لا تهدأ الحركة في مركز بوشبكة الحدودي الذي يعد النقطة الأقرب إلى مدينة تبسة، فالتونسيون بمختلف الفئات والأعمار يتوافدون منذ الساعات الأولى للفجر لا سيما من قاصدي وجهات أخرى أبعد من تبسة.
وتشهد أسواق تبسة منذ فترة توافدا قياسيا للتونسيين لاقتناء مختلف المواد والسلع وقد بدت الحركة أكثر في الآونة الأخيرة لاقتناء مستلزمات العودة المدرسية هربا من لهيب نار الأسعار في السوق المحلية.
عدد ممن التقتهم "الصباح" بصدد استكمال إجراءات العبور في المعبر الحدودي ببوشبكة، الذي ظل على امتداد سنتين ونصف تقريبا مغلقا بسبب جائحة كورونا قبل أن يعود إلى النشاط منذ أكثر من سنة، أكدوا أنهم يتوافدون باستمرار على الولايات الجزائرية القريبة من الحدود لاقتناء جميع مستلزماتهم، تقريبا.
تقول سيدة رفقة زوجها أنها تأتي باستمرار الى أسواق تبسة لاقتناء حاجيات المنزل لكنها اليوم قدمت خصيصا للتزود بمستلزمات العودة المدرسية لأبنائها لأن الأسعار وحتى الجودة أفضل في الأسواق الجزائرية.
ويستفيد التونسيون من سعر صرف فالدينار التونسي سعره 665 د جزائري وقد تجد بين الوافدين بعض التجار الصغار ممن يقتنون سلعا لبيعها في الأسواق التونسية، لكن أغلب الوافدين هم عائلات لا سيما من المناطق الحدودية أصبحت تبسة وجهتهم أسبوعيا للتسوق.
ساعات الانتظار؟؟
يخيل لك وأنت تستعد للقيام بالإجراءات اللازمة للعبور إلى الأراضي الجزائرية أن تكون الخدمات والإجراءات أكثر تعطيلا وتشددا من الجانب الجزائري لكن الغريب أن الطوابير وساعات الانتظار الطويلة في رحلة الذهاب تكون من الجانب التونسي ويحدث أن تصل إلى المعبر الحدودي ببوشبكة قبل الساعة السادسة صباحا ولا تحصل على ختم شرطة الحدود إلا في حدود الساعة التاسعة صباحا؟؟
كثيرون ممن التقتهم "الصباح" تذمروا من بطء الخدمات في شرطة الحدود التونسية والملاحظ أن جزءا كبيرا من الوافدين وإن في ساعات متأخرة يحصلون على خدمات سريعة قبل غيرهم ممن قضوا ساعات انتظار طويلة والسبب الرياضة الوطنية بامتياز "المعارف" و"قهوتي" وجوازات السفر التي تسرب وتختم من وراء نافذة الخدمات ؟؟ ولا يتطلب ذلك جهدا كبيرا للتفطن لهذه التجاوزات يكفيك فقط الجلوس والملاحظة فهي تجرى على مرأى ومسمع من الناس .
في المقابل لا تتجاوز علمية ختم الجواز بضع الدقائق على مستوى الجمارك الجزائرية. وقد أشاد الكثير ممن تحدثت معهم "الصباح" بسرعة الخدمات من الجانب الجزائري وتحسن مستوى الاستقبال لا سيما بعد دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في فيفري الفارط إلى "عدم إزعاج وعرقلة المواطنين التونسيين في مراكز العبور الراغبين في الدخول إلى الجزائر"، وفق ما نقله التلفزيون الجزائري حينها.
سيول الأفارقة جنوب الصحراء !!
في الطريق من المعبر الحدودي ببوشبكة إلى وسط مدينة تبسة لا تستطيع أن لا تتساءل عن حقيقة تلك السيول البشرية الجارفة من الأفارقة جنوب الصحراء على امتداد الطريق التي تؤكد أن الأمر لا يمكن أن يكون صدفة أو مجرد ظاهرة. فأينما وليت وجهك تجدهم تحت الأشجار يستريحون أو على جنبات الطرقات يسيرون مثقلين بتعب المسير بينهم نساء وأطفال .
يخبرنا سائق الحافلة بأنهم ممنوعون من نقلهم أو التعاطي معهم رغم انه كان يستغفر الله شفقة عليهم وعلى حالهم تلك وكم يتحملون من عناء السير على الأقدام آلاف الكيلومترات .
