إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

شهر عن تسلمه لمهامه.. أحمد الحشاني.. متى يخرج عن صمته؟

 

تونس-الصباح

لا يزال أحمد الحشاني وبعد مرور شهر بالتمام والكمال عن موكب تسلمه لمهامه الجديدة وتعيينه بدلا للمعفاة نجلاء بودن في خطة رئيس للحكومة، وانقضاء 31يوما عن أدائه اليمين الدستوري أمام رئيس الدولة، مازال رئيس حكومة تحت التمرين.

توصيف قد يجد من الحجج ما يؤكده حيث لم يعقد الحشاني خلال الواحد والثلاثين يوما الماضية سوى اجتماع وزاري واحد، وقد كان هذا الاجتماع بتاريخ 29أوت الماضي أي بعد نحو 28يوما من تاريخ تسميته على رأس الحكومة بالقصبة.

خلال كل هذه المدة اكتفى الحشاني بعقد سلسلة من اللقاءات الفردية والتي جمعته بجل وزراء حكومته الذين حافظوا عن خططهم رغم مناشدة أحزاب الموالاة ودعوتهم إلى تشكيل حكومة سياسية.

ويبدو خيار رئيس الحكومة هو خيار الاستقرار داخل مجموعته الوزارية بالحفاظ على تركيبتها في انتظار كلمة الفصل والأخيرة في هكذا تغيير والتي ستكون بيد رئيس الجمهورية قيس سعيد.

ولم يكن النشاط الديبلوماسي للحشاني خلال الفترة الماضية نشاطا بارزا حيث لم يسجل قصر الحكومة بالقصبة سوى لقاء واحد جمعه بوزير الاقتصاد والتجارة الليبي محمد علي الحويج يوم 11اوت الماضي.

وبالرغم من انتمائه لنفس المنظومة السياسية لم تحمل الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة تهاني رئيس البرلمان إبراهيم بودربالة للوافد الجديد على القصبة ليخالف هذا الأمر الأعراف المتفق عليها بين مختلف مسؤولي الدولة،حيث اكتفى الحشاني بتهنئة الرئيس له يوم تنصيبه بقصر قرطاج.

وعلى غرار نجلاء بودن اكتفى رئيس الحكومة بالصمت في تعامله مع الأحداث والأزمات اليومية التي تعيشها البلاد.

وشكلت سياسة الصمت غير المبررة قلقا إذ لم يتحدث الحشاني إلى حد اليوم عن رؤية حكومته للازمات لاقتصادية والاجتماعية للبلاد وبرنامج عمله للإنقاذ .

ومع فرض سعيد لتغيير على رأس الحكومة بإعفاء نجلاء بودن وتعويضها بأحمد الحشاني فقد شكل هذا الموضوع فرصة لإعادة الود بين الحكومة الجديدة من جهة والاتحاد العام التونسي للشغل، واستعادة مداخل الحوار والمفاوضات بين الطرفين بعد صدام لأكثر من سنة مع رئيسة الحكومة السابقة.

وفي هذا السياق بادر الاتحاد بدعوة الحشاني إلى "الانفتاح على مختلف المكونات في البلاد من أجل التغلب على المصاعب والتحديات".

وشدد الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي يوم 8 أوت من جهة صفاقس "على ضرورة تغيير الاستراتيجيات والسياسات بدلا من استبدال مسؤول بآخر".

كما طالبت المنظمة العمالية الرئيس قيس سعيد بمنح صلاحيات للحشاني ليتمكن من إصلاح الأوضاع الصعبة التي تعاني منها البلاد.

ولم يجد هذا الخطاب "الودود" أي تفاعل من قبل الحشاني الذي يبدو أنه على منهج قيس سعيد في مقاطعته للأجسام الوسيطة من أحزاب ومنظمات بعد أن أبدى برودا في التعامل مع دعوة الاتحاد للانفتاح.

كما لم يعر الحشاني أي اهتمام لدعوة حركة الشعب بتشكيل حكومة سياسية واكتفى الرجل إلى الآن بالإبقاء على تركة نجلاء بودن من وزراء .

واتفقت المعارضة كما الموالاة في نقدها لقرار الرئيس بتعيين الحشاني حيث تقاطع جميع المواقف على أنه "لا يلبي التطلعات المرجوّة".

ففي تصريح سابق قال رئيس "جبهة الخلاص" أحمد نجيب الشابي إن الجبهة تلقت باستغراب خبر إقالة رئيسة الحكومة نجلاء بودن لغياب مبررات لهذه الإقالة.

وأبدى الشابي تحفظ الجبهة على القرار، معتبرا رئيس الحكومة الجديد شخصا غير معروف، في وقت تتطلب مهمته خلفية سياسية، وفق تعبيره.

وشدد الشابي على أن وضعية البلاد لا تبعث على التفاؤل، وأن الرئيس مستمر في إنكاره في ظل وضع اقتصادي سيئ وإفلاس وشيك، على حد وصفه.

من جهته، قال محمد مسليني القيادي بحركة الشعب إن تغيير شخص بشخص دون رؤية وبرنامج واضحين لا يستجيب لمطالب الحركة مؤكدا أن الرئيس قيس سعيّد لن يستجيب لمطلب تشكيل حكومة سياسية.

فهل يتخلى الحشاني عن صمته ويفتح بوابات التواصل مع محيطه الاجتماعي والسياسي أم سيكون مجرد منفذ لافكار  وسياسة رئيس الجمهورية؟

خليل الحناشي

 شهر عن تسلمه لمهامه..   أحمد الحشاني.. متى يخرج عن صمته؟

 

تونس-الصباح

لا يزال أحمد الحشاني وبعد مرور شهر بالتمام والكمال عن موكب تسلمه لمهامه الجديدة وتعيينه بدلا للمعفاة نجلاء بودن في خطة رئيس للحكومة، وانقضاء 31يوما عن أدائه اليمين الدستوري أمام رئيس الدولة، مازال رئيس حكومة تحت التمرين.

توصيف قد يجد من الحجج ما يؤكده حيث لم يعقد الحشاني خلال الواحد والثلاثين يوما الماضية سوى اجتماع وزاري واحد، وقد كان هذا الاجتماع بتاريخ 29أوت الماضي أي بعد نحو 28يوما من تاريخ تسميته على رأس الحكومة بالقصبة.

خلال كل هذه المدة اكتفى الحشاني بعقد سلسلة من اللقاءات الفردية والتي جمعته بجل وزراء حكومته الذين حافظوا عن خططهم رغم مناشدة أحزاب الموالاة ودعوتهم إلى تشكيل حكومة سياسية.

ويبدو خيار رئيس الحكومة هو خيار الاستقرار داخل مجموعته الوزارية بالحفاظ على تركيبتها في انتظار كلمة الفصل والأخيرة في هكذا تغيير والتي ستكون بيد رئيس الجمهورية قيس سعيد.

ولم يكن النشاط الديبلوماسي للحشاني خلال الفترة الماضية نشاطا بارزا حيث لم يسجل قصر الحكومة بالقصبة سوى لقاء واحد جمعه بوزير الاقتصاد والتجارة الليبي محمد علي الحويج يوم 11اوت الماضي.

وبالرغم من انتمائه لنفس المنظومة السياسية لم تحمل الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة تهاني رئيس البرلمان إبراهيم بودربالة للوافد الجديد على القصبة ليخالف هذا الأمر الأعراف المتفق عليها بين مختلف مسؤولي الدولة،حيث اكتفى الحشاني بتهنئة الرئيس له يوم تنصيبه بقصر قرطاج.

وعلى غرار نجلاء بودن اكتفى رئيس الحكومة بالصمت في تعامله مع الأحداث والأزمات اليومية التي تعيشها البلاد.

وشكلت سياسة الصمت غير المبررة قلقا إذ لم يتحدث الحشاني إلى حد اليوم عن رؤية حكومته للازمات لاقتصادية والاجتماعية للبلاد وبرنامج عمله للإنقاذ .

ومع فرض سعيد لتغيير على رأس الحكومة بإعفاء نجلاء بودن وتعويضها بأحمد الحشاني فقد شكل هذا الموضوع فرصة لإعادة الود بين الحكومة الجديدة من جهة والاتحاد العام التونسي للشغل، واستعادة مداخل الحوار والمفاوضات بين الطرفين بعد صدام لأكثر من سنة مع رئيسة الحكومة السابقة.

وفي هذا السياق بادر الاتحاد بدعوة الحشاني إلى "الانفتاح على مختلف المكونات في البلاد من أجل التغلب على المصاعب والتحديات".

وشدد الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي يوم 8 أوت من جهة صفاقس "على ضرورة تغيير الاستراتيجيات والسياسات بدلا من استبدال مسؤول بآخر".

كما طالبت المنظمة العمالية الرئيس قيس سعيد بمنح صلاحيات للحشاني ليتمكن من إصلاح الأوضاع الصعبة التي تعاني منها البلاد.

ولم يجد هذا الخطاب "الودود" أي تفاعل من قبل الحشاني الذي يبدو أنه على منهج قيس سعيد في مقاطعته للأجسام الوسيطة من أحزاب ومنظمات بعد أن أبدى برودا في التعامل مع دعوة الاتحاد للانفتاح.

كما لم يعر الحشاني أي اهتمام لدعوة حركة الشعب بتشكيل حكومة سياسية واكتفى الرجل إلى الآن بالإبقاء على تركة نجلاء بودن من وزراء .

واتفقت المعارضة كما الموالاة في نقدها لقرار الرئيس بتعيين الحشاني حيث تقاطع جميع المواقف على أنه "لا يلبي التطلعات المرجوّة".

ففي تصريح سابق قال رئيس "جبهة الخلاص" أحمد نجيب الشابي إن الجبهة تلقت باستغراب خبر إقالة رئيسة الحكومة نجلاء بودن لغياب مبررات لهذه الإقالة.

وأبدى الشابي تحفظ الجبهة على القرار، معتبرا رئيس الحكومة الجديد شخصا غير معروف، في وقت تتطلب مهمته خلفية سياسية، وفق تعبيره.

وشدد الشابي على أن وضعية البلاد لا تبعث على التفاؤل، وأن الرئيس مستمر في إنكاره في ظل وضع اقتصادي سيئ وإفلاس وشيك، على حد وصفه.

من جهته، قال محمد مسليني القيادي بحركة الشعب إن تغيير شخص بشخص دون رؤية وبرنامج واضحين لا يستجيب لمطالب الحركة مؤكدا أن الرئيس قيس سعيّد لن يستجيب لمطلب تشكيل حكومة سياسية.

فهل يتخلى الحشاني عن صمته ويفتح بوابات التواصل مع محيطه الاجتماعي والسياسي أم سيكون مجرد منفذ لافكار  وسياسة رئيس الجمهورية؟

خليل الحناشي