إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الف اكثر من 70 اغنية لكاظم الساهر.. الساحة الثقافية تودع الشاعر كريم العراقي

 

وجهته كانت إلى تونس بعد مغادرته العراق وشكل ثنائيا ممتازا مع "القيصر"

 صابر الرباعي وهاني شاكر وديانا حداد ومحمد منير وسميرة غنوا من أغاني كريم العراقي والقائمة تطول

تونس - الصباح

 ودع العرب يوم أمس شاعرا من بينهم كان من بين أبرز الشعراء المعاصرين قدرة على ترصيع الكلمات ومن بين أكثرهم موهبة وكرما وهو الذي كان لا يبخل على الجمهور بمنحه حشاشة قلبه مجسمة في قصيد يعبر عن كل ما يحمله الكون من أوجاع.

انه الشاعر العراقي كريم العراقي الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب الجماهير العربية وخاصة الجماهير التونسية، فقد قضى الشاعر بيننا في تونس سنوات طويلة من عمره.

وقد لا نبالغ عندما نقول أن كريم العراقي وكاظم الساهر قد شكلا ثنائيا فنيا لا يقل قيمة عن الثنائي الذي كان قد شكله مارسيل خليفة ومحمود درويش وقد فازت الساحة الفنية العربية بفضل الثنائي كريم العراقي وكاظم الساهر بباقة جميلة من الأغاني التي ستظل باقية وأن رحل صانع كلماتها.

لقد رحل صاحب قصيد "الشمس شمسي والعراق عراقي " بعد صراع مع مرض السرطان. فقد اعلن امس رسميا عن وفاة كريم العراقي الذي اثرى خزينة الاغنية العربية بقصائد جد جميلة ومؤثرة. رحل بعد ان اسلم الروح الجمعة فجرا في أحد مستشفيات أبو ظبي بالإمارات العربية.

وكان كريم العراقي واسمه الحقيقي كريم عودة قدغادر العراق إلى تونس في مطلع التسعينات على غرار العديد من الفنانين والمثقفين بعد محنة حرب الخليج الأولى التي عاشتها العراق. قضى سنوات في مدينة سوسة ( الساحل التونسي) وتنقل فيما بعد بين عدة دول عربية إلى أن استقر في الإمارات العربية المتحدة وقد اشتغل كمحررفني لعدة سنوات في مجلة فنون العراقية، واشتغل في عدة مجلات عربية في مصر والسعودية والإمارات وكان عضوا بجمعية المؤلفين وناشري الموسيقى العالمية.

هو الذي كتب يوما:

رحّال أنا مهرتي جرحي سفر عمري طويل

أعثر وأرد أنهار أضعف مستحيل

زمني يعاندني ويخطف ما أريد

حزني كسر ظهري قيدني بحديد

أرجع وأصيح الله ، الله وأبدأ من جديد

لكن الرحلة توقفت فعلا هذه المرة وقد اثار خبر رحيله حزنا كبيرا واول المتفاعلين هو الفنان كاظم الساهر التي نعى رفيق دربه بحزن واضح.

ولد كريم العراقي سنة 1955 في منطقة الشاكرية كرادة مريم في بغداد وعمل في بداياته مثلما تقول سيرته الذاتية في مدارس بغداد لعدة سنوات، ثم اصبح مشرفا على كتابة الأوبريت المدرسية.

وتنوعت اهتماماته لتشمل كتابة الشعر الشعبي والأغنية والأوبريت والمسرحية والمقالة الصحفية.

وقد بدأ الكتابة والنشر منذ كان في المدرسة الابتدائية في مجلات عراقية، أما في مجال كتابة الأغنية فكانت البداية سنة 1974 بأغنيتين للأطفال (الشميسة) و (يا خالة يالخياطة)، ثم قدم العديد من الأغاني الناجحة لفنانين معروفين مثل سعدون جابر وحسين نعمة ثم بدأت رحلته مع النجم كاظم الساهر وتحديدا منذ سنة 1987 حيث نشأت علاقة الصداقة بينها في المرحلة العسكرية. وكانت أول أغنية في مسلسل (شجاهه الناس) ليكتب " للقيصر" عموما "أكثر من 70 أغنية.

ولم يحل عمله مع كاظم الساهر دون تقديمه اغان للعديد من نجوم الفن العرب من بينهم ديانا حداد وسميرة سعيد ومحمد منير وهاني شاكر واصالة نصري ومن تونس غنى له بالخصوص صابر الرباعي ومن العراق قدم اغان لماجد المهندس ورضا العبد اللهوغيرهما. واستمع الجمهور لأول مرة سنة 2005 لأغنية بصوت كريم العراقي (في تسجيل صوتي لشركة روتانا) بعنوان (دلول) مهداة للعراق موطنه، بمرافقة موسيقية.

ويعد كريم العراقي من بين قلة قليلة من شعراء الأغنية الذين حققوا نجومية حقيقية في الساحة العربية. فاسمه منتشر مثله مثل نجوم الطرب وذلك بفضل موهبته وذكائه في تأليف اغان تنصت لوجع المنطقة العربية ككل ولحضوره طبعا في المشهد الفني والإعلامي. وقد ابدع المطرب كاظم في الساهر في ترجمة ما أراد أن يبلغه كريم العراقي من احاسيس وشجون وقدمها في الحان زادتها عمقا وانفق عليها من روحه وقدمها هدية نفيسة لجمهوره بصوته الطربي الاستثنائي.

لكن ها قد حلت نقطة النهاية وآن لقصة الشاعر أن تنتهي لتبدأ رحلة أخرى، رحلة الخلود للمبدعين الخلاقين.