ويقول إنهم يقضون ليلتهم في الغابات القريبة من معبر بوشبكة في انتظار إدخالهم الى تونس.
الغريب أن بعضهم كان يسير عكس اتجاه الحدود التونسية أي باتجاه تبسة وعند السؤال يقول سائق الحافلة "هؤلاء ممن ترسلهم تونس إلينا وترفض استقبالهم" مضيفا في نبرة مختلفة "أنتم التونسيون تسيؤون إليهم كثيرا".
هنا يستوقفه أحد الركاب التونسيين قائلا "نحن نقول أنتم من ترسلونهم إلينا وأنتم تدعون العكس.. فأين الحقيقة يا ترى؟".
حركية تجارية كبيرة
تعد سوق ليبيا بتبسة أو سوق أربعة مارس أهم سوق تجلب التونسيين دون منازع طبعا إلى جانب بعض المحلات والفضاءات التجارية القريبة.
وإلى جانب اقتناء الملابس وبعض المستلزمات الأخرى من أدوات كهرومنزلية والكترونية يقبل التونسيون في الآونة الأخيرة على مختلف المواد الغذائية من زيت المائدة والأجبان والحليب ومشتقاتها والعصائر والمشروبات الغازية وحتى اللحوم البيضاء. تقول هنا سيدة كانت بصدد اقتناء بعض المواد من إحدى الفضاءات التجارية "الأسعار هنا رحمة على تونس".
وهنا يقر تجار الجملة والتفصيل في مدينة تبسة باستفادتهم بما ادخله توافد التونسيين من حركية تجارية كبيرة.. وبعضهم يبيع سلعه في وقت قياسي.. وبعض المواد التي يقبل عليها التونسيون قد تنفد من السوق والمحلات منذ الساعات الأولى للصباح .
لم يتوقف توافد التونسيين عند حدود ولاية تبسة والولايات الحدودية الجزائرية القريبة من الحدود الغربية، بل أصبحت بعض العائلات لا سيما القادمة على متن سياراتها الخاصة تبلغ أسواق قسنطينة وعين مليلة وعين فكرون بولاية أم البواقي إضافة إلى مدينة العلمة بولاية سطيف.
م.ي
- الأفارقة وخدمات المعبر حكاية أخرى
تونس-الصباح
لا تهدأ الحركة في مركز بوشبكة الحدودي الذي يعد النقطة الأقرب إلى مدينة تبسة، فالتونسيون بمختلف الفئات والأعمار يتوافدون منذ الساعات الأولى للفجر لا سيما من قاصدي وجهات أخرى أبعد من تبسة.
وتشهد أسواق تبسة منذ فترة توافدا قياسيا للتونسيين لاقتناء مختلف المواد والسلع وقد بدت الحركة أكثر في الآونة الأخيرة لاقتناء مستلزمات العودة المدرسية هربا من لهيب نار الأسعار في السوق المحلية.
عدد ممن التقتهم "الصباح" بصدد استكمال إجراءات العبور في المعبر الحدودي ببوشبكة، الذي ظل على امتداد سنتين ونصف تقريبا مغلقا بسبب جائحة كورونا قبل أن يعود إلى النشاط منذ أكثر من سنة، أكدوا أنهم يتوافدون باستمرار على الولايات الجزائرية القريبة من الحدود لاقتناء جميع مستلزماتهم، تقريبا.
تقول سيدة رفقة زوجها أنها تأتي باستمرار الى أسواق تبسة لاقتناء حاجيات المنزل لكنها اليوم قدمت خصيصا للتزود بمستلزمات العودة المدرسية لأبنائها لأن الأسعار وحتى الجودة أفضل في الأسواق الجزائرية.
ويستفيد التونسيون من سعر صرف فالدينار التونسي سعره 665 د جزائري وقد تجد بين الوافدين بعض التجار الصغار ممن يقتنون سلعا لبيعها في الأسواق التونسية، لكن أغلب الوافدين هم عائلات لا سيما من المناطق الحدودية أصبحت تبسة وجهتهم أسبوعيا للتسوق.
ساعات الانتظار؟؟
يخيل لك وأنت تستعد للقيام بالإجراءات اللازمة للعبور إلى الأراضي الجزائرية أن تكون الخدمات والإجراءات أكثر تعطيلا وتشددا من الجانب الجزائري لكن الغريب أن الطوابير وساعات الانتظار الطويلة في رحلة الذهاب تكون من الجانب التونسي ويحدث أن تصل إلى المعبر الحدودي ببوشبكة قبل الساعة السادسة صباحا ولا تحصل على ختم شرطة الحدود إلا في حدود الساعة التاسعة صباحا؟؟
كثيرون ممن التقتهم "الصباح" تذمروا من بطء الخدمات في شرطة الحدود التونسية والملاحظ أن جزءا كبيرا من الوافدين وإن في ساعات متأخرة يحصلون على خدمات سريعة قبل غيرهم ممن قضوا ساعات انتظار طويلة والسبب الرياضة الوطنية بامتياز "المعارف" و"قهوتي" وجوازات السفر التي تسرب وتختم من وراء نافذة الخدمات ؟؟ ولا يتطلب ذلك جهدا كبيرا للتفطن لهذه التجاوزات يكفيك فقط الجلوس والملاحظة فهي تجرى على مرأى ومسمع من الناس .
في المقابل لا تتجاوز علمية ختم الجواز بضع الدقائق على مستوى الجمارك الجزائرية. وقد أشاد الكثير ممن تحدثت معهم "الصباح" بسرعة الخدمات من الجانب الجزائري وتحسن مستوى الاستقبال لا سيما بعد دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في فيفري الفارط إلى "عدم إزعاج وعرقلة المواطنين التونسيين في مراكز العبور الراغبين في الدخول إلى الجزائر"، وفق ما نقله التلفزيون الجزائري حينها.
سيول الأفارقة جنوب الصحراء !!
في الطريق من المعبر الحدودي ببوشبكة إلى وسط مدينة تبسة لا تستطيع أن لا تتساءل عن حقيقة تلك السيول البشرية الجارفة من الأفارقة جنوب الصحراء على امتداد الطريق التي تؤكد أن الأمر لا يمكن أن يكون صدفة أو مجرد ظاهرة. فأينما وليت وجهك تجدهم تحت الأشجار يستريحون أو على جنبات الطرقات يسيرون مثقلين بتعب المسير بينهم نساء وأطفال .
يخبرنا سائق الحافلة بأنهم ممنوعون من نقلهم أو التعاطي معهم رغم انه كان يستغفر الله شفقة عليهم وعلى حالهم تلك وكم يتحملون من عناء السير على الأقدام آلاف الكيلومترات .
ويقول إنهم يقضون ليلتهم في الغابات القريبة من معبر بوشبكة في انتظار إدخالهم الى تونس.
الغريب أن بعضهم كان يسير عكس اتجاه الحدود التونسية أي باتجاه تبسة وعند السؤال يقول سائق الحافلة "هؤلاء ممن ترسلهم تونس إلينا وترفض استقبالهم" مضيفا في نبرة مختلفة "أنتم التونسيون تسيؤون إليهم كثيرا".
هنا يستوقفه أحد الركاب التونسيين قائلا "نحن نقول أنتم من ترسلونهم إلينا وأنتم تدعون العكس.. فأين الحقيقة يا ترى؟".
حركية تجارية كبيرة
تعد سوق ليبيا بتبسة أو سوق أربعة مارس أهم سوق تجلب التونسيين دون منازع طبعا إلى جانب بعض المحلات والفضاءات التجارية القريبة.
وإلى جانب اقتناء الملابس وبعض المستلزمات الأخرى من أدوات كهرومنزلية والكترونية يقبل التونسيون في الآونة الأخيرة على مختلف المواد الغذائية من زيت المائدة والأجبان والحليب ومشتقاتها والعصائر والمشروبات الغازية وحتى اللحوم البيضاء. تقول هنا سيدة كانت بصدد اقتناء بعض المواد من إحدى الفضاءات التجارية "الأسعار هنا رحمة على تونس".
وهنا يقر تجار الجملة والتفصيل في مدينة تبسة باستفادتهم بما ادخله توافد التونسيين من حركية تجارية كبيرة.. وبعضهم يبيع سلعه في وقت قياسي.. وبعض المواد التي يقبل عليها التونسيون قد تنفد من السوق والمحلات منذ الساعات الأولى للصباح .
لم يتوقف توافد التونسيين عند حدود ولاية تبسة والولايات الحدودية الجزائرية القريبة من الحدود الغربية، بل أصبحت بعض العائلات لا سيما القادمة على متن سياراتها الخاصة تبلغ أسواق قسنطينة وعين مليلة وعين فكرون بولاية أم البواقي إضافة إلى مدينة العلمة بولاية سطيف.