يرويها: أبو بكر الصغير
حياتنا قصيرة، لكن المصائب تجعلها طويلة.
الكارثة هي مطلق المخاطر والحوادث. إنها تمثل الحدث في أبشع حالاته.
يمكن تعريف الكارثة بأنها طارئ ذو أقصى قدر من الشدة المأساوية مصحوبا أو متبوعا بأضرار متعددة.
إنه يجلب الموت الجماعي على الوجود البشري.
إنه أمر جلل فظيع، مطلق المخاطر والحوادث.
آمنت جميع المجتمعات بحقيقة الكوارث الماضية أو المستقبلية. لكن هذه الكوارث التي تثيرها الأساطير نادرا ما كانت كاملة، وعندما كانت كذلك، كان لها ما يبررها كوسيلة للتجديد.
تكمن المأساة في التناقض المثير للشفقة بين القدرة الموضوعية للغيب، للقدر وهشاشة الإنسان.
حياتنا دورة يتعاقب فيها التقدم والكوارث ويتبادلان الأدوار.
الإنسان هو الذي ينجو بنفسه من الكارثة عن طريق التقدم.
إن المرء إذا تألم لألم أخيه إنسان فهو نبيل، أمّا إذا شارك في علاج ألمه فهو عظيم.
أمام زلزال المغرب وإعصار ليبيا ليس لنا إلا أن نعبر عن تعاطفنا وتضامننا مع الأشقاء.
إنه من السخف كما يتبادر للبعض الحديث عن العقاب الإلهي في تفسير الكوارث والظواهر الكونية والطبيعية، فهذا تقدير موقف محرف وإساءة للدين وجرأة على الخالق، وإقصاء للعلم والمعرفة.
بنفس الموقف للتوظيف السياسي أو خدمة أجندات معينة أو تصفية حسابات.
تدفعنا متابعتنا للأحداث إلى توجيه التحية ليس للمدّ التضامني الدولي بعد هاتين الكارثتين في المغرب و ليبيا رغم اختلاف الأوضاع فيهما بل كذلك لما لمسناه من مشاعر وسلوكيات في صفوف أبناء شعبين هذين البلدين.
إن ما سيترسّخ بما لمسناه في المغرب الشقيق، من هذا الدرس، من مشاعر هذا النبل الإنساني و روح التكافل الذي يربط الفئات الاجتماعية المغربية المختلفة.
الطريف مثلما نقلت ذلك لنا وسائل الإعلام من المغرب تلك السلوكيات والمواقف التي تنتعش بشكل غير مؤسساتي، تشاركية أبناء المدينة الواحدة أو القرية الواحدة أو أولاد الحي الواحد في اقتسام ما تبقى وتوفر من حاجيات العيش أو ما يسمى مفهوما العمل بـ"الاقتصاد الشعبي التضامني" وما يبرز لدى النساء من تجاوز الفصل بين الأبناء ليصبح الجميع أسرة واحدة.
إن المحن توقظ في النفوس مشاعر التراحم التي تتجاوز كلّ التصورات، تؤسس لهوية قيمية تمظهرت بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام وحتى في المدن والأحياء الماسورة، بالتزامن مع المجهودات الجبارة التي بادرت بها السلطات و هذا الإخلاص و الوفاء من الشعب المغربي لقيادته.
إن اجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن.
إنّ من دروس الكوارث أنها تقنعنا بضرورة العيش معا وإن ذلك لا يمكن أن يتم إلا من مدخل التآزر والتعاضد والتراص الأخوي الذي يروض أي خطر داهم ومهما كان حجمه، وهي تساهم كذلك في صحوة هذا العنصر الغائر والمتأصل فينا كشعوب.
فلا شيء في هذا العالم يطلق تلك العظمة الكامنة فينا بقدر الرغبة في مساعدة الآخرين وخدمتهم.
يرويها: أبو بكر الصغير
حياتنا قصيرة، لكن المصائب تجعلها طويلة.
الكارثة هي مطلق المخاطر والحوادث. إنها تمثل الحدث في أبشع حالاته.
يمكن تعريف الكارثة بأنها طارئ ذو أقصى قدر من الشدة المأساوية مصحوبا أو متبوعا بأضرار متعددة.
إنه يجلب الموت الجماعي على الوجود البشري.
إنه أمر جلل فظيع، مطلق المخاطر والحوادث.
آمنت جميع المجتمعات بحقيقة الكوارث الماضية أو المستقبلية. لكن هذه الكوارث التي تثيرها الأساطير نادرا ما كانت كاملة، وعندما كانت كذلك، كان لها ما يبررها كوسيلة للتجديد.
تكمن المأساة في التناقض المثير للشفقة بين القدرة الموضوعية للغيب، للقدر وهشاشة الإنسان.
حياتنا دورة يتعاقب فيها التقدم والكوارث ويتبادلان الأدوار.
الإنسان هو الذي ينجو بنفسه من الكارثة عن طريق التقدم.
إن المرء إذا تألم لألم أخيه إنسان فهو نبيل، أمّا إذا شارك في علاج ألمه فهو عظيم.
أمام زلزال المغرب وإعصار ليبيا ليس لنا إلا أن نعبر عن تعاطفنا وتضامننا مع الأشقاء.
إنه من السخف كما يتبادر للبعض الحديث عن العقاب الإلهي في تفسير الكوارث والظواهر الكونية والطبيعية، فهذا تقدير موقف محرف وإساءة للدين وجرأة على الخالق، وإقصاء للعلم والمعرفة.
بنفس الموقف للتوظيف السياسي أو خدمة أجندات معينة أو تصفية حسابات.
تدفعنا متابعتنا للأحداث إلى توجيه التحية ليس للمدّ التضامني الدولي بعد هاتين الكارثتين في المغرب و ليبيا رغم اختلاف الأوضاع فيهما بل كذلك لما لمسناه من مشاعر وسلوكيات في صفوف أبناء شعبين هذين البلدين.
إن ما سيترسّخ بما لمسناه في المغرب الشقيق، من هذا الدرس، من مشاعر هذا النبل الإنساني و روح التكافل الذي يربط الفئات الاجتماعية المغربية المختلفة.
الطريف مثلما نقلت ذلك لنا وسائل الإعلام من المغرب تلك السلوكيات والمواقف التي تنتعش بشكل غير مؤسساتي، تشاركية أبناء المدينة الواحدة أو القرية الواحدة أو أولاد الحي الواحد في اقتسام ما تبقى وتوفر من حاجيات العيش أو ما يسمى مفهوما العمل بـ"الاقتصاد الشعبي التضامني" وما يبرز لدى النساء من تجاوز الفصل بين الأبناء ليصبح الجميع أسرة واحدة.
إن المحن توقظ في النفوس مشاعر التراحم التي تتجاوز كلّ التصورات، تؤسس لهوية قيمية تمظهرت بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام وحتى في المدن والأحياء الماسورة، بالتزامن مع المجهودات الجبارة التي بادرت بها السلطات و هذا الإخلاص و الوفاء من الشعب المغربي لقيادته.
إن اجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن.
إنّ من دروس الكوارث أنها تقنعنا بضرورة العيش معا وإن ذلك لا يمكن أن يتم إلا من مدخل التآزر والتعاضد والتراص الأخوي الذي يروض أي خطر داهم ومهما كان حجمه، وهي تساهم كذلك في صحوة هذا العنصر الغائر والمتأصل فينا كشعوب.
فلا شيء في هذا العالم يطلق تلك العظمة الكامنة فينا بقدر الرغبة في مساعدة الآخرين وخدمتهم.