس بعد كارثة درنة الليبية خاصة وأننا على أبواب موسم الأمطار فالهواجس من حدوث فيضانات تضاعفت ليصبح اهتمام الشارع التونسي بكل ما يدور حول المناخ والتغيرات المناخية ملفتا للانتباه.

وفي إطار الاستعداد اللوجستي لأمطار الخريف خاصة بعد التحذيرات التي أطلقت على مستوى الخبراء كانت وزارة الفلاحة من جانبها قد أكدت أن مصالحها الفنية المركزية والجهوية بالإدارة العامّة للسّدود والأشغال المائيّة الكبرى، تواصل تكثيف عمليات تفقد المنشآت المائية الهامة ومدى تقدم تنفيذ برامج الصيانات والأعمال الوقائيّة.

وتعمل الوزارة حسب نص البيان الصادر الثلاثاء الماضي على الصيانة الوقائية والدورية للتجهيزات الهيدرو ميكانيكية والكهربائية بالسدود الكبرى لضمان جاهزيتها وحسن تشغيلها أثناء الفيضان مع تفقد النقاط الزرقاء بمجاري الأودية بأسفل هذه السدود، فضلا عن أن هذه المنشآت تحظى بمراقبة فنية دورية ومتواصلة من طرف خبرات عالمية في ميدان السلامة وحسن الاستغلال.

كما أكدت أنه يتم تفقد السدود الجبلية وخاصة صيانة وتعهد الصّمامات بها مع التأكيد على انتظام الحراسة بهذه المنشآت ومراقبة مستوى المياه أثناء الإيرادات المائية إلى جانب معاضدة مجهودات السلط الجهوية والمحلية للتدخل العاجل بمجاري الأودية والروافد المتاخمة للتجمعات السكنية بتسخير جميع المعدات المتاحة بالوزارة خاصّة للتدخل الخصوصي بالآليات الثقيلة على غرار ما تم بوادي مجردة ووادي المالح ووادي السلوقية بولاية باجة ووادي جومين بولاية بنزرت.

وحول عمليات المراقبة والصيانة للسدود للتونسية قال الخبير في المياه وكاتب الدولة السابق عبد الله الرابحي لـ"الصباح" إن مستوى التفقد لهذه المنشآت في تونس عال حيث تشرف على ذلك مكاتب دراسات عالمية خاصة على مستوى أسس السد مع توفر إدارة تابعة للإدارة العامة للسدود والأشغال المائية الراجعة بالنظر إلى وزارة الفلاحة تقوم بالمراقبة 24 ساعة على 24 ساعة مع توفر دليل إجراءات لكل إدارة لكن يبقى الحدث ضروريا من خلال ما يتوفر من شبكات إنذار مبكر عبر محطات قيس المياه قبل وصولها إلى السد بـ24 ساعة مثل محطات القيس بسد ملاق والسلوقية.

وحسب محدثنا فان طاقة استيعاب جميع السدود في تونس تقدر بـ 2 مليار و700 مليون متر مكعب، مضيفا أن الموارد المائية التي يمكن تعبئتها بما فيها المياه السطحية والجوفية تقدر بـ 4.9 مليار متر مكعب وبصفة عامة فان المعدل السنوي للأمطار في تونس في حدود 37 مليار متر مكعب يمكن تخزين منها 4.9 مليار متر مكعب.

وعن معدل أعمار السدود في تونس قال كاتب الدولة السابق للمياه والصيد البحري عبد الله الرابحي انه يتراوح بين 70 ومائة سنة مشيرا إلى أن من أقدم السدود في تونس سدي ملاق وبني مطري تم إنشاؤهما سنة 1954 الأول عمره الافتراضي شارف على النهاية وبالنبسة لبني مطير بإمكان اشتغال السد لخمسين سنة إضافية لان قربه من الغابات ساعد على عدم وجود الترسبات داخله.

وقال الرابحي أن هناك سدودا ميتة في تونس مثل السد الكبير الذي شيّد سنة 1928 في زغوان وتحديدا قرب مدينة الفحص ويجري حاليا تعويضه ببناء سد بئر المشارقة بنفس المنطقة.

وذكر الرابحي بفيضانات 1969 التي خلفت 542 قتيلا محذرا في سياق حديثه من أمطار الخريف واخذ جميع الاحتياطات اللازمة خاصة على مستوى البحيرات الجبلية والسدود التي بها كثير من الترسبات.

وعن كارثة درنة قال الرابحي كان بالإمكان تجاوزها أو الحد من كارثية ما جد لكن من الأرجح أن يكون سبب الانهيار إهمال صيانة السد التي لم تتم منذ سنة 2007، مشيرا إلى أن تونس عاشت فيضانات بعد إنشاء السدود أهمها فيضانات 26 ماي سنة 2000 اثر امتلاء سد ملاق كان القرار فوري بفتح الصمامات.

كما دعا الرابحي السلط إلى الاستعداد قبل حلول أمطار الخريف باعتبار أن خلال هذا الفصل نشهد تساقط كميات كبيرة في وقت وجيز وعلى هذا الأساس شدد محدثنا على ضرورة تنظيف البالوعات وجهر الأودية وتنظيفها.

وأضاف الخبير في المياه بان عديد البالوعات لم يقع جهرها أو صيانتها وتشهد تكدسا للفضلات الصلبة وامتد الأمر إلى الأودية والشوارع.

وفي هذا السياق قال الرابحي إنه يوجد في تونس 37 سدّا جلّها في الشمال وأكبرها سد سيدي سالم الذي تبلغ طاقة استيعابه 630 مليون متر مكعب ويعد سد ملاق بولاية الكاف من بين اكبر السدود في تونس وكذلك سد سيدي البراق الذي تبلغ طاقة استيعابه 270 مليون متر مكعب إلى جانب سدود أخرى مثل سد بوهرتمة وسد بني مطير.

وأفاد الرابحي أن الأحواض الكبرى، أي السدود الكبرى تقدر إيراداتها السنوية بمليار متر مكعب، لكن نظرا للتغيرات المناخية أصبحت لا تتعدى 400 مليون متر مكعب في السنة في حين يوجد الحوض الثاني ويتمثل في سدود أقصى الشمال (سيدي البراق - سجنان – جومين – بني مطير – المالح) ويبلغ إجمالي طاقة استيعاب هذه السدود مليار متر مكعب.

كما أشار الخبير في المياه إلى انه يوجد في تونس 860 بحيرة جبلية طاقة استيعاب البحيرة الواحدة اقل من 300 ألف متر مكعب والسدود الصغرى أو ما يمسى بالسدود التلية وهي 260 سدا تليا بطاقة استيعاب 3 مليون متر مكعب للسد الواحد.

جهاد الكلبوسي