ح س

 

الف اكثر من 70 اغنية لكاظم الساهر..   الساحة الثقافية تودع الشاعر كريم العراقي

 

وجهته كانت إلى تونس بعد مغادرته العراق وشكل ثنائيا ممتازا مع "القيصر"

 صابر الرباعي وهاني شاكر وديانا حداد ومحمد منير وسميرة غنوا من أغاني كريم العراقي والقائمة تطول

تونس - الصباح

 ودع العرب يوم أمس شاعرا من بينهم كان من بين أبرز الشعراء المعاصرين قدرة على ترصيع الكلمات ومن بين أكثرهم موهبة وكرما وهو الذي كان لا يبخل على الجمهور بمنحه حشاشة قلبه مجسمة في قصيد يعبر عن كل ما يحمله الكون من أوجاع.

انه الشاعر العراقي كريم العراقي الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب الجماهير العربية وخاصة الجماهير التونسية، فقد قضى الشاعر بيننا في تونس سنوات طويلة من عمره.

وقد لا نبالغ عندما نقول أن كريم العراقي وكاظم الساهر قد شكلا ثنائيا فنيا لا يقل قيمة عن الثنائي الذي كان قد شكله مارسيل خليفة ومحمود درويش وقد فازت الساحة الفنية العربية بفضل الثنائي كريم العراقي وكاظم الساهر بباقة جميلة من الأغاني التي ستظل باقية وأن رحل صانع كلماتها.

لقد رحل صاحب قصيد "الشمس شمسي والعراق عراقي " بعد صراع مع مرض السرطان. فقد اعلن امس رسميا عن وفاة كريم العراقي الذي اثرى خزينة الاغنية العربية بقصائد جد جميلة ومؤثرة. رحل بعد ان اسلم الروح الجمعة فجرا في أحد مستشفيات أبو ظبي بالإمارات العربية.

وكان كريم العراقي واسمه الحقيقي كريم عودة قدغادر العراق إلى تونس في مطلع التسعينات على غرار العديد من الفنانين والمثقفين بعد محنة حرب الخليج الأولى التي عاشتها العراق. قضى سنوات في مدينة سوسة ( الساحل التونسي) وتنقل فيما بعد بين عدة دول عربية إلى أن استقر في الإمارات العربية المتحدة وقد اشتغل كمحررفني لعدة سنوات في مجلة فنون العراقية، واشتغل في عدة مجلات عربية في مصر والسعودية والإمارات وكان عضوا بجمعية المؤلفين وناشري الموسيقى العالمية.

هو الذي كتب يوما:

رحّال أنا مهرتي جرحي سفر عمري طويل

أعثر وأرد أنهار أضعف مستحيل

زمني يعاندني ويخطف ما أريد

حزني كسر ظهري قيدني بحديد

أرجع وأصيح الله ، الله وأبدأ من جديد

لكن الرحلة توقفت فعلا هذه المرة وقد اثار خبر رحيله حزنا كبيرا واول المتفاعلين هو الفنان كاظم الساهر التي نعى رفيق دربه بحزن واضح.

ولد كريم العراقي سنة 1955 في منطقة الشاكرية كرادة مريم في بغداد وعمل في بداياته مثلما تقول سيرته الذاتية في مدارس بغداد لعدة سنوات، ثم اصبح مشرفا على كتابة الأوبريت المدرسية.

وتنوعت اهتماماته لتشمل كتابة الشعر الشعبي والأغنية والأوبريت والمسرحية والمقالة الصحفية.

وقد بدأ الكتابة والنشر منذ كان في المدرسة الابتدائية في مجلات عراقية، أما في مجال كتابة الأغنية فكانت البداية سنة 1974 بأغنيتين للأطفال (الشميسة) و (يا خالة يالخياطة)، ثم قدم العديد من الأغاني الناجحة لفنانين معروفين مثل سعدون جابر وحسين نعمة ثم بدأت رحلته مع النجم كاظم الساهر وتحديدا منذ سنة 1987 حيث نشأت علاقة الصداقة بينها في المرحلة العسكرية. وكانت أول أغنية في مسلسل (شجاهه الناس) ليكتب " للقيصر" عموما "أكثر من 70 أغنية.

ولم يحل عمله مع كاظم الساهر دون تقديمه اغان للعديد من نجوم الفن العرب من بينهم ديانا حداد وسميرة سعيد ومحمد منير وهاني شاكر واصالة نصري ومن تونس غنى له بالخصوص صابر الرباعي ومن العراق قدم اغان لماجد المهندس ورضا العبد اللهوغيرهما. واستمع الجمهور لأول مرة سنة 2005 لأغنية بصوت كريم العراقي (في تسجيل صوتي لشركة روتانا) بعنوان (دلول) مهداة للعراق موطنه، بمرافقة موسيقية.

ويعد كريم العراقي من بين قلة قليلة من شعراء الأغنية الذين حققوا نجومية حقيقية في الساحة العربية. فاسمه منتشر مثله مثل نجوم الطرب وذلك بفضل موهبته وذكائه في تأليف اغان تنصت لوجع المنطقة العربية ككل ولحضوره طبعا في المشهد الفني والإعلامي. وقد ابدع المطرب كاظم في الساهر في ترجمة ما أراد أن يبلغه كريم العراقي من احاسيس وشجون وقدمها في الحان زادتها عمقا وانفق عليها من روحه وقدمها هدية نفيسة لجمهوره بصوته الطربي الاستثنائي.

لكن ها قد حلت نقطة النهاية وآن لقصة الشاعر أن تنتهي لتبدأ رحلة أخرى، رحلة الخلود للمبدعين الخلاقين.

ح س