إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مع انطلاق السنة الدراسية.. تجارة "الموت" تلاحق التلاميذ.. و"تجنيد" مروجي مخدرات لـ"الانتشار" بمحيطات المؤسسات التربوية !

 

تونس-الصباح

تستعد المؤسسات التربوية لاستقبال التلاميذ ويستعد معها مروجو المخدرات الى العودة لـ"الانتشار" في محيطات المدارس والاعداديات والمعاهد الثانوية لـ"اصطياد" زبائنهم من التلاميذ اليافعين حيث يتم "تجنيد" مروجين إما من خارج المؤسسات التربوية والغرباء عنها او من داخل المؤسسة نفسها..اقراص مخدرة في شكل حلوى يغرون بها حرفاءهم الصغار ليتحول مذاقها الاول الى إدمان وحبة تجر حبة و"جونتة" تجر أخرى والنتيجة "تلميذ مدمن" ومصروف اللمجة يذهب الى مروج المخدرات.

مفيدة القيزاني

 778 قرصا مخدرا كان يستعد أحد المروجين ترويجها مع حلول السنة الدراسية الجديدة بالمدارس والمعاهد والاعداديات وقد القي عليه القبض أمس الأول من قبل الوحدات الأمنية التابعة لفرقة الشرطة العدلية بأريانة الشمالية بجهة برج الوزير أريانة بحوزته 18 قرصا مخدّرا نوع  باركيزول.

وبالتحري معه تبيّن وأنه يقوم بالتزوّد بالمخدّرات المحجوزة من قبل شخص آخر من متساكني الجهة ليقع إثر التنسيق مع النيابة العمومية التحوّل إلى منزل المظنون فيه أين أمكن القبض عليه رفقة فتاة، وبتفتيش المنزل عُثر على 760 قرصا مخدّرا.

كما اعترفت الفتاة وأنها حضرت قصد الاتفاق مع الشخص المذكور لترويج الأقراص المخدّرة بالوسط المدرسي مع انطلاق العودة المدرسية.

وباستشارة ممثل النيابة العمومية، أذن بالاحتفاظ بذوي الشبهة من أجل "تنظيم وفاق ومسك واستهلاك وترويج أقراص مخدرة بالجدول 'أ' " والأبحاث متواصلة.

الحادثة ليست الأولى من نوعها حيث سبق وان تم إحباط عمليات ترويج مخدرات بمحيطات المؤسسات التربوية وذلك في إطار التصدّي لظاهرة ترويج المخدّرات بمختلف أنواعها وعلى إثر ورود معلومات لدى الوحدات التابعة لمركز الأمن الوطني بالمرسى الشرقيّة وفرقة الأمن السّياحي بالمرسى مفادها اندماج شخصين سِنُّهما 24 و21 سنة قاطنين الجهة في شبكة لترويج المخدّرات في صفوف التلاميذ بمحيط إحدى المدارس الإعداديّة بالجهة.

فتمّ إيلاء الموضوع الأهمية اللازمة وبعد القيام بجملة من التحرّيات الميدانيّة المعمقة التي أمكن من خلالها تحديد أوصاف المظنون فيهما وتمّ إلقاء القبض عليهما على متن درّاجة ناريّة يستغلانها في تنقلاتهما وبتفتيشهما تفتيشا دقيقا أمكن العثور لديهما على قطع متفاوتة الأحجام من مخدّر القنب الهندي "زطلة" ومبلغا ماليّا قدره 100 دينار متأتٍ من عائدات ترويج المخدّرات.

وبمزيد تعميق التحرّيات معهما اعترفا بكونهما يقومان بترويج المخدّرات في صفوف تلاميذ المدرسة الإعداديّة المذكورة كما اعترفا بأنهما يتزوّدان بالمادّة المخدّرة من شخص من متساكني جهة المرسى الغربيّة.

وفي وقت سابق تم  القبض على امرأة في حمام الأنف عمدت إلى ترويج أقراص مخدرة وعجينة القنب الهندي "زطلة" على بعض الأشخاص من بينهم تلاميذ بمقابل مادي.

وهذه المرأة تبلغ من العمر 37 سنة، لها سوابق عدلية في مجال استهلاك المخدرات، وكانت كثيرة التردد على محيط المعهد الثانوي بحمام الأنف حيث تقوم بترويج المواد المخدرة، وقد تمكن أعوان مركز الأمن الوطني حمام الأنف  من التعرف عليها وضبطها بمحيط المؤسسة التربوية المذكورة بعد نصب كمين، وحجز لديها قطعتين من المخدرات.

واعترفت خلال التحريات بما نسب إليها، وأكدت أنها تقوم بالترويج للحصول على المال وتغطية مصاريف استهلاكها لـ'الزطلة' التي أدمنت عليها  منذ سنوات.

كما قالت إن زبائنها من المنحرفين وكذلك بعض التلاميذ الذين تبدو عليهم علامات الثراء وفق تعبيرها.

وفي ذات السياق وعلى اثر ورود معلومات على فرقة الشرطة  العدلية مقرين  مفادها ضلوع أحد المنحرفين في ترويج مادة الزطلة للتلاميذ بمحيط إحدى المؤسسات التربوية بجهة رادس بمحله المعد لبيع الفواكه الجافة.

 وبالتنقل الى مقر عمله وتفتيشه عثر على قطعة من  "الزطلة" كما عثر على  155 ورقة معدة للف ومبلغ مالي قدره 450 دينارا.

وباقتياده الى مقر الوحدة الأمنية  وبالتحري معه اعترف بضلوعه في مجال ترويج المخدرات وقد سبق أن قضى عقوبة سجنية بـ18 سنة من أجل ترويج المخدرات.

تفشي الظاهرة..

كانت دراسة ميدانية عملت عليها منظمة "أليرت أنترناشيونال" كشفت تفشّي ظاهرة العنف المدرسي وتعاطي المخدّرات في صفوف التلاميذ بعد أخْذ عيّنات من  ثلاثة معاهد في مناطق دوار هيشر من ولاية منوبة وتطاوين الشمالية وحيّ النور من ولاية القصرين.

حيث اتّخذت المنظمة منطلقا للدراسة من عينة تتكوّن من 1200 تلميذ أعمارهم بين 14 و23 سنة، 640 ذكور و560 إناث من المعاهد المذكورة، وتوصّلت الدراسة إلى أنّ تعاطي المخدّرات ظاهرة متفشية في الوسط التربوي في صفوف التلاميذ، إذ صرّح 76.1% من تلاميذ معهد دوار هيشر و69.5% من تلاميذ معهد حي النور و56% من تلاميذ معهد تطاوين الشمالية بتعاطيهم مواد مخدّرة داخل أسوار المعهد.

أما نسبة استهلاك المخدرات خارج أسوار المعاهد فبلغت 95.5% في صفوف تلاميذ دوّار هيشر و91.5% في صفوف تلاميذ حي النور و78.1% لدى تلاميذ تطاوين الشمالية.

كما خلصت الدراسة الميدانية إلى أنّ المعاهد في المعتمديات الثلاث تعاني من اهتراء البنية التحتية على مستوى القاعات والنظافة وغياب التجهيزات اللازمة  للتدريس.

وتعاني مختلف المعاهد من غياب قاعات الأنشطة الثقافية والترفيهية وورشات التنشيط التي تهدف إلى تطوير وصقل ملكة الإبداع لدى التلميذ ودعم قدراته الذهنية أثناء أوقات الفراغ.. كما أنّ بعض القاعات المخصّصة للأنشطة الثقافية المتوفّرة تفتقر إلى المعدّات اللازمة، ما يفسّر عزوف الشباب عنها.

وتعتبر الدراسة أنّ كل هذه العوامل توفّر مناخاً ملائماً لانحراف التلميذ نحو ممارسات خطرة مثل تعاطي المخدرات في أوقات الفراغ.

ومن العوامل المشجّعة على جنوح التلميذ نحو العنف والمخدرات غياب التأطير النفسي والعناية الصحية والمعاملة الحسنة داخل المؤسّسة التربوية.

ولاحظ المشرفون على الدراسة غياب أخصائيّين نفسيّين واجتماعيّين للإحاطة بالتلميذ والاستماع إلى مشاكله وتوجيهه.

الغرباء مصدر الداء..

وفي ذات السياق كشفت دراسة أعدتها جمعية "أدو بلوس" Ado+، أن "وجود أشخاص غرباء في محيط المؤسسات التربوية يعد من أبرز الإشكاليات التي يعاني منها التلاميذ يوميا وتعتبر سببا في تعرضهم الى العنف".

واشارت الدراسة التي جاءت تحت عنوان "تصورات اليافعين واليافعات حول اهم اشكال عدم المساواة بين الجنسين والتمييز ضد اليافعات" وشملت 5 معتمديات موزعة على ولايات المهدية والكاف وأريانة وباجة وقبلي، ان جل المؤسسات التربوية تشهد "مرابطة عدد من الشباب اليافعين العاطلين عن العمل او المتسربين من الدراسة في محيط المدارس بصفة متواصلة ويقومون بالتنمر والتحرش بالتلاميذ وخاصة التلميذات واستفزازهم وممارسة العنف اللفظي والمادي عليهم ومحاولة استدراج الاكثر هشاشة منهم لتناول المواد المخدرة.

وقد اوضح المشاركون في الدراسة ان التلاميذ عادة ما يدخلون في صدامات مادية ولفظية مع هؤلاء الدخلاء وتتطور في بعض الاحيان لاستعمال السلاح الابيض مما يضطر الامن للتدخل وفض النزاع.

ولمواجهة هذه الظاهرة، بينت الدراسة، ان "حمل سلاح أبيض بالنسبة للتلاميذ والتلميذات في معتمدية شربان من ولاية المهدية، اصبح عادة محمودة للتوقي من أي عنف مفاجئ قد يتعرضون اليه في محيط المعهد من قبل غرباء".

 وصرح العديد من التلاميذ في هذه المنطقة "انه من العادي وجود سلاح في حوزة التلاميذ لحماية انفسهم".

وأشاروا الى أن الإطار التربوي عادة ما يقف مكتوف الأيدي في مواجهة هذا النوع من الخطر الذي يهدد التلاميذ والتلميذات على حد سواء في محيط المعهد أو المدرسة الإعدادية، إذ تعتبر الأسرة التربوية أي نزاع يمكن أن يحدث خارج أسوار المؤسسة التربوية خارجا عن مسؤوليتها القانونية المكفولة بها.

الحد من الظاهرة..

وبين اليافعين واليافعات المستجوبين أن المؤسسة التربوية تتدخل في بعض الأحيان للحد من خطورة هذه الظاهرة من خلال منع التلميذات من مغادرة المعهد خلال أوقات الراحة أو الساعات الشاغرة، قصد تجنب أي احتكاك بهؤلاء الأشخاص أو تعرضهن لأي خطر من جهتهن.

وفي المقابل، عبرت التلميذات عن امتعاضهن إزاء هذا التصرف الذي يكرس ثقافة التمييز القائمة على النوع الاجتماعي، معتبرات أن الفتيات لسن الوحيدات المعرضات للخطر من قبل هذه المجموعات الدخيلة، فضلا عن كون هذا الفعل يحرمهن من حقهن في التمتع بالراحة والوصول إلى بعض الخدمات المتاحة خارج المؤسسة.

ومن جهة اخرى، أبرزت الدراسة أن ظاهرة وجود الدخلاء في محيط المعهد ساهمت في ارتفاع ظاهرة الانقطاع المدرسي المبكر وخاصة بالنسبة للفتيات اللاتي يلزمن بمغادرة مقاعد الدراسة من طرف عائلاتهن، بهدف حمايتهن مما قد يتعرضن له من مخاطر خلال عملية التنقل من وإلى المعهد.

وبرزت هذه الظاهرة خاصة في معتمدية شربان، أين تبرز بشكل كبير في الأرياف ظاهرة الزواج المبكر للفتيات، حيث يقوم الآباء إلى اليوم بتسريح بناتهن من الدراسة والسعي إلى تزويجهن مباشرة بعد البلوغ، بتعلة ما يمكن أن تتعرض له الفتاة من خطر يمكن أن يخدش "شرفها" إن تعرضت للتحرش أو الاعتداء خلال أوقات الدراسة.

خلايا الإنصات..

انطلق منذ مارس المنقضي بحاجب العيون من ولاية القيروان مشروع تركيز خلايا الانصات بالمؤسسات التربوية لمكافحة الإدمان والمخدرات في الوسط المدرسي الذي يندرج في اطار شراكة بين وزارة التربية وجمعية الاجتهاد والتنمية بحاجب العيون وجمعية المتطوعون التونسيون.

وأفاد حينها المندوب الجهوي للتربية بالقيروان علي المسعدي بالقيروان بان هذه المبادرة تأتي في اطار مكافحة تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان في الوسط المدرسي وهي تهدف إلى "الوقاية من هذه الافة عبر تركيز خلايا الانصات داخل المؤسسات التربوية للاستماع إلى مشاغل التلاميذ ونصحهم وارشادهم قبل الوقوع فريسة هذه الظاهرة واستقطابهم من قبل مروجي هذه السموم".

واضاف انه تم الانطلاق بالمؤسسات التربوية بحاحب العيون كبادرة اولى لتركيز خلايا انصات في انتظار تعميم هذه التجربة بداية من السنة الدراسية القادمة على كافة المؤسسات التربوية بكافة ولايات الجمهورية.

ومن جهتها افادت رئيسة جمعية الاجتهاد والتنمية وريدة بوعلاقي بانه تم امضاء اتفاقية شراكة مع وزارة التربية خلال سنة 2022 تنص على وضع برنامج مشترك بين الوزارة والمجتمع المدني لمكافحة الإدمان والمخدرات ينطلق من خلال تركيز خلايا للانصات هدفها ارشاد التلاميذ وتوجيههم وتوفير الاحاطة التربوية والنفسية لهم والوقاية المبكرة قبل الوصول إلى مرحلة تعاطي المخدرات او الإدمان.

وأوضحت ان عمل هذه الخلايا سيرتكز بالأساس على حماية السلامة الذهنية والنفسية للتلاميذ وتعزيز الثقة لديهم وتمكينهم من أساليب مواجهة هذه الظاهرة في الوسط المدرسي .

وبدورها اكدت رئيسة جمعية "متطوعون تونسيون" تهاني القطي أن خلايا الانصات ستلعب دورا فعالا وايجابيا في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي للتلميذ وذلك من خلال ما ستعتمده من اسس وتقنيات ومناهج في الإحاطة بالحانب الوقائي والعلاجي لمشكلة تعاطي المخدرات في الوسط المدرسي كما ان الخلايا تضم اخصائيين نفسانيين واجتماعيين.

مع انطلاق السنة الدراسية..   تجارة "الموت" تلاحق التلاميذ.. و"تجنيد"  مروجي مخدرات لـ"الانتشار" بمحيطات المؤسسات التربوية !

 

تونس-الصباح

تستعد المؤسسات التربوية لاستقبال التلاميذ ويستعد معها مروجو المخدرات الى العودة لـ"الانتشار" في محيطات المدارس والاعداديات والمعاهد الثانوية لـ"اصطياد" زبائنهم من التلاميذ اليافعين حيث يتم "تجنيد" مروجين إما من خارج المؤسسات التربوية والغرباء عنها او من داخل المؤسسة نفسها..اقراص مخدرة في شكل حلوى يغرون بها حرفاءهم الصغار ليتحول مذاقها الاول الى إدمان وحبة تجر حبة و"جونتة" تجر أخرى والنتيجة "تلميذ مدمن" ومصروف اللمجة يذهب الى مروج المخدرات.

مفيدة القيزاني

 778 قرصا مخدرا كان يستعد أحد المروجين ترويجها مع حلول السنة الدراسية الجديدة بالمدارس والمعاهد والاعداديات وقد القي عليه القبض أمس الأول من قبل الوحدات الأمنية التابعة لفرقة الشرطة العدلية بأريانة الشمالية بجهة برج الوزير أريانة بحوزته 18 قرصا مخدّرا نوع  باركيزول.

وبالتحري معه تبيّن وأنه يقوم بالتزوّد بالمخدّرات المحجوزة من قبل شخص آخر من متساكني الجهة ليقع إثر التنسيق مع النيابة العمومية التحوّل إلى منزل المظنون فيه أين أمكن القبض عليه رفقة فتاة، وبتفتيش المنزل عُثر على 760 قرصا مخدّرا.

كما اعترفت الفتاة وأنها حضرت قصد الاتفاق مع الشخص المذكور لترويج الأقراص المخدّرة بالوسط المدرسي مع انطلاق العودة المدرسية.

وباستشارة ممثل النيابة العمومية، أذن بالاحتفاظ بذوي الشبهة من أجل "تنظيم وفاق ومسك واستهلاك وترويج أقراص مخدرة بالجدول 'أ' " والأبحاث متواصلة.

الحادثة ليست الأولى من نوعها حيث سبق وان تم إحباط عمليات ترويج مخدرات بمحيطات المؤسسات التربوية وذلك في إطار التصدّي لظاهرة ترويج المخدّرات بمختلف أنواعها وعلى إثر ورود معلومات لدى الوحدات التابعة لمركز الأمن الوطني بالمرسى الشرقيّة وفرقة الأمن السّياحي بالمرسى مفادها اندماج شخصين سِنُّهما 24 و21 سنة قاطنين الجهة في شبكة لترويج المخدّرات في صفوف التلاميذ بمحيط إحدى المدارس الإعداديّة بالجهة.

فتمّ إيلاء الموضوع الأهمية اللازمة وبعد القيام بجملة من التحرّيات الميدانيّة المعمقة التي أمكن من خلالها تحديد أوصاف المظنون فيهما وتمّ إلقاء القبض عليهما على متن درّاجة ناريّة يستغلانها في تنقلاتهما وبتفتيشهما تفتيشا دقيقا أمكن العثور لديهما على قطع متفاوتة الأحجام من مخدّر القنب الهندي "زطلة" ومبلغا ماليّا قدره 100 دينار متأتٍ من عائدات ترويج المخدّرات.

وبمزيد تعميق التحرّيات معهما اعترفا بكونهما يقومان بترويج المخدّرات في صفوف تلاميذ المدرسة الإعداديّة المذكورة كما اعترفا بأنهما يتزوّدان بالمادّة المخدّرة من شخص من متساكني جهة المرسى الغربيّة.

وفي وقت سابق تم  القبض على امرأة في حمام الأنف عمدت إلى ترويج أقراص مخدرة وعجينة القنب الهندي "زطلة" على بعض الأشخاص من بينهم تلاميذ بمقابل مادي.

وهذه المرأة تبلغ من العمر 37 سنة، لها سوابق عدلية في مجال استهلاك المخدرات، وكانت كثيرة التردد على محيط المعهد الثانوي بحمام الأنف حيث تقوم بترويج المواد المخدرة، وقد تمكن أعوان مركز الأمن الوطني حمام الأنف  من التعرف عليها وضبطها بمحيط المؤسسة التربوية المذكورة بعد نصب كمين، وحجز لديها قطعتين من المخدرات.

واعترفت خلال التحريات بما نسب إليها، وأكدت أنها تقوم بالترويج للحصول على المال وتغطية مصاريف استهلاكها لـ'الزطلة' التي أدمنت عليها  منذ سنوات.

كما قالت إن زبائنها من المنحرفين وكذلك بعض التلاميذ الذين تبدو عليهم علامات الثراء وفق تعبيرها.

وفي ذات السياق وعلى اثر ورود معلومات على فرقة الشرطة  العدلية مقرين  مفادها ضلوع أحد المنحرفين في ترويج مادة الزطلة للتلاميذ بمحيط إحدى المؤسسات التربوية بجهة رادس بمحله المعد لبيع الفواكه الجافة.

 وبالتنقل الى مقر عمله وتفتيشه عثر على قطعة من  "الزطلة" كما عثر على  155 ورقة معدة للف ومبلغ مالي قدره 450 دينارا.

وباقتياده الى مقر الوحدة الأمنية  وبالتحري معه اعترف بضلوعه في مجال ترويج المخدرات وقد سبق أن قضى عقوبة سجنية بـ18 سنة من أجل ترويج المخدرات.

تفشي الظاهرة..

كانت دراسة ميدانية عملت عليها منظمة "أليرت أنترناشيونال" كشفت تفشّي ظاهرة العنف المدرسي وتعاطي المخدّرات في صفوف التلاميذ بعد أخْذ عيّنات من  ثلاثة معاهد في مناطق دوار هيشر من ولاية منوبة وتطاوين الشمالية وحيّ النور من ولاية القصرين.

حيث اتّخذت المنظمة منطلقا للدراسة من عينة تتكوّن من 1200 تلميذ أعمارهم بين 14 و23 سنة، 640 ذكور و560 إناث من المعاهد المذكورة، وتوصّلت الدراسة إلى أنّ تعاطي المخدّرات ظاهرة متفشية في الوسط التربوي في صفوف التلاميذ، إذ صرّح 76.1% من تلاميذ معهد دوار هيشر و69.5% من تلاميذ معهد حي النور و56% من تلاميذ معهد تطاوين الشمالية بتعاطيهم مواد مخدّرة داخل أسوار المعهد.

أما نسبة استهلاك المخدرات خارج أسوار المعاهد فبلغت 95.5% في صفوف تلاميذ دوّار هيشر و91.5% في صفوف تلاميذ حي النور و78.1% لدى تلاميذ تطاوين الشمالية.

كما خلصت الدراسة الميدانية إلى أنّ المعاهد في المعتمديات الثلاث تعاني من اهتراء البنية التحتية على مستوى القاعات والنظافة وغياب التجهيزات اللازمة  للتدريس.

وتعاني مختلف المعاهد من غياب قاعات الأنشطة الثقافية والترفيهية وورشات التنشيط التي تهدف إلى تطوير وصقل ملكة الإبداع لدى التلميذ ودعم قدراته الذهنية أثناء أوقات الفراغ.. كما أنّ بعض القاعات المخصّصة للأنشطة الثقافية المتوفّرة تفتقر إلى المعدّات اللازمة، ما يفسّر عزوف الشباب عنها.

وتعتبر الدراسة أنّ كل هذه العوامل توفّر مناخاً ملائماً لانحراف التلميذ نحو ممارسات خطرة مثل تعاطي المخدرات في أوقات الفراغ.

ومن العوامل المشجّعة على جنوح التلميذ نحو العنف والمخدرات غياب التأطير النفسي والعناية الصحية والمعاملة الحسنة داخل المؤسّسة التربوية.

ولاحظ المشرفون على الدراسة غياب أخصائيّين نفسيّين واجتماعيّين للإحاطة بالتلميذ والاستماع إلى مشاكله وتوجيهه.

الغرباء مصدر الداء..

وفي ذات السياق كشفت دراسة أعدتها جمعية "أدو بلوس" Ado+، أن "وجود أشخاص غرباء في محيط المؤسسات التربوية يعد من أبرز الإشكاليات التي يعاني منها التلاميذ يوميا وتعتبر سببا في تعرضهم الى العنف".

واشارت الدراسة التي جاءت تحت عنوان "تصورات اليافعين واليافعات حول اهم اشكال عدم المساواة بين الجنسين والتمييز ضد اليافعات" وشملت 5 معتمديات موزعة على ولايات المهدية والكاف وأريانة وباجة وقبلي، ان جل المؤسسات التربوية تشهد "مرابطة عدد من الشباب اليافعين العاطلين عن العمل او المتسربين من الدراسة في محيط المدارس بصفة متواصلة ويقومون بالتنمر والتحرش بالتلاميذ وخاصة التلميذات واستفزازهم وممارسة العنف اللفظي والمادي عليهم ومحاولة استدراج الاكثر هشاشة منهم لتناول المواد المخدرة.

وقد اوضح المشاركون في الدراسة ان التلاميذ عادة ما يدخلون في صدامات مادية ولفظية مع هؤلاء الدخلاء وتتطور في بعض الاحيان لاستعمال السلاح الابيض مما يضطر الامن للتدخل وفض النزاع.

ولمواجهة هذه الظاهرة، بينت الدراسة، ان "حمل سلاح أبيض بالنسبة للتلاميذ والتلميذات في معتمدية شربان من ولاية المهدية، اصبح عادة محمودة للتوقي من أي عنف مفاجئ قد يتعرضون اليه في محيط المعهد من قبل غرباء".

 وصرح العديد من التلاميذ في هذه المنطقة "انه من العادي وجود سلاح في حوزة التلاميذ لحماية انفسهم".

وأشاروا الى أن الإطار التربوي عادة ما يقف مكتوف الأيدي في مواجهة هذا النوع من الخطر الذي يهدد التلاميذ والتلميذات على حد سواء في محيط المعهد أو المدرسة الإعدادية، إذ تعتبر الأسرة التربوية أي نزاع يمكن أن يحدث خارج أسوار المؤسسة التربوية خارجا عن مسؤوليتها القانونية المكفولة بها.

الحد من الظاهرة..

وبين اليافعين واليافعات المستجوبين أن المؤسسة التربوية تتدخل في بعض الأحيان للحد من خطورة هذه الظاهرة من خلال منع التلميذات من مغادرة المعهد خلال أوقات الراحة أو الساعات الشاغرة، قصد تجنب أي احتكاك بهؤلاء الأشخاص أو تعرضهن لأي خطر من جهتهن.

وفي المقابل، عبرت التلميذات عن امتعاضهن إزاء هذا التصرف الذي يكرس ثقافة التمييز القائمة على النوع الاجتماعي، معتبرات أن الفتيات لسن الوحيدات المعرضات للخطر من قبل هذه المجموعات الدخيلة، فضلا عن كون هذا الفعل يحرمهن من حقهن في التمتع بالراحة والوصول إلى بعض الخدمات المتاحة خارج المؤسسة.

ومن جهة اخرى، أبرزت الدراسة أن ظاهرة وجود الدخلاء في محيط المعهد ساهمت في ارتفاع ظاهرة الانقطاع المدرسي المبكر وخاصة بالنسبة للفتيات اللاتي يلزمن بمغادرة مقاعد الدراسة من طرف عائلاتهن، بهدف حمايتهن مما قد يتعرضن له من مخاطر خلال عملية التنقل من وإلى المعهد.

وبرزت هذه الظاهرة خاصة في معتمدية شربان، أين تبرز بشكل كبير في الأرياف ظاهرة الزواج المبكر للفتيات، حيث يقوم الآباء إلى اليوم بتسريح بناتهن من الدراسة والسعي إلى تزويجهن مباشرة بعد البلوغ، بتعلة ما يمكن أن تتعرض له الفتاة من خطر يمكن أن يخدش "شرفها" إن تعرضت للتحرش أو الاعتداء خلال أوقات الدراسة.

خلايا الإنصات..

انطلق منذ مارس المنقضي بحاجب العيون من ولاية القيروان مشروع تركيز خلايا الانصات بالمؤسسات التربوية لمكافحة الإدمان والمخدرات في الوسط المدرسي الذي يندرج في اطار شراكة بين وزارة التربية وجمعية الاجتهاد والتنمية بحاجب العيون وجمعية المتطوعون التونسيون.

وأفاد حينها المندوب الجهوي للتربية بالقيروان علي المسعدي بالقيروان بان هذه المبادرة تأتي في اطار مكافحة تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان في الوسط المدرسي وهي تهدف إلى "الوقاية من هذه الافة عبر تركيز خلايا الانصات داخل المؤسسات التربوية للاستماع إلى مشاغل التلاميذ ونصحهم وارشادهم قبل الوقوع فريسة هذه الظاهرة واستقطابهم من قبل مروجي هذه السموم".

واضاف انه تم الانطلاق بالمؤسسات التربوية بحاحب العيون كبادرة اولى لتركيز خلايا انصات في انتظار تعميم هذه التجربة بداية من السنة الدراسية القادمة على كافة المؤسسات التربوية بكافة ولايات الجمهورية.

ومن جهتها افادت رئيسة جمعية الاجتهاد والتنمية وريدة بوعلاقي بانه تم امضاء اتفاقية شراكة مع وزارة التربية خلال سنة 2022 تنص على وضع برنامج مشترك بين الوزارة والمجتمع المدني لمكافحة الإدمان والمخدرات ينطلق من خلال تركيز خلايا للانصات هدفها ارشاد التلاميذ وتوجيههم وتوفير الاحاطة التربوية والنفسية لهم والوقاية المبكرة قبل الوصول إلى مرحلة تعاطي المخدرات او الإدمان.

وأوضحت ان عمل هذه الخلايا سيرتكز بالأساس على حماية السلامة الذهنية والنفسية للتلاميذ وتعزيز الثقة لديهم وتمكينهم من أساليب مواجهة هذه الظاهرة في الوسط المدرسي .

وبدورها اكدت رئيسة جمعية "متطوعون تونسيون" تهاني القطي أن خلايا الانصات ستلعب دورا فعالا وايجابيا في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي للتلميذ وذلك من خلال ما ستعتمده من اسس وتقنيات ومناهج في الإحاطة بالحانب الوقائي والعلاجي لمشكلة تعاطي المخدرات في الوسط المدرسي كما ان الخلايا تضم اخصائيين نفسانيين واجتماعيين